الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجبير في بغداد .. يَجبر ام يُجبر

جواد البياتي

2017 / 2 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


بعد 27 عاما من القطيعة
الجبير في بغداد .. يَجبر ام يُجبر ؟
جواد البياتي
من يتصور ان الاستاذ عادل الجبير وزير خارجية المملكة السعودية حط في بغداد على طريقة اقتحام السادات لمطار بن غوريون في تشرين الثاني 1977 فهو واهم .
ومن يتصور انها جاءت دون اتفاق او تخطيط فهو مخطئ .
ومن يتصور انها زيارة توبة وتكفير عن اثام وخطايا سابقة ، خاطئ ايضا
ومن يتخيل انها ترجمة لقناعات المملكة فهو ساذج بجنون .
ومهما يكن تصور البعض وتفسيراتهم وتحليلاتهم ، فقد حل الاستاذ جبير ضيفا على الحكومة العراقية لطرح مامكلف به من رسائل بغض النظر عن توصيفات هذه الرسائل ، لترميم العلاقات التي تنذر بشر مستطير بعد الانتهاء من ملف الدواعش ، او للحيلولة دون نشوب حريق كبير في الشرق الاوسط لايبقي ولا يذر ، ولا يكون احد في مأمن ، خاصة تلك الدول التي ليست لعقائدها ما يحميها من الالغاء والتي لا زالت تجاربها التاريخية يقرأها الجميع حتى اليوم ، وليس من المعقول ان لا يفكر الحكام العرب في لحظة ما ان الزمن سيبقى يبتسم لهم الى مالا نهاية ، وان سلوكها وبناء علاقاتها مع الاخرين هي المثالية ، وان العثرات التي واجهتها في حل مشاكلها مع الاخرين ولدت لها خيبات امل قوية ، وجلبت عليها مشاكل مضافة .
ومن هنا جاء مؤتمر الامن في ميونخ ليطلق للاعضاء المشاركين حرية اختيار الطريقة التي يرممون بها امن شعوبهم والاهتمام بمستقبلها واختيار طرقا اكثر تأثيرا لتعزيز امنهم بعيدا عن استخدام السلاح او التهديد به ، وان القناعة التي وصل اليها الجميع في المؤتمر هي ان لامصلحة لشعوبها في التوترات التي تعيشها مناطقهم والتي اهدرت من اجلها المليارات من الدولارات فضلا عن افرازاتها السلبية في التخلف الاجتماعي والاقتصادي والحضاري. وعليه لابد من التحرك باتجاهات متبادلة لتذليل مايمكن تذليله من المشاكل والبدء بمشروع علاقات جديدة لمصلحة الدول ضمن منظومة المنطقة السياسية ، وتلميع صورة العمل السياسي على انه ميدان شرف غير ملوث .
واذا الغينا ما تقدم من الافكار التي لا زال البعض لايتقبلها ، فإن مثل هذه الزيارات التي تأتي متزامنة مع نهايات الحرب على داعش ، ينصرف الذهن الى افكار خبيثة منها انها زيارة مساومة بإستلام عتات الدواعش داخل الموصل وبعض المناطق المحاصرة لقاء رسالة اطمئنان بعدم التدخل مرة اخرى في الشأن العراقي بل والمساعدة على اسكات الاصوات الداعية الى تقويض الامن الوطني العراقي ، وان السعودية لم تعد تتحمل الكثير من المشاكل وتشعبها ، بل ربما ان هذا التقرب للعراق هو حلقة لترطيب العلاقات الايرانية السعودية ، وهذا يعني ان السعودية تدرك انها لاتكون في منآى عن اية نار قد تشعل المنطقة ، او ان هناك قناعات قد توصلت اليها الادارة السياسية في السعودية في وضع نهاية للوضع المتأزم في المنطقة .
زيارة الجبير لبغداد لم تكن سياحية ، وهي ايضا لم تعبر عن مفهوم الاجبار التي كانت تتصف بها سياسة المملكة ، واقرب الظن انها جاءت لتجبر الشرخ العميق الذي ولـّدته سياستها على مدى اربعة عشر عاما من الظلم السياسي ، تجاه الاخرين ، وتعزز ذلك بالوفد العراقي الذي سيسافر الى الرياض ، والذي سيضع مع السعوديين الخطط لتهيأة ساحة اللعب النظيف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط


.. جيش الاحتلال يعلن إصابة 4 جنود خلال اشتباكات مع مقاومين في ط




.. بيان للحشد الشعبي العراقي: انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو