الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يمكن ان تكون الامومة طائفية؟!!

حسام الحسني

2006 / 1 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


هل يمكن ان تكون الامومة طائفية؟!!
وهل يمكن لافكار، لم تحسم واقعيتها، ان تكون القشة التي تقصم ظهر الانسانية؟

اذا كان الاصل هو الانسان.. الكائن الذي يمتلك تركيبا تشريحيا واحدا مهما كثرت اعداده ومهما تقادم عليه الزمن..
فمتى ولدت افكار العنصرية والتمييز بين البشر سواء على اسس القومية او اللون او الانتماء وخصوصا الانتماء الطائفي الذي استفحل اخيرا؟
من بدايات التكوين والى حد ألان تاريخ طويل يمتد عبر غياهب الزمن التي تعتبر اليوم من أسرار الحياة. أفكار توصف بالايجابية و أخرى بالسلبية، وثانية بالمنطقية واللامنطقية وبالتالي كلها أفكار.. ولدت في فترة قد نجهلها وقد نعرفها.. ولكننا نجهل بدايات أو أساس اغلبها.. وخصوصا تلك التي ورثتها البشرية من جيل إلى آخر، معتبرة إياها حقائق لا يوجد فيها أي لبس ولا تحتاج إلى تدقيق أو تفحص..
وفي حقيقة الأمر ، لا توجد حقيقة ثابتة في الحياة ما دمنا على قناعة بان الحياة، بكل مكوناتها، في تطور دائم.. فكم من نظرية صنفت على إنها حقيقة ثابتة وجدت نفسها في سلة مهملات احد المختبرات بعد إن اثبت عدم صحتها بعد فترة من الزمن قد تطول أو تقل ولكن في النهاية انتهت النظرية الخاطئة وحلت محلها نظرية أخرى، لن نقول عنها حقيقة أبدا ونكرر خطا الأسلاف. المهم في الموضوع إن الحياة تتطور وتصحح باستمرار نحو الخطأ أو الصواب حسب من يستخدمها مثلها مثل الكومبيوتر الذي يعطي نتائج خاطئة عندما يكون مستخدمه خاطئ والعكس صحيح. ومما لاشك فيه إن كل خلاف يجب أن يكون بين اثنين على الأقل، من الممكن ان يكون فيه احد الأطراف على صواب ومن الممكن، ايضا، ان تكون فيه اطراف اخرى على خطأ، ويجب أن نعرف إننا لا نريد إن نناقش الخلافات التي يكون أطرافها متفهمين للرأي الآخر وتنتهي بقناعة الأطراف المتناقشة برأي واحد يكون أكثر منطقية، وإنما نريد إن نناقش نتائج الخلافات التي يصطلح عليها "عقيمة" لاسيما وان اغلب النقاشات التي كانت تدور في عصر "ما قبل الديمقراطية"، إن صح التعبير، كانت "عقيمة" ولدت لنا بنهايتها طرفين متخالفين وبالتالي فكرتين متخالفتين لكل منهما مؤيدين ومعارضين استمروا في جدلهم في محاولة لإثبات صحة رأيهم. ومع مرور الزمن تتطور النقاشات وتأخذ أشكالا ومظاهر متنوعة، وتبرز إشكالات أخرى تؤدي إلى انقسام كل فئة من الفئات المتصارعة على نفسها لتخلق إشكالات ومناطق صراعات أخرى وتبتعد عن فكرتها الأساسية إلى فكرة أخرى نضع أمامها علامة استفهام ثانية إضافة إلى الأولى.. وهكذا تورث إلى الأجيال المتلاحقة مشاكل وعلامات استفهام معقدة يصعب تفسيرها وفي بعض الأحيان يصعب الوقوف على الصواب والخطأ منها، وهذا شيء طبيعي بالنسبة لجيل لم يعاصر نشوء المشكلة، وسيكون من البديهي أن يضيف عليها رغباته ويفلسفها بطريقته الخاصة التي تخدم حاجاته وتطلعاته. وبهذا أصبحت الفكرة أكثر تعقيدا لان مصالح ومتطلبات شخصية تدخلت في الموضوع. نعود هنا إلى التساؤل مرة أخرى عن حاضر له أساس منسي في الماضي. فمن أين جاءت أفكار التمييز العنصري والطائفي والقومي...