الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مادام مولايا يحيا فأبي لم يمت !!

عبد صموئيل فارس

2017 / 3 / 28
سيرة ذاتية


اذا اردت ان تفهم الحاضر وتدرك سيكولجية أناس بعينهم فعليك بقراءة تاريخهم واحدا من اعيان القبط وهو المعلم غالي وابنه باسيليوس في معية الوالي محمد علي وقصته مع الوالي وابنه إبراهيم باشا فيها الكثير من العبر وتحكي لك مأساة الحاضر وانتهازيية بعض القبط الذين نعيش في وسطهم الان

كان المعلم غالى كاتباً لدى محمد على باشا والى مصر وكان فى مقام وزير مالية وكان شديد الذكاء فقسم مصر إلى مديريات وأقسام، والأطيان إلى أحواض ، ولذلك يُنسَب للمعلم غالي تأسيس مصلحة المساحة. كما طور الدواوين الحكومية وابتكر طرق محاسبية تحقق للدولة وفرة فى حصيلة الضرائب
كما كان له دوره في تشجيع صناعة الأسلحة محليًا. ومن أعماله الجليلة أيضًا اقتراحه على محمد علي حفر قناة بين بحر الروم وبحر العرب (فكرة قناة السويس التى ربطت فيما بعد بين البحر الابيض و البحر الاحمر ) ولكنها لم تنفذ.
ونتيجة لنجاحه الكبير قابله محمد علي بالرضا وأثنى عليه ثمَّ اتخذه كاتمًا لأسراره وخصّه بمباشرة الأعمال الحسابية التي ابتكرها، فكانت يده فوق يد الجميع حتى حكام الأقاليم فى مصر.
وقد ذهب يومًا إلي قصر محمد على ومعه ابنه باسيليوس وكان حينها صبيًا فأراد محمد علي مداعبة الصبيّ فأخذ منه قلنسوته (طاقيته) من على رأسه وقال له : إذ بعتها فمن يشتريها ؟ وبكم تقدّر ؟
فأجاب الصبيّ : أنا المشتري. أدفع ألف كيس ثمنا لها.
فسأله محمد على متعجباً : أتقدّر قلنسوتك بكل هذا المبلغ ؟
فأجابه على الفور: إن القلنسوة التي يكون محمد علي باشا دلالها (بائعها) تقدّر بأكثر من ذلك.
فسرّ محمد على من ذكاء الصبى باسيليوس وقال: «إن الولد سرّ أبيه». وأمر بأن يكون تعليم باسيليوس علي نفقته .
إنتهت حياة المعلم غالى فى مايو 1846 فى "زفتى" على يد إبراهيم باشا إبن محمد على باشا ، لرغبة إبراهيم (الذى كان قائد الجيش المصرى ) في تحصيل ضرائب على النخيل، بينما رفض المعلم غالي ذلك رفقًا بالمصريين لعدم إرهاقهم بضرائب جديدة .
ولكن إبراهيم باشا أصر على فرض الضرائب، فطلب المعلم غالي أن يعرض الأمر على محمد علي، وكان فى هذه الفترة يوجد صراع بين الإبن وابيه على السلطة فأعمى الغضب إبراهيم الذى احس ان غالى يتحداه ، فأخرج مسدسه واطلق الرصاص على غالى كاتم اسرار ابيه فقتله فى ساعتها وكان ذلك ضربة لأبيه .
ولم يجرؤ احد على دفنه فظلت جثته ملقاة فى القصر بزفتى لمدة يومان حتى استأذن رزق أغا حاكم الشرقية في دفنها، فأقيمت الصلاة عليه بكنيسة أبي سيفين بزفتى ثم دفن بجوارها.
بعد ذلك استدعى محمد على باسيليوس ابن المعلم غالي لتطييب خاطره بعد ما فعله ابنه ابراهيم وقال لباسليوس : "هل أنت حزين لموت أبيك؟"
فأجابه باسيليوس: "لم يمت أبي مادام مولاي الأمير حيًا".
فأُعجب به محمد علي وأسند إليه وظيفة رئيس المحاسبة في الحكومة المصرية وأنعم عليه برتبة "بك"، وهو أول من مُنِح هذه الرتبة من الأقباط.
اما ابراهيم باشا فقد خلع ابيه من الحكم بعد قتله لغالى بعامين ، وعين حاكماً لمصر فى مارس 1848 بفرمان من الباب العالي ، وكان أبوه في ذلك الوقت لا يزال حيًا لكنه مريض.
ولم يستمر ابراهيم فى حكم مصر الذى سعى اليه أكثر من سبعة أشهر ونصف فقد مات فى نوفمبر 1848 قبل أبيه محمد على الذى خلعه بحجة ضعف صحته !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يوقع حزم المساعدات الخارجية.. فهل ستمثل دفعة سياسية له


.. شهيد برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها مدينة رام الله ف




.. بايدن يسخر من ترمب ومن -صبغ شعره- خلال حفل انتخابي


.. أب يبكي بحرقة في وداع طفلته التي قتلها القصف الإسرائيلي




.. -الأسوأ في العالم-.. مرض مهاجم أتليتيكو مدريد ألفارو موراتا