الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصص قصيرة جدًا/ قُبلَةٌ

رائد الحسْن

2017 / 2 / 21
الادب والفن


قصص قصيرة جدًا/ قبلة
______________________________________________
قُبلَةٌ
تَطايرَتْ شراراتُ عينيْهِ صوبَهما، وضْعُهما المُريبُ زادَ مِن فضولِهِ، مِمَّا عجَّلَ في سريانِ نارِ التَّطفّلِ في أوصالِ جسدِهِ؛ فهرعَ قافِزًا لعبورِ النَّهرِ.
اقترَبَ منْهما أكثرَ، رأى فمَهُ مُطبِقًا على فمِها؛ لكنَّ شعرَها المُبلّلَ بالماءِ، فنّدَ كلَّ ظنونِهِ.

مُقابَلةٌ
خَرجَتْ وهي بكاملِ أنوثتِها وأناقتِها، يرنُّ بينَ أنامِلها أحدثُ نقّالٍ، وسيّارةٌ فارهةٌ تنْتظرُها، فتحُوا لها الأبوابَ المؤطَّرةَ بباقاتِ الزِّهورِ، الصَّمتُ يسودُ المكانَ تهيّبًا للقادِمةِ. ردُّها على سؤالٍ بسيط،ٍ قلبَ كلَّ شيءٍ... وتقهقرٌ غيرُ مسبوقٍ لصورتِها.

مواقِفُ
كانتْ تُعلّقُ صُورَ زهورِهمْ على جدْرانِ التَّباهي وتدعُ أغانيهمْ عن الأمومةِ تتسلّقُ بكلِّ رِقّةٍ على سلّمِ موسيقى فؤادِها، فضّلتْهمْ(ظلْمًا) عليهِ. عندما تقهْقرَتْ عافيتُها، وحدهُ كانَ يسندُها، مُبتسمًا لها بكل فرَحٍ وَمحبّةٍ.

مُفاجأةٌ
تمنَّى رؤْيتهنَّ خارجَ العالمِ الافْتراضيِّ، ثلاثتهنَّ ضرَبْنَ لهُ ذاتَ المَوعدِ ونفسَ المكانِ، لدغاتُ عقاربِ الوقْتِ المُتحرِّكةِ تزايدَتْ معَ مشاعرِ القلقِ والحيرةِ.
أولاهنَّ ظهَرَتْ، بَحْلقةُ عينيْها ليستْ بالغريبةِ عليهِ؛ لمّا انجَلَتِ الأمورُ، أدْرَكَ هَوْلَها.

مُناسَبةٌ
حاصرَتْهُ تساؤلاتُهُ باستحقاقِها الأفضل، خطفتْهُ الأفكارُ وافترشَتْ جَناحاها لتحلّقَ بهِ
بعيدًا في أجواءِ الحيرةِ، لتحطُّ(أخيرًا) بشفتيْهِ على ثغرِها وتمنحُها أجملَ هديّةٍ.

لَعنةٌ
عيناهُ تتوسّلانِ الرَّحمةَ، رآهُ وهوَ يقفُ مؤدّيًا طقوسَ العبادةِ بكلِّ خشوعٍ، لمحَهُ يدخلُ إلى غرفتهِ الرَّسميّةِ. إحدى يديهِ المرفوعتينِ إلى العُلا تهبطُ مُشيرةً للزَّائرِ المُنتَظَرِ لوضعِهِ في درجِ الدّولابِ، وشفتاهُ ظلّتا تُتَمْتِمانِ بكلماتِ الشِّكرِ والحمدِ، وصوتٌ غاضبٌ يهمِسُ في أُذْنِ روحهِ.

شرودٌ
نظراتُ عينيهِ مَشْدودةٌ إلى شفتيْها وهيَ تتحدَّثُ، فرِحَتْ لاندماجِهِ مع أحداثِ قصَّتِها المُؤثِّرةِ، تحرّكَ بشَكلٍ أوْحى بتفاعلِهِ الشَّديدِ، دمعَتْ عيناهُ؛ لمْ يحتملْ، استأذنَ منْها.
____________________________________________________
رائد الحسْن / العراق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع


.. سر اختفاء صلاح السعدني عن الوسط الفني قبل رحيله.. ووصيته الأ




.. ابن عم الفنان الراحل صلاح السعدني يروي كواليس حياة السعدني ف


.. وداعا صلاح السعدنى.. الفنانون فى صدمه وابنه يتلقى العزاء على




.. انهيار ودموع أحمد السعدني ومنى زكى ووفاء عامر فى جنازة الفنا