الخ ؟ وما هو أساس تكوينها التاريخي؟ ومن هم أطراف الخلاف إذا كان الإنسان بالأساس متشابه في تركيبتة المادي والفسلجي و لم تكن بين جنسه الاختلافات القومية والعرقية التي نراها اليوم، حتى يحرم من حقه في التعبير عن أفكاره لكونه لا ينتمي إلى تلك الطائفة أو تلك القومية التي سيطرت في ظرف من الظروف اذا ما عرفنا ان ملايين بل مليارات من البشر لها مصير معلق بمثل هذه المصطلحات او بالاحرى الافكار المشوهه والمنقوصة، والتي يمكن ان تدمر مستقبل البشرية. فنرى اليوم جموع في كافة انحاء الارض تصرخ وتتالم من اثار تلك الافكار واضرارها النفسية والمادية، فكم من حرب قومية او طائفية طاحنة راح ضحيتها الملايين على امتداد التاريخ، لم يكن للضحايا أي ذنب غير ان افكارا متوارثة زرعت في عقولهم بطريقة كانت تصور لهم على أنها منطقية، مثلما يغذى اليوم الشباب بافكار و"خزعبلات" تدفعهم الى تحويل اجسادهم الى قنابل موقوتة بحجة الدين والمقاومة ووعود في اخرة فيها حور العين والولدان المخلدون، مستغلين ظروف الواقع الاجتماعي الصعب الذي يضغط على نفسية الشباب من جوانب متعددة.
ومن الطرائف التي تتناقلها الناس عن الديناصورات وانقراضها هو صغر حجم دماغها بالنسبة الى حجمها في دلالة على قصر في تفكيرها الامر الذي سارع في عملية انقراضها، قد نجد هذا الموضوع مثيرا للاهتمام اليوم فمع التطور التكنولوجي الذي وصل اليه الانسان نرى تراجعا في الادراك لامور سببت له الكثير من المعاناة والالام قد تسارع في انقراضه. قد يكون هذا الامر مبالغا فيه بعض الشيء، ولكن مقارنة بسيطة للافكار الطائفية في اول نشوئها وما هي عليه الان من تطرف نلمس الخطر الحقيقي لها . فبداية الخلاف كان على اساس امور سطحية وليست مبدئية فتلك الجماعات الطائفية كانت متفقة على المبدأ ولكنها اختلفت في تفصيلات الموضوع، وفضلت ان تمارس افكارها بشكل مستقل عن الطائفة الاخرى، وتطور الخلاف ليصل الى الخلاف على المبدأ لان جيل كان يترك بصماته الشخصية ونزعاته الذاتية ويصعد الخلاف اكثر فاكثر لان مصالحه اصبحت مرتبطة به وعند زواله سيخسر الكثير من المتطلبات التي توفرت في ظله. واخيرا وصول الافكار ذات الاصل المفقود الى مكان خطر وحساس يتحكم في امن الملايين.
واعتقد ان الجميع قد ادرك حجم الخراب الذي سببته الطائفية المقيته اليوم في العراق، فاقل ما يمكن الحديث عنه هو ضياع فرحة اسقاط نظام صدام بعد الاحداث الدامية التي ساهمت الطائفية في تصعيدها بشكل واضح وسط استمرار غياب عنصر الوطنية.
فالعراق، كتاريخ، لم يوجد ليكون لهذه الطائفة-القومية- ...الخ، او تلك، وانما بلدا موحدا يضم كل الثقافات والمعتقدات الانسانية التي انتجتها حضارات وادي الرافدين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب إسرائيل وإيران... مع من ستقف الدول العربية؟ | ببساطة مع


.. توضيحات من الرئيس الإيراني من الهجوم على إسرائيل




.. مجلس النواب الأمريكي يصوت على مساعدات عسكرية لأوكرانيا وإسرا


.. حماس توافق على نزع سلاحها مقابل إقامة دولة فلسطينية على حدود




.. -مقامرة- رفح الكبرى.. أميركا عاجزة عن ردع نتنياهو| #الظهيرة