الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسطورة الزقوم ...وما علاقة الزقوم بالباقلاء والفول (ܙܩܘ݂ܡܵܐ)

يعقوب يوسف
كاتب مستقل

(Yaqoob Yuosuf)

2017 / 3 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني





اسطورة الزقوم .... وما علاقة الزقوم بالباقلاء والفول
ألزقوم (ܙܩܘ݂ܡܵܐ)
كلمة متداولة شعبيا بمعنى المر كالقول أكل زقوم او الشدة في الشيء فمثلا نقول حامض زقوم أي شديدالحموضة، إلا أن القرآن اعطى مفهوما قاسيا في اعتبارها شجرة من أشجار الجحيم وأفرد لها آيات واحاديث كثيرة ومرعبة.
الجحيم: يُقصَد بها مَعنيان
أولا: الهاوية أو الموت أو القبر، وكان هو مقر جميع الموتى. وهي ترجمة للكلمة العبرية شئول والكلمة اليونانية هاديس، وقد صورّ كتّاب الأسفار الجحيم مكان تحت الأرض، وهو مكان مظلم مخيف سكانه يشعرون وكأنهم في وجود بليد جامد تذهب اليه نفوس جميع البشر،
وقد عبر الهندوس عن الجحيم بنفس الوصف.
إذن الجحيم هو القبر
والبشر جميعهم اليه بلا استثناء
الثاني جهنم: وغالبا ما يتم المقاربة ما بين مفهوم الجحيم وجهنم او الاخذ بهما كمصطلح واحد يمثل الدينونة أوالعقاب الإلهي بعد الموت.
ما معنى جهنم:
بالعبرية: جي هِنَّوم و باليونانية (ge-hinnom) والتي تعني وادي هنوم، وهو وادٍ خارج القدس يحيط بالبلدة القديمة، ويسمى وادي هنوم اليوم وادي الربابة. ويسمى الجزء الشرقي منه توفة. وقد أطلق عليه ارميا النبي اسم وادي القتل.
إذن هو واد في اورشليم القدس كان فيه صنم عملاق مجوف من النحاس (يمثل الاله مولك) يتم اشعال النار في تجويفه الى درجة الاتقاد القصوى ثم يتم تقديم التضحيات فوق يدي هذا الصنم وهي عبارة عن أطفال احياء مع وقع دقات الطبول واصوات صلوات الكهنة للتغطية على صراخ الأطفال الى ان تشوى اجسادهم وتحترق نهائيا.
وبعد سيطرة اليهود على اورشليم وتدمير الاصنام اُهمل هذا الوادي ليتحول الى مأوى للحيوانات واللصوص ومزابل للنفايات وجثث للموتى المجهولين، وكذلك جثث المجرمين التي يتم اعدامهم، حيث كانت تلقى في الوادي لتأكلها الحيوانات قبل ان يتم حرقها مع النفايات ومنها جاء القول الشهير:
(الى جهنم وبئس المصير)
وهكذا استمر احتقار المكان حتى سمى اليهود مكان الهلاك على اسمه ومن هنا ولدت كلمة جهنم، حيث البكاء وصرير الأسنان، وحيث النار الأبدية والعقاب الدائم للخطاة.
أما في القرآن فهو مكان لجزاء الضالمين:
لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِ، و لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ "فراش" وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ.
منهم من تأخذه النار إلى كعبيه، ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه إلى حجزته، ومنهم من تأخذه إلى ترقوته " رواه مسلم
إن أهون أهل النار عذابًا من له نعلان من نار يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل (القدر) ما يرى أنَّ أحداً أشد منه عذابًا وإنه لأهونهم عذابًا " متفق عليه.
وفي حديث اخر أن النار لا تقارن في حرها إلى نار الدنيا مهما عظمت شدتها وحرّها، فإنّ حرّ نار جهنم يشوي اللحم وينزع الجلد. وأن ضرس.
وكما يزيد الله في أحجام أهل الجنة كي يتنعموا من نعيمها يزيد الله عز وجل من حجم أهل النار أيضاً ليزدادوا عذاباً فيكون حجم ضرس الكافر في جهنم كما وصفه رسول الإسلام كجبل أحد.
اوصاف بشرية مادية لا علاقة لها بالمفهوم الروحي المعروف ليس فقط عند المسيحيين او اليهود وانما حتى لدى الأديان الأخرى كالبوذية والهندوسية وغيرها.
الجنة:
الجنة كلمة قديمة جدا ظهرت في لغات بلاد فارس وقيل سومرية وأكادية، وتعني الحديقة الغناء المسورة، وبالتالي فهي لا تختلف عن المفهوم الأرضي المادي أما الكتاب المقدس فقد حدد هذه الجنة بالأرض الواقعة في جبال ارارات (أرمينيا) والأراضي المجاورة لها في اسيا الصغرى وحتى ذكر أسماء الأنهار التي لازالت مستعملة الى يومنا هذا.
في الفكر الإسلامي:
قال تعالى: "وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار، كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً، قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابهاً ولهم فيها
(أزواج مطهرة) وهم فيها خالدون".
وفي حديث نبوي ( يزيد الله في أحجام أهل الجنة كي يتنعموا من نعيمها)
قال مجاهد: أرض الجنة من فضة وترابها مسك وأصول شجرها فضة وأغصانها لؤلؤ وزبرجد والورق والثمر تحت ذلك، فمن أكل قائماً لم يؤذه ومن أكل جالساً لم يؤذه، ومن أكل مضطجعاً لم يؤذه
وللجنّة ثمانية أبواب: باب للتوبة، وباب للصلاة، وباب للزكاة، وباب للصدقة، وباب للحج والعُمرة وباب للصلة، وباب للجهاد، ومن أشجار الجنّة: شجرة طوبى، وسدرة المُنتهى. ولم يذكر ما معنى هذه الأبواب ومسمياتها وكأنما هناك أيضا زكاة وحج أما الجهاد فمع من سيكون؟ مع الشياطين مثلا؟
في المسيحية:
يقول السيد المسيح
فِي الْقِيَامَةِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يَتَزَوَّجُونَ، بَلْ يَكُونُونَ كَمَلاَئِكَةِ اللهِ فِي السَّمَاءِ.
أي عكس مفهوم الأزواج المطهرون، ومن هذا المنطلق فالروح مختلفة تماما عن البشر وقيل ان التفرقة بين الجنسين هو مفهوم مادي بشري وجد حصرا على الأرض لغرض التناسل ينتهي دوره بالموت.
والملائكة في المسيحية هم خدام الله وقيل معناها في لغات بلاد فارس (مرسلين) ومفردها ملاك وكلمة الملاك بحد ذاته يُشبه أو ينادى كمذكر ولا تأنيث له. ومن هذا المبدأ الروحي للحياة الثانية فإن النعيم هي مجرد العلاقة مع الله في شكل الملائكة، وان الاخرين او ما يطلق عليهم الأشرار فإن ابتعادهم عن الله هو عذابهم الابدي.
اما المفهوم الروحي للإنسان فيعتمد على مبدأ انفصال الروح عن الجسد، فإن ادم خلق من تراب الأرض وعليه يجب ان يعود الى تراب الأرض وينتهي أثره كما خلق، ليتحلل فيها الى عناصره الأولية فهو مجرد سبيكة معدنية متكونة من نفس المعادن التي تتكون منها الكرة الأرضية وهذه حقيقة علمية ثابتة.
الانسان النموذجي السليم يتكون من حوالي 35 نوع من المعادن
94,83% عبارة عن كربون وهيدروجين واكسجين.
5% مكون من 12 معدن مثل الكالسيوم والبوتاسيوم والمنغنيسيوم ...الخ.
0,17% مكون من 20 معدن يحتاج جسم الانسان منها الذهب.
في الوقت الذي ترى بنفسك وترى معك البشرية كلها بأم عينها كيف يموت الانسان وبعد أيام قلائل
يتحلل جسده ويتفسخ لتأكله الديدان وحشرات الأرض وجرذانها ولينتهي به المطاف الى عظام لا تتكسر بسهولة كباقي أعضاء الجسم الأخرى ولكنها تتحلل وتتلف على مر السنين، ثم يحاول البعض ان يقنعك بأن هناك حياة أخرى بعد الموت تعيش وسط عالم وبيئة تشبه تماما البيئة المادية التي نعيشها على الأرض و بشكل اكثر تقنية وتطور وحياة رغيدة خالية من المشاكل والامراض وغير ذلك من الأوهام والخزعبلات مؤطرة بطابع الهي مقدس كي تتقبل التصديق، حيث يُسهل عليك هذا الاله كل الأمور لتتمتع بملذات وحياة مادية وجنسية، أوهام لا يمكن ان تصدق.
.
ونعود الى الزقوم (ܙܩܘ݂ܡܵܐ) حيث أعطى لنا الإسلام وحده تعريفا غريبا عنها :
شجرة الزقوم هي شجرة قال عنها الله سبحانه وتعالى أنها تنمو في جهنم، ولا تأكلها النار. وهي عقاب الكافرين والعصاة، إذ أن مذاق ثمارها مر وأنها طعام الأثيم.
1 - سورة الدخان والايات 43 - 46
2 - سورة الواقعة والايات 51 – 563 – سورة الاسراء الاية 60
4 – صحيح البخاري 3888 وغيره كثير
وسأفرد بالتفصيل ما جاء بسورة الصافات :
أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم ( 62 )
إنا جعلناها فتنة للظالمين ( 63 )
إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم ( 64 )
طلعها كأنه رءوس الشياطين ( 65 )
فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون ( 66 )
ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ (67)
(68)ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ
يقول ابن عباس: لو أن قطرة منها قطرت على أهل الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم فكيف بمن يكون الزقوم طعامه .
اذن الزقوم شجرة في (الجحيم وجهنم وفق المنظور الإسلامي)
يؤخذ من الآيات في القرآن أنها شجرة خبيثة، تنبت في اصل الجحيم، جذورها تضرب في قعر النار، وفروعها تمتد في أرجائها، وثمر هذه الشجرة قبيح المنظر وطلعها كأنه رؤوس الشياطين، وقد استقر في النفوس قبح رؤوسهم وإن كانوا لا يرونهم، ومع خبث هذه الشجرة وخبث طلعها، إلا أن أهل النار يلقى عليهم الجوع بحيث لا يجدون مفراً من الأكل منها إلى درجة ملء البطون، فإذا امتلأت بطونهم أخذت تغلي في أجوافهم كما يغلي دردي الزيت، فيجدون لذلك آلاماً مبرحة، فإذا بلغت الحال بهم هذا المبلغ اندفعوا إلى الحميم، وهو الماء الحار الذي تناهى حره، فشربوا منه كشرب الإبل التي تشرب وتشرب ولا تروى لمرض أصابها، وعند ذلك يقطع الحميم أمعاءهم.
.
وأخيرا عزيزي القارئ ما رأيك بعد كل ما قيل اعلاه عن شجرة الزقوم لتعرف حقيقة ان كلمة الزقوم (ܙܩܘ݂ܡܵܐ) كلمة ارامية معناها
الباقلاء والفول
(راجع قاموس توماس اودو - او قاموس اوجين منا)
والمصريين اليوم أكثر الشعوب التي تأكل الفول
ياترى هل يعني اننا نعيش في جهنم ونحن لا ندري
أم يا ترى هل لأننا ناكل الباقلاء (هذه المادة الغذائية الغنية والتي يستخدمها النباتيين لتعويض النقص في البروتينات ) أصبحنا اشرار متوحشين نقتل ونفجر الابرياء ونهدم الكنائس مثلا؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهدافها هدفا حيويا بإيلا


.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز




.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب


.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل




.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت