الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دراسة متواضعة من تاريخ الحركة الشيوعية في العراق وآفاق مستقبلها .الحزب الشيوعي العراقي من اعتقال الشهيد ساسون الدلال وحتى ثورة 14 تموز 1958 .الجزء التاسع

عبد الحسن حسين يوسف

2017 / 2 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


دراسة متواضعة من تاريخ الحركة الشيوعية في العراق وآفاق مستقبلها
الحزب الشيوعي العراقي من اعتقال الشهيد ساسون دلال وحتى ثورة 14 تموز 1958
الجزء التاسع

كانت جراحات الحزب الشيوعي العراقي قد تكاثرت بفعل اعدام خيرة قياداته فهد وحازم وصارم وبراهيم ناجي وتبعهم يهودا صديق ثم ساسون الدلال والكثير من كوادره وقواعده والاندساسات والخيانات التي اصابته والموقف الجديد من القضية الفلسطينية التي جعلت التيار القومي يستثمره لمصلحته وضعف القدرة الاعلامية للحزب بفعل مصادرة الكثير من آلاته الطباعية
ولهذا انحسرت الكثير من فعالياته ونشاطاته ولكن همة الشباب وتكاتف الاعضاء وافلات الكثير من كوادره من قبضة الامن اعاد للحزب بعض نشاطه ووصل الى الحزب في فترة ما بعد ساسون الدلال شخصية شابة هو بهاء الدين نوري ويعاونه في عمله لتكوين مركز قيادي جديد بعض الناشطين الشيوعيين مثل زكي وطبان وهادي سعيد ويعقوب قوجمان ثم صادق الفلاحي وعطشان الزيرجاوي وبلال عزيز ومما ساعد في عودة النشاط الى الحزب الشيوعي العراقي حدوث انتفاضات فلاحية مثل انتفاضة ال زيرج في جنوب العراق التي ساندها الشيوعيون واستطاع الحزب ايصال تاييده لهم من خلال اعضائه واصدقائه وكان للناشط الشيوعي المعروف فعل ضمد الذي كان سركالا في هذه العشيرة ابلغ الاثر في هذه الانتفاضة الكبيرة تزامنت مع هاتين الانتفاضتين انتفاضة عشائر (دزه ئي) في منطقة اربيل وانتفاضة مدنية حدثت في بغداد في تشرين الثاني 1952 وكانت هذه الانتفاضة من الوعي بحيث لم تمارس نفس اسلوب وثبة كانون 1947 واستطاعت القوى المؤيدة للانتفاضة ان ترص الصفوف اكثر من ايام الوثبة حتى ان حزب الاستقلال رغم يمينيته الا انه كان مساندا للانتفاضة والحزب الوطني الديمقراطي لم يتراجع عن موقفه بالعمل من اجل الاصلاح خصوصا انه ارتبط مع الاشتراكية الديمقراطية الدولية ..
كل هذه الاحداث والانتفاضات استطاعت من تكوين كوادر شيوعية صقلتها الاحداث والمعارك الطبقية الواضحة المعالم ..ثم ان طريق العمل التنظيمي الذي اعتمده بهاء الدين نوري هو نظام العمل الفردي او مانسميه الان التنظيم الخيطي وهو عدم وجود خلايا واجتماعات خلويه وهذا العمل رغم مساوءه التي تقلل من تطور الاعضاء الفكري الاانه مفيد في العمل السري اكثر وهي صيانة الاعضاء وعدم معرفة العضو الحزبي الكثير من الاعضاء والاسرار الحزبية في عمله مثل العمل الخلوي ..
كان لنجاحات الحزب في عمله لتجميع الاعضاء وكسب اعضاء جدد ان بدا أعادة صيانة وبدا اكثرتشددا من فترة ساسون الدلال وان النجاحات التي احرزها بهاء الدين نوري دفعته الى تكوين دستور جديد وتجاوز بهاء الدين نوري صيغ فهد المعتدلة وحتى صيغ ساسون الدلال التي هي اكثر صرامة من اسلوب فهد في تطبيق دستور 1944 وبدل رفعه لشعارات الحزب وهي اطلاق سراح المعتقلين والسجناء واطلاق الحريات الديمقراطية وحق تشكيل النقابات العمالية وتحديد ساعات العمل وغيرها من المطالب العامه وايضا المرونة في طرح الافكار والمطالب الحزبية رفع شعار( جمهورية ديمقراطية شعبية تمثل ارادة العمال والفلاحين والجماهير الشعبية ) وقد اثار هذا البرنامج الكثير من الخلافات وفي داخل السجن وخارجه بين الشيوعيين حتى وصلت الحالة الى الانشقاق وظهور مجموعة تقول عن نفسها انها مجموعة ملتزمة بخط فهد وسرعان ما اعلنت انها هي الحزب واصدرت جريده اسمها راية الشغيلة والتي اصبح اسم هذه المجموعة باسمها (راية الشغيلة) وكان يقود هذه المجموعة الشهيد جمال الحيدري صاحب الانشقاقات الكثيرة ضد فهد رغم انه الان في انشقاقه هذا يقول ان سبب الانشقاق هو الوفاء لفهد وكانت كثير من المجاميع التنظيمية على ابواب الانظمام الى الحزب الشيوعي ولكن دستور بهاء الدين (باسم ) جعلهم يرفضون الانضمام واهم هذه التنظيمات هي منظمة تعمل باسم ( حزب الوحدة الشيوعية في العراق ) يقودها عبد الرحيم شريف المحامي ..
. تم اعتقال بهاء الدين نوري وكان اعتقاله يعتبر ضربة قوية للحزب ولكن الملفت للنظر ان بهاء الدين لم يدان ولم يطرد من الحزب بسبب تطرفه وتجاوزه حتى على الميثاق الوطني الذي اقره المؤتمر الاول للحزب الشيوعي العراقي الذي كان يقوده الشهيد فهد بكتابة برنامج او ميثاق جديد سمي فيما بعد ميثاق (( باسم )) نسبة الى اسم بهاء الدين نوري الحزبي في حين ان ساسون الدلال لم يكن متطرفا ابدا قياسا بشعار بهاء الدين نوري باعلانه العمل على بناء (جمهورية ديمقراطية شعبية ) وكان هذا الشعار رفعه بهاء الدين في سنة 1952 ولكن ساسون لم يطرد فقط بل اعتبر خائن حتى بعد اعدامه وهو الذي حافظ على الكثير من اسرار الحزب و ما موجود في اعترافاته امام الهيئة التحيقية في التحريات الجنائية دليل على ذلك..
كان عبد الكريم احمد الداود هوالذي حل محل بهاء الدين نوري وكان مدعوما من حميد عثمان المسجون في سجن الكوت والذي اصبحت له سطوة على الحزب وكثرت الشعارات المتطرفة والغير واقعية مثل ثورة الشعب وجمهورية الشعب ورغم ان احد اعضاء اللجنة المركزيه (حسين احمد الرضوي ) سلام عادل مستقبلا استطاع التقليل من غلو هذه الشعارات الا ان هروب حميد عثمان من السجن وأستلامه المركز الاول بالحزب اعاد الشعارات المتطرفة التي تعني احلال النظرية محل الواقع المعاش و التي كانت من نتائجها التخبط والانكسارات المستمرة في العمل التنظيمي والخروج عن الواقع من جديد .
اضافة الى هذه الشعارات المتطرفة كان معروف عن حميد عثمان فرديته وعدم التزامه بالنظام الداخلي وتصادم مع حسين الرضوي في بداية استلامه قيادة الحزب وطلب منه ان يكون وجوده في منطقة الفرات الاوسط وهو قاطع مسؤوليته ولكن حسين الرضوي اصر ان تكون محاسبته في قيادة اللجنة المركزية لانه عضو فيها وكانت قيادة اللجنة المركزية في وقتها تتكون من
1-حميد عثمان
2- كريم احمد الداوود
3-حسين الرضي (سلام عادل )
4-سليم الجلبي
5-هادي هاشم
6-فرحان طعمه
7-عبد الله عمرمحي الدين
8- ناصر عبود
9-عطشان ضيول الزيرجاوي
واجتمعت اللجنة المركزية وتم محاسبة حميد عثمان وتجميده وانتخب سلام عادل سكرتير للحزب واتخذت اللجنة قرارات مهمة لتقوية الحزب ووزعت مهماتها بطريقة جديده وتعززت وحدة الحزب وتم عقد الكونفرنس الثاني للحزب الذي لم يعقد منذ 1944 وبعودة سلام عادل الى بغداد تغير سير الحزب وكسب اعضاء جدد كثيرين وكان تقرير الحزب في الكونفرنس يحث على تقوية البناء الحزبي وشن الكفاح من اجل تطبيق المباديء الاساسية للتنظيم الثوري واستطاعت اللجنة المركزية ان تعقد خلال عام واحد اجتماعين لمناقشة ما تم انجازه وما تريد تحقيقه وتم عن طريق هذه الاجتماعات تقوية التنظيم وايضا تقوية العلاقات الوطنية مع الاحزاب الوطنية الاخرى وتقوية المنظمات المهنية مثل النقابات العمالية والطلابية وكل النقابات المهنية الاخرى وتطورت امكانياتها عدديا ونضاليا مثل رابطة المراة والشبيبة الديمقراطية وحركات انصار السلم وفي فترة قيادة سلام عادل حلت المنظمات المنشقة نفسها وعادت الى الحزب مثل كتلة راية الشغيلة واندمجت منظمة (وحدة النضال ) الشيوعية الكردستانية التي انشقت من حزب (هيوا |الامل الكردستاني ) واصدرت اللجنة المركزية بيان رحبت فيه بالمناضلين وطالبت الجميع بعدم حل المشاكل التنظيمية لا عن طريق الانشقا قات ولا عن طريق التحكم البورقراطي لقيادة الحزب واضاف الكونفرنس الى المكتب السياسي عامر عبد الله وجمال الحيدري والى اللجنة المركزية جورج تلو وعبد الرحيم شريف وكان من النقاط الاساسية في التقرير الصادر من الكونفرنس ان المعركة مع العدو الطبقي ذو طابع سلمي يعتمد على تعبئة القوى الوطنية في جبهة واحدة والضغط على المركز من اجل تغيير سياسته القائمة الان الى سياسة وطنية عربية مستقلة ولكن التقرير امام خطورة هذه النقطة حاول ان يخفف منها بان موقفنا هذا يعتمد على موقف الحكومة وان لا تعتمد على العنف في التعامل مع القوى الوطنية والعمل على اقناعها بالسير في الطريق الوطني وركزت الوثيقة الصادرة من الكونفرنس (ان مهمة الانتقال الى الاشتراكية وتحويل السلطة الى ايدي العمال والفلاحين وحلفائهم ليست هي المهمة التي
تواجهها حركتنا في الظرف الراهن .ص 129 ) وكانت طلبات الوثيقة البرنامجية هي مطالب تطلب من الحكومة القيام بها وليس تغييرها لاكمال هذه المهمات وكانت اهم هذه المطالب المدونة في الوثيقة هي الانسحاب من حلف بغداد والغاء التسليح مع امريكا وبريطانيا واتباع سياسة عربية وطنية والغاء كل المراسيم السعيدية المقيدة للحريات واجراء انتخابات جديده وتحسين مستوى الحياة المعيشية لابناء الشعب من خلال نهج طريق اقتصادي صحيح واعطاء حقوق الشعب الكردي وكل الاقليات الاخرى والمحافظة على الثروة النفطية والعمل على استفادة الشعب العراقي منها ..وكما تقول الوثيقة ان اتمام هذه المطالب كفيل بان تسير الحكومة في الخط الصحيح وتندمج مع الدول المحبة للحرية وا لسلام ..
لقد كانت هذه الوثيقة تتناغم مع السياسة الخارجية السوفيتية وانعكاسات المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي ولكن تاميم قناة السويس والعدوان الثلاثي على مصر انهى كل اهمية ايجابية تحرزها الوثيقة البرنامجية للحزب الشيوعي لان الشعب العراقي انتفض تاييدا لمصر وضد الاستعمار ويطالب باسقاط الحكومة التي لم يكن موقفها واضح من العدوان الثلاثي وكما حدث في وثبة كانون 1947 عندما رفعت الجماهير شعارات تجاوزت الحزب وطالبت باسقاط النظام الرجعي الملكي واعلان الجمهورية واثناء العدوان الثلاثي طالبت الجماهير باسقاط النظام الملكي لكن الحزب بقى اسير وثيقته البرنامجية ولم يتغير سلوك الحزب ولم يلغي رسميا هذه الوثيقة حتى بعد ان رفعت الحكومة من قمعها للشعب في مظاهراته واضراباته وبقي الصراع القائم بين الشعب والحكومة الملكية الرجعية حتى قيام ثورة 14 تموز 1958









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اسماء مستعارة
سيف ( 2017 / 2 / 19 - 05:27 )
احد اعضاء اللجنة المركزيه (حسين احمد الرضوي ) سلام عادل مستقبلا?

ايها الكاتب تذكر اسم حسين احمد الرضوي، لم اسمع طوال حياتي عءلة الرضوي وانا قد اكون مخطئاً هذا السماء على الكثر ليست عراقية او عربيةز على كل حال ليس هذا كل ماريد ان اقوله وذكرت اصبح اسمع سلام عادل!!
لماذا غير اسمه؟

هذه الظاهرة تراها لغاية الان وخاصة الساسة العراقيين اليوم من يتبع ولاية الفقيه حيث دأبوا عندما كانوا خارج العراق يودعون انهم معارضون لنظام الحكم السابق كل واحد منهم يطلق على تفسه اسم ولا نعرف ما اسمه الصحيح امثال نوري المالكي و بيان جبر صولاغ كان مزور للجوازات، مثل اسماء ابو سجاد ، ابو زينب، ابو جواد، ز
من المضحك وحتلا بعد يقزط الطاغية ومرور سنوات استمر البعض على كتابة اسمه (اسمه اثناء المعرضة مثل زوج تاهدة التميمي حيث ذكر اسمه الصريح بعد موته وارسال رسائل التعزية لوافات زوجها وهو من عائلة الطائي.


2 - تحياتي عزيزي سيف
عبدالحسن حسين يوسف ( 2017 / 2 / 19 - 13:53 )
عزيزي انا اكتب عن تاريخ الحركة الشيوعية ولا علاقة لي بولاية الفقيه والاحزاب الاسلاميه ..عزيزي ان اسم الشهيد سلام عادل الحقيقي هو حسين احمد الرضي وسلام عادل اسمه الحزبي وهذا التقليد في الاسماء الحزبيه الشيوعية الهدف منه امني حتى لا تعرف الاجهزة الامنية الاسم الحقيقي للاعضاءوان كان بعض المنتمين للاحزاب الدينية يحملون اسماء مستعاره في تنقلاتهم السابقة فهذا شأنهم ايضا ..تحياتي عزيزي الغالي

اخر الافلام

.. احمد النشيط يصرح عن ا?ول راتب حصل عليه ????


.. تطور لافت.. الجيش الأوكراني يعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسي




.. أهم ردود الفعل الدولية حول -الرد الإسرائيلي- على الهجوم الإي


.. -حسبنا الله في كل من خذلنا-.. نازح فلسطين يقول إن الاحتلال ت




.. بالخريطة التفاعلية.. كل ما تريد معرفته عن قصف أصفهان وما حدث