الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
السورية تيتانيك 3- مرسى تيتانيك مرسومة
ابراهيم محمود
2006 / 1 / 25اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
في ظل الراهن الداكن، ومن خلال ما تقدم، وعبر الإحداثيات التاريخية والمجتمعية والثقافية، تبدو المستحيلات الثلاثة المعاصرة سورياً، هي : الدولة ، السلطة، الحكومة! وكلها تلفي على بعضها بعضاً، أو تتناغم في وحدة واحدة شاردة، لا تسطيع البتة بناء لا وحدة وطنية، أو قومية موسومة مضرومة( إذا رمنا القومية بالمعنى المجتمعي، أو حتى بالمعني المدني بالنسبة لقومية واحدة، هي العربية، لا تعرّف بنفسها إلا امتداداً لمحيط جغرافي، يكتسح الحدود الجغرافية والتاريخية والأمنية تاريخياً للآخرين، من ذوي قوميات مغايرة، مأخوذةً بقدسية المذهب: خاتمة المذاهب الدينية: الاسلام، تشكل في مجموعها الميثولوجي، ذاك الذي كان ذات يوم طفرة، وإن تجلت خلاف المتردَّد اليوم، هي : الأمة العربية)، أو مجتمعية من جهة التفعيل المؤسساتي أو الإداري، حيث العلامة الفارقة المارقة، هي وجود حزب كان، ودام الواجهةَ والدريئة والخطيئة: حزب البعث، وليس أي حزب آثوري من داخل سوري، أو كردي من داخل سوري بدوره وخلافهما. جاءت الثمار المحرمة المُرة من شجرة السلطة المشوّكة، والأرضية ذات الدروب الشائكة بدورها، والانحدار نحو أدنى المجتمعات الحديثة،بوسم جلي هو الأمن الحريص على البعث المقومن العروبي، في ممارسة رقابية عقابية متواصلة على امتداد عقود زمنية أربعة ونيّف، لتكون سوريا الاسم الممنوع من الصرف، إنما في مرمى أهوال التاريخ والتشتيت الأقوامي( العرب بدايةً) ، والتبديد القيمي عن سابق تصور وتصميم، كما أراد ويريد قباطنة ووجهاء السفينة المتناخرة السابقة الذكرلعربها، ولمواليها المعرَّف بهم: الكرد ومن ثم خلافهم.
لا أتحدث هنا، كما لو أنني أعرّف بنفسي خارج محيط السفينة الموبوء بجلاء، وأنا أرى الماء المعكر، وصخب أمواجهه، وصياح ركابه، وتبريرات صناع قراره وموجهيه،ولهو المعنيين بهم، وصمت من أرادوا تمثيله، أو حتى خبلهم أو سفاهتهم وبلادتهم، وانخفاض وارتفاع ضغطهم التاريخي والدولي، غير مدركين لمن يدركونهم من حولهم، ربما لحصول مفارقات متصاعدة، لم يكونوا يتوقعونها، أو هكذا هيأوا أنفسهم، أو لم يعتقد كثير منهم، بسبب وطأة المورفين العقائدي المبعثن والعروبي ذي العيارالثقيل ، للأسف، ذاك الذي لٌقّحوا به، كما همو الحشاشون في التاريخ المعروف بحيثياته المفبركة، كما لو أنني أريد للسفينة ما آلت إليه، وللماء المدى ما تبدى ويتبدى عليه، والذين صاروا من روادها أو قُوَّادها والمتعلقين مصيراً بها، وأنا أعتبر نفسي السوري والكردي، كما يريد العربي ذلك، إن صدق فيما يقول ويذهب دون شعاره المائي المركب: من الماء: الداء إلى الماء الداء إرث شعارنابض قابض، وإنما خلاف تسميته بالعربي السوري احتكاراً لحقوق الآخرين: اللاآخرين زمكاناً، إنما في الجزء المحفوظ من التركيبة الديموغرافية السورية، وكما يكون السرياني في الجزء الآخر الملحوظ من المقام السوري المألوف، وكما يقول الأرمني أو الجركسي في الآن عينه، أعتبر نفسي الكردي حين أُضام، في دفع عنصرية عني بعصرية لا أُلام عليها مجتمعاً، أكثر من كوني سورياً، أو حين أوسم بالخارجي، كما هي الصفة المذمومة معتقدياً في صراعات الملل والنحل في التاريخ العربي الاسلامي( العربي المتداول مختزلاً)، رغم أنني داخل في المحيط الديموغرافي والتاريخي والمجتمعي العام مصيراً متتابعاً لا يخفى حراكه، أو حين أوسم أكثر من غيري بالطارىء والوافد والغريب والمشبوه، كما لو أن مجمل الأسماء السفلى للشيطان، قد تلبستني أمام الملأ العروبي والذين يتلمسون في المتداول السلطوي، ما يوطد ( السجايا) السيئة الصيت داخلي، كما لو أنني القوة المهددة لجموع السورية تيتانيك من الخارج، وأنا في الداخل المرسوم والمعلوم، ولا ألفظ في سجل المتداول السلطوي إلا اضطراراً، أو يشار إلي مجازاً، أو أتحدد تقليصاً أو تقليل شأن، وأنا أعني بذلك من هُم على رأس الهرم السلطوي وما دونه، ممن يحاولون تبرير كل عسف مناط بهم، أو سوء معاش، أو بئس ممارسة سياسية وإدارية، باللجوء إلى الضحية الموجودة المتواجدة: الكردي، كما تؤكد السورية تيتانيك بوقائعها التاريخية، والمثال الأكثر صراحة وفضائحية: ما جرى في 12 آذار، 2004، الجريمة التاريخية التي أُُعد لها كثيراً سلطوياً، وانقلبت، كما هو السحر، على أصحابها، ولا أظنن السلطة في منجى وجداني من وطأة الجريمة تلك أخلاقياً، لا أظنها بقادرة على أن تؤكد، في الحد الأدنى، أخلاقيتها المجتمعية، إن لم تعتذر جهاراً لشعبها في عموم مكوناته الأثنية، وفي الصدارة : الكرد الذين لا زالوا الهامش الأكثر تشكيكاً في حقيقته التاريخية، حتى من جهة الذين يُعتبرون أنفسهم معارضي نظام، أو يغازلون السلطة بصورة ما أو بأخرى، حيث إن عدم التذكيربالكرد انتماءً قومياً وتاريخياً لجغرافيا شاهدة عليهم، والغبن الملحق بهم، لا يمكن أن يساعد السورية تيتانيك على أن تجد المرسى المناسبة لها، أو التي توفر، ولو الأمان النسبي، بغية الدخول تالياً في تاريخ مفتوح على آخره، يكون العربي والكردي والسرياني والأرمني والجركسي ، القوام العظيم للسفينة تيتانيك الأخرى، تلك التي يخاف منها، من لا يريد للبحراستقراراً، ولا للسفينة إبحاراً كما ينبغي الابحار المدني والحضاري الأثير!
تكمن الخطوة الثالثة ، في النظر إلى المستقبل، وعدَ الجميع بالتساوي، لبناء مجتمع أفضل، وإلا ضاعت الدولة، وتذررت السلطة، وتبدد الشعب أكثر مما هو ممزَّق به وفيه !
ذاك هو الرهان: التحدي الأخير، في تاريخ أكبر من كل من يتعالى عليه، كما تشهد متغيّراته!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فرنسا.. عمل أقل، حياة أفضل؟ • فرانس 24 / FRANCE 24
.. جنوب لبنان جبهة -إسناد- لغزة : انقسام حاد حول حصرية قرار الح
.. شعلتا أولمبياد باريس والدورة البارالمبية ستنقلان بصندوقين من
.. رغم وجود ملايين الجياع ... مليار وجبة يوميا أُهدرت عام 2022
.. القضاء على حماس واستعادة المحتجزين.. هل تحقق إسرائيل هدفيها