الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإخوان المسلمون جذر الإرهاب

محمد حبش كنو

2017 / 3 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يعتقد الكثيرون أن فكرة الدولة الإسلامية هي فكرة وهابية جاءت مع المد الوهابي في الجزيرة العربية ولكن الحقيقة أنها فكرة إخوانية نشأت في العشرينات من القرن الماضي إبان ظهور حركة الإخوان المسلمين التي كانت ردة فعل على حركة القومية العربية ونشوء التيارات الوطنية بعد تفكك الخلافة العثمانية وكان للإنكليز دور كبير في دعم هذه الحركة لتكون حجر عثرة في وجه المد القومي العربي الذي اعتبروه خطرا على مخططاتهم الإستعمارية في المنطقة .

الحركة الوهابية ارتضت بالحكم الملكي لآل سعود ولم تعترض وتقاسمت معها السلطة على أن تكون السلطة الدينية للوهابيين والسلطة المدنية لآل السعود وليس في أدبياتها برنامج لشكل الدولة كما هو عند الإخوان والحركات الجهادية فيما بعد التي رأت أنه لا بديل للخلافة الإسلامية على نهج الأولين وهذا يقودنا للبحث عن جذور شكل الحكم في الإسلام ومدى اتفاق نظرتهم مع نظرة الدين في هذه القضية .

حقيقة وبالرجوع إلى التاريخ الإسلامي نجد أن الدين لم يحدد مطلقا شكلا للدولة ولا نظاما يحدد آلية الحكم بل ترك الحبل على الغارب ولذلك اختلف الصحابة بعد موت الرسول مباشرة حول شكل الحكم وصل حد الإصطدام بين أهل مكة والمدينة حتى قال أهل المدينة منا أمير ومنكم أمير لولا أن قريش تداركت الأمر واستولت على الحكم بالقوة بدعوى وجود نص يقول أن الإمامة في قريش ومن ثم كان برنامج الخلافة المبتدع الذي شهد تطورات كبيرة في شكل الإنتخاب بدأ بالتزكية والترشيح والمفاضلة وانتهاء بالوراثة ثم شهد شكل الحكم تطورات هائلة بإدخال أنظمة الوزارة والدواوين من الفرس والرومان والبلاد التي دانت فيما بعد للمسلمين .

مما سبق نستنج أن شكل الحكم كان أمرا دنيويا مأخوذا في غالبه من تجارب الأمم الأخرى وليس من نصوص الدين وجدير بالذكر أن الخلافة لم تنسب يوما إلى الدين بل كانت تنسب إلى الصفات والأشخاص كالخلافة الراشدة والخلافة الأموية والخلافة العباسية ولا بد من الإشارة أن جميع أشكال الحكم مرت على التاريخ الإسلامي من سلطنة وملكية ودولة كدولة الأدارسة في المغرب وسلطنة الأيوبيين وكثير من الدول والممالك ولم يعترض أحد من علماء المسلمين عبر التاريخ على ذلك ما يدل أن فكرة الدولة الإسلامية التي يريد الإسلاميون اليوم إقامتها هنا وهناك هي فكرة حديثة كان الراعي الأول لها جماعة الإخوان المسلمين التي خرجت من رحمها جميع التيارات السلفية الجهادية فيما بعد .

حركة الإخوان المسلمين تعتبر المنبع الرئيسي للحركات الجهادية وهي أول من تبنت العنف وطالبت بإقامة الدولة الإسلامية وتطبيق شرع الله كما يظهر في كتابات حسن البنا وسيد قطب وكثير من العلماء الذين حملو لواء هذا الفكر ومن المهم هنا أن نذكر أن انهيار الخلافة العثمانية أعقبتها ردتا فعل كانت إحداها جماعة الإخوان في مصر بشكل منظم و الثانية بعض الحركات الكردية في كردستان بشكل عشوائي ولعل هذا من أهم الأسباب التي حدت بالغرب أن لا يمنح الكرد دولة خاصة بهم وتذكر التقارير البريطانية أن كمال أتاتورك طالما كان يصف الثورات الكردية للأوربيين بأنها ثورات دينية يقودها علماء دين وكان يلقى دعما من الأوربيين في قمعها كما حدثت مع ثورة الشيخ سعيد بيران في ديرسم و لكي يثبت الكرد اليوم وجودهم في الشرق الأوسط الجديد يجب عليهم الإبتعاد قدر الإمكان عن الأحزاب الدينية والظهور بمظهر العلماني المختلف والبعيد عن آفات المنطقة الطائفية وصراعات السنة والشيعة التي ينظر إليها العالم الخارجي بعين الريبة ويعتبرها من أكبر الشرور وأعظم الآثام التي دمرت المنطقة وجعلتها في ذيل الأمم والشعوب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الدين والسياسة
T-rex ( 2017 / 3 / 22 - 23:14 )
إن الدين الاسلامي نصا مثبتا -موضحا بكتاب وسنة- وأخص بالذكر القران نظرا لإمكانية التلاعب بالاحاديث .. لا يفرض نظاما سياسيا ولا يرشح آخر .. بل سن تشريعات لضبط الحياة الاجتماعية والمادية ..
أما السياسة الخارجية فلا إمكانية لأن يوضحها دين اسلامي او غيره ..
فسياسات الدولة الخارجية تتغير بتغير الظروف، ولكل زمان اسلوبه الخاص
ومن الحماقة ان نعتبر ان سياسة محمد القائد لأمته هي تشريع أو فرض أو غيره ..

فلا يمكن الحديث عن نظام -اسلامي- سياسي حقيقي .. فقط غطاء لطالما ينجح لتنفيذ أجندات معينة.

اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد