الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور الدبلوماسية المتعددة المسارات في حل النزاعات

بومنجل خالد

2017 / 4 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


الإطار العام للدراسة
تعريف الدبلوماسية المتعددة المسارات

ـ يعرفها غراهام ايفانز و جيفري نوينهام : " كثيرا ما تستخدم هذه الكلمة خطا كمرادف للسياسة الخارجية ففي حين يمكن وصف هذه الأخيرة مادة علاقة الدولة مع الآخرين و أهدافها و مواقفها فإن الدبلوماسية هي تلك الأدوات التي تستخدم لإنفاذ تلك الأمور فهي معنية بالحوار و المفاوضات فهي ليست مجرد أداة للدولة بل هي أيضا مؤسسة من مؤسسات نظام الدولة " .1
ـ يعرفها مارتن غريفيش و تيري أوكالاهان : " هي العملية الكاملة التي تقيم عبرها الدول علاقاتها الخارجية ، إنها وسيلة الحلفاء للتعاون ، ووسيلة الخصوم لحل النزاعات دون اللجوء إلى القوة ، فالدول تتواصل وتساوم وتؤثر إحداها في الأخرى وتحل خلافاتها بواسطة الدبلوماسية ".2
ـ كما يعرفها سير أرنست ستاتو بقوله : " هي تطبيق الحيلة و الذكاء في إدارة العلاقات الرسمية بين الحكومات و الدول المستقلة " . 3
ـ تعريف هارولد نيكلسون : " الدبلوماسية هي توجيه العلاقات الدولية عن طريق المفاوضات و الأسلوب الذي به يدير السفراء و المبعوثون هذه العلاقات " .4
ـ عرفها الأستاذ الفرنسي "ريفييه" بأنها : " علم و فن تمثيل الدول و المفاوضة " 5.
ـ تعريف الدكتور إسماعيل صبري مقلد : " عملية التمثيل و التفاوض التي تجري بين الدول و التي تتناول علاقاتها و معاملاتها و مصالحها " .6
وعليه " الدبلوماسية هي مجمل القواعد و الوسائل السلمية التي يعتمدها السفراء و الدبلوماسيون و أشخاص القانون الدولي في إدارة العلاقات بين مختلف فواعل النظام الدولي " .
تعريف الدبلوماسية متعددة المسارات :
الدبلوماسية متعددة المسارات هو مفهوم متطور الذي وضع موضع التطبيق من قبل لويس دايموند و
جون ماكدونالد ،وهو توسيع في المفهوم الأصلي الذي قدم من قبل جوزيف مونتفيل في عام 1982 و
بين مسارين من الدبلوماسية الأول رسمي متعلق بالعمل الحكومي و الثاني غير رسمي متعلق بالجهات الغير الرسمية كآلية لبناء السلام .
و حدثت عدة توسعيات على هذا المفهوم جاء أولها على يد جون ماكدونالد في عام 1989 و شملت هذه المسارات الحكومة و المهنيين و الأعمال التجارية و المواطنين العاديين و البحوث للتدريب و التعليم ، و في 1991 وسع لويس دايموند المفهوم من خمسة مسارات إلى تسعة مسارات مضيفا النشاط الدولي أو نشاط الدعاوي و الدبلوماسية الدينية و دبلوماسية التمويل و دبلوماسية الرأي العام و الاتصالات أو دبلوماسية المعلومة. 7
فالدبلوماسية متعددة المسارات عموما هي مناهج جديدة للتعامل الدبلوماسي مع النزاعات تجمع جميعا تحت اسم الدبلوماسية متعددة المسارات و كل مسار من هذه المسارات مرتبط على حدى بثلاثية : الفواعل ، القضايا و المجالات ، الجماعات المستهدفة
كما يعرفها الدكتور oyewole o. sarumi أنها المفهوم الذي يعرض عملية بناء السلام الدولية و نظام المعيشة ، حيث تبدو الدبلوماسية متعددة المسارات شبكة من الأنشطة المترابطة ( الأفراد / المؤسسات /المجتمعات ) التي تعمل مجتمعة أو معا من أجل هدف مشترك و هو عالم في سلام . 8
حيث يركز هذا المفهوم على أن الدبلوماسية نظام متشابك من النشاطات المتعلقة بالاقتصاد و الاجتماع و السياسة حيث تقوم به مجموعة من الفواعل أفراد و مؤسسات ( شركات ، مؤسسات دينية ، مجتمع مدني محلي و عالمي و أفراد ) تتفاعل بهدف مشترك و هو فض النزاعات بمختلف أشكالها و احلال السلام .
ـ يعرفها جوزيف مونتفيل سنة 1982: بأنها تلك الوسائل الدبلوماسية التي تحصل خارج الحكومة
الرسمية.
و هنا يركز مونتفيل على الطابع غير الرسمي للدبلوماسية متعددة المسارات بحيث أنه نشاط لا تقوم به الجهات الرسمية مثل الدول بل هو يتعداها إلى القطاع الخاص و المجتمع المدني سواء المحلي أو العالمي و صولا إلى الأفراد و الرأي العام .
ـ و يصف جون ماكدونالد الدبلوماسية متعددة المسارات بأنها الدبلوماسية غير الحكومية ، وهي تلك
الاتصالات و الأنشطة غير الرسمية التي تحدث بين المواطنين العاديين أو بين مجموعة من الأفراد أو بين تلك الجهات الفاعلة من غير الدول . 9
كما أن ماكدونالد اضافة إلى طابعها الغير الرسمي و الفواعل المتمثلة في في المواطنين العاديين و الأفراد و الفواعل الآخرى فإنه يضيف متغير النشاطات و الاتصالات التي تحدث في اطار تفاعلي بين هذه الفواعل .
ـ كما يعرفها Volkan Motville بأنها التفاعلات الغير الرسمية بين أعضاء الجماعات التي تهدف إلى وضع إستراتيجيات للتأثير على الرأي العام وتنظيم الموارد البشرية و المادية ، في السبيل الذي يمكن من المساعدة على حل المشاكل السياسة. 10
يبرز هذا التعريف أهم نشاطات الدبلوماسية متعددة المسارات و هي استراتيجيات التأثير على الرأي العام و تنظيم الموارد البشرية و المادية و تصحيح بعض السياسات العامة و احداث التوافق بين فئات المجتمع بهدف حل المشاكل.
ـ و يعرفها معهد الدبلوماسية المتعددة المسارات في الولايات المتحدة الأمريكية : أساسا في الحكومات الغير رسمية و تميل الدبلوماسية متعددة المسارات إلى حل النزاعات وتبادل الخبرات و التعاون بين الشعوب و التركيز على قضايا التنمية و تعبئة الرأي العام و تطوير وسائل الإعلام و الاتصال .
حيث يضبطها المعهد في عمليات التواصل و تبادل الخبرات بين الشعوب و التركيز على قضايا العميقة في النزاعات مثل التنمية و التمثيل السياسي المتكافئ و الحريات المختلفة مثل الديانة و التعبير بتكريس وسائل الإعلام الحرة و النزيهة من أجل حل النزاعات .
اذا الدبلوماسية المتعددة المسارات هي:
هي منظور شامل و متشابك لحل النزاعات بفواعل غير رسمية يعكس التفاعلات و الاتصالات التي تحدث بين المواطنين العاديين أو بين مجموعة من الأفراد أو بين تلك الجماعات الفاعلة من غير الدول (مجتمع مدني /قطاع خاص / أفراد –على المستوى المحلي أو العالمي - المجتمع الديني...)تبدو في شبكة مترابطة من الأنشطة مثل التنمية و تبادل الخبرات و الدفاع على الحقوق و تنظيم الموارد البشرية و المادية و تصحيح بعض السياسات و تعبئة الرأي العام تهدف مجتمعة إلى عالم في سلام .
مبادئ معهد الدبلوماسية المتعددة المسارات
وضع معهد الدبلوماسية المتعددة المسارات الذي ( تأسس سنة 1992 و مقره في مدينة واشنطن الأمريكية ) مجموعة من المبادئ الأساسية المعتمد في حل النزاعات الدولية و قسمها لمجموعة من الأصناف على الشكل التالي:
1 ـ الدخول إلى النزاع :
ـ الدعوة : أي وجود طلب من أطراف النزاع ( مجموعة ، حزب ) و يكون هناك قبول منهم .
ـ الالتزام الطويل المدى : أي أن الأنماط المعتادة للنزاع تأخذ وقتا طويلا فتحويل النزاع لا يكون بسهولة و بسرعة ويأخذ عادة خمسة سنوات على الأقل حتى يصبح أطراف النزاع غير محتاجين للطرف الثالث. 11
2 ـ التدخل مع الشركاء :
ـ العلاقة : إن النجاح في بناء السلام يحتاج إلى نوعية العلاقات حيث تبنى مع مرور الوقت علاقات مع أطراف النزاع و جزء كبير من هذا العمل يتوقف على هذا الأمر و عادة تؤسس قبل العمل الجوهري.
ـ الثقة : أي أن العلاقات يجب أن تبنى على الثقة شخصيا و مؤسساتيا بين كافة أطراف النزاع و ذلك من خلال : الالتزام طويل المدى ، الحضور الثابت و المنظم مع أطراف النزاع ، الاستماع لهم ، الإثناء على شجاعتهم لمحاولة تفادي المخاطر .
ـ الارتباط : أي المشاركة النشطة تجعل منا شركاء هادفين فرغم أننا دخولنا كطرف ثالث محايد هذا لا يمنع من تفاعلنا و تأثرنا به لذلك نبني علاقات إنسانية ضمن حدود السلوك المحترف و الأخلاقي .
ـ الشراكة : من خلال الشراكة مع المؤسسات المحلية و بناء اتحادات مالية مع المختصين و الهدف هو بناء شراكة قائمة على التعاون و اعتقادا منا بان منظمة واحدة غير قادرة على تزويد كل الموظفين بالمهارات الو خبرات الجوهرية في تحويل النزاع . 12
3 ـ مقاربة العمل :
ـ إنشاء المعرفة : إن مبادئ و ممارسات حل النزاعات الغربية محصورة في الثقافة و قد لا تكون منسجمة أو فعالة في الثقافات الأخرى لدى تتم عملية أخذ المعرفة من خلال المناطق التي يتم العمل فيها و نحاول بناء مزيج ثقافي و الربط بين النظرية و الممارسة و ذلك بالاعتماد على الشركاء المحليين الذين لديهم خبرة و تجربة و نقوم بتقييم كل هذا في النهاية .
ـ التقنيات المتعددة : نعتمد على مجموعة من التقنيات و النشطات و المناهج أول نخلق واحدة جديدة و ذلك الضرورة و الملائمة الثقافية ووجود منهج واحد غير كافي لذلك ندخل ممارسين آخرين حيث في حالات العنف الشديد تكون هناك ضرورة لوجود قنوات حوار لسد الفجوة و عندما تنتهي صدمة العنف نقوم بتنشيط عملية بناء السلام عبر الطرف ثالث و عبر المفاوضات الرسمية . 13
ـ إجراء البحث : يعتبر عملنا كموجه للدراسة يعتبر عملنا كموجه للدراسة عبر عملنا مع الشركاء المختصين أو أطراف المهمات الأخرى ، و لكل البرامج تتضمن عملية تقييم التأثيرات طويلة و بعيدة المدى من التدخل و تساهم البيانات في تفعيل حل النزاع و ذلك بمساعدة فرق البحث المحلية للوصول إلى معلومات أكثر شمولا باعتبار أن لها رؤية ثقافية أخرى عن البحث . 14
4 ـ تركيز المبادئ على الأهداف العامة :
ـ المسؤولية : و ذلك من خلال مساعدات المؤسسات المحلية على تحمل بتحمل مسؤولياتها خاصة في حالات النزاع العرقي كما نشجعهم على حضور مؤتمرات التدريب فعادة الحلول لا يمكن فرضها من الخارج .
