الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بعد البشر - رحلة العقل المجرد

وليد مهدي

2017 / 2 / 15
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


( 1 ) العقــل المجــرد

اقصى ما يمكن تصوره خيالنا عن واقع المستقبل الآتي بعد مئة او مئتين او حتى ثلاثمائة سنة ان البشرية تتقدم تقنيا الى درجة ان الطائرات ستحل محل السيارات في تنقل البشر الذين يعيشون في ابراج مضيئة عالية تتجاوز السحب ، ورحلات تمتد بين المستعمرات الفضائية في المجموعة الشمسية خارج كوكبنا الازرق ..

لكننا قلما نفكر في شكل نظام الحكم ، ومن يحكم في ذلك الزمن .. و ماهية الإدارة التي تسيطر على هذا النظام الكوني المعقد ..
نحن ، البشر في القرن الحادي والعشرين ، نعتبر وجودنا على الارض فريدا ، لدرجة ان يصعب علينا استيعاب ان يكون هناك كواكب أو " ارضين " اخرى مأهولة بكائنات عاقلة في الفضاء .. مع ان اتساع الكون يجعل ذلك منطقيا وشبه محتوم ..

لا بل نحن نعتبر " لحظتنا " وواقع حياتنا هو الواقع الاكثر فرادة والاكثر واقعية والاكثر تمثيلا للحقيقة من اي زمن او لحظة عاشتها البشرية من قبل او يمكن ان تعيشها الانسانية في المستقبل ..
انها " نرجسية " معقدة ومركبة تجعلنا دوما بعيدين عن ادراك القياس والحكم الحقيقي المجرد على مجرى و مآل التاريخ البشري ..
فنحن لا نفهم من التاريخ إلا " ما نريد " ، ولا نستقرئ المستقبل الا وفق ما نتمنى ..

ليست لدينا تلك الارادة المطلقة لمعرفة واقع التاريخ كما هو و حقيقة ما ينتظرنا في المستقبل بدون رغبة و تمنيات ..

نحتاج إلى مفاهيم جديدة عن المعرفة " المجردة " وآليات مستحدثة لإدراك الابعاد الحقيقية لوجودنا وتاريخنا و المسار الذي يسير عليه تطورنا ومستقبلنا بعيدا عن كل وجهات النظر الكلاسيكية التي سادت واسست للذهنية التي نعرفها اليوم المعروفة باسم " ما بعد الحداثة " الممثلة بغياب الحقيقة و اعتبار نسبيتها امر واقع ، و بوجود حقائق متعددة متضادة احيانا حسب دريدا و فوكو وغيرهم ..
نحتاج الى تجرد حقيقي ، وإعادة قراءة شاملة لتاريخنا بدايته ( او بداياته ) و نهايته ( او نهاياته ) بآلية فكرية وادوات عقلية جديدة تتجاوز " الحداثة و ما بعدها " الى مفاهيم اكثر شمولا للمسالة الانسانية و المعرفة من السابق ..
نحن بحاجة إلى رفع " الإنسان " من جميع ادواتنا الفكرية الجديدة وإحلال مفهوم " الزمن " محله لتتسنى لنا الرؤية الموضوعية الواضحة بلا اماني وتمنيات أو دوغما ، وهو ما حاولنا التمهيد له في المقالات السابقة عن " الانسان العميق " و " الانسان الاعلى " في سبر غور الابعاد الكلية للإنسان واستخلاص نتيجة هامة :

الانسان ، كما نعرفه اليوم ، ما هو إلا حدث عابر عبر تاريخ الحياة البيولوجية فوق هذا الكوكب ، وليس الحدث الاهم كما نتصور ..
هناك تاريخ طويل جدا يمثل " ما قبله " ، وتاريخ بالغ التعقيد قادم يمثل ما بعده ..
هناك تاريخ ما قبل بشري ، وتاريخ ما بعد بشري ، وبينهما هو التاريخ البشري فقط ..
التاريخ ما قبل البشري يمتد الى خمسمئة مليون سنة او تزيد ..
والتاريخ البشري الفعلي قد لا يتجاوز المليونين او ثلاثة ملايين سنة حتى الآن .. وقد لا يستمر البشر كما نعرفهم الآن سوى أقل من مئتي الف سنة ليتحولوا إلى " منظومة " كلانية بالغة التعقيد تندمج افرادها كخلايا في كيان كلي جمعي يمثل الإله الكوكبي العظيم ..!!
حينها يبدأ التاريخ " ما بعد البشري " ..

وهو حدث لا يعني نهاية البشرية المعروفة ، بل انزوائها وانعزالها كحدث عابر هامشي في التاريخ
حصل ذلك مع البكتيريا قبل خمسمئة مليون سنة حين سادت الكوكب الارضي وكانت هي محور تاريخ هذا الكوكب .. لكنها اليوم لا تزال موجودة على " الهامش " بعد هيمنة الانسان ..
وحدث ذلك مع الديناصورات قبل مئتي مليون سنة ، و التي نشأت اصلا من البكتيريا ..
يمكن ان نقول عن التاريخ البشري بانه ما بعد بكتيري او ما بعد ديناصوري ..

ما نحتاج التنبؤ به ومعرفته فعلا بموضوعية بعيدة عن نرجسيتنا الكلاسيكية :-

ما هو شكل التاريخ ما بعد البشري ؟

سيبقى بعض البشر يعيشون كأفراد وجماعات ، كما هي البكتيريا اليوم ، و كما هي الدول والامم اليوم فوق القشرة الارضية ، لكن ، سيؤول التاريخ حتما إلى " مخلوقات بيو – آلية " عملاقة ضخمة و " مرعبة " نسبيا ، تحمل فوقها بشرا مجندين أو اشباه بشر او اشباه آليين نصفهم بشري ونصفهم آلي ، حاملات الطائرات المعروفة اليوم ما هي إلا نماذج اولية ستفضي إلى ولادة تلك الآلهة العظيمة " في الفضاء الخارجي " والتي ستكون كخلية نحل كونية جبارة ، اُرجح ان مثيلاتها ولدت وتطورت وتعاظمت على اسطح كواكب اخرى في الكون ..
نحتاج إلى مواجهة الحقيقة كما هي و قراءة المستقبل حسب مساره الموضوعي و ليس كما نتمنى ..

( 2 ) الأنـــا ومــا بعدها

لو تمكن الانسان البدائي الذي كان يعيش في الكهوف قبل 70 الف سنة من رؤية واقع حضارتنا العصرية " اليوم " و تطورها في احد الاحلام في لياليه في تلك الكهوف ...
هل كان يمكنه استيعاب ذلك " الحلم " ... او حتى تمني ان يعيش في زماننا نحن لا زمانه ... ؟

ذلك الانسان البدائي الذي يعيش في الغابات والجبال والبراري الشاسعة المترامية و تربى على التكيف مع واقعه و الحقبة الزمنية المنتمي اليها ، هل كانت غابات الاسمنت وناطحات السحاب لتعني له اي شيء وهو يعيش في عالمه الذي تعوده ؟
الحال نفسه ، لو قدحت في مخيلتنا رؤية في احد الاحلام ذات ليلة لنرى واقع حضارة الجنس البشري وتعقيداتها " الغريبة وربما المرعبة " بعد عشرين الف سنة من الآن ..

هل يمكننا تمني فعلا حياة على الارض يكون كل شيء فيها تحت تصرف " الروبوتات " او العيش في داخل مستعمرات مغلقة لا ترى ضوء الشمس ولا ظلمة الليل وكل الضوء والعتمة والطعام والشراب ، بل حتى الهواء ، وربما افكارنا ، يتم التحكم بمقاييسها و نسبتها بصورة آلية صارمة كما لو كنا جنودا في مستعمرة نحل يديرها عقل الكتروني مركزي فائق الذكاء ؟؟
الاهم من هذا كله ، من الذي بين هؤلاء الثلاثة ، انسان الكهوف او نحن في القرن 21 بعد المسيح او انسان حضارة الروبوت المتقدمة بعد 20 الف سنة ، من بين هؤلاء الثلاثة يحق له ادعاء معرفة الحقيقة والتحضر ؟

في المقال السابق ، الأنسان الأعلى ، ذكرنا " قوالب الزمن الطبيعية " او " المسارات الزمنية " التي يجري عليها التاريخ محكوما بنوع من " الحتمية " ..
وهؤلاء الثلاثة بوقوع حياتهم على فترات متباعدة كثيرا على مسارات الزمن نجد كل واحد فيهم يتحدث بثقة " قاطعة ، جازمة " بانه صاحب الرؤية و العقل المثالي ..
وبرفعنا للأنا من محاور الاستدلال واستبدالها بالــ " زمن " ستتضح الصورة أكثر عن حقيقة ما سيؤول به مسار الزمن من صور للتاريخ ما بعد البشري ..
لكن ، ما هي الانا التي نحتاج الى رفعها ، و ما هو " الزمن " الذي سيأخذ مكانها في استدلالاتنا المقبلة ؟

(3) انا و – نحن - و – الزمن -

كل هواجسنا الدفينة تدور حول أنفسنا ..
حول الأنا ، و حتى عندما نحاول ان نكون موضوعيين تصبح محاور أفكارنا حول " نحن " ... البشر ..
هذه النرجسية في التفكير تشكل دائرة اسمها الجنس البشري الى الداخل منها دوائر أصغر منها .. هكذا تستمر الدوائر المرسومة للداخل ... دائرة للأمة أو الديانة التي ننتمي اليها ..
دائرة للوطن .. دائرة للمدينة .. دائرة ربما للقبيلة ..

إلا أن أهم الدوائر هي المركزية الصغيرة التي نسميها انا .. فهي بمثابة مصباح أو كشاف ضوئي يضيء كل الدوائر الأخرى ، ولو تعطلت هذه الدائرة المركزية عن الفاعلية تصبح بقية الدوائر غير ذات معنى ..
وهذه هي حال الأنا لدى المسحوقين .. يمتلكون دوائر النحن كلها مع دائرة انا منطفئة باهته ..
لذا نجد هناك من يستبدل الأنا الشخصية من بين هؤلاء المسحوقين بالنحن الدينية أو الطائفية .. فيتحول إلى جندي عقائدي تسيره وتحركه دائرة الأيديولوجيا هذه .. بعد أن فقد دائرته الذاتية المركزية ..
الخبر السيء هنا ، أن فقدان الأنا لحساب - نحن - هو الغاية الحتمية للتطور السيكولوجي للجنس البشري لأنه يتوافق مع غاية التطور التقاني لخلق الإنسان الأعلى أو الآلة الإله العملاقة .. !!
فقراءة حدث في مسار تطور انا البكتيريا المفردة إلى " نحن – الكلانية " الممثلة للمكورات والعصويات و البروتوزوا الاخرى هي ذات القراءة التي نقرأ بها الفردانية في الليبرالية الغربية التي ستقود مع الزمن حتما إلى " الماركسية " في النظام السياسي كمذهب شمولي يؤدي الى ديكتاتورية الافراد العاملين في جسد الآلة العملاقة .. !!

وهكذا ، بمجرد ان نستبدل " الانسان " في محور الاستقراء بـ " الزمان " ، يصبح التاريخ واضحا بلا لبس او " دوغما " موشحة بالعويل والبكاء على فردانية الانسان وحريته ..
كل ما نجهد به ونكابر جاهدين على تثبيته كفلسفة إنسانية في حضارتنا العصرية من احترام للفردانية والذاتية ما هو في الواقع إلا مرحلة عابرة ستنتهي آجلا أو عاجلا لتغيب إلى الأبد ..
انها سنة الدهر و الزمان في مساراته .. و لن تجد لسنته تبديلا !!

( 4 ) الحقائق في جوف " اسطورة "

العقل الاسطوري المتعدد الرؤوس الذي وصفه علي بن ابي طالب كوجه ملاك مؤلف من ألف وجه ، حين سؤل عن العقل ما هو :-

( خَلَقَهُ مَلَكٌ لَهُ رُؤوسٌ بِعَدَدِ الْخَلاَئِقِ، مَنْ خُلِقَ وَمَنْ يُخْلَقُ إلی يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَلِكُلِّ رَأْسٍ وَجْهٌ، وِ لِكُلِّ آدَمِيٍّ رَأْسٌ مِنْ رُؤوسِ الْعَقْلِ ... )
هو نفسه ، ولو بوجه آخر ، شكل " اللادولة " الذي تتنبأ به المادية التاريخية – الماركسية كشكل نهائي لتطور الدولة – خلية النحل الآلية ، التي يكاد يتساوى و يتشابه افرادها ,,
كذلك الآلهة الهندوسية المتعددة الرؤوس .. كلها تشير إلى البنية الكلية لهذا " الانسان " و مساره في خارطة الزمن وقوالب تطوره الطبيعية نحو كيان انسان كلي متعدد الرؤوس – الافراد ..

لا توجد في الحقيقة أسطورة " كاملة " أو " مطلقة " .. ، أو كما قال شتراوس في - الاسطورة و المعنى - ، الأساطير تخفي في حقيقتها بنية نمطية عن العقل البشري ، او الجمعي لجماعة ما ..
هذا العقل الكوني متعدد الرؤوس هو " غاية " البنية الجمعية التي ستنتهي إلى تخليق الإنسان الأعلى ..
هذا الإنسان الأعلى كمنظومة و آلة عملاقة أو - روبوت - فائق الذكاء عملاق يتداخل ويتواصل مع بنى العقول الفردية للخلايا التي تؤلف بعض اجزاءه و تسمى اليوم جنس بني البشر ..
فالملائكة في الثقافة الزردشتية و العبرانية و العربية هي ذاتها الآلهة السومرية والهندوسية ..

رمزية هذه الاساطير إنما تستند على ذات الخلفية التي يحاول الوعي الجمعي لأمة من الأمم التعبير عنها برموز قابلة للفهم اجتماعيا حسب واقع الزمان و المكان فتبدو مختلفة متباينة بين ثقافة و أخرى ..
فهي جميعا تنطلق من ذات الخلفية الشاملة لعموم تنبؤ العقل الجمعي للجنس البشري و التي تتلخص في محاولة هذا العقل الباطن الإنساني العميق استقراء البنية الكلية والغاية النهائية لتطور الجنس البشري وتشكيل بنى كونية معقدة جدا مؤلفة من وحدات معقدة متشابهة ..
تارة تسمى الآلهة وتارة تدعى الملائكة .. هي في النهاية غايات نهائية للتطور و ستنال هي في آخر المطاف مسماها النهائي - الحقيقي ..

ستكون بمثابة منظومة معقدة ، أو آلة عملاقة تسمى الإنسان الأعلى أو الأعظم أو الإله الإنسان ..
ولا تهم التسمية .. المهم هو مسار هذه المنظومة على مجرى الزمن ، هي غاية - حتمية - سيصل اليها تطور البشر التقني - الاجتماعي ..

وهي ربما ، ما وصلت إليه كواكب مأهولة أخرى في الفضاء فشكلت مخلوقها العظيم الأعلى بما يوافق ما تحدثت به أولى أساطير البشرية قبل سبعة الاف سنة ، في سومر ، حين تحدثت الحينوما عيليش ( حينما في الأعالي ) عن الكواكب الآلهة في " الأعالي " ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أية تجريد
البناني حمود ( 2017 / 2 / 16 - 12:03 )
القضية أن هذا الرأي مبطن بالحس اللاهوتي الزاعق. وهو يبدو في ظاهره بحثاً عقلانياً لكنه يسوق لفكرة الإنسان المجرد بأصداء التشيع. وهي حلم أجوف سرعان ما يمتلئ بمخزون الأيديولوجيا(التي تطل من كلامه الثيوايديولوجي). بدليل أن رؤية كاتب المقال للحداثة وما بعد الحداثة رؤية مجوفة أيضاً. اعتبرهما مرحلتين معلقتين على ناصية الكون. إنهما نتيجة تراكم تاريخي داخل الزمن. كما أن التجريد أقرب الآليات العقلية لضياع الحقيقة. ولن يكون التجريد - كما يذهب- جارياً في إطار حقيقة مستقبلية ونبوءة على بن ابي طالب تفسر هذا اللاهوت. نقل الكاتب عنه بصدد العقل ( خَلَقَهُ مَلَكٌ لَهُ رُؤوسٌ بِعَدَدِ الْخَلاَئِقِ، مَنْ خُلِقَ وَمَنْ يُخْلَقُ إلی-;- يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَلِكُلِّ رَأْسٍ وَجْهٌ، وِ لِكُلِّ آدَمِيٍّ رَأْسٌ مِنْ رُؤوسِ الْعَقْلِ ... ) هل هذا عقل أم خرافة يروجها المقال؟ وفوق ذلك يربطها بالمادية التاريخية؟.


2 - الاخ الفاضل البناني حمود
وليد مهدي ( 2017 / 2 / 16 - 13:46 )

شكرا على التعليق رفيقنا الكريم ...

مزاوجة المثال عن ملاك الرؤوس المتعددة المنقول عن علي بن ابي طالب عن محمد النبي بمثال
الهة الهندوس الوثنية يعتبره الشيعة انتقاصا من مذهبهم باقرانه بالوثنية والطوطمية الهندوسية

مستوى الادرينالين مرتفع لديك قليلا رفيقي الكريم

لهذا السبب تركت انت كل المقال ولم تقراه

وذهبت انت فقط الى - الى ملاك الرؤوس المتعددة المنقول عن علي - لتثبت صورة البارانويا

التي تزعجك كما تزعج الكثيرين هنا ....

... الربط بالمادية التاريخية هو باعتبار ثقافي بحت لا تستطيع ذهنيتك استيعابه ربما

خالص ودي


3 - القضية المهمة
البناني حمود ( 2017 / 2 / 16 - 15:34 )
لشكرا على الرد استاذ وليد . لكنك مازلت تتهرب من مضمون المقال. عليك بتوضيح قضية مهمة. قضية: لماذا تلجأ إلى التحدث بلغة النبوءة والتصوف والتشيع الباطني؟ وهو ما يظهر في مقاليك السابقين بل في أغلب مقالاتك. إن كتاب الجفر المنسوب لعلي بن أبي طالب مثال على هذا الضرب نحو التجريد الكوني. وهو تبشير(لنستخدم لغة المسيحية) بلاهوت أرضي يضم الأكوان والتاريخ والفيزياء والحقائق. إن التشيع يخلط خلطاً واضحاً بين المادة والروح والعقل كما هو واضح في جميع أدبياته. وليس هذا عيباً إذا كان في نطاق الأيديولوجيا. لكن العيب هذا التسويق للآراء تحت قناع العقلانية المفتوحة. وكما لو كان النتاج من صنع العلم.بينما تقع جميع التفاصيل في مكان ديني أنت تعلمه جيداً ولعل ثقافتنا الاسلامية تخلط هذه الجوانب كما لدى السلفيين وأصحاب الاعجاز العلمي في القرآن والتفسير الباطني للحقائق والظواهر


4 - رفيقنا البناني محمود مع الاعتزاز
وليد مهدي ( 2017 / 2 / 16 - 17:53 )

باعتقادي يا رفيق .... انت من يخلط بين انطباعك المسبق عني - ولا اعرف صراحة مصدره - وبين ما اكتبه

ليس في كتابتي اي - تشيع - ولا دعوة لخلافة علي ولا حتى لنبوة محمد ..!!

انا - ماركسي - .... ادعو الى عولمة الماركسية وتحويل الكوكب الازرق الى احمر ... اين هو التشيع والتصوف من هذا ؟؟؟


بالنسبة للقناع العلمي المزيف الذي تعتقد بانني اطلي به الفكر المستبطن في مقالاتي فانت يا رفيقي لا تزال تتكلم وتتكلم دون ان تقدم الدليل على كلامك ..!!

اين هو العلم المزيف وفي اي موضع واي العبارات والتراكيب والمفاهيم التي سيقت في عموم المقالات وجعلتك تستنتج ذلك ؟؟؟

مع خالص التحايا


5 - هذه هي الفكرة
البناني حمود ( 2017 / 2 / 16 - 19:24 )
تحياتي استاذ وليد....أولا: أنت تريد تحقيق فكرة جماعية سيؤول إليها البشر في شكل مجرد. والسؤال: هل هذا ما انتهى إليه مسار الزمن فعلاً؟ بالعكس كلما خطا التاريخ خطوات مستقبلية كان الفرد- وسيكون- لديه مساحة أكبر من الحرية . وهنا ليس الفرد هو المقصود بل قدرته على تحقيق طاقات ما كان لينالها قديما. والفردية هنا تتراكم مع الزمن ولم تنطو تحت الجماعة إلا بمزيد من القهر. عادة الجماعات هي الغطاء الناعم لمزيد من الوعي الكلي غير الحقيقي.
ثانياً: التطلع إلى الإنسان الأعلى - كما تقول- هو يوتوبيا صوفية موجودة في فكرة الطهرانية داخل المذاهب الصوفية. ونيتشه أخذها(فكرة السوبر مان) من الديانات الشرقية القديمة. ليس من أيديولوجيا تقمع الآخر هنا أو هناك إلا بتحقيق نمط الإنسان الفائق للتاريخ. والذي يحمل مثاله الكلي علىى كتفه.
ثالثاً: أنت تتحدث عن الإنسان التكنوبيولوجي كأنه آلة فارغة من الثقافة. كان الأجدى التحدث عن الثقافة التي يخلقها وستلائمه لا محض تجريد عام فوق الذرى.
رابعاً: كيف سيتلون الكوكب باللون الأحمر. إن امنياتك وعد رؤيوي. لكنها تحتاج جوانب مادية تاريخية أكثر منها مثالية تأتي بالدين ثانية


6 - الرفيق حمود مرة اخرى
وليد مهدي ( 2017 / 2 / 16 - 21:17 )

اولا .......... لم تجب حول استفساري عن كيفية استنتاجك عن ميولي الدينية التشيعية تحديدا ... كيف يمكنك تقديم الدليل على ذلك ؟

ثانيا ما تحدثت عنه بتزايد الفردانية لم تقدم عليه دليلا واحدا ..... ونمط النيوليبرالية الغربية لا يمثل الفردانية والحرية الحقيقية وعلى ذلك شواهد كثيرة ليست محل نقاشنا الان

ثالثا فكرة نيتشه عن السوبرمان تختلف عن فكرة تطور المجتمع إلى آلة عملاقة
وهي موضوع المقال

لا علاقة بفكرة انعدام الانا لحساب نحن بفكرة سوبرمان نيتشه

نرجو تقديم الدليل عليها

رابعا

قراءتنا للتاريخ قراءة مجددة ومصححة في مسار المادية التاريخية

وهي قراءة مقارنة لتطور الكائنات وتسلسل تعقدها عبر الزمن باستبعاد الثقافة على اعتبارها عامل يفرزه تطور وسائل الانتاج .....

وليست الثقافة هي التي تطور وسائل الانتاج

وهذا هو جوهر الماركسية وجدلها التاريخي مع النظريات الرومانسية عن ليبرالية الغرب

بالتالي

الثقافة وتراكمها مهم وفاعل ولكن في حدود ........ حتمية تحول الجنس البشري الى هامش في التاريخ لا هروب منها ....

فكرة ان الانسان محور العالم وهو الحدث الفريد فيه فكرة غير موضوعية بالمرة حين نتاملها


7 - تماثل غريب!!
البناني حمود ( 2017 / 2 / 16 - 23:04 )
القول بأن المجتمع سيكون بمثابة الجسد متعدد الرؤوس (المتساوية)كما ذكرت هو فكرة مجيء المهدي المنتظر. هذا الذي سيملأ العالم عدلاً وسلاماً ونعيماً بعدما كان يعاني حرباً وقهراً. المفاهيم البينية تحدد إلى درجة بعيدة كون الفكرتين متطابقتين. الغريب أن الفكرة بمقالك تقمصت دور الجدل التاريخي. وعوضاً عن الدين وضعت أنت متغير الزمن حتى يملأ فراغ هذا الدين. ولكن الشحن المثالي الذي تذكره دوماً في كلمات مثل - الإنسان االأعلى- الإنسان العميق_ الإله الإنسان- يجعل جميع المعاني خلف كلامك واضحاً ويكمل الصورة بشكل تعبوي. ولا يخطئ القارئ جوهر الفكرتين رغم التباعد بينهما. ومع أنك تتطلع إلى ماركسية هي النهاية المأمولة إلا أن كلا مك يحشد معطيات العلم والتطور وصولاً لتلك الغاية. وهذا يشبه أيضاً قول الشيعة بأن الظلم والجور مقدمة ضرورية لنزول المهدي. وأن الغاية لن تتحقق إلا بكافة الوسائل ولو كانت مدمرة. فالتكنولوجيا وليدة الرأسمالية وأحد أدواتها ومع هدفك الماركسي إلا أنك ترجح انبثاق الإنسان الأعلى من خلالها مباشرة. عند هذه اللحظة الزمنية يتطابق المهدي المنتظر مع الإنسان الأخير(ما بعد البشر)


8 - ماء عكر - وصيدٌ عجيب !!
وليد مهدي ( 2017 / 2 / 17 - 14:12 )

اخي الكريم


ماركس ولينين ......... هما بمثابة موسى ومحمد

الاول يؤسس للشريعة .... والآخر يقوم بتنفيذها باسلوبه الخاص

فهل كان ماركس ولينين على شريعة موسى ومحمد بطريقة مبطنة ؟؟؟

اي مهدي منتظر تتحدث عنه انت واي بطيخ ......؟؟؟

هذه الدراسات متسلسلة ضمن جدلية علمية ثقافية ...... تنطلق من مبدأ عدم وجود اله للكون اساسا ...... ورفع الانسان وتغييرها بالزمن كعامل فيزيائي هو اساس الاستقراء والبحث

وليس رفع الانسان ووضع الزمن كعامل لاهوتي

انصحك باعادة القراءة بلا تحامل مسبق على كاتب المقال .....


9 - حلم الالة!!!1
مينا سامي ( 2017 / 12 / 6 - 16:47 )
غريب جدا ان نعتبر الالية تقدما الا لرؤية لاتقدر للحياة حق تقديرها وغريب من كاتب المقال انه يقف مع من يكتب ضدهم وهم يجاهدون بكل قوة من اجل اثبات الالية او الغرائزية في اساس الفعل الانساني ومحو كل تميز روحي ووجداني للأنسان

الحرب الحقيقية هي ضد الانسان والمقال يتنبأ بهزيمة الانسان

اخر الافلام

.. مصادر: ضربة أصابت قاعدة عسكرية قرب أصفهان وسط إيران|#عاجل


.. القناة 12 الإسرائيلية: تقارير تفيد بأن إسرائيل أعلمت واشنطن




.. مشاهد تظهر اللحظات الأولى لقصف الاحتلال مخيم المغازي واستشها


.. ما دلالات الهجوم الذي استهدف أصفها وسط إيران؟




.. دراسة جديدة: اللحوم النباتية خطرة على الصحة