الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سورية في غزة

شفيق التلولي

2017 / 4 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


قبل عام ونيف تقريباً أصدر الرئيس محمود عباس توجيهاته بصرف مكرمة رئاسية عاجلة عشية عيد الأضحى لعائلات سورية تقيم في غزة بسبب الأحداث الجارية في وطنهم الأم.

وقتئذٍ كتبت مقالاً في هذا السياق أشكر فيه لفتة سيادته التي تعزز صمود هذه العائلات، عوضاً عن وقف هجرتهم من غزة إلى بلاد البرد والجليد حيث موت هجير البحار، واعتبرت هذه الخطوة في حينه بأنها خطوة تؤسس لهذا البقاء السوري الملتحم مع التراب الفلسطيني في غزة إحدى حاضراتها العتيقة على طريق خطوات أخرى ولاحقة.

كنت أنتظر وأدرك بأن عين الرئيس لا تنام وتترك هؤلاء في مهب الرياح الغزية بين سماء مستباحة وأرض محاصرة دون النظر إليهم بما يكفل تأمين حياة كريمة لهم؛ وعليه سيتلوها خطوات واجبة لن تغفلها الرئاسة الفلسطينية على الرغم من كل ما يحيطها من ظروف سياسية ووطنية موضوعية، ورغم انشغالات الرئيس الكبيرة والكثيرة وخاصة جولاته المكوكية في أسقاع الأرض تثبيتاً للحق الفلسطيني وتكريساً للدولة الناجزة العتيدة.

لأنه في ذلك الوقت لم تدشن هذه المكرمة أمﻻً جديداً لبقائهم في وطن لجأوا إليه واﻹستمرار فيه فحسب؛ إذ كانت توجيهات سيادته لمن يلزم بضرورة توفير حياة كريمة تكفل لهم حاجياتهم من خدمات حياتية يتمتع بها المواطن الغزي من مسكن وتعليم وعﻻج وغيره من الممكن وفقا لﻹطار الوطني والسياسي الذي يسمح بذلك وتحديداً سفرهم وتنقلهم.

كما وتمنيت يومها أن تطال هذه المكرمة الرئاسية كل العائﻻت الفلسطينية التي قدمت من سورية ومختلف أرجاء الدول العربية بعدما وقع فيها ما وقع من تداعيات إثر تأزم أوضاعها الداخلية نتاج ما ضربها من أحداث دامية سواء قدمت هذه العائﻻت إلى غزة أو لجأت إلى دول الجوار أو تشتت في ذات البلدان التي وقعت بها هذه اﻷحداث كما جرى في بعض الفترات السابقة خاصة في سورية.

وادعيت بأنه بذلك تقف الهجرة من غزة ومن غيرها للمشردين بسبب الأزمات الدائرة في المحيط العربي وهذه مسؤوليتنا جميعا؛ً إذ لا تُعفى المؤسسات الدولية وخاصة وكالة غوث وتشغيل الﻻجئين "اﻷونروا" ومؤسسات المجتمع المدني وغيرهم من المسئوليات التي تقع عليهم إزاء قضية الﻻجئين المهججين.

فيما أشرت إلى ما يحقق هذا الغرض من خلال تشكيل لجنة وطنية عريضة من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من العائﻻت اللاجئة والمهجرة حتى ﻻ تضطر إلى ركوب قوارب الهجرة الغير آمنة والغرق في أعالي البحار بحثاً عن طوق نجاة يحقق لهم السلم واﻷمان وسبل الحياة الكريمة.

وها أنا ذا أكتب مرة أخرى وأنا الذي أدعي بأنني ما زلت أولي الإهتمام الكبير لسورية التي احتضنتني ردحاً من الزمان وسنوات من ربيعها الحقيقي الذي تنشقته وما بخلت عليّ به إبان فترة إقامتي الدمشقية العليلة، بل وغمرتني بكل آيات الجمال؛ فهي بالنسبة لي مسقط القلب كما فلسطين مسقط الرأس.

أكتب بعدما شعرت اليوم ببالغ السعادة والفخر حينما قرأت عبر وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" هذا الخبر الذي تناقلته جل المواقع الإخبارية وبخاصة "دنيا الوطن" والتي قيل على لسانها:

"الرئيس يستجيب لمناشدة عائلات سورية تقيم في غزة

أوعز الرئيس محمود عباس مرة أخرى للجهات المختصة بصرف مساعدات مالية طارئة وعاجلة لهذه للأسر السورية التي عادت من سورية إلى غزة منذ عام 2012م بسبب الأزمة السورية، وتوفير تأمين صحي لأفرادها، وإصدار جوازات سفر فلسطينية لهم.

كما أوعز الرئيس، لوزارة التنمية الاجتماعية بضم أسماء هؤلاء اللاجئين إلى برنامج المساعدات النقدية بالوزارة، معتبراً أنهم يقيمون في وطنهم الثاني فلسطين، وأن شعبنا لم ينس وقفة الأشقاء السوريين مع اللاجئين الفلسطينيين منذ النكبة، متمنياً من الله العلي القدير أن يحفظ سوريا وأهلها وأن تعود أفضل مما كانت عليه."

مرة أخرى شكراً سيدي الرئيس ولن أدعوك لمزيدٍ؛ فأنت راعي البيت وراعي البيت لا يُدعى وهذا عهدنا بك دائماً وأبداً.

حفظك الله وسدد خطاك وعاشت سورية وفلسطين وسائر أقطارنا العربية الحبيبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احمد النشيط يصرح عن ا?ول راتب حصل عليه ????


.. تطور لافت.. الجيش الأوكراني يعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسي




.. أهم ردود الفعل الدولية حول -الرد الإسرائيلي- على الهجوم الإي


.. -حسبنا الله في كل من خذلنا-.. نازح فلسطين يقول إن الاحتلال ت




.. بالخريطة التفاعلية.. كل ما تريد معرفته عن قصف أصفهان وما حدث