ـ التفويض : نقوم بتفويض وكلاء محليين و نعرفهم بالمخاطر و التحديات الموجودة في منظومة النزاع و ذلك عبر الشراكة و المسؤولية و تشجيعهم على حضور المؤتمرات و دورات التدريب .
ـ التحويل : إن عمل المعهد قائم بدرجة أساسية على عملية تحويل منظومة النزاع ، و هذه نقطة مركزية من خلال التغيير في القيم و المعتقدات و التصورات و السلوكيات .
التطور التاريخي من الدبلوماسية التقليدية إلى المتعددة المسارات :
نشأت الدبلوماسية بنشأة المجتمع وتطوره إذ شهدت شعوب العالم علاقات دبلوماسية عبر التاريخ الإنساني و إن كانت بارزة أكثر في الحضارات الكبرى ابتداء بالحضارة الإغريقية و الرومانية وصولا عند الحضارات الشرقية على غرار الحضارة الإسلامية و الكونفوشيوسية و سنركز في هذا الجزء على ثلاثة محطات هي الدبلوماسية التقليدية و الحديثة و ثم المعاصرة .
الدبلوماسية التقليدية
أن الدبلوماسية كممارسة ونظرية ، عرفت تطورا لا باس به واكب تطور الحضارات المختلفة في العصور القديمة ، كحضارات الفراعنة والسومريين والأكاديين والأشوريين والحثيين والفنيقيين والمعينيين والآراميين والكنعانيين ، وبدرجة أقل الهنود والصينيين نظرا لبعدهم عن البحر المتوسط بالإضافة لمجموعة كبيرة من القبائل المختلفة شكلت مدنا – دولا –وبطبيعة الحال عرفت هذه الشعوب اتصالات فيما بينها ، و التي كانت تتم عبر مبعوثين خاصين يقومون بمهمة الاتصال والتمثيل والتفاوض ويتوصلون لعقد الاتفاقيات والتحالفات وهو ما يعرف بيومنا الحالي " بالدبلوماسية الخاصة " أو ما نسميه " دبلوماسية المناسبة ". 15
ـ أما فقد الإغريق طوروا نظاماً دقيقاً للاتصال الدبلوماسي، فعرفوا مبدأ التسوية بالتراضي أو المصالحة التي تشير إلى وقف الأعمال العدوانية. كما عرفوا الاتفاق أي الهدنة المحلية المؤقته. وتبنوا نظام الاتفاقات العلنية وحتى المعاهدات إلى جانب التحالفات والهدنة المقدسة التي تعقد في فترة الألعاب الاولمبية . 16
ـ و في عهد الحضارة الرومانية كان السفراء عندما يعودون يقدمون تقريرا مفصلا لمجلس الشيوخ كما منح المبعوثون الدبلوماسيون الأجانب حصانات شخصية حتى في وقت الحروب و أنشأ الرومان ديوانا خاصا بالشؤون الخارجية و كانت تسند إليه مهمة رعاية العلاقات القانونية التي تكون مع الدول الأجنبية . 17
ـ و تميزت البعثات الدبلوماسية في الحضارة العربية الإسلامية بالخصائص التالية :
ـ أن البعثة الدبلوماسية كانت تتألف من تتألف من السفير و حاشيته و هذا الأخير يمثل رئيس الدولة و يتحدث باسمه كما يفوض و يعقد المفاوضات نيابة عنه . 18
ـ كان الرسل والسفراء الذين ينتمون إلى فئة عمال الدولة يتقاضون الرواتب ويأخذون النفقات من الدولة ويلبسون ملابس خاصة .
ـ ترسخت أعراف وتقاليد عند استقبال السفراء واستضافتهم وتوديعهم وتمتعهم بالحصانات
والامتيازات الدبلوماسية .
الدبلوماسية الحديثة
يعد عصر النهضة بداية لانتقال و تطور في الدبلوماسية التقليدية التي كانت غير دائمة إلى دبلوماسية مستقرة و دائمة حيث بادرت الدول الأوروبية إلى إقامة السفارات و اعتماد البعثات الدبلوماسية الدائمة خاصة بعد معاهدة ويستفاليا حيث كان لزاما على الدول التي كانت تتنافس مع بعضها البعض بإنشاء بإنشاء البعثات الدبلوماسية الدائمة من أجل مراقبة بعضا البعض . 19
ـ و بدأت محاولات تقنين قواعد الدبلوماسية مع مؤتمر فيينا 1815 حيث أقر هذا المؤتمر قواعد دولية ثابثة و مهمة تعد حجر الأساس في بناء الدبلوماسية الحديثة و بدات الدبلوماسية تأخذ طابع المهنة و الاحتراف و أصبح المبعوث الدبلوماسي يمثل دولته و ليس شخص الحاكم و أخذ أعضاء البعثة يتمتعون بنوع من الاستقلالية و بعض الحصانات و الامتيازات باعتبارهم جزءا من موظفي الدولة و يقومون بتمثيلها . 20
ـ ابتداء من الثورة الفرنسية، فان العلاقات الدولية اتسعت بشكل كبير إذ أن وصولها إلى مؤتمر فينا 1815-1814 حيث التسوية أدت إلى البت في مسالة التصنيف وترتيب المعتمدين الدبلوماسيين وخلال هذه القرون الثلاثة فان الدبلوماسية في أوروبا أخذت شكلها الكلاسيكي وتدريجيا فان قواعد القانون الدولي قد تم تحديدها وتوطيدها سواء فيما يتعلق بالامتيازات أو الحصانات. فالمعتمد الدبلوماسي تخلى عن صفة تمثيلة لشخص ملكه وأصبح يمثل الدولة نفسها وبعلمها. وبشكل مترابط، فان الدبلوماسية أصبحت مهنة حقيقية للدبلوماسيين، بينما في القرن السابع عشر والثامن عشر فان اختيار الدبلوماسيين كان يتم من قبل رئيس الدولة من بين المقربين لديه سواء كانوا نبلاء أو قضاة أو تجار. 21
ـ و على الرغم من جميع هذه التطورات التي شهدتها الدبلوماسية إلا أن الطابع السري بقي مسيطرا بسبب التنافس الاستعماري بين الدول في تلك الفترة و لم تكن نتيجة لذلك أي تأثير للأي العام في العملية الدبلوماسية برمتها .
الدبلوماسية المعاصرة
كانت الدبلوماسية التقليدية أو الدبلوماسية القديمة محدودة النطاق كما كانت إدارتها في التأثير محدودة وغالباً ما كانت القوة العسكرية أو أساليب التأثير هي الوسائل الرئيسية المستخدمة في الدفاع عن المصالح القومية للدول في مواجهة بعضها. وكانت الدبلوماسية التقليدية سرية في معظم جوانبها كما اعتمدت إلى حد كبير على العوامل الشخصية، أو بعبارة أخرى فقد كانت دبلوماسية مغلقة. 22
وحتى الحرب العالمية الأولى فان الملامح الكبرى للدبلوماسية الكلاسيكية تحتفظ باستقرار كامل، في إطار العلاقات الدولية والرؤية الأوروبية وبالتلازم مع الدبلوماسية الثنائية، يمكن ذكر العديد من المؤتمرات الأوروبية: باريس1856، برلين 1878، وبرلين 1885 ...الخ وابتداء من الحرب العالمية الأولى، فان عناصر جديدة ظهرت بشكل تدريجي قللت من استقلالية الدبلوماسيين. إذ أن فيليب كاييه قد سلط الضوء على هذه العناصر المختلفة: 23
أ‌ ـ من السرية، فان الدبلوماسية أضحت دبلوماسية علنية، وهذه كانت احد النقاط الأربعة عشر للرئيس الأمريكي ديلسن.
ب‌ ـ فان صعود وتنامي دور البرلمان في الحياة السياسية للدولة جعل من السياسة الخارجية التي كانت من اجل اختصاص حكومة رئيس الدولة إلى اللجان