الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموت لا يعني لنا شيئا

الهادي قادم

2017 / 2 / 19
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الموت لا يعنينا في شيء ، نوجد فلا يوجد وحين يوجد لا نوجد.
ابيقور
الموت لا يعني لنا شيئا ، نكون فلا يكون.
م.درويش

إذن لما الخوف منه ؟

هذه من المقولات الفلسفية التي زاوجت عقلي بسلاسة
لنفترض أننا كمجموعة من الجزيئات المترابطة بعضها البعض ، وبسبب ما تفككنا ، هل نحس ببعضنا بعد فك الارتباط ، بالطبع لا ، فكل جزء منا يحس بذاته منفردا ويتاقلم مع عالمه وحياته الجديدة دون ان يتذكر أو يحس بالجزء المنفصل عنه ، فمقولة إذا شكى عضوا تداعت له سائر الأعضاء بالحمى والسهر ، هذه القاعدة لا تنطبق على الحيوان المنوي قبل اندماجه بالبويضة ولكن ينطبق لكل منها منفردا قبل ذلك ، عندما أفتقد إحدى اعضاءي فأنا لن أحس بحالة العضو المفقود بعد فقده ، ولن أشعر به إذا تعرض لاي مكروه ، ولكن الطاقة الكامنة في الجزيئات المتفككة لا تفنى وتظل سابحة في الزمكان رغم انفصالها ، وهكذا عندما نفارق أصدقائنا بعد سهرة مفعمة بالحياة ، فلن نحس بحرارة أنفاسهم ولكن العقل يحفظ ذكراهم ومع مرور الوقت قد ننساهم إلى الأبد وهذا الغياب في اعتقادي يعتبر موت مؤقت ، و أبي الذي مات منذ سنين كمثال ، لقد لبده الغياب ولكنه يقينا لن يعود وهنا غياب أبدي ، ويظل احتمالية العودة في الحالتين ، سوى عبر التواصل الواقيعي بين الأهل والاصدقاء في لب حياتنا أو الخيالي ما بعد الغياب الأبدي في حالة من ماتوا منا ، أسطورة القيامة كمثال على الأخير ، فامكانية اللقاء ضئيلة على كل حال ، ولكن في حالة العم الذي سافر إلى إحدى الاقطار البعيدة وانقطع الإتصال به قبل ثلاثين عام وما زلنا نترقب عودته ، لهو الحالة الأكثر قلقا تتوسط الغياب المؤقت والأبدي ، لو تأملنا الحالات الثلاثة لا فرق بينهما كلها التلاقي فيها من جديد مبني على الاحتمالات الرياضية ، قد نلتقي ثانية وقد لا نلتقي إلى الأبد والاحتمال الأكبر قد نلتقي ولكن ليس كما نحن عليه الأن وهنا مطلوب منا التعرف على بعضنا البعض من جديد ، وهذه الفرضية لذيذة و غير مربكة كما يتصوره الغالبية من الناس على كل حال ، فكارثة البشر إنهم لم يستوعبوا لا تكنيك الطبيعة ولا طبيعتهم البيولوجية الخاصة بعد ، اللاهم الا الظاهر منها ، واللعنة التي رسخت في أذهاننا هي تشبثنا بفكرة الخلود وكفراننا بالتغيير كاصل من أصول الحياة وعدم الالتفات لما حولنا من ازهار وفراشات وتعاطيها مع الحياة بسلاسة وواقعية وبأن ديموم الحياة تكمن في طاقتنا الأبدية الدوران ، هذه الانفصامات مجتمعة تمثل الكارثة التي جعلت البشرية تلهث وراء الحياة بعد الموت ، مصدقين كذبتهم القاتلة ، ونسوا بأنهم هم من نحتوا لحالة التتفكك الكيمياحياءي هذا أسم الموت ، كنحتهم لأسماء الآلهة والشياطين تماما .
إلى متى يا ترى ستظل البشرية في توجس وخوف من شبح وخرافة الموت على حساب الحياة ومتعتها الآنية ، ومتى نعي بأن الموت ليس أكثر ارهاق من الألم ؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية يزور تركيا لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردو


.. توقعات بموجة جديدة من ارتفاع أسعار المنتجات الغدائية بروسيا




.. سكاي نيوز عربية تزور أحد مخيمات النزوح في رفح جنوبي قطاع غزة


.. حزب -تقدّم- مهدد بالتفكك بعد انسحاب مرشحه لمنصب رئاسة مجلس ا




.. آثار الدمار نتيجة قصف استهدف قاعدة كالسو شمالي بابل في العرا