الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صدام حسين ام فؤاد معصوم ؟

عارف معروف

2017 / 4 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


على قناة ( بغداد ) ، ابدى الاعلامي حميد عبد الله ، وهو يحاور ضيفه بشأن حل مشاكل الفساد وازمات النظام الحالي ، عموما ، اليوم ، حماسته لإعادة وزير التجارة الأسبق السيد محمد مهدي صالح لتولي امر الوزارة ، باعتباره تكنو قراط ونزيه وكفؤ . وقال ان موفق الربيعي اخبره ، ذات لقاء ، انه عرض واقع تخصيصات البطاقة التموينية ومفرداتها الحالية مع المبلغ المخصص ومفرداتها ايام النظام السابق ،على السيد السيستاني الذي سأله بدوره - سأل موفق الربيعي - هل ان وزير تجارة صدام هذا من كبار قادة الحزب وهل هو ممن ارتكبوا جرائم ؟ وحينما اجاب الربيعي بالنفي قال السيستاني : اذن اعيدوه الى الوزارة ....
وقبل فترة عرضت قناة ( هنا بغداد ) لقاءا مطولا مع السيد سمير الشيخلي ، الذي تولى مناصب امين بغداد ووزير الداخلية والتعليم العالي ، ايام صدام ، وقد اطنب مقدم البرنامج في كيل المديح للسيد الشيخلي ومدى حرصه واخلاصه ودأبه وتواضعه ونزاهته ، متمنيا عليه ان يشغل امانة العاصمة ليتحف العراقيين ، مجددا ، بما كان منه من فعل ....
لندع الغايات السياسية والاجندات ، من هذه الطروحات ، جانبا ، ولنسّلم بان كل ما قيل في اطراء السيدين صالح او الشيخلي (خصوصا ) ، صحيح ، ولنسأل عن هذه العقلية التي ترى ان المشكلة تكمن في الاشخاص لا النظام او في التكنوقراط لا المحاصصة وان حلها يكمن في اعادة هؤلاء الاشخاص الى مناصبهم السابقة ! ...
لنفرض ان السيد محمد مهدي صالح تولى امر وزارة التجارة ، اليوم ، فما الذي يستطيع ان يفعله اتجاه الفساد الضارب الاطناب في وزارته او كل الوزارات والدوائر الاخرى ؟ .، ما الذي سيفعله السيد صالح اتجاه مناصب الوكلاء او المديرين العامين التي تتوزع على اساس المحاصصة السياسية او تباع مقابل سرقفليات ؟ ما الذي سيفعله اتجاه لجان الاستيراد او الرقابة او الفحص اوالعقود و العطاءات واتفاقاتها مع الموردين او التجار او ممثلي اللجان البرلمانية " الاقتصادية " وحصصهم من العقود ، او رجال هذا او ذاك من اساطين السلطة والفساد ؟ .. بل ما الذي سيستطيع فعله اتجاه موظف صغير او شرطي حماية ، معين ، ومسهم في الفساد اذا كان مدعوما من قبل كتلة سياسية كبيرة او ميليشيا مسلحة او عشيرة قد " تكَاوم " الوزارة وتضطرها الى اغلاق ابوابها بعد ان تكتب علي جدرانها ، في اليوم التالي ، " الوزارة مطلوبة عشائريا " ؟! ...اغلب الظن ان السيد صالح سيطالب بان يستعيد صلاحياته ،ايام ذاك ،ومعها سطوة السلطة وقّوة وسيطرة الحزب الحاكم وحماية النظام او رهبة " الرفيق القائد" ، لكي يستطيع ان يمارس فعله ومنهجه القديم ، وبعكسه فأن السيد محمد صالح سينتهي الى العجز التام والتوسل بمن سلمه امر الوزارة ان يستعيد امانته ، ان اراد المحافظة على نزاهته او ان ينغمر في حمأة العقود الفاسدة والمناصب المباعة والرشى الضخمة ، على اساس حشر مع الناس عيد !!
ان منطق " لو كان لدينا وزيرا مثل وزير تجارة النظام السابق او امين عاصمة مثل امين العاصمة في حينه لاصبح الحال غير الحال ، وبغض النظر عن مراميه السياسية الضمنية ، هو منطق تعمية وتجهيل وذر للرماد في العيون اتجاه حقيقة ان كل ازمات العراقيين الحالية ومعاناتهم اليومية ، تصدر عن طبيعة النظام السياسي القائم ككل لا اخلاقيات هذا الفرد او ذاك ومدى التزامه او حرصه او نزاهته ، وان اي فرد ومهما امتلك من الكفاءات ، لا يستطيع فعل او انجاز الاّ اقل القليل ان لم نقل العدم ، اتجاه وضمن نظام محاصصاتي فاسد ومنقوص السيادة ويفتقر الى الارادة والاستقلالية والبرنامج السياسي الهادف الى التغيير والاصلاح . وأن الحل يكمن في التغيير لا العودة الى الوراء، وفي المستقبل لا الماضي . انه لامر مؤسف ان يكون مستوى تفكير رجال اعلام متمرسين ، ان خلى من الغرض والقصدية ، في مثل هذا البعد عن مقتضيات العلم والمعرفة بل وحس التناسب . ذلك ان صدام حسين ، نفسه ، لو اعيد، اليوم ، على رأس السلطة ، ضمن النظام القائم وقواعده ودستوره وآلياته ، لن يستطيع ان يكون صدام حسين ثانية ، بل نسخة اخرى من السيد فؤاد معصوم !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن في الصين يحمل تحذيرات لبكين؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. زيارة سابعة مرتقبة لوزير الخارجية الأميركي إلى الشرق الأوسط




.. حرب حزب الله وإسرائيل.. اغتيالات وتوسيع جبهات | #ملف_اليوم


.. الاستخبارات الأوكرانية تعلن استهداف حقلي نفط روسيين بطائرات




.. تزايد المؤشرات السياسية والعسكرية على اقتراب عملية عسكرية إس