الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الناقد السوري الكبير -خلدون الشمعة- يبهر المثقفين المغاربة

الحسن زهور
كاتب

(Zaheur Lahcen)

2017 / 2 / 17
الادب والفن


عندما يهتم المشارقة بالأدب الحكائي المغربي القديم ( و اغلبه امازيغي)، يكون هذا الاهتمام هاما عند بعض كتابنا و مثقفينا الذين ما يزالون مشارقة الهوية و الفكر، و سيكون ما يتم اكتشافه بخصوص أصالة و ريادة الأدب المغربي " مفاجاة أدبية من العيار الثقيل" في نظرهم.
هذه" المفاجاة الباهرة "هي ما أبهرت الكتاب و المثقفين المغاربة الذين حضروا الندوة التي أقيمت في المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء يوم الاثنين الماضي 13/2/2017 و التي شارك فيها الناقد السوري الكبير " خلدون الشمعة"، الناقد السوري فجر "المفاجأة الأدبية من العيار الثقيل" حسب كاتب المقال في جريدة " الأحداث المغربية" المغربية ليوم 16/2/2017. المفاجأة هي أن الناقد خلدون الشمعة أعلن بان أشهر قصة للأطفال في العالم : " الامبراطور العاري" هي حكاية مغربية تعود إلى القرن 11 الميلاديا ) أي أنها أمازيغية)، انتقلت من المغرب إلى الأندلس حيث ترجمها يهودي أندلسي يدعى بطرس ألفونسو الى اللاثينية. هذا الاكتشاف الذي أعلنه الناقد السوري خلدون الشمعة في الندوة هو ما أبهر المثقفين المغاربة الحاضرين.
الابهار و الانبهار يأتيان بعد اعتراف الآخر "القدوة " بما لدينا من مخزون و إرث ثقافي و تاريخي في ثقافتنا المغربية بعمقها الأمازيغي أغنت الأدب العالمي دون أن يعي هؤلاء المثقفون بقيمة ثقافتهم المغربية الى أن يكتشفها الآخر..
انبهار بعض المثقفين المغاربة بريادة أدبهم الحكائي عالميا يأتي غالبا بعد انبهار الآخرين بهذا الأدب الحكائي ، و تكون نتيجة اهتمام المشارقة بهذا الأدب المغربي اكتشاف " مفاجاة أدبية من العيار الثقيل"، هذه المفاجأة الباهرة هي ما أبهرت الكتاب و المثقفين المغاربة الذين حضروا الندوة .
المفاجأة هي ان الناقد السوري خلدون الشمعة أعلن بان أشهر قصة للأطفال في العالم : " الإمبراطور العاري" هي حكاية مغربية تعود الى القرن 11الميلادي ( أي أنها أمازيغية)، انتقلت من المغرب الى الأندلس حيث ترجمها يهودي اندلسي يدعى بطرس الفونسو الى اللاثينية سنة 1106 لفاىدة ملك انجلترا بعد ان هاجر اليها، ثم انتقلت الى الدانمارك ليسجلها الكاتب اندرسون في كتابه المشهور المتعلق بالحكايات الاوروبية.
في عرضه لحيثيان هجرة هذه الحكاية المغربية الى الأندلس ثم الى انجلترا فالدانمارك لتخلد في الأدب العالمي بواسطة الكاتب اندرسون، قارن الناقد السوري الحكاية المغربية الأصلية ( لم يشر الناقد الى انها عربية، و لو كانت كذلك لفعل، و اقتصر على وصفها بالمغربية، أي انها امازيغية الاصل)، بالنص الدانماركي للحكاية ليخلص بتطابق تام بين الحكايتين مع الاختلاف بعض الأشياء و في أسماء بعض الشخصيات التي تنتمي الى بيئتي الحكايتين.
ما يهمنا هو ان ما اشار اليه الناقد السوري من أن بعض الحكايات العالمية المدونة في الادب الاوروبي هي من أصل شمال افريقي أي بانه امازيغية المنشأ، هذا الأمر الذي هو "اكتشاف باهر" لدى بعض المثقفين المغاربة، هو حقيقة معروفة لدينا نحن الكتاب و المثقفين المتشبعين بثقافة و حضارة هذه الارض بعمقها الامازيغي.
فمن رجع الى كتابات المؤرخ هيرودوت حول بعض الأساطير اليونانية مثل اثينا و ثانيت و امون .. سيعلم أن أصلها ليبي أي امازيغي بشهادة هذا المؤرخ، فالتاريخ الذي دونه هذا المؤرخ الكبير يقول بأن اليونان و الرومان و المصريين الفراعنة نقلوا بعض الآلهة الأمازيغية و أساطيرها الى ثقافتهم ( يراجع في هذا الصدد كتاب " بحثا عن فرعون العربي" لعلي فهمي خشيم بعد ان ينزع عنه القارئ ايديولوجية الكاتب القومية التي تنسب كل شي الى قومه).
فما زالت بعض الحكايات و الأساطير الامازيغية التي نجت من الضياع شاهدة على أصالةتها و ريادتها ، فمثلا اسطورة "بسيشي "
" المشهورة في الأساطير الرومانية أخذها الرومان عن الأمازيغ، و قد ذكرها الروائي الأمازيغي ابوليوس في روايته المشهورة " الحمار الذهبي" كأول رواية مكتوبة في الأدب العالمي، وقد أرجعها الأديبان محمد اكناض و محمد أوسوس الى الأمازيغية " أغيول ن وورغ" الصادرة عن مطبوعات المعهد الملكي.
أما حكاية" امزيل" المدونة في كتابي الاخير المخصص للحكايات الامازيغية "ؤميين د ؤميين ن ايت ندي" الصادر 2016 من طرف رابطة تيرا للكتاب بالامازيغية و بشراكة مع وزارة الثقافة، سيرى قارؤها تشابها في بعض النواحي مع الحكاية الروسية
forgeron" " le مع بعض الاختلافات. أما حكاية " مي ييغد " الأمازيغية المنشورة من طرف المعهد الملكي فهي نفس حكاية " ساندريلا " العالمية مع اختلاف في الخصوصيات المحلية و الثقافية، الى جانب الكثير من الحكايات الامازيغية الاخرى.
إذن أن يعلن الناقد السوري الكبير " خلدون الشمعة" بان أشهر قصة أطفال في الأدب العالمي هي حكاية مغربية اي امازيغية لا يدهشنا نحن الذين رضعنا أدب و هوية هذه الأرض، لأننا نعرف عظمة و أصالة ثقافتنا المغربية الأمازيغية، لكن مفاجأة هذا الاكتشاف ستصدم من انسلخ عن ثقافة هذه الأرض و عن هويتها و تقمص هوية الاخرين و تدثر بثقافتهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله


.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس




.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في