الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشغيلة التعليمية وضرب حقها في الشغل القار.

كريم اعا

2017 / 2 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


لقد شكل الإجماع الذي واكب تمرير ما سمي "ميثاق التربية والتكوين" دليلا آخر على الهجوم الذي تتعرض له حقوق شعبنا وجماهيره المناضلة، وعلى التحالفات المعلنة والغير المعلنة التي تربط القوى البيروقراطية والمتمسكة بخطابات ديماغوجية حول إصلاح أوضاع التعليم ببلادنا وحول تحسين ظروف العاملات والعاملين بالقطاع التعليمي بأقطاب النظام القائم.
إن إلقاء نظرة متفحصة لعلاقة الخطاب الذي يشكل هيكل الميثاق المشؤوم بالوقائع الملموسة التي يعرفها القطاع التعليمي، كفيلة بجعل ختى أشد المتخلفين وعيا بالصراع الطبقي وبميكانيزماته يدركون حقيقته كمخطط طبقي يروم تحويل أحد الحقوق الأساسية لأبنائنا إلى سلعة تباع وتشترى، وإلى مجال لامتصاص دماء الكادحين والقادرين على الدفع، مقابل الزج بآلاف الأطفال ذوي الأصول المعدمة في دوامة الأمية والجهل ليكونوا بضاعة رخيصة تحرك آلات الإنتاج الرأسمالي ومؤسساته المتوحشة.
وكمحاولة لكشف زيف الشعارات المرفوعة من قبل القائمين على ميدان التعليم سنحاول الوقوف عند أبرز ما حملته الدعامة 13 من الميثاق المزعوم، لعلنا نساهم بقسط صغير في تعرية هذا الأخير كمخطط طبقي وجب فضحه وشحذ آليات مواجهته كجزء من المواجهة الشاملة الملقاة على عاتق كل أحرار هذا البلد وجماهيره المناضلة.
ولعل أخطر ما تحمله هذه الدعامة، هو محاولات أصحابها تدجين العاملين بالقطاع كخطوة أولى لتمرير أحد أشرس تراجعاتهم وهو ضرب الحق في شغل قار وآمن. محاولين،كما هو جار به العمل في القطاع الخاص وتحت شعارات خادعة أهمها "المرونة"، إعدادنا لنقبل – كأجيال حالية ومقبلة – العمل بعقود زمنية محدودة. هذا ما يتضح جليا على لسان مدبجي هذه الدعامات "ويتم تنويع أوضاع المدرسين الجدد من الآن فصاعدا بما في ذلك اللجوء إلى التعاقد على مدد زمنية تدريجية قابلة للتجديد، على صعيد المؤسسات والأقاليم والجهات، وفق القوانين الجاري بها العمل".(التشديد من عندي). فوداعا للعمل القار وأهلا وسهلا بالعمل لمدد زمنية قابلة للتجديد! إنه المستقبل الوردي الذي بشرنا به الميثاق السيئ الذكر.
وما يزيد من فضح هذا التوجه الطامح إلى تصفية حق العاملين في شغل قار وتحويلهم إلى أجراء قابلين للبيع والشراء، هو إغلاق مراكز تكوين المعلمين والمعلمات سابقا والحديث عن الاحتفاظ بثلاثة منها وطنيا فقط في أفق خوصصة هذا الميدان وجعل مراكز التكوين ميدانا لجني الأرباح الطائلة ولتفريخ مدرسين ومدرسات تبتلعهم طاحونة التعليم الخاص.
لقد علمتنا التجارب التاريخية أن أعداء الشغيلة وجماهير الكادحين لا يضربون الحقةق المكتسبة بشكل مباشر ومعلن، بل كثيرا ما يلجؤون لأساليب ديماغوجية وطرق ملتوية تحاول جعل أزمة النظام القائم تبدو وكأنها أزمة تهدد العمال والأجراء بالأساس ويالتالي يفرضون عليهم أوحش التراجعات والتضحيات.
إن اللحظة التاريخية التي نعيشها، والمتسمة بالهجومات الشرسة على على حقنا في منصب عمل قار وآمن تفرض على كل المناضلين والمناضلات الرافضين لجعل قوة العمل سلعة تباع وتشترى، والطامحين إلى مجتمع إنساني يغيب فيه استغلال الإنسان للإنسان، وقهر المالكين لوسائل الإنتاج للمجردين منها، يفرض عليهم رص الصفوف وامتلاك الوعي السليم، البعيد كل البعد عن النزعات الفئوية والقطاعية الضيقة والأنانية البرجوازية المقيتة، والعمل على فضح هذا المخطط الطبقي الجهنمي، مساهمة منهم في إنضاج شروط المواجهة الشاملة.
إن الشغيلة التعليمية ملزمة، وعلى رأسها مناضلاتها ومناضلوها النوعيون، بالعمل على التتبع الدقيق لأشكال وآليات تصريف هذا المخطط، وبتفجير المعارك تلو الأخرى حفاظا على حقها في الوجود.
إنها معركة أن تكون أو لا تكون.
27 دجنبر 2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في زلة لسان جديدة.. بايدن يطلب من إسرائيل ألا تقتحم حيفا


.. اعتصام أمام البرلمان في المغرب للمطالبة بإسقاط التطبيع مع إس




.. ما طبيعة الرد الإسرائيلي المرتقب على هجوم إيران؟


.. السلطات الإندونيسية تحذر من -تسونامي- بعد انفجار بركان على ج




.. خيمة تتحول لروضة تعليمية وترفيهية للأطفال في رفح بقطاع غزة