الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اميركا عدوة جميع شعوب العالم وروسيا فزّاعة اميركا

جورج حداد

2017 / 2 / 23
الارهاب, الحرب والسلام


إعداد: جورج حداد*
كتب المعلق الاميركي دين كوفاليك مقالا في الجريدة الالكترونية الاميركية (الليبيرالية) The Huffington Post مقالا جاء فيه انه على امتداد القرن العشرين "كانت اميركا اكثر قسوة وتعطشا للدماء" اكثر بكثير مما كانت آلة البروباغندا الغربية تتهم به روسيا في اوروبا الشرقية. واميركا الان تشكل تهديدا للعالم بأسره.
ارهاب الدولة "الاميركي"
وكتب كوفاليك انه في الفترة بين 1960 و 1990، فإن تعداد المعتقلين والتعرض للتعذيب والاغتيالات في صفوف المعارضين للسياسة الاميركية في اميركا اللاتينية قد تضاعف بشكل غير مسبوق.
وانتهجت اميركا سياسة شيطنة روسيا. وكان ذلك مفيدا لها من اجل تبرير النفقات العسكرية التي هي ضخمة جدا بدون ذلك. ولكن الموقف الروسي المتعقل من هذه السياسة اذهل فعلا كاتب المقال.
العقبة الاساسية امام الهيمنة الاميركية
ويفسر الكسي فينينكو، الاستاذ في كلية السياسة الدولية التابعة لجامعة "لومونوسوف" في موسكو، الكلام الدائم عن التهديد الذي تشكله روسيا لاميركا، بأنها ببساطة تمثل العقبة امام اقامة الهيمنة الدولية لاميركا.
وفي مقابلة مع الموقع الالكتروني الروسي (برافدا ـ رو) يدعم الاستاذ فينينكو رأيه بثلاثة معطيات:
اولا ـ ان روسيا في ايامنا الراهنة تمثل العقبة الواقعية الوحيدة في العالم امام الاميركيين. فقط في روسيا يوجد ترسانة عسكرية يمكن مقارنتها بالترسانة الاميركية، وهي قادرة على انتاج جميع انواع الاسلحة. وبهذا المعنى لا شيء قد تغير منذ الحرب الباردة. فلا الصين ولا اليابان لم يصعدا الى مستوى روسيا بسبب النقص في العلوم الاساسية والمعاهد الهندسية.
ثانيا ـ ان روسيا فقط تمتلك التكنولوجيا العسكرية التي تمكنها من القضاء على اميركا.
والمعطى الثالث هو: ان روسيا هي الوحيدة التي يمكنها ان تمنع قرارات الولايات المتحدة الاميركية في مجلس الامن التابع للامم المتحدة.
وهذا كله يجعل روسيا خصما موضوعيا للولايات المتحدة الاميركية.
روسيا تجبر اميركا على التخلي عن الهيمنة
وما يتحدث به الاميركيون عن خطر روسيا، يعني التالي: لقد أنشأوا لانفسهم نظاما دوليا مفيدا لهم في مطلع السنوات 80 ـ 90 . والان يعتقدون ان روسيا تريد اعادة النظر في هذا النظام. ان روسيا طلبت تصحيح مسألة زعامة اميركا، وهي تنفذ هذا الطلب رغما عن الاميركيين ـ وبذلك فهي تمثل عقبة واقعية امامهم.
توازن الترسانات الحربية يخيف الاميركيين
وللاسف ان مواطني الولايات المتحدة الاميركية لا يستمعون الى Hufflington Post ـ وعبثا تقوم نخبتهم باجراء الحسابات للترسانات الحربية لاكتشاف "تفوق" اميركي. ويذكر الاستاذ فينينكو انه في مطلع عهد اوباما، اجرى بعض الصحفيين حسابات مشابهة. والنتيجة كانت صفرا.
روسيا لن تصبح شريكا امبرياليا لاميركا
وبضيف فينينكو: انا اشك بقوة انه خلف كل ذلك توجد حكاية سيئة: والان يريدون مرة اخرى ان يجرونا الى نقاش حول موضوع اننا لسنا اعداء. وطالما اننا لسنا اعداء، فلماذا يريدون ان يغيروا لنا الاتفاقية الاساسية بين روسيا والناتو. لنكن شركاء جددا، تربطنا علاقات قوية، وهلم جرا. ومن ثم فإننا لم نتلق بالمقابل اية وثيقة بدلا عن الاتفاقية الاساسية المنتهية في شهر ايار.
استطلاع عالمي لمركز غالوب
هذا وكان مركز غالوب للاستطلاعات قد استطلع 70 الف شخص في 65 بلدا في العالم. وقال 24% من المستطلعين ان الولايات المتحدة الاميركية تمثل التهديد الاكبر للعالم اجمع.
اميركا مشعلة الحروب
ويعلق الاستاذ فينينكو على ذلك بالقول: ان سكان الكرة الارضية هم مصيبون. ان ايران وكوريا الشمالية تتهمان بالتحضير للحرب. ولكن انظروا الى الترسانة الحربية لكلا هذين البلدين، والى الترسانة الحربية للولايات المتحدة الاميركية، وقارنوا. انني لا ارى اي حرب اشعلتها ايران او كوريا الشمالية في الـ25 سنة الماضية. ولكنني ارى كم حربا اشعلتها الولايات المتحدة الاميركية. وتأكدوا ان النخبة الاميركية قلما تهتم بماذا يفكر حول ذلك سكان الباراغواي، او سريلانكا او حتى الهند. هذا برأيي هو آخر ما يهتمون له.
التخويف "بالتهديد الروسي" لتشغيل الآلة الحربية الاميركية
ويعلق على ذلك الناشط الاجتماعي والكاتب الروسي المعروف ايليا بيلووس بالقول ان موضوع "التهديد الروسي" هو الذي يوجد الشغل للآلة الحربية ولاجهزة المخابرات الاميركية. ويقول:
"بالواقع انه بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، فإن الولايات المتحدة الاميركية اخذت عصا سباق البدل من هتلر، ومن الرايخ الثالث. انها تحاول ان تكون امة مميزة، تدير العالم بمفردها ـ ولكن بطرق مختلفة قليلا عن الهتلرية، اقل دموية بقليل من الطرق التي استخدمها هتلر، بطرق اكثر تعقيدا، واكثر دقة، خاصة بالحروب الهجينة. وبعد الحرب العالمية الثانية فإن لا اقل من 40 بلدا تعرضت لتدخل الولايات المتحدة الاميركية. وتم التدخل بواسطة "الثورات الملونة"، والغزو المباشر والاحتلال، واشكال اخرى من الحروب الهجينة والحروب الاقتصادية. وقد جرت اكثر من 60 حربا من هذا القبيل بعد نهاية اتفاقية يالطا، وفي ظل وجود الامم المتحدة".
ان الحديث عن "التهديد الروسي" هو الذي يشغـّل الصناعة الحربية واجهزة الاستخبارات في اميركا. فالمخابرات المركزية الاميركية، والبنتاغون، والعديد من الاجهزة العسكرية والتجسسية، التي تنفق مليارات ومليارات الدولارات، يمكنها ان تبرر نشاطاتها فقط بحجة وجود "التهديد الروسي". وعن طريق هذه الحجة فهي تدعم وجود مئات القواعد العسكرية الاميركية، وتوصي على اسلحة تكلف تريليونات الدولارات، ويجري تبرير ذلك كله بحجة وجود خطر صراع عسكري مع روسيا.
تذكروا!!!...
وفي هذه الحالة، يقول ايليا بيلووس: "من المفيد للخبراء الاميركيين ان يتذكروا ان بلادنا هي التي قضت على 80% من القوات النازية في الحرب العالمية الثانية. وهي التي قدمت اكثر ما يكون من التضحيات في تلك الحرب. وعقيدتنا العسكرية ليست عقيدة عدوانية، بل هي عقيدة لسحق العدوان وحفظ السلام. ان دولتنا هي دولة الدفاع ضد اي عدوان خارجي، واي توسع، وضد اشعال اي حرب، وضد الارهاب الدولي".
وفي مقالته سالفة الذكر، فإن الصحفي الاميركي دين كوفاليك يذكر تدخل اميركا في افغانستان، العراق، ليبيا وسوريا، تحت شعارات الدمقراطية ونشر النظام، وبوقل انه تحت هذه الشعارات غزت اميركا هذه البلدان وقوضتها واعادتها الى القرون الوسطى، ودمرتها.
اما التدخل الروسي في سوريا فكان اقل خسائر مادية وبشرية، وحقق نتائج ايجابية ضد الارهاب الدولي اسرع بكثير مما فعلته اميركا وحلفاؤها منذ بدء الازمة، وانهم ادخلوا الفوضى والخراب الى تلك البلدان، في حين ان روسيا فتحت الطريق لايجاد حل سياسي في سوريا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - غباء المبالغات
معلق قديم ( 2017 / 2 / 23 - 17:09 )
بالفعل كثيرا ما وقفت امريكا مع انظمة دكتاتورية
لماذا يا ترى؟

لمنع انتشار الشيوعية التي اضطهدت وظلمت وعذبت مئات المرات أكثر من غيرها

يا سيد جورج تذكر بول بوت
تذكر ماو وثورته الثقافية
تذكر الستالينية ...تذكرالكولاك (الجولاج)
تذكر المجر 1956
تذكر تشيكوسلوفاكيا 1967
تذكرالمانيا الشرقية ونظامها الاجرامي ومخابراتها الاجرامية
انظر أمامك فما زال كيم ايل زفت يطبق تعليم ماو ولينين وستالين وتروتسكي والأناركيين وغيرهم

عيب أن تروج لأفكار اجرامية ثم تهاجم من حاولوا بكل الطرق انقاذ البشرية منها

قارن بين كوريا الجنوبية وكوريا السونجية


تدخلت أمريكا لتمنع خراب لبنان في 56 ثم مرة أخرى أثناء الحرب الأهلية فتصدى لها انتحاريو حزب الللاللي ممن تخدم اليوم
لولا وقوف الغرب مع ملوك الاردن والمغرب والسعودية وأمراء الجزيرة لكنا رأينا في هذه البلاد أسوأ مما نرى اليوم في اليمن وفي عدن وفي سوريا وفي العراق

بوتين حكيم ذكي عاقل أتمنى أن يتفاهم مع ترامب لتخليص البشر من كل العصابات سافكة الدماء تحت كل مسمى..اسلاميين أو مقاومة أو ثورجية ..ليذهبوا إلى الجحيم!


قليلا من الصدق مع نفسك ومع قراءك لن يضر يا أخي جورج


2 - الحقيقة االمقلوبة
جورج حداد ( 2017 / 2 / 23 - 20:39 )
ان هذا المعلق القديم كما يسمي نفسه، والذي للاسف الششديد يمثل فئة شعبية واسعة صفتها الااساسية الجهل التاريخي والهبل السياسي هو مقتننع ان حزب الله والاسلاميين التكفيريين هم شيء واحد ، وان قتال اميركا واسرائيل ومهاجمة الكنائس وتكسير الصلبان وخطف المطارين والراهبات هما شيء واحد، وان اميركا (واسرائيل!!!) ندخلت في لبنان سنة 1956 ثم بعد بداية الحرب الاهلية في 1975 لحماية لبنان من التخريب. وان امبركا والسعودبة والدول الاخرى التابعة لاميركا هي خشة خلاص البشرية. 0
وممصيبة البشرية لدى هذا المعلق العجيب هي الشيوعية: الشيوعية هي التي جاءت بروما ودمرت قرطاجة ومحتها من الوجود وباعت اهلها عبيدا لليهود وهي التي قطعت رأس يوحنا المعمدان، وهي التي صلبت المسيح، وهي التي جاءت بالمغول والتتار والعثمانيين والصليبيين وابادت ملايين المسيحيين الشرقيين والمسلمين والروس في تلك الازمان، وهي التي استعمرت (اكتشفت!) اميركا وقتلت 112 مليون اميركي اصلي (همدي احمر) في اميركا الشمالية وحدها ، وكثلكت الهنود الحمر في اميركا الجنوبية يالسوط والسيف ، وهي التي اوجدت تجارة العبيد في لقرون الوسطى، وهي التي استعمرت الجزائر 132


3 - اقرأ ما كتبت جيدا ولا تخترع ما لم أقل
معلق قديم ( 2017 / 2 / 24 - 00:48 )
(الهبل السياسي) الذي رميتني به هو داء من يقرأ ولا يفهم ثم يخلط الأمور في محاكمة ستالينية بلشفية في محاولة خائبة لخداع الدهماء

أين يا أخ جورج قرأت أنني اتهمت الشيوعية بتدمير قرطاج أو باقي الكلام الفارغ الذي ملأت به سطورك لتتجنب الرد على كل الأحداث التي ذكرتها

أتقف مع بول بوت أو عصابة الأربعة وثورتهم الثقافية يا أخي جورج؟ هل أنا أخطأت في مهاجمتي لهم؟
أأنت مع ستالين تنفي مئات الألوف من المثقفين ورجال الكنيسة إلى الجولاج أم أنك ترفض أفعال هذا الدكتاتور الشيوعي الدموي؟
أأنت مع سحق الهنغار والتشيك؟
ما رأي سعادتك في اريك هونيكر وبوليسه السري المرعب الذي كان من بين ضحاياه شيوعيين سذج صدقوا اوهامهم الأممية؟

من قلبي أتمنى منك أن تكون صريحا وتراجع نفسك حتى لو حذفت تعليقي

ألا ترى أن كل حكومة وقفت بصدق ووفاء مع أمريكا فلحت ..أولها اليابان فكوريا الجنوبية..إلخ وحتى ممالك النفط التي لم تخنث بتحالفاتها وقفت أمريكا وحمتها رغم كل عيوبها

تذكر الارهاب والانتحاريين السفلة الذين يرتعب اليوم منهم شيعة العراق وحزب اللات يا أخي واذكر ان هذا الحزب هو أول من ارتكب هذه الحقارة في بيروت


4 - البروباغندا الاميركية
جورج حداد ( 2017 / 2 / 24 - 07:19 )
في 1952 جاء ألأن دالاس الى رئاسة السي آب ابه وقال: انتهى عهد الجاسوس التقليدي ـ التكنولوجيا تحل محله ـ ونحن بعد الان بحاجة الى استمالة نخبة المجتمع، قادة النقابات والاحزاب والثورات
هذا هوو الشغل الجديد للامبريالية الاميركية واتباعها ، اصبحوا هم يصنعون الثورات
تذكر السي ان ان والجزيرة وغيرهما
والان يا صاحبي اقول لك ما يلي: ان الذين صلبوا المسيح هم الذين يحكمونن العالم اليوم
والذين استعمروا اميركا واستعمروا افريقيا واستعمروا الهند والصين في الماضي هم الذين لا يزالون يخكمون العالم
المشكلة ليست في الشيوعية
المشكلة هي في النظام العبودي الذي ساد من ايام روما والنزام الاقطاعي والنظام الرأسمالي والنظام الاستعماري والامبريالي
الحركة الشيوعية والحركة التحررية جاءت كرد فعل على العبودية والاقطاعية والرأسمالية والاستعمار والامبريالية
وللاسف ان الحركات الشيوعية والتحررية فشلت في ايجاد الحل بل ان النخب الشيوعية والقومية
والدينية خانت قضية شعوبها وسارت وراء الدولار
ان اميركا واوروبا واتباعهما اغتنيا وتطورا على حساب الشعوب الاخرى
ولكن اذا كان اليهود يحكمون العالم فهذا لا يعني صحة شتم المسيح
عيب


5 - هاارتس تهاجم ترامب بعصبية!!
معلق قديم ( 2017 / 2 / 24 - 13:27 )
الآن وقد بدأت ترد باحترام أخي العزيز دعني أهديك هذا المقال الذي وقعت عليه أمس على موقع (ها إرتس_الأرض) بالانجليزية والذي يتهم ترامب بكل شراسة وعصبية بالعداء للسامية

أهديه بوجه خاص لأحد كتاب الحوار لكنه كان قد كتب بعنوان يشبه: ترامب اليهودي ... وقد قمت في حينه بالرد على ادعائه بأن أصل عائلة ترامب في ألمانيا يهودي وبالطبع الأصل اليهودي أو غيره ليس عيبا أو سبة سوى عند الاسلاميين أو المتعصبين بغبائهم المعتاد لكن المشكلة أنه اخترع هذا الكلام دون دليل أو سند ونشره ببجاحة وتهور تثيران التعجب

http://www.haaretz.com/opinion/.premium-1.772405

بالأمس تمكنت من قراءة المقال بأكمله لكن بالعودة إليه الآن أجد الموقع يطالبني بالاشتراك فيه! أتوقع أن يكون متاحا بالكامل لمعظم من سيدخلون للمرة الأولى...عموما يكفي العنوان شديد اللهجة والسطور الأولى لفهم شدة الهجوم

أخيرا: نظريات العداوات الكونية الأزلية لا مكان لها في فكري

اخر الافلام

.. عاجل | ضربات إسرائيلية جديدة على الضاحية الجنوبية لبيروت


.. مراسل الجزيرة: غارة إسرائيلية على منطقة الليلكي في ضاحية بير




.. الجيش الإسرائيلي: نهاجم وسائل قتالية لحزب الله أسفل مبان في


.. عمليات رفع الا?نقاض بعد القصف الا?سراي?يلي على الضاحية الجنو




.. معلومات عن زعيم حزب الله حسن نصرالله