الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكاية الوزير بنكيران مع الكرافته وصلاة البلوكاج

عبد الرحيم التوراني
صحفي وكاتب

(Abderrahim Tourani)

2017 / 2 / 27
كتابات ساخرة


وأخيرا عاد الانشراح إلى السي عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المعين، بعد أن توصل بالإشارة التي تشبه البشارة:

“أن انهض واجمع تشكيلتك الوزارية في أسرع وقت، فإننا لا زلنا في حاجة إليك”.

خلع صاحب العدالة والتنمية “تْشاميره” البني، وبعد أن حفف من زغب لحيته وشاربه الأشيبين، قام لارتداء البذلة الرسمية القاتمة مع ربطة العنق المفتوحة اللون، ولأنه لم يتعلم كيفية صنع ربطة العنق بالطريقة الأنسب، ولم يتمرن على تطبيق وضع الكرافته على عنقه، بحيث يكون الجزء العريض من اليسار والضيق من اليمين، فإنه اعتاد أن لا يفك الربطة، بل يترك الكرافته معقودة، كما عقدوها له أول مرة، ليستعملها وقتما شاء بسهولة وبلا “صداع الراس”.

هكذا غادر الرئيس المعين الغرفة التي اعتكف فيها وقتا أطول مما ينبغي، ناثرا الفرح والبسمة والتفاؤل على المقربين منه من أهل الدار. وسمعت زغاريد، انقطعت لتسمع بعدها صيحات “الله أكبر”، حتى ارتعب من في الباب من الحراس.

وجاءه من في قيادة حزبه، ممن كانوا قبل أيام ينصحونه برد “السوارت”، يهنئونه على استعادة الثقة، فرد عليهم بتبجح:

– أرأيتم.. يا المداويخ .. كيف كنتم تنصحنوني بإعادة المفاتيح، وأنا لا أملك إلا مفتاحا واحدا لا يمكن لكم أن ترونه، إنه مفتاح الفرج.. إنه الصير…

ثم ملأ الفضاء بقهقاته المعهودة، فانساق من معه بقهقاتهم الأعلى والأشد رنينا ومحاكاة.

بعد إجراء بعض المهاتفات، أخذ بنكيران ورقة وقلما، وبدا للحظة كلاعب قمار ماهر، ذلك الذي يدرس الخيول وأعمارها وراكبيها في لعبة التييرسي أو الكوارتي أو الكيانتي، لا يهم، ما دامت المعنية هنا يطلقون عليها تسمية “اللعبة الديمقراطية”، وهي ككل لعبة ذكية لا تكتمل إلا بالحساب.. “احذف هذا، وزد هذا.. وهذا ضروري، والآخر احتياطي.. أربعة أحزاب تشبه خمسة… خمسة ليست أربعة..”. ثم تذكر أن من يحسب وحده “يشيط ليه”، فتوقف وقام باتصالات هاتفية جديدة.

كانت “الإشارة البشارة” التي وصلت إلى بنكيران قد جاءت ممتطية على متن ذبذبات الريح، آتية من بعيد، مكالمة لا سلكية عبر الهاتف النقال أو المنقول، تنقل إليه القرار غير المنتظر. وكان المتصل هو نفسه من كان إلى وقت قريب “مُفَرِّقا”، وكاد ب”تعنته” و”عجرفته” أن يشتت ويهدم كل ما استغرق جمعه وبناؤه زمنا طويلا.

حتى أن بنكيران راوده شك في أن يكون هناك مقلب ما ومن يسخر منه، الرجل، لو تعلمون صار الرجل سريع الشك والريبة والحذر، طلب من محدثه في الطرف الآخر أن يعيد ربط الاتصال به من جديد بعد هنيهة. كانت تلك “الهنيهة” كافية ليتأكد “صاحب العفاريت والتماسيح” من صحة الرقم وهوية المتصل.

– رُفِع البلوكاج، فانفض عنك الهياج، فهم من بحاجة إليك ولست أنت المحتاج، يا السي عبد الإله الحاج.

وهو لدى الباب، سمع من ينادي عليه:

– السي عبد الإله .. قناة الدوزيم تبث الآن أذان صلاة المغرب، فتعال كن لنا إماما في الصلاة …

رد رئيس الحكومة المعين، وهو مستعجل مهرول، والهاتف النقال على أذنه:

– أنا لا أصلي على آذان “الدوزيم” الله يسترْ… وزيدون الصلاة ما تفوتش.. حتى نرجع ونصليها..

وفي سره كان يتمتم متبسما:

– قال ليك تعالى صلِّ بنا يا دِرْ الإمام.. والناس قربو ينساو باللّي أنا عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة…








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بنكيران رئيس حكومة جدير بالثقة والاحترام
عبد الله اغونان ( 2017 / 2 / 27 - 20:23 )
لايهمنا كيف يعقد ربطة العنق فليست داخلة في التدبير السياسي فماذا أفادنا أصحاب الياقات والكرفتات والبروتوكول
المهم هو الثقة والحب الذي يتمتع بهما بنكيران اذ هو المسؤول الوحيد المنتخب ديمقراطيا مرتين
دون تعيين وتناوب
انه ظاهرة في السياسة المغربية بشعبيته وطلاقته وانفتاحه في السياسة والاعلام لأول مرة يعرق مسؤول في الاستجوابات البرلمانية وييستدعيه الاعلام ويشارك في التواصل الاجتماعي أما اجتماعاته الانتخابية فتتميز بالصدق والنزاهة
نكتشف أهميته عندما ينشأ حزب فقط لمواجهته في تصريحات رئيس حزب الأصالة والمعاصرة يقول في برنامجه وعلى الهواء
جئنا لمحاربة الاسلاميين
زمع ذلك دائما ينتصر عليهم
يعرف كيف يلعب بالبيضة والحجر
بل كيف يترك الخصوم في حالة ندم وتراجع وبلوكاج / مثال شباط في حزب الاستقلال
ولشكر في حزب الاتحاد الاشتراكي
مثل هذا الشخص لايمون محل سخرية
بل محل تقدير وثقة ولو بقي البلوكاج وأعيدت الانتخابات
فان بنكيران سيربح الرهان

اخر الافلام

.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر


.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة




.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با