الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل أصبحت القواعد العسكرية في متحف التاريخ؟..

محمد عبعوب

2017 / 3 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


القواعد العسكرية في متحف التاريخ..
يبدو أن الخرف السياسي قد أخذ من بعض رموز أو أشباه رموز انتفاضة فبراير الليبية المسروقة مأخذا خطيرا، ودفعهم تعلقهم بالأوهام - رغم وصول هذه الانتفاضة الى نهاية مفجعة - حد الحلم بالاحتماء بالاحتلال وعرض حرية الوطن وكرامته في سوق نخاسة لم يعد له اليوم زبائن، وذلك فقط ليبقى هذا الوهم معشعشا في أدمغتهم الخَرِفَة يداعب أحلامهم الميتة المفارقة للواقع..

هذا الحلم بعودة القواعد الأمريكية الى ليبيا الذي جاهر به أحدهم قبل أيام على شبكة المعلومات الدولية وقدمه كمخرج لليبيا من الأزمة المتفاقمة التي تتخبط فيها منذ أزيد من خمس سنوات، لا يزيد عن كونه هروب من مواجهة الواقع المفجع الذي وصلت له فبراير ، والتصاق بالأوهام السرابية التي يرسمها له خياله المتجمد حد الموت. على هذا الحالم الميت الحي أن يدرك أن حلمه هذا قد تجاوزه التطور المحقق عبر العالم في إدارة الصراعات وأصبح من مكونات متاحف التاريخ، و أن إدارة لعبة القوة والصراع قد تطورت الى حدود تتجاوز ظاهرة القواعد العسكرية الثابتة ، وان تقنيات التسلح الجديدة ألغت الحدود واختزلت الجغرافيا الى حدود الصفر بحيث أصبحت الحاجة الى قواعد عسكرية خارج حدود الدول تبديدا للإمكانات وفكرة ساذجة، حيث يمكن لأمريكا اليوم -التي يحلم هؤلاء بالاحتماء بقواعدها- أن تسدد أدق الضربات متى تشاء ولأي هدف تختاره، وبتكلفة لا تساوي أجرة يوم واحد لقاعدة ثابتة في أي بقعة من العالم، وذلك بفعل التقنية الصاروخية وتقنية طائرات بدون طيار تنطلق من أي قطعة بحرية أمريكية في أي بحر ويتم التحكم بها وتوجيهها من خلال حاسوب أمام جندي أمريكي يجلس في خمارة او حتى في بيته بأمريكا!! فما حاجة واشنطن او أي دولة تمتلك هذه التقنية لقاعدة تكلفها مليارات الدولارات وضغوط سياسية مكلفة؟!!

كما ان تسارع التغيرات السياسية وما تفرزه من تحالفات متقلبة يجعل كل التحالفات هشة وقصيرة العمر وهو ما يلغي من الأساس فكرة سعي الدول الكبرى للحصول على قواعد عسكرية ثابتة لها خارج حدودها.. ولنا في التغير الصاروخي في تركيبة التحالفات بين أطراف الصراع الدولية اليوم في سوريا والعراق أوضح مثال، حيث يمكننا رصد تبدلات سريعة في التحالفات لا تدوم لأكثر من شهور بين هذه الأقطاب المتصارعة يفرضها التطور السريع في إدارة المصالح وفق رتم حضارة الموجة الثالثة السريع والمتغير، وهي تغيرات لا تتطلب بل لا تتحمل من حيث عمرها الزمني إقامة قواعد ثابتة على الارض..

ثم إن التحول الصادم في مبعث ودواعي استدعاء أي نظام سياسي لتواجد قواعد وقوات أجنبية فوق أراضيه، والذي سيصدم دون شك المنادين بعودة القواعد الأمريكية الى ليبيا، هو أن مبدأ الاتفاق بهذا الشأن تغير بشكل دراماتيكي حيث تحول من تأجير الأرض للدول الراغبة في إقامة قواعد بمقابل مادي تدفعه الى صاحب الأرض، الى تأجير القواعد بمقابل مادي يدفعه صحاب الأرض لحمايته من أية تهديدات داخلية أو خارجية يتعرض لها.!!

الى كل الحالمين بالاحتماء بالأجنبي والاستقواء به من اجل إعادة الاستقرار الى ليبيا و التأسيس للدولة فيها ان ينسوا إلى الأبد هذا الحلم المجافي للواقع، وان يدركوا أن الحل الوحيد لأزمة ليبيا لن يكون إلا بأيدي ليبية وعلى أرض ليبية، شريطة أن يفكوا ارتباطاتهم بكل القوى والمنظمات والأحزاب والتيارات الأجنبية، القريبة والبعيدة، بما فيها الأمم المتحدة التي تحولت في ظل انفراد أمريكا بإدارة السيطرة على الكرة الأرضية، إلى مجرد مؤسسة لشرعنة الهيمنة الأمريكية على العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. شبكة -أي بي سي- عن مسؤول أميركي: إسرائيل أصابت موقعا


.. وزراءُ خارجية دول مجموعة السبع المجتمعون في إيطاليا يتفقون




.. النيران تستعر بين إسرائيل وحزب الله.. فهل يصبح لبنان ساحة ال


.. عاجل.. إغلاق المجال الجوي الإيراني أمام الجميع باستثناء القو




.. بينهم نساء ومسنون.. العثور جثامين نحو 30 شهيد مدفونين في مشف