الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قضية الصحراء..بؤرة للديموقراطية.

حميد هيمة

2017 / 2 / 25
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


يتنازع فصائل اليسار المغربي، في طبيعة التعاطي مع مسألة الصحراء ، موقفان متناقضان: الموقف الأول، داعم لتقرير المصير، وهو موقف مسكون بتجاذبات الحرب الباردة ونزعة منتظمة تحترف الرفض الخطي لكل مبادرات النظام، وفي صلبها الاستمرار في المنازعة في قضية استكمال الوحدة الوطنية!
أما الموقف الثاني، فينطلق من خلفيات وطنية في بلورة موقف سياسي لاستئناف توحيد الكيان الوطني، قد يكون الحكم الذاتي أحد الأجوبة لتجاوز هذه المشكلة الوطنية والإقليمية.

وإذا كان الموقف الأول، الذي يجسده النهج الديموقراطي، يتماهى مع مطالب البوليساريو والجزائر، فإن الموقف الثاني، الذي تمثله مكونات فيدرالية اليسار، يتقاطع مع موقف الدولة المغربية!
وفي غياب فضاءات الحوار المشترك بين الفصائل اليسارية، للتداول في المسألة الوطنية، يستمر كل مكون في معانقة موقفه، مما يؤجل، مرة أخرى، انتقال مساهمة اليسار في المعركة الديموقراطية من موقع المناوشات الهامشية إلى الفعل المركزي في مجريات البناء الديموقراطي العام.

بهذه الرؤية، يمكن النظر إلى أن قضية الصحراء ليست فقط موضوع فصل او توحيد مجالي، بل هي، في الأساس، مشكلة ناتجة عن انفصال النظام عن الديموقراطية.

يهمني، هنا، مساءلة موقف الاشتراكي الموحد من قضية الصحراء، في سياق الاستعداد للمؤتمر الرابع للحزب، لبلورة موقف وطني وثوري حيال هذه القضية. موقف يساري يتجاوز ثنائيات الإدماج في مقابل الانفصال!

من المهم التذكير أن البوليساريو هي ابن شرعي لحركة التحرر الوطني المغربية: أولا، هي استئناف لحركة التحرير في الصحراء بقيادة جيش التحرير المغربي بالجنوب، الذي أجهضت كفاحاته التحررية من طرف النظام المغربي. وثانيا، لا يمكن إنكار تأثير اليسار المغربي في مواقف الأطر المؤسسة للجبهة، ومواقفها الوحدوية قبل التدخل الإقليمي لتحريف مطالب البوليساريو نحو الانفصال.

على اليسار استحضار هذه التفاصيل لمباشرة تفكير عميق في مساءلة موقفه الداعم للحكم الذاتي، في تجاه تدشين حوار مع البوليساريو بدون اشتراطات مسبقة. ينطلق هذا الحوار المطلوب من أرضية تجعل من الصحراء رافدا أساسيا في المعركة الديموقراطية بالمنطقة، ومجالا حيويا للوحدة المغاربية.
إن الحوار المطلوب لا يشمل البوليساريو والفصائل اليسارية المغربية، بل المطلوب ضمان انخراط كل القوى التقدمية في المنطقة المغاربية، التي تدرك أن الاسثتمار السلبي في نزاع الصحراء له امتدادات قوية في تغذية النزاعات الجهوية لكل دول المنطقة!

وعموما، لايمكن لموقفنا أن ينحدر تحت سقف مواقف الدولة المغربية، التي تباشر المفاوضات مع الجبهة برعاية أممية. ولا يمكننا- كل مكونات اليسار- الاستمرار في ملازمة موقع هامشي حيال هذه القضية.

سيكون الدافع هو أولوية المصالح الراسخة لشعوب المنطقة في المواطنة والديموقراطية، والوعي المتجدد بأن هذه الشعوب هي من تدفع التكاليف الباهضة لهذا النزاع، في عالم لا يعترف إلا بالدولة الديموقراطية القوية وبالتكثلات الاقليمية النشطة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليار شخص ينتخبون.. معجزة تنظيمية في الهند | المسائية


.. عبد اللهيان: إيران سترد على الفور وبأقصى مستوى إذا تصرفت إسر




.. وزير الخارجية المصري: نرفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم | #ع


.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام




.. وكالة الأنباء الفلسطينية: مقتل 6 فلسطينيين في مخيم نور شمس ب