الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوحدة بين الشرق والغرب

سامي عبدالقادر ريكاني

2017 / 3 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


ليس هناك مصطلح جنى وما زال يجني عليه شعوب المنطقة الاسلامية من ويلات وحروب وسفك للدماء وضياع للحقوق والعدالة وسلب للكرامة ونهب للموارد في العالم الاسلامي اكثر من مصطلح الوحدة وذلك لان فلسفة الوحدة وتقديسها لدى الشرقيين من اسلاميين وقومجيين لم تكن ورائها الا الاتجار بدماء شعوبها واشعالا للحروب واثارة للفتن اقدم ويقدم عليها اصحاب النفوس والافكار المريضة والانتهازيين من دعات الوحدة القومية والوحدة الاسلامية والوحدة الجغرافية الذين لايريدون ولايفهمون في حقيقة الامر من هذا المصطلح سوى قهر الانسان الشرقي في قالب قومية واحدة اوايديولوجية اسلامية واحدة مع سلب جغرافية بقية التنوع العرقي والفكري والمذهبي والطائفي ومحاولة قولبتها وفق عقلية القائد اوالزعيم القومي او الاسلامي او القومسلاموي الاوحد الذي يتنافس كل واحد مع كثرة مدعيها على تسويق شعوب المنطقة لخدمة ماربه الشخصية والايديولوجية اوالفئوية العنصرية الضيقة معولين على عمالتهم لاصحاب المصالح من الدول الكبرى التي تريد سرقة المنطقة الاسلامية وبذلك لايكون مهمة هذه الزعامات في الشرق سوى دور قيادة المافيات العسكرية وغسيلي الادمغة الذين يتاجرون بثروات ودماء وعقيدة وحرية شعوبهم تحت شعارات الحفاظ على الوحدة القومية والوطنية والاسلامية .
اما الوحدة في الوعي الغربي فهي تعني الحفاظ على التنوع العرقي والفكري والديني والقومي والتنوع السياسي وتنوع التقاسيم الادارية وتنوع وتعدد مراكز اصدار القرارات فترى فيها حكومات محلية وحكومات ذاتية الادارة وصيغ فدرالية وكونفدرالية واتحادات وتكتلات بين عدة دول وكل ذلك حسب طبيعة كل بلد وتحقيقا للسلام والعدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية بين تنوع مكوناتها وحفاظا على الوحدة الانسانية، هذا الوعي في فهم الوحدة هي التي اوصلت الغرب الى ماوصلت اليها من رقي وحضارة راسخة وشامخة وهي مخالفة ورافضة لنمط الوحدة الشرقية البالية المشوه المنافية للنواميس والسنن الكونية والالهية والانسانية.
وبهذا كانت المعادلة ان ذهب الغربيون الى الوحدة عبر حفظهم للتنوع والتعدد بينما ذهب الشرقيون الى الوحدة عبر رفضهم لهذا التعدد والتنوع فكانت النتيجية توحيد الاولى وتفتيت الثانية فلا حقق الشرقيون وحدة اسلامية ولا وحدة قومية.
لذلك لانرى العجب في الاختلاف بين الموقفين والرؤيتين الشرقية والغربية في نظرتهم الى الفدرالية بصورة عامة والفدرالية الكوردية بصورة خاصة حيث يرى الغربي بان الفدرالية طريق الى السلام والوحدة وتحقيق للاستقرار والعدالة والتعايش السلمي بينما يراه الشرقي كفرا منافيا للعقل والدين ويفضل عليها قرون من الصراعات وسفك الدماء والعيش في ظل اللاعدالة والتهميش والظلم في كنف البطل القومي والديني الاوحد الدكتاتوري المتاجر بحرياتهم وثرواتهم ودينهم وقومياتهم باسم الحفاظ على قدسية الوحدة المزعومة والذي يريهم بان محاربة هذه الفدراليات هي فريضة دينية وتحقيقا لارادة الهية وجهادا في سبيله وضمان للجنة وفوزا بحور العين، ومن يتقاعس بمحارتهم او يلتهي عنهم بعيوب السلطة وفساد الزعيم الاوحد فهو خائن للوطن وكافر للدين . انها لعمري مهزلة عقلية يعيش فيها الشرقي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: مقتل مسؤول في منظومة الدفاع الجوي لحزب الله بغارة إسر


.. قبيل عيد الفصح.. إسرائيل بحالة تأهب قصوى على جميع الجبهات| #




.. مؤتمر صحفي لوزيري خارجية مصر وإيرلندا| #عاجل


.. محمود يزبك: نتنياهو يفهم بأن إنهاء الحرب بشروط حماس فشل شخصي




.. لقاء الأسير المحرر مفيد العباسي بطفله وعائلته ببلدة سلوان جن