الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا كلما رأى مريد البرغوثي قتيلا مسجى ظنه شخصا يفكر؟

محمد أبو زيد

2006 / 1 / 18
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


تنطلق الآلهة الإغريقية القديمة في رحلاتها،عبر الجبال والهضاب والوديان بين النجوم والشموس،إلي السماوات باحثة عن أشياء تخصها أكثر مما تخص التفاصيل الحياتية،من منطلق يوتوبي بحت، تبدو فيه الحدود واضحة بين الآلهة وأنصاف الآلهة والبشر والبين بين.

والذين سجلوا هذه الرحلات الطويلة والحروب الطاحنة في ملاحمهم كانوا يدركون أنها لا تقترب من الواقع في شيء، لا تصطدم، أو لا تتماس مع آلام ومعاناة من يسيرون في الأسواق،ويأكلون ويشربون مثلنا من بني البشر في شيء،لذا تظل هذه الرحلات الإغريقية معلقة في مساحة من الخيال لا يمكنها أن تتجاوزها، ولا تسمح للمتلقين أن يقتربوا منها أكثر من ذلك.

ليس كل الرحلات كذلك، فالرحلة التي يقوم بها الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي في ديوانه الجديد "منتصف الليل" والذي صدر أخيرا عن دار رياض الريس في بيروت تبدو رحلة مختلفة، رحلة تصطدم بالواقع وتدخل معه في صراع، وتتماس مع الشارع ومع آلام الواقع، وقد تقفز عليها، غير متخلية في ذلك كله عن شاعريتها، الشاعرية التي تتخذ من الإدهاش ركيزة أولى، ومن كسر حواجز الواقع، والقفز فوقها، ومصادقة بعضها ركيزة ثانية، ومن طزاجة الصورة الشعرية وخفتها وامتلائها بالعادي المدهش اليومي، الذي نفاجأ به شعرا ركيزة أساسية ويظل مريد في كل هذا طائرا اختار أن يحلق قريبا من الأرض بإرادته بعيدا عن العوالم السريالية، التي تغرق فيها معظم القصائد المعاصرة، وبعيدا عن الدماء التي تلطخ معظم قصائد الشعراء الفلسطينيين، ظل محافظا علي مساحة بينه وبين الأرض وبين الدماء، وحتى بين العوالم السريالية، لكي يقول ما يريد، ولكن عبر شاعرية فذة، ونص ممتع .

ويتوازى في الديوان / القصيدة خطان أساسيان يتبادل الشاعر التنقل بينهما .. الخط الأول هو الزمن عبر دواله المتعددة في الماضي أو المضارع أو المستقبل، وعبر ما يطرحه من إشكاليات تتماس مع الخط الثاني : الموت، والذي يبدو في هذا الديوان قائما كرد فعل علي ذكر الوطن بتاريخه الذي يتعامد مع الخط الأول.

ويحكي الديوان الذي يتكون من قصيدة واحدة تقع في 116 صفحة عن شخص مفرد في منتصف ليلة رأس السنة تداهمه عبر النافذة مشاهد من عالمه الشخصي ومن العالم، عبر صور بصرية متلاحقة، فيبدأ الديوان بالشاعر وهو يلقي بالرزنامة كلها، بشهورها الاثني عشر في السلة، وتنتهي أيضا به وهو يعلق الرزنامة الجديدة (هذا ماتستطيع أن تفعله) وهذا هو آخر سطر في الديوان، كأنه تعليق علي ما جاء في الديوان، بين الفعلين، إلقاء الرزنامة، وتعليق أختها الجديدة . لكن بين الفعلين هناك الكثير، هنالك حياة بكاملها . وكأن الشاعر وهو يتحرك بين الحدثين يتذكر عمره بأكمله، كأنها اللحظة التي تسبق الموت أو تليه (إلقاء الرزنامة)وتسبق الحياة (تعليق الرزنامة الجديدة).

يتأسس إذن النص منذ بدايته علي تيمة الزمن كدالة أساسية، وعلي ارتباطها بتيمة التذكر، مع أنه لا يمكن الفصل بين الاثنين، وتتجرد دالة الزمن هنا من كل متعلقاتها الموروثة لتصبح دالة شعرية فحسب، تمنح النص ما يريده، قائمة علي إرادة النص، أو بالأحرى إرادة الشاعر بين فعليه الاراديين، متسربة بين ثناياه، داخلة في تفاصيله الدقيقة، مستقية ملامحه .

الرزنامة كلها

بشهورها الاثني عشر

ترمي مضارعها في الماضي

كأنها حقا غابت

مع آخر أجراسها

مباهجها لك أنت

وأوجاعها إلى النسيان

والصوت المضارع هنا يتحول إلى ماض في لحظة مع خشخشة الأوراق التي ستعبر النافذة (آيار – آذار – آب – شباط – حزيران – كانون الثاني – أيلول) نفس الشهور تعبر ذهابا وإيابا، في أول النص وآخره، مصطحبة الزمن معها ناثرة ثناياه في أجواء الديوان . من هنا إذن نستطيع أن نقول أن كينونة الزمن عبر الديوان تأتي جميعها في الماضي (فعل التذكير) وقلما تأتي في المستقبل (ككينونة لما سيتخلق) .

يبدأ الديوان برحلة الميلاد – في بيت الشرق – متتبعا الرحلة الحياتية فيما بعد، مستحضرا أطياف الذين رحلوا، الذين ترتبط بهم الذاكرة لدى الشاعر مثل الأم، والجدة، ساردا تفاصيل هذه الحياة : الولد، والبنت، والحبيبة التي تبدو كطيف يزور النص خفافا .. كلما عنّ له:

أنت الذي ولدتك أمك في منازل الشرق

تحيط بك الأشعار والشرائع ..

ستظل تري وجوها

حفرتها أقدم الأزاميل

وشابت تحت نظرتها لحى القرون

تغادر ألواحها الطينية المصفوفة

في رفوف بابل

لا تدوم زرقتهما طويلا .

ويكشف لنا هذا المقطع مدي اعتمال عامل الزمن في النص عبر رموزه الدالة (ستظل / أقدم/ شابت / ذاكرة / تدوم) كما تتضافر الأفعال المضارعة والماضية في وشيجة واحدة لكي تمتح الذاكرة بمكنوناتها (ولدتك / حفرتها / شابت / تغادر /تدوم / تظل) وتدل الأفعال المضارعة هنا علي تيمة الاستمرارية (الماضي الذي يمتد إلى المستقبل).

أنت الذي ولدتك أمك في منزل الشرق

حيث ابتدأ كل شيء

ستري انحناء الثياب المطرزة

علي شواهد النهايات

والذين تحبهم ستراهم متقابلين مع موتهم

كتقابل الأزرار

علي صدر القميص

يبدأ الشاعر مع ولادته في منزل الشرق رحلته في الحياة، متقابلا، أو فلنقل متقاطعا مع الموت في أماكن كثيرة لعله يصل إلى نهاية النص وفي يده الحقيقة التي يصفها بأنها (كالكبريت المبلول)، وتأتي الأم في هذا الديوان في أكثر من موضع، مرتبطة أيضا بتيمة الموت والولادة، واقفة بينهما، ملقية بظلالها علي فكرة الوطن، ماهيته، حدوده، مأساته، والتي تلقي بظلالها على الديوان بأكمله:

ها هو ذيل ثوبها الأسود

يكاد يمس وجهك النائم

حداد أمك الطويل

صامتا متوحشا

يذرع ممرات البيت.
يرتبط ذكر الأم بالثوب الأسود، وهو وإن كان كدالة لا يعبر عن الموت بقدر ما يعبر عن زي فلكلوري، إلا أن التيمة الأخرى (حداد أمك الطويل) تلقي بظلالها علي النص لتقود إلى التيمة الأهم و الأساسية في الديوان، وهي تيمة الموت . تأتي دالة الموت عبر الديوان شفافة رقيقة، ممتلئة سماحة ولطفا . وكأن الموت هنا غير الموت الذي نعرفه، فالشاعر يصادق الموت، ويلاعبه ويضاحكه، ويتحدث معه، وقد يدعوه لشرب القهوة إن أمكن، فإذا كان المقطع الأول في الديوان يتحدث عن الموت، فان المقطع الثاني يبدأ بذكر الموت، ويستمر حتى آخر الديوان / القصيدة :

ها هو الموت

مرتديا قلائد من أقفال

تصحبه سلوقياته المدربة

يحيط خصره بحزام أبدي

يدس فيه العناوين

علقك مع ملابسه الغامقه/

ومناديله وأمشاطه/

وفرشاة أسنانه الضخمة

وسافر بك إلى حيث

يعلم ولا تعلم



فالموت هنا كائن نعرفه جيدا، يرتدي ملابس غامقه، يستعمل المناديل والأمشاط، وفرشاة أسنان ضخمة، ويبدو الموت رحيما حينما يستاء الشاعر لأنه نسيه لهذه الحياة :

لتكتشف بعد انقطاع المطر

أنه نسيك في اللحظة الأخيرة

ودون أدني إحساس بالمسئولية

تركك لهذه الحياة

وأن الذي مات أناس غيرك .



وتدل رمزية الموت في هذا الديوان علي حالة اعتيادية مألوفة، أو أصبحت مألوفة من كثرة اعتيادها، فلم تعد تثير الدهشة، أو تلقي بظلال الكآبة لتفتح إمكانية تأويل النص عبر أبواب أخرى . فالموت لا يرتبط في الديوان في أغلبه بالحرب، كما هو متوقع، بل هو مرتبط بتفاصيل الحياة اليومية، وهذه التفاصيل هي التي قد تموت، فيما تظل الحياة مشتعلة بحيويتها (هاأنت مقتول علي الأرض، والأرض بصحة جيدة) (قلبك متوقف تماما، والتراب حولك ينبض) (دورتك الدموية تكمل شغلها خارج جسمك) وهذا يجعلنا نسأل : هل الشاعر هنا يتحدث عن الموت أم عن الحياة، وإذا كانت الأرض كما يفسرها الكثيرون هي الوطن (تجمع الأشخاص) عندما يحيا هذا التجمع، هل يعتبر موت فرد واحد موتا ؟ (كنتما اثنين، أنت ومطالبك، خرجتما معا، قاتلتما معا، وأنت وحدك مت) .الشاعر هنا يتحدث عن الحياة بلا ريب .



إذن يبدو بحث الشاعر عن الموت في ديوانه، ومصادقته له هو بحث عن الحياة تلك التي تختبئ في مكان ما (الحياة مخبأة في مكان ما، أعرف، الحياة مخبأة في مكان قريب، لكن هل أبحث عنها كالدبوس، كالزر الساقط من ثوب، كخاتم في التراب) ويواصل الشاعر سرد الطرق التي يمكن أن يصل بها إلى الحياة تلك المخبئة في مكان ما لا يعرفه . ربما وسط ركام الموت الذي يغطي أجواء الديوان بغطاء شفاف، فيتساءل هل يستأنف نومه ساعة أخرى ليكمل رؤيتها في الحلم أم هل من الأفضل أن يلجأ إلى المشعوذين وضاربي المندل شارحا أوصافها لعل تميمة من صنعهم إذا علقها في عنقه ترده إليها أو تردها إليه ؟ أم هل يعلق صورتها في مخافر الشرطة أو عيادات الطوارئ وصفحات الحوادث تحت إعلان عاطفي ؟:

نحن سامحناك أيتها الحياة

لن نعاقبك علي الهرب

الكل بانتظارك

عودي إلينا أيتها الحياة



المذنب هنا هي الحياة ذاتها، بصخبها، وضجيجها، بحروبها، بمكانها الذي تركته للموت، لذا يأتي البحث هنا ساخرا بمرارة شديدة من الحياة التي اختفت، لكن الفكاهة لا تسيطر علي الحياة المختفية فحسب، إنما تسيطر علي الحرب أيضا :

الحرب توغل في فكاهتها

إذا قصفوا الفراشة بالقذيفة

ثم تمعن في التوغل في فكاهتها

إذا ما لاحظوا أن الفراشة لم تمت

وغدت بكامل ضعفها أحلى

وأعلي من يقين العسكري

ومن علوم الحرب

نصف النصر أن الفراشة عزلاء

إلا من جموح جناحها وجمالها

دخلت مع الموت المؤكد

في سجال



الفراشة هنا هي ابنة الحياة، بل هي الحياة ذاتها، هي الأطفال، والأمهات والرضع، هي الضعفاء واليتامى، هي الفقراء، هي التفاصيل الصغيرة وحقائب المدارس، هي تحية العلم، وبائعو الخبز والأجبان، هي انتظار يطول علي معبر رفح، هي كل التفاصيل التي قد يذكرها مريد في ديوانه وقد لا يذكرها، لكن الحرب هنا تظل هي تلك الآلة الطاحنة التي لا ترحم، وهو هنا لا يشتمها بقدر ما يسخر منها، الفراشة أيضا تسخر منها، وهو ما يذكرنا بالنظرية الرومانتيكية كما بسطها صامويل تيلور كولريدج الذي ميز بين مستويين أو درجتين فيها يئولان إلى ما أطلق عليه " الخيال الأولي " و "الخيال الثانوي " وقد راعي في هذا التقسيم فروقا في الدرجة وفي أسلوب العمل، والأولى عنده قوة حية وعامل أساسي في كل إدراك إنساني ويعايش الخيال الثانوي الإرادة، ولا يتجلى إلا في عملية الإبداع الفني، إنه يحل ويفكك ليعيد الخلق، ويناضل ليخلع علي الأشياء وضعا مثاليا يوحد بينهما .



ورغم طول النفس الشعري في الديوان / القصيدة إلا أن الشاعر لا يلجأ إلي الغنائية التي من الطبيعي أن تتولد هنا في عمل ملحمي كهذا، ولو رؤيويا على الأقل نتيجة لفصل الذات عن الموضوع، بمعني أن ينشغل الشاعر بأحاسيسه ومشاعره الداخلية، ويلجأ الشاعر إلى لعبة تفاعل الأنواع، فهو ينتقل من السردي إلى النثري، إلى التفعيلي متنقلا بين ضمائر المخاطب والمتكلم والغائب، وهو ما يمنح النص الكثير من الحيوية . كما أن الشاعر يرفض اختزال الوطن في القصائد الصارخة، بل الوطن عنده هو الأشياء البسيطة الهامسة، التي قد لا تلفت انتباه الآخرين :

لماذا يكثر الرصاص

مع الملابس المهلهلة

فالوطن هو ذلك الرصاص، وهو بقايا الملابس التي مزقتها طلقات الرصاص، الوطن هو ذلك الذي يملأ الديوان برائحة البرتقال، وأغصان الزيتون (فركت ورقة البرتقال بين كفي / فركتها لأشمها كما نصحت، وفي طريق يدي إلى أنفي /أصبحت لاجئا بلا وطن)

الوطن هو الحرب أيضا (الحرب ذاتها تتكئ علي عكازها، وتتمشي قليلا في ممرات السلام) أي روح ساخرة تلك التي تمنح هذا المقطع الرائع هذه العذوبة والرقة والشاعرية والدهشة، الوطن هو أشياء أخري لدى مريد البرغوثي، قد يختزله البعض في مساحة جغرافية ما، وقد يختزله البعض في عائلة، في أسرة، في صورة، في قبر، في كتاب، في صفحة .

لابد أن يكون لي وطن

غير هذه الصفحة

الوطن الذي يريده مريد البرغوثي هو الحياة، بكل تفاصيلها، بأفراحها، بأتراحها لكي يواصل عبره رحلته الطويلة الممتلئة بالأسئلة، والأسئلة هي أكثر ما يميز ديوان مريد البرغوثي الذي بين أيدينا . وإذا كانت وظيفة الشعر أن يطرح الأسئلة، فإن مريد البرغوثي في ديوانه منحنا أسئلة مثيرة للحيرة وللدهشة، وللإعجاب وللتفكير، وللحزن، ومنحنا أجوبة هي بمثابة أسئلة بالأساس (لماذا كلما رأيت قتيلا مسجي ظننته شخصا يفكر).

يدمر مريد البرغوثي البني الشعرية السائدة المعتادة، والتراكيب الشعرية المعروفة، والصور التي تعودنا عليها، يقلبها رأسا علي عقب مقدما حساسية بالغة في التعامل مع الأشياء، عبر الانتقال من الرؤى الكلية التقليدية إلى التفاصيل الصغيرة (الآن صار ممكنا إثبات أن الموت هواية القتلى، الآن صار ممكنا أن يبدأ المولود عمره من جهة الكهولة) (كلما قالوا خاسر، تخيلت ما ربح)

كنا نتحدث عبر زجاج قطارين

افترقنا في جهتين

واستيقظنا في طرفين

من الدنيا

نسخر من بوح الخاسر للخاسر



تستمر الرحلة، لا ملامح فيها لخسارة أو لمكسب، ولكنها رحلة ملحمية على أية حال يستدعي فيها مريد حكايات أسطورية ملحمية بتفاصيلها (الملك المغدور، الأمير الوسيم، الساحرات) ولأن عالم الملاحم يستدعي المعجزات الإغريقية، فان الشاعر يعلن أن (البشرية تقدمت أيها العجوز، انتهي عصر المعجزات) (فاهدأ قليلا لأسترح، حتى آلهة المعابد، تغادر معابدها المسكونة).



لم يعد الشعر يقدم المعجزات، ولم يعد ينبئ بمعجزات، هو يقدم ما حدث وما يحدث، ومعجزته في عفويته . في إدهاشه . في كشفه لمكامن البساطة والروعة في التفاصيل الحياتية البسيطة :

لم يبق أعظم من صباح الخير معجزة

تلامسها على كسل صباح النور

الشعر الذي يكشف حزن الأرواح، ويغسلها، وينزع عنها قسوتها، وقد ينادي هذه القسوة كما ناداها مريد البرغوثي في ديوانه :

تقول لقسوتك

قفي في آخر الصف

قفي في آ آ آ آ خر الصف تماما

واستأذني في الدخول

استأذني سبع مرات في الدخول

هذا الشاعر الذي يواجه قسوة العالم، وقسوته الشخصية، بمحبة كبيرة، بقلب مفتوح، بديوان جميل اسمه " منتصف الليل "يستحق أن نقف له احتراما








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو العسكرية شمال محافظة بابل ج


.. وسائل إعلام عراقية: انفجار قوي يهزّ قاعدة كالسو في بابل وسط




.. رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل: قصف مواقع الحشد كان


.. انفجار ضخم بقاعدة عسكرية تابعة للحشد الشعبي في العراق




.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي