الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خواطر فيسبوكية: هونا ما

محمود عبد الله
أستاذ جامعي وكاتب مصري

(Dr Mahmoud Mohammad Sayed Abdallah)

2017 / 3 / 24
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


خواطر فيسبوكية: هونا ما

بقلم: د/ محمود محمد سيد عبد الله - أستاذ المناهج وطرق تدريس اللغة الإنجليزية (كلية التربية - جامعة أسيوط - مصر)

"عندما نفشل في الوصول إلى قلب أحدهم ، علينا أن نسلم بالأمر الواقع..ونحترم الحدود التي وضعها هذا الشخص لطبيعة علاقاته بمن حوله! هناك شخصيات عنيدة بطبعها تطمع في تحقيق المستحيل..وتأخذ الموضوع كما لو كان نصرا أو هزيمة..وتحاول وتعافر دون جدوى..ولا تجد حرجا في التطفل واقتحام خصوصية الآخرين والتدخل في حياتهم الشخصية والإجتماعية - متجاهلة أي فروق سنية أو فكرية أو شخصية أو إجتماعية أو بيئية - فتنسى أن ’الأرواح جنود مجندة..ما تعارف منها ائتلف..وما تنافر منها اختلف’..أحيانا يفضل الواحد منا البعد عن أحدهم ؛ مهما كانت المصالح معهم..أو المنافع التي قد تأني من ورائهم - لمجرد إحساسه - ولو للحظة - باختلاف في المعاملة أو سوء تقدير منهم أو عدم توافق في إيقاع التفاعل الإجتماعي..مفضلا الراحة النفسية والأمان الإجتماعي والسكينة والهدوء والبعد عن القيل والقال"!

فيا عزيزي..يا عزيزتي: لا تحملوا غيركم فوق ما يطيق..وراعوا أن هناك فروقا فردية بين البشر..فهناك من يجد سعادته في اتساع دائرته الإجتماعية وتباين أصدقائه وأقرانه..وهناك من يجد سعادته في تضييقها إلى أكبر حد ممكن..مرجحا كفة أمنه النفسي والإنشغال أكثر بعمله وقراءاته وكتاباته وهواياته التي يمارسها وحيدا منعزلا دون أن يثقل على أحد..وهناك من يجد سعادته في توطيد علاقته بالله سبحانه وتعالى وإعلائها فوق أي مصالح دنوية زائلة..وهناك من يجدها في جمع المال والإنشغال في مشروع تجاري تلو الآخر (وهو قادر على ذلك ومؤهل له ولديه الكثير من المواهب والقدرات والمهارات التي تساعده على النجاح والتميز في هذا الطريق)..وهناك من يكتفي بالقليل الذي يعينه على العيش وتلبية مطالب المعيشة وتحقيق مستوى معقول لأسرته وذوقيه - مطبقا مبدأ: "ما قل وكفى..خير مما كثر وألهى"..

احترموا خصوصية الناس من حولكم..ولا تتسابقوا في معرفة أخبارهم وتفاصيل حياتهم والإفتخار بذلك (كما لو كنا في مسابقة - وهذا تجده شائعا بكثرة بين النساء)..ولا تخالطوا الخبثاء والمزعجين والنمامين فيفسدوا عليكم حياتكم..ويشغلونكم عن دينكم..ولا تسعوا مثلهم لأن تكونوا حطبا لنار جهنم: "وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم - إلا حصائد ألسنتهم؟" قاوموا ضعفكم البشري ولا تضحوا بآخرتكم من أجل متاع دنيوي زائل! وعندما يفشل أحدكم (لأي سبب) في علاقة ما ، فلينسحب بهدوء..وليعلم يقينا أن دور هذا الشخص في حياته قد انتهى تماما وللأبد..وأن الفراق هو إرادة الله سبحانه وتعالى..فلو كان فيها خيرا لكما أو لأحدكما ؛ لاستمر الوصال..وما انقطعت العلاقة! والعلاقات البشرية - مثل الرزق - قدر ونصيب..ولذا ؛ نحن في أمس الحاجة - بالذات في مجتمعنا المصري - إلى النضج الإجتماعي في هذا الصدد: فنحتاج إلى التقارب بهدوء وحذر..والإبتعاد أيضا بهدوء وحذر..وبكل ود ورقي واحترام! فقد قال سيدنا عمر - رضي الله عنه وأرضاه: "لا يكن حبك كلفاً ولا يكن بغضك تلفاً"..فالإعتدال مطلوب في كل شيء..

وأخيرا: يروى عن المصطفى (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: " أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما.. و أبغض بغيضك
هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما"..

خالص تحياتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي


.. فايز الدويري: الهجوم رسالة إسرائيلية أنها تستطيع الوصول إلى




.. عبوة ناسفة تباغت آلية للاحتلال في مخيم نور شمس


.. صحيفة لوموند: نتيجة التصويت بمجلس الأمن تعكس حجم الدعم لإقام




.. جزر المالديف تمنع دخول الإسرائيليين احتجاجًا على العدوان على