الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يمكن اصلاح المسيحية (6)- لاهوت الهزيمة والضعف

مجدي محروس عبدالله

2017 / 3 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل يمكن اصلاح المسيحية (6)- لاهوت الهزيمة والضعف

الضعف والقوة صفتان لازمتان للوجود الانساني وهما صفتان نقيضتان لبعضهم البعض فلا يمكن ان يجتمعا معا
وللقوة مظاهرها وللضعف ايضا مظاهره
لكن ما يهمنا هو كيفية تناول المسيحية لقضية الضعف والقوة وبخاصة في الشرق المسيحي , وهل تغيرت المفاهيم
من خلال المسيحية بالنسبة لقضية "امتلاك القوة" و سأحصر هنا نقطة النقاش في المسيحية الشرقية(*) بشكل خاص
لاشك ان تاريخ المسيحية الشرقية الملئ بالالم والهزيمة كذلك نشوء نزعات صوفية انسحابية من الحياة ساهمت في تشكيل
نمط من التفكير يمدح الهزيمة والضعف بل يجعل المقاومة شكلا من اشكال عدم الايمان (**) – هذا النمط من التفكير
يتذرع بذرائع "كتابية" كثيرة و يقوم مروجي هذا النمط من التفكير باقتباس ايات كثيرة من الانجيل ليبرهنوا موقفهم
ورجال الدين ينزعون لهذا اللاهوت ليس ايمانا به ولكنه اكثر راحة لهم من عناء محاولة رفض موقف المهزوم الضعيف
هذا اللاهوت الذي شكل وعي عام لدي المسيحيين الشرقيين مما يفسر "استمرار" الوضع المذري للمسيحيين الشرقيين
واذا نظرنا الى الوضع القبطي بشكل خاص والذي يمثل ذروة هذا اللاهوت نجد ان القبطي يقدس الهزيمة والضعف تقديسا
لا حد له مما جعل اعداءه ينظرون اليه على انه فريسة سهلة المنال مما يسئ الوضع اكثر , اي ان لاهوت الضعف لم يؤتي بثمار غير المزيد من الالم والمعاناة للانسان وكأن المسيحية لم تأت للانسان البائس الا لتزيده شقاءا وعذابا
وبمقارنة هذا الاهوت مع اللاهوت الغربي حيث يعيش المسيحي الغربي وضعا افضل واقوى نجد فكرا مختلفا ولازالت اتذكر صدمتي عندما قرأت كتابا غربيا اسمه "Ethics of Christianity" اخلاق المسيحية و ذكر فيها الكاتب الحروب
وهناك "justified war" اي حرب عادلة من اجل الدفاع عن النفس ومن اجل قضية عادلة –فتعجبت كثيرا فالفكرة عن الحرب تلقنت انها معادية للمسيحية بشكل كامل فبدأت التعرف على اللاهوت المسيحي الغربي المختلف جذريا عن اللاهوت الشرقي لاشك ازدهار احوال الغرب كان السبب وراء شيوع انجيل الازدهار "prosperity gospel" بينما العكس في الشرق المسيحي الذي انتشر فيه فكر المسيح "المتألم" والذي ادى بدوره الى نتائج كارثية للمسيحيين الشرقيين
تتمثل في تدهور اوضاع المسيحيين في الشرق الاوسط ونمو تيارات معادية للاديان كما حدث في روسيا "الشيوعية"
ان اعادة التفكير في لاهوت الشرقيين المتمثل في الهزيمة والضعف واجبة الان – فنحن في عصر المواجهات الكبيرة
والتحديات الكبيرة التي تواجه المسيحية واتباعها وعليها ان تتبنى موقفا واضحا في هذا الشأن
فأن الضعف الذي يحاول اللاهوتين الشرقيين تسويقه على انه "وداعة" او "حكمة" او "تسامحا" ليس الا احدى صور الهروب من المواجهات , وتصوير ان مواجهة المسيحي للشر و اتباعه تتمثل في المحبة والتسامح وهذا كفيل بتغييره
فكرة خاطئة تماما –كذبها التاريخ –حيث استطاع الاقوياء الاخيار التأثير بشكل ايجابي على العالم من حولنا – وان الضعيف دائما ما يلجأ الى الكذب والهرب والنفاق وهذا واضح تماما ونعيشه في شرقنا التعيس
هوامش
(*) الموضوع كبير جدا ومتشعب ومن الصعب ان نحصره في مقال واحد
(**) احدى رجال الدين الاقباط المشهورين قال "انه ان مسك المسيحيون السلاح دفاعا عن نفسهم فسيتخلى الله عنهم"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد عزم أمريكا فرض عقوبات عليها.. غالانت يعلن دعمه لكتيبه ني


.. عضو الكنيست السابق والحاخام المتطرف يهودا غليك يشارك في اقتح




.. فلسطين.. اقتحامات للمسجد لأقصى في عيد الفصح اليهودي


.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال صبيحة عي




.. هنية: نرحب بأي قوة عربية أو إسلامية في غزة لتقديم المساعدة ل