الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صدقت أم حيدر

محمد الياسري

2017 / 3 / 28
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


محمد الياسري
صديقتي ام حيدر، سيدة عراقية عصامية ولدت بالكرادة وتعلمت ونالت شهادتها من جامعات العراق، هي من اسرة معروفة النسب ووالدها ضحى بكل غال ونفيس ليحمي اولاده وعائلته من بطش صدام وارتضى التضحية بما يملك مقابل ان يخرج بعائلته ابان تهجير نظام صدام للمواطنين العراقيين بتهمة التبعية، حتى الاملاك والاموال لم يأبه لها مقابل ان يصون اولاده وبناته ومنهن ام حيدر خريجة الجامعة المستنصرية.
ام حيدر منذ غادرت بلدها العراق وهي تسكن طهران ولكن روحها وقلبها ببغداد وتعرف تفاصيلها الصغيرة والدقيقة ولم تجعل منها الغربة انسانة ذات هوى اخر غير الهوى العراقي..وطوال غربتها هناك احتفظت بكل شيءعراقي واصرت ان يتحدث اولادها اللغة العربية في بيتها رغم ابتعادهم عن الاصل وعدم انتماءهم له جسديا ولا فكريا لكن حب الجذور زرعته المرأة في قلوب اولادها.
ام حيدر كل شيء اصيل ويستمد اصله من تربة العراق تعشقه وتحبه .. اغاني الستينات والسبعينيات .. رموز البلد زازقته وتاريخه.. اكلات بغداد الاصيلة فكأنما دم هذه المرأة معجون بتراب العراق.
تقول ام حيدر عن العراق الجديد ان ما يحدث لاصلة له بالعراقيين الاصلاء وان من يحكمه الان يمارسون القذارة وليس السياسة لانهم لايفهمون بها وانهم ضيعوا بلدهم من اجل مصالحهم وهي تقارن ما يحدث هنا مع ما حدث بعد ثورة خميني في ايران حيث تعيش هي منذ ترحيلها من قبل صدام.. وان ناس بغداد الان يفرقون عن ناسها زمان.. زمانها الجميل.
تقول لي ام حيدر ان القمر لن يختفي للابد خلف الغيوم وان الكثير من الحقائق ستنجلي وتتوضح.. تقول ضع قلبك تحت قدميك حتى لاتشعر بأي صداع لاحقاً..
وتعتقد ان قول الصدق افضل من كل المماطلات واللف والدوران ..النسيان افضل وسيلة لتجاهل حقارة الاخرين وغدرهم وحتى كذبهم وزيفهم.. لاتشغل نفسك بالتفكير بمن لا يستحقك وحقق الراحة لك ولبالك ولاتأبه لأي شخص مهما كان.. الحياة لن تتوقف على وجود احد ما بحياتك دروس كنت استمع اليها من صديقتي ام حيدر وحاولت اتعلم واتعلم..
كل هذا مهم لكنه ليس قدر اهمية نظرتها لما يحدث في العراق واطماع ونزوات من يحكمه وكأنما المرأة خبرت هؤلاء وعرفت نواياهم.. سيحولون العراقيين بإسم الدين الى كارهي الدين وسيأتي وقت لايرغب احد بالصلاة وحتى يتملل الشباب من الدين والشابات من الحجاب وتتحول الشعائر الدينية الى مجرد ستار ومزح وخوف .. قلت كيف قالت لانهم ينقولون ما تعلموه من ايران ورجال الدين فيها وها نحن في طهران تحول الدين والشعائر الدينية الى ستار وشعارات بلا ايمان ولا قناعة بل تحول الى تجارة.
سيمنعون كثيرا من الاشياء لا لمضارها او عدم شرعيتها لكن لكي يتاجروا بها ويحتكروها ويتاجروا بها.
صدقت ام حيدر وهي تتحدث الي بالكثير عما نعانيه ببلدنا وحياتنا وكثير مما يجري الان تعرفه رغم هجرتها القسرية منذ سنوات طويلة لكنها بقيت تلك العراقية لا يطربها الا الزمن العراقي الجميل ولا يسعدها الا اللهجة العراقية ونكهة الشوارع البغدادية.
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية