الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكايات..من زمن فات

محمود عبد الله
أستاذ جامعي وكاتب مصري

(Dr Mahmoud Mohammad Sayed Abdallah)

2017 / 3 / 3
الادب والفن


حكايات..من زمن فات
بقلم: د/ محمود محمد سيد عبد الله - أستاذ المناهج وطرق تدريس اللغة الإنجليزية المساعد (كلية التربية - جامعة أسيوط)

* الحكاية الأولى
جلس وحيدا في خيمته..يتأمل الأحوال..ويتدبر الأقوال والأفعال..ويفكر فيما قيل وسيقال! قال في نفسه: "إنني مشهور ..بأني رجل وقور..ومن كل الناس مشكور..ولكني أعلم يقينا..بأني أحيانا خسيس..وفي من طباع إبليس..أحاول أن أحترم نفسي..ولكن العرق الخسيس يغلبني..وعندما أنقل الكلام..فإني أزيد عليه الأحمال..كي أرصع الكلمات وأزين الأقوال..كي تؤتي بالآمال..وقد أكون سببا في هذا الجدال! آسفا أقول..أننا كنا من العقول..التي أرست قواعد الشتات والعدول..وخضنا صراعات طويلة..وحملنا أعباءا ثقيلة..وبممارستنا أفسدنا الشباب..وبذرنا بذور الفساد..وقهرنا نفوس العباد..يبدو وكأننا نحصد الثمار..ونجني الخراب لا العمار..وأشعر بأننا السبب في هذا المناخ الكئيب..و السواد المريب..أعلم أننا نحصد ما زرعنا..ونأخذ ما استحققنا..ولا عجب في هذا الدمار والسواد..وسيلعننا الزمن نحن الشيوخ..على إستكانتنا في تلك الظروف..فالكره لا يولد إلا الكره..والحقد لا يورث سوى الحقد..ودخلنا في غيبوبة..في زهو الدنيا اللعوبة..ولم ننظر بعيدا..كي نخلق واقعا جديدا..ولكننا سرنا في طريق الشر والإنتقام..وها نحن ندفع الثمن مع الأيام..وعندنا تحين النهاية..ستلعننا أجيال بما فيه الكفاية"!

* الحكاية الثانية
في جلسة هذا المساء..وفي أقصى الخلاء..اجتمع بعض الشباب..في منطقة القباب..لمناقشة الأحوال..وما هو قادم من أهوال..ولتدبر الأفعال والأقوال..فقد بلغ السيل الزبى..وغطى الطوفان الربى..والقوم نيام في العسل..في حال سكون وكسل..قال الفتى الرشيق: "يا كل رفيق..يجب أن نفيق..فما الذي يحملنا على تحمل ما لا نطيق؟ لقد اتضح لنا الطريق..علينا أن نعافر..ولن نترك الميدان ونسافر..هذه بلدتنا..وقوتنا في وحدتنا".. رد عليه الفتى الطويل: " يا زميل..كلامك جميل..وحتى ننجح في مشوارنا الطويل..علينا أن نبعد عن القال والقيل..وككل شاب أصيل..فليكن العمل والجد دستورنا..والإنجاز والمجد غايتنا..والكلمة الطيبة أسلوبنا..والمثابرة والكد عنواننا..والتميز الذي يفوق الحد أسمى أمانينا"..عندئذ تحمس الفتى المتين: "أحسنت والله يا رنين..فكلامك عين العقل وزين..فالعمل مطلوب..والتعاون محبوب..حتى نجلب الحق المسلوب..فالشيوخ والنواب ليس فيهم أمل..ولا يهمهم الإتقان والعمل والبعض مبدأه فرق..تسد ..وهذا ما أوصلنا إلى حارة سد! ليتهم نسوا ماضيهم من أجل مستقبلنا..وتغاضوا عن خلافاتهم حتى تستقيم وتنهض بلدنا..لقد عدنا إلى الوراء أزمان..وحدنا عن الطريق الأمان..بسبب قرارات غير موفقة..وأشياء ملفقة..وعزف الشباب عن العمل..وانطفأ في قلوبهم شعاع الأمل..وانتشر الخوف والتوجس والحيرة..وبات تصيد الأخطاء منهجا وسريرة"

* الحكاية الثالثة
في اجتماع عاجل للشيوخ النواب..في أعماق السرداب..لمناقشة حجم البلاء..والإستعداد ليوم الجلاء..بعد أن عم الغلاء والبلاء..وساد الفقر وعم الشقاء..قال كبيرهم: "يا قوم لقد استنفذنا جميع الحيل..ولم ينطو على أحد هذا الخبل! قمنذ أن بررنا كل شيء للزعيم..وجعلناه المنقذ الكريم..وألبسناه حلل الأنبياء والصديقين..ولكن الزمن غير الزمن..ولم يعد الناس يخافون ..وأضحوا من ألاعيبنا يحتاطون! حاولنا تشويه خصومه ومعارضيه، فلم نفلح.. وانقلب السحر على الساحر! وأصبحنا أضحوكة في كل الحانات والمتاجر..لا سيما وأن إعلامنا فاجر! حاولنا صنع إنجازات وهمية..مثل ترعة صقلية..فصرنا أضحوكة الناس في البرية! حاولنا تصفية كل معارضيه..وإجراء حركة تنقلات واسعة..وتكدير كل متمرد فما وجدنا إلا رباطة الجأش..والتصميم على الكفاح ضد البطش..حاولنا فرض نظام صارم عسكري..فقالوا أنه غير آدمي..وخرج علينا الناس في الهند والسند..ينتقدون تعاطينا مع التمرد والعند..فماذا جنينا يا أبا مازن؟"

رد أبو مازن في حنق: "يا رفيق الطريق..إننا نعيد الزمن العتيق..ونأخذ الثأر من كل معارض صفيق..لا تنسى كم أننا ضعفنا..والثورات قصفتنا..ولابد من الإستقرار..مهما كان القرار..ولابد من الإستمرار..وحتما سيأتي يوما العمار..لا تيأس إن إرتفعت الأسعار,,وزاد سعر الوقود والسولار..وارتفعت حالات الإنتحار"

قاطعه عزير في حنق: "الله يخرب بيتكم..ما الذي جابني معكم! أنا رجل مسالم غلبان..ولم أعد فتى قوي البنان..لقد فهمتموني أننا لا محالة منتصرون..وأن الناس ستتحمل..وتصبر علينا وتتجمل..وتتغزل في حب الزعيم المبجل..ولكني أرى الأحوال..في تدهور واضمحلال..وخرجت الأمور ..وسيسلط الناس صبيانهم علينا في كل مكان..ويلعنونا في كل زمان..يا ليتني اعتزلت خيمتي...فأنا - والله على ما أقول شهيد - فليس لي في نظام الحرب الجديد..سأحاول أن أنقذ الموقف بعمل سديد..فلن أكون بوق تافه خسران..لكل سلطة تأتي ونظام! وأشرف لي أن أقفز الآن من السفينة..قبل أن تغرق بينا..وأنضم إلى عامة الشعب..أشاركهم المعاناه..وأقدم المواساه..فنحن على أعتاب ثورة جديدة..ولابد من آراء سديدة"

وانفض المجلس في جنح الليل..وانصرفوا فرادى إلى خيامهم..كي لا ينكشف أمرهم..على وعد بلقاء جديد..يناقشون فيه المزيد..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا