الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستنتخب ابو علي الشيباني ؟

عارف معروف

2017 / 2 / 23
كتابات ساخرة


هل ستنتخب ابو علي الشيباني ؟
----------------------------

تحت عنوان ( القبض على مجموعة بحثت عن كنز في قصر رئاسي ببغداد ) نشرت جريدة الصباح وموقعها يوم 9شباط الجاري الخبر التالي :
أعلنت محكمة تحقيق الأعظمية امس ، الاربعاء ، عن تصديق اعترافات متهمين بعد القبض عليهم متلبسين وهم يجرون عمليات حفر داخل احد القصور الرئاسية بحثاً عن “كنز” باستشارة مُنجمين.
وقال قاضي محكمة تحقيق الأعظمية مصطفى سامي في تصريح صحفي : إن “ قوة مشتركة داهمت ، بأمر قضائي ، احدى الساحات التابعة للقصر الرئاسي في الاعظمية”.
وتابع سامي أن “العملية أسفرت عن القبض على مجموعة كانت تحفر في منطقة ترابية داخل القصر تبلغ مساحتها نحو دونمين”.
وأشار إلى أن “المتهمين اعترفوا بتفاصيل الحادث وهو غريب” لافتاً إلى أن “اثنين منهم ذكرا في افادتهما بأن معلومات حصلا عليها من منجّم بوجود كنز يحتوي على قطع كبيرة من الذهب والياقوت داخل الساحة في القصر الرئاسي”.
ونتابع تفاصيل الخبر لنعلم :
ان المتهمين قد قدموا انفسهم الى الحراس كمستثمرين ، وانهم كانوا يتلقون توجيهات العمل من مُنجّم ٍيتصل بهم تلفونيا من خارج بغداد ( ! ) . وانهم قد اتفقوا مع الحراس ، لاحقا ، على ان يسمحوا لهم بالتنقيب او الحفر داخل القصر مقابل مبلغ عشرة الاف دولار ونسبة 15% من الكنز الذي يحتوي على " صفائح ذهب وجواهر " خبأها صدام داخل ارض القصر ، وان الامر استغرق عدة ايام وبأدوات حفر يدوية ثم تطلب دخول حفارة آلية بسبب ان زوجة احد المتهمين قد رأت ، في منامها ، حلما يشير الى ان الكنز مدفون في بيت لتربية الدواجن ضمن مساحة القصر ، ويتابع السيد قاضي التحقيق ، ربما متعجبا ، ان بيت الدواجن المذكور كان موجودا بالفعل ! وان المتهمين ادخلوا الحفارة ، بالفعل ، وعملت من الساعة السابعة مساءا حتى بعد منتصف الليل ، وان ثمة من اخبر المحكمة فأصدرت امرا بإلقاء القبض على المتهمين الذين القي القبض عليهم بالفعل صحبة احد العرافين والحفارة وصُدقت اقوالهم قضائيا بعد ان وجهت لهم تهمة الشروع بسرقة اموال الدولة "
وكان السيد قاضي التحقيق قد افاد في تصريحه ان المتهمين كانوا يصورون الاماكن ويبعثون بالصور الى المنجم خارج بغداد عبر الهاتف ، ليدلهم على الاماكن بما كان يدعيه من امكانات روحانية .( انتهى ) !!
حتى الان ، هذه هي الوقائع كما نشرتها جريدة الصباح وغيرها ، وكما صرح بتفاصيلها السيد قاضي تحقيق الاعظمية ! فهي ليست قصة اطفال رواها لي ابني الصغير الذي يخلط ، ككل الصغار ، بين الواقع والخيال ، كما قد يظن بعضكم ، لا سامح الله . ولا فلم كوميدي رأيته مؤخرا واريد مشاركتكم بعض مشاهده . كما انها ليست شيئا من مسرح اللامعقول تذكرت وقائعه توا . وهي ، بالتأكيد ، ليست نكته اريد ، من خلالها ، اختبار حس التناسب والتفريق بين ما يعقل وما لا يعقل لديكم ، ايها الاعزاء . بل هي وجه من وجوه المأساة التي نعيش ....
كان يمكن، لهذا الخبر ، ان يدخل في باب الطرائف المثيرة ، بالفعل ، لولا :
1- ان جريدة الصباح روتْ الخبر كطرفة ، اذ ان عنوانها الفرعي كان يقول ، عن المجموعة ،" استعانت {بمنجمين} .. وانتحلت صفة مستثمرين " ومن خلال بضعة اقواس اخرى وتعابير مشابهة كانت توحي انها لا تحمل الخبر او وقائعه على محمل الجد ولا ترى آفاقا اخرى ، محتمله ، له غير ادعاءات المتهمين .
2- ان محكمة تحقيق الاعظمية وتصريحات السيد قاضي التحقيق تبين انهم ، المحكمة والقاضي ، لم يتعمقوا بالتحقيق ، كما تقتضي ظروف القضية ، وانهم وافقوا على ادعاءات المتهمين وصادقوا اقوالهم قضائيا واحالوهم وفق التهمة التي تتناسب وادعاءاتهم بانهم قاموا بذلك للبحث عن كنز وانهم يتصرفون وفق توجيهات عراف من خارج بغداد ، وهي اكاذيب مضحكة لا يمكن ان تنطوي على اكثر العقول سذاجة ! وان التصديق على اقوالهم بهذه السرعة واحالتهم وفق تلك التهمة يمكن ان يمس الهيئة التحقيقية وينعش الشكوك بتواطئها ، اذْ ان مثل هذه الاقوال والادعاءات ما كانت لتحظى بثقة واقرار مفوض تحقيق بسيط في مركز شرطة قديم !.
3- حفرت المجموعة في مساحة تقدر بدونمين من الارض في مكان حساس . قصر رئاسي سابق هو بمثابة معسكر او قل نقطة عسكرية وهو خاضع لحراسة عسكرية ، بالطبع ، والى جواره دائرة حكومية تابعة لوزارة الثقافة ، وانها واصلت الحفر على مدى ايام ، ثم ادخلت معدات ثقيلة " حفارة آلية ، بمنتهى اليسر . دون اي عائق جدي ، ويمكنكم ان تتصوروا انها كان يمكن ان تحفر انفاقا او تدخل اسلحة ثقيلة او متفجرات ، او انها كانت تبحث عن اسلحة مخبأة ، بالفعل ، وبناءا على معلومات لديها ، بل انها كانت تتلقى التعليمات من " خارج بغداد "، ويمكنكم ان تتصوروا ان خارج بغداد يمكن ان يكون أي مقر سيطرة وتحكم في مكان سري او علني لمجموعة ارهابية ، وغير ذلك من افتراضات عديدة خصوصا وان افراد هذه المجموعة دفعوا مبلغا يعتبر كبيرا نسبيا للحرس وقاموا بمغامرة ، لعدة ايام قد تلفت الانظار اليهم وتورطهم مع الاجهزة الامنية ، وهذا لا يمكن ان يكون بدافع من تنبؤات عرافين بصدد كنز مدفون ...الخ !
4- ان الحرس تواطئوا على ذلك مع مجموعة لا يعرفون عن نواياها شيئا وانهم مقابل مبلغ تافه من المال يمكن ان يبيعوا اخطر الاسرار والقضايا كما يعني هذا انهم لم يكونوا يخشون كثيرا من جهة اعلى مسؤولة او رقابية تتابع عملهم اليومي ومدى التزامهم بواجباتهم ويمكن ان تكتشف الخلل الذي يحصل في ذلك اولا بأول . وكانوا يتصرفون بالمكان وكأنه ملك صرف لا موقع يتعين عليهم حمايته وتأمينه !
5- لا اعرف ، وانا اعيش الفجيعة يوميا وتفصيليا ، على اكثر من صعيد ، مثلي مثل العراقيين جميعا ، بمَ اغبط النقشبندية وداعش ، اعلى مثل هذه الحراسات ، ام مثل هذه الهيئات التحقيقية ام ذاك الاعلام الرسمي الذكي ، لكن ما اعرفه وارثي لحالي وحال العراقيين عليه هو ان دمائنا وامننا ومستقبل بلدنا واولادنا يمكن ان يكون اكثر امانا لو عهدنا به الى العرافين والسحرة ، اولئك الذين تفيد معطيات كثيرة متوفرة بانهم يحظون بثقة واعتماد عدد كبير من رجال ونساء الطبقة السياسية السائدة وانه من الافضل لنا ، والحال هذه ان نحظى بقيادة هؤلاء العرفين مباشرة ، ودون واسطة من مسميات حكومية او قضائية او اعلامية !

__________________________________
1- http://www.alsabaah.iq/ArticleShow.aspx?ID=131436
2- http://www.aljournal.com/security/%D8%B9%D8%B5%D8%A7%D8%A8%D8%A9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B9%D8%B8%D9%85%D9%8A/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا


.. الذكاء الاصطناعي يهدد صناعة السينما




.. الفنانة السودانية هند الطاهر: -قلبي مع كل أم سودانية وطفل في