الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امراء التطرف يتصدرون المشهد السياسي الاوربي

عبدالقادربشيربيرداود

2017 / 4 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


متطرفون معادون للإسلام حد الجنون، يتصدرون المشهد السياسي الأوربي خلال انتخابات هذا العام، فكان بروزهم ونشاطهم السياسي محركاً مخيفاً، وسبباً لمحاولات التحريض السلبي على عمليات إجرامية بحق الأبرياء من المختلفين معهم دينياً واجتماعياً، وافتعال أزمات خانقة للتدخل في شؤونهم الداخلية، لأن الإيديولوجية التي تحرك هؤلاء المتطرفين من اليمين الأوربي تبدو غريبة، فتراهم يحشّدون لبرامج وأفكار تستهدف الإسلام والمسلمين في هذا العالم العقلاني. فتكتمل حبات عقد الكراهية والحقد الأوربي لتضيف من (هولندا فيلدرز) زعيم أكبر حزب يميني متطرف، والذي صور الإسلام على أنه "دين متزمت"، وتعاليمه تمنع أتباعه من الاندماج في الثقافة الغربية، ومع المجتمعات الأوربية، وأن القيم التي تدافع عنها أوربا؛ مثل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، غير منسجمة مع قيم وتعاليم الإسلام، وفيلدرز هو خليفة سوء لـ(فورتين) ذلك الأكاديمي المثلي جنسياً، الذي بدأ التبشير بسياسات معادية للإسلام، ولكن فيلدرز أكمل حلقات العداء والكراهية بأجندات انقلابية مع الوقت في السياسة الهولندية، وذلك برفض ظاهرة الهروب الجماعي الضخم، الذي اجتاح أوربا، لاسيّما بعد ثورات (الخريف العربي)، حتى وصل مرض العداء والكراهية والتطرف إلى بعض الدول الآسيوية نحوه (اديتيا)، ذلك القومي الهندوسي المتطرف المعاد للإسلام حد النخاع.
إن تقنين ظاهرة عداء الإسلام، صار أمراً متنامياً في أوروبا حتى بدأوا بتكريس هذا العداء في قوانينهم، وفي نظر البعض هو انتصار للعلمانية. وإن هذا السلوك الخطر والمدمر، لا يمكن أن يؤول إلى خير؛ لأن هذه التصرفات تمهد لتصرفات أخرى تلحق بها، وتحوّل الدفة نحو مسارات أكثر شراً، وهذا ما حدث عندما أصدر قضاة الاتحاد الأوربي أمراً قضائياً؛ يسمح للشركات بمنع العاملين فيها من ارتداء الحجاب الشرعي. فالمشكلة لا تنتهي هنا، لأن مقترحو هذه القوانين، ذات السمات التطرفية، يسوّقونها للرأي العام الأوربي على أنها إجراءات تقدمية حضارية، لتحرير المرأة المسلمة - أو الشباب المسلم؛ في مسائل أخرى - من أغلال الإسلام (بزعمهم)، ولكن طبيعة هذه القوانين التطرفية ما هي إلا إجراءات اجتماعية وتمييزية، مصممة لدفع المسلمين إلى غير وجه حق، كي تطوف البدع على السنن، فيفتن بها كثير من المسلمين، ويخيل إلى بعضهم أن تلك البدع إنما تزيدهم تقرباً من الله، فيظهر جيل منهزم يجري وراء الفلسفات الدخيلة، والمذاهب الوثنية، ويحسن الظن بهما ويقدمهما على هدي الكتاب والسنة.
إن هذا التسويق الخبيث، والتعميم المضلل تجاه المسلمين، خطيئة، بل عمل ليس من شيم العقلاء والمتحضرين، فإذا تذرّع أشرار أوروبا بسوء سلوكيات الجماعات الإرهابية والتكفيرية - داعش نموذجاً - نقول إن تنظيم داعش الإرهابي خطٌ منحرفٌ عن الإسلام الحقيقي، وفق معطيات أفعالهم الشنيعة تجاه الناس، بل هم حفنة من المجرمين ومتعاطي المخدرات، وأمراء القتل، ومافيا غسيل الأموال، فنستدل من هذا الوقع أن المعركة بين الشرق والغرب؛ وبحسب المنظورالعقلاني، هي ليست حرباً دينية فقط، بل حرباً دينية وإيديولوجية. هنا تظهر قوتنا كمسلمين، والمأخوذة من السلم أصحاب أسمى عقيدة في العالم، وهي قدرة الناس على العبادة في بلداننا بالطريقة التي يريدونها، وعدم إكراههم، مهما كانت خلفياتهم الدينية والثقافية والاجتماعية. قال تعالى: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)*، فأن فعلنا غير ذلك، وتصرفنا بدوافع طائفية عرقية، فأننا نعمل لصالح أعداء الله والإنسانية، لأن دوافع المتطرفين والإرهابين هي الانتقام بتطرف من خلال الإقصاء والتهميش، ومن خلال المظالم الطائفية والعرقية، وسوء الحكم والإدارة، فأسوأ العقول السياسية؛ هي من تحول الاختلاف إلى خلاف. فإن لم نفهم الدرس جيداً، ونستوعب تداعياته؛ سنظل متأخرين في المواجهة السلمية والحضارية، بدءً بتعريف المختلف بأن الإسلام هو الدين الذي يدين به المليارات، ويلهمهم على أفعال الخير، يختلف عن الصورة التي يراها أولئك المتطرفون المعادون للإسلام.
وسوف تتغلب الإنسانية على التطرف يوما ماً، أنا أؤمن بذلك من صميم قلبي... وللحديث بقية.





----------------------------
* سورة (يونس)، الآية (99).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح