الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- تاونات- التي في خاطري و-تاونات- التي في خاطرك –المحطة السابعة عشر-

محمد البكوري

2017 / 2 / 20
الادب والفن


الذاكرة المشروخة أبدا لا تعود ... اطلاقا لا تصنع تاريخ الأحداث... في المقابل تصنع جغرافيا الأمكنة المحفورة في الذاكرة ... الفضاءات ... الساحات... الكعدات ... الأحياء... الدواوير... المنبتة في دواخلنا... المنغرسة في كياناتنا... تغادر زنقة "صلاح الدين الأيوبي" باحثا في انتشاء عن زنقة "الخنساء" ... حتما، ستمر أجسادنا فوق تراب "كعدة العشميط"، لتتذكر في حنين، روعة أيام الفانطازيا ... رائحة "نوار الطلبة" تعبق الأنوف ... رائحة "الحبق" تحلق بك في أعالي سماء الزمن الجميل ... قبل ذلك، تختلط في مخيلتك صور "العسريين" و"بوحارة " و"المصلى" ... تهرول روحك في كل الممرات، لتقف هنيهة أمام شجرة التوت القابعة بجوار "الحبس الله يحفظ" ... يعشقك كلب مول الفاخر ... ينبح وينبح "هاوهاو ...هوب هوب " ... حتما لن تكترث لنباحه ... لن تخاف منه ...لأنك على يقين دائم "أن الكلاب التي تنبح نادرا ما تعض" ... ستواصل المسير بكل ثقة، نحو غار العشق المجاني، حيث توزع قبل البراءة بالتقسيط المريح ... الغار الذي تعلمنا فيه جميعا بخشوع نادر دروس محو العار ... غار عجيب ، بني من أجل مقاومة الاستعمار وحولناه إلى غار "مقدس" لمقاومة هوى النفس ...مقاومة بطش الشهوات وسفك دماء النزوات ..."لايهم أولدي، أنتم مجرد طفل / ملاك صغير ... كل الذنوب التي ستسول لك نفسك باقترافها، حتما لن تسجل في كتاب الخطايا ... "دير الزبلة لبغيت"... " برع راسك "... إفعل الزلات... ديرها كاحلة زاحلة... كور وعطي لعور... تمرغ في الغبرة ... نعس فين ما بغيت حتى في الزبالة دلغابة ... فأنت مجرد طفل / ملاك صغير، فإفعل مايحلو لك... عش حياتك بطولها وعرضها ... آخرها موت ... لتؤمن بالمبدأ الراسخ "الدنيا هانية والسما صافية " ... لما تحمل الهم من الآن؟ أنت مجرد "فريخ صغيوار" له كامل الحق في الاستمتاع بلذات الحياة ، ومنها لذة الغار ... فلا تحتار... مارسك لعبتك المفضلة في الغار الكائن في أعلى ربوة "المصلى" ... الدنيا لحظة، فلا تتوانى على "أن تشد فيها برجلك ويداك"... آخرها موت... ستدفن كغيرك هناك في "مقبرة الغرباء" ... إن لم تستمتع باللحظة ستعيش غريبا وستموت غريبا ... أعرف أنك متيم إلى حد الجنون باستنشاق هواء العزلة... تهوى الوحدة ... تحب أن تصرخ منفردا، لكنك ذلك اليوم قررت بتهور ، أن ترافقك "الأخت في الله" إلى "المصلى" / ملاذ العاشقين ... حتما كما جارت العادة لاتعرف اسمها ... شكلها ... طعمها... رائحتها... لونها ... أصلها... فصلها... لعنة نميمة الجيران رافقتك هي أيضا، "ليقع الفاس فالراس" ... "حصلة وشمين حصلة "... الصراخ فوق أعلى الصخرة المطلة على "أولاد سعيد " كان صراخكما الأخير ... العشق في تاونات كالموت، كلاهما يجعلك مشهورا "مات مسكين... تصاحب مسكين... راه طاح على قفاه ... راه وكل تقشار" ... يكثر فيك القيل والقال، بيد أن ذلك يرفع من قيمتك، يجعلك شامخا، ألم يردد بلزاك : "أن تلوكك الألسن خير من أن لا تذكرك أبدا؟" حصلك الأب المغلوب على أمره ، فلم يستطع إلا أن يصدح محوقلا، بأعلى صوته، مستسلما لسيكولوجية الانسان المقهور، بلا حيلة : "أن ثالثكما الشيطان" ... تكر وتفر... تهرب من ذاتك الممسوخة...رفيقتك تلعن هوانك ... ضعفك... جبنك ... لم تستطع حتى أن ترد على الأب أنك بعد "هذه الحصلة وشمن حصلة"ستكفر عن خطيئتك ... خاطبتك الرفيقة بامتعاض، وليعيد صوتها صدى الصف الكائن بأسفل المصلى : "أنت أكبر جبان " ولتكمل بذكر قولة غاندي : "الجبان غير قادر على اظهار الحب، فهذا من امتياز الشجاع" ...اليوم ستحس أنك أكبر "كانبو " على وجه البسيطة... ستشمئز منك نفسك الذليلة ... لايهم لتشمئز كما تريد، إنها نفس لوامة ، أمارة بالسوء... حتما ودوما ترمي بك إلى الهاوية... أنا الآن جد مرتاح ... نفسي راضية ... مطمئنة ... لا أبالي بشيء... فأنا أهوى لعبة الهوى البريئ ... الجوى النظيف... بلا زيادة ولا نقصان ... أمقت الرذيلة ... أشتهي الفضيلة ... إننا هنا فوق الصخرة نتجاذب فقط أطراف الحديث ... نتفاءل بحياة نقية لا أوساخ فيها... نحلم بعالم بلا خطايا ... سيدي المحترم الأب المغلوب على أمره : " تأكد أن ابنتك ... أنقى من النقاوة ... أشرف من الشرف ... أطهر من الطهارة ... يخرس من يتكلم عنها بسوء ... إننا هنا ننسج خيوط عالم "يوتوبي" يسع الجميع! أنا وابنتك وأنت والهم والنحن... فلا تسيء الظن... إن بعض الظن إثم" ... يرد عليك المسكين بإذعان عجيب : " ما أعرفه متيقنا أن سفسطتك هاته، هي أعظم إثم" ... حسبي الله ونعم الوكيل! وقبل أن ينهي كلامه، كان عدد من الصبية الأشقياء ... الفضوليين الفضلاء، قد أعلنوا وبشراسة، الحرب علينا "طلق تاجة لمولاها" ،ولتبدأ زخات من الحجارة تنهال علينا ... عندئذ، إقتنعنا وبجدية، أن الصراخ في هذه" الحصلة وشمين حصلة" لن يجدي وما ينفع لحظتها بكل تأكيد، أن تطلق ساقك للريح، وأن تكف عن السفسطة والفهامة الزايدة ! !! يتبع ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في


.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/




.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي