الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من المسؤول عن تفجير الكنائس في مصر .. الدولة أم الإسلاميون أم الأقباط ؟؟

محمد حبش كنو

2017 / 4 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


أيام عملي في القطاع الصحرواي في مصر كانت لي علاقات قوية مع النخبة القبطية كون الأقباط أكثر اهتماما بالقطاع الصحراوي ولوجود كنائس وأديرة قديمة في عمق الصحراء أنشأها الأرسوزكس الأوائل لممارسة طقوسهم بعيدا عن حكم الكنيسة الرومانية التي كانت تحكم مصر .
الأب أنطونيوس كان خادم كنيسة تقع في شرق مدينة أسيوط في القطاع الصحراوي المتاخم للمدينة وكان يدخلني إلى مكتبة الكنيسة التي يحظر على الكثير من المسيحيين أنفسهم دخولها وكان رجلا متواضعا يربي الأغنام ويخدمها بنفسه داخل الكنيسة الممتدة في الأفق طولا وعرضا .

في مدينة أسيوط أيضا وفي الجبال الشرقية لنهر النيل الإمتداد الأول للصحراء الشرقية يوجد دير قديم اسمه دير الأمير تادرس الشاطبي .. عملت فيه فترة من الوقت وكنا نبيت هناك لظروف العمل وكان أمن الدولة يمنع العمل نهارا فيضطر الرهبان للعمل ليلا لأن القانون المصري يمنع بناء كنائس جديدة أو حتى ترميم القديمة إلا بإذن مسبق من أمن الدولة ولعل وجودنا كشركة أجنبية خفف الضغط عنهم قليلا .

في الليل كنت أسهر مع الرهبان داخل الكهوف التي حفرها أجدادهم في الجبل للتعبد بعيدا عن أعين الرومان وكنت أقضي وقتا ممتعا معهم في خلواتهم وتعبدهم ونتناقش كثيرا في اللاهوت والناسوت والروحانيات والفروق بين الأديان وفي اليوم الأخير من العمل أهداني أحد الرهبان طاقية من الصوف مباركة من بابا الإسكندرية لا تعطى إلا لمن بلغ مبلغا كبيرا لدى المسيحيين وذلك تقديرا لخدماتي للكنيسة حيث كنا نعمل لدور العبادة بأجر رمزي ولعقلية التسامح الموجودة لدي كمسلم .

أيام حكم مرسي لم يتعرض الإخوان للمسيحيين بل إن للإخوان علاقة تاريخية طيبة مع المسيحيين حيث كان هناك عدة نواب أقباط في البرلمان المصري أيام مبارك عن الكتلة الإخوانية أي كانو مرشحين من قبل الإخوان للمجلس بعكس الجماعات الإسلامية الأخرى التي كانت تقتل المسيحيين على الهوية أيام الإرهاب الأسود في التسعينات لكن الخطأ الإستراتيجي الكبير الذي ارتكبته النخب المسيحية أنهم تحالفو مع العسكر ضد الإخوان وشاركو في إسقاط حكمهم وطالما كنت أقول لهم بأن ذلك سيؤدي إلى الإنتقام منكم من قبل الإسلاميين مستقبلا حيث أن الرقص مع الإسلاميين مثل الرقص مع الذئاب ولن تحميكم الدولة بما فيه الكفاية لأن من مصلحتهم أن يستهدفكم الإسلامييون لشرعنة حكمهم أمام الرأي العام العالمي وإثبات أنهم كان على حق حين قامو بالإنقلاب .
العسكر في مصر جذبو المسيحيين إلى صفهم ضد الإخوان لعدة أسباب منها كسب صوتهم الإنتخابي والإستفادة من القوة الإقتصادية الكبيرة لديهم وممالأة الرأي العام الدولي كضامن لحقوق المسيحيين والإستفادة من اللوبيات المسيحية المتواجدة في أمريكا وأوروبا .

اليوم هناك صراع دموي على السلطة في الشرق الأوسط وهناك عدة مشاريع كالمشروع الإسلامي بشقيه السني والشيعي و مشاريع القوميات المضطهدة مثل الأكراد ومشروع الأنظمة القديمة التي تنازع بكل قوتها للبقاء في الحكم وكان على الأقليات مثل مسيحيي الشرق ان يكونو أكثر حيادية وينأو بأنفسهم عن هذا الصراع كونهم لا يملكون قوى عسكرية تدافع عنهم ولذلك وقفو مع الأنظمة القديمة بكل علاتها سواء في مصر أو سورية أو لبنان ووقفو مع المشروع الشيعي في الدولتين الأخيرتين على عكس الأكراد والذين رغم امتلاكهم للقوة ومحاربتهم للجماعات الإسلامية لم ينجرو إلى أن يكونو طرفا في الصراع الشيعي السني على الإطلاق .

تتشابك القضايا اليوم في الشرق الأوسط و في اعتقادي أن تفجير الكنائس سياسي أكثر منه ديني وإلا لحدث ذلك على مدار 1400 عام وليس في خضم الصراع على السلطة اليوم رغم عدم تبرئة النصوص الدينية الإسلامية من كل ما يحدث اليوم ولكن التوظيف السياسي لها هو أكثر تنظيما اليوم ولا ننسى هنا أن هذه الأنظمة الحاكمة أيضا لها دور في هذا التوظيف بل وتنفيذ بعض هذه الهجمات أو التسهيل للإسلاميين بتنفيذها ليخرجو بمظهر محاربي الإرهاب وأن البديل عن هذه الأنظمة يضطهد المسيحيين والأقليات وكلنا يعلم قصة النائب ميشيل سماحة الذي اعترف أن المخابرات السورية عاونته لتنفيذ عدة هجمات ضد أهداف مسيحية في لبنان وكذلك تورط وزير الداخلية المصري الأسبق حبيب العادلي في تفجير كنيسة القديسين .

الجماعات الإسلامية هي من تنفذ هذه العمليات و تكون دائما جاهزة لتبني هكذا عمليات حتى لو لم تفعلها أيضا وذلك لأن برنامجها الأساسي يقوم على مبدأ خلق الفوضى وتزكية الصراع الطائفي ومبدأ المؤامرة من القوى الصليبية الداخلية والخارجية ولذلك اتقنت توظيف وقوف أقباط مصر مع العسكر ضدهم لإبراز نظرية المؤامرة الصليبية على الإسلام والتي تستهوي عقول العامة وبها تستطيع تجنيد أكبر قدر من الداعمين والمجاهدين .

في المحصلة قد تبدو اللعبة أكبر و قد جعل المسيحيون أنفسهم جزءا من اللعبة طوعا أو كرها و ربما تنجر مصر لحروب طائفية مستقبلا إذا تكررت هذه العمليات ولربما هذا هو المخطط للشرق الأوسط الجديد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انها المؤامرة
muslim aziz ( 2017 / 4 / 10 - 01:07 )

مضى اكثر من 1400 سنة على دخول الاسلام الى مصر ولم يأمرنا الاسلام بتفجير كنائس المسيحيين. فهل الاسلاميون اكتشفوا الاسلام حديثا وعلموا ام من واجبهم قتل المسيحيين؟ ام انها المؤامرة الكبرى على مصر ولها نصيبها من التدمير والفوضى وان المحرقة ستحرق ابناء مصر بكل طوائفها. حمى الله مصر وحرسها من الفتن

اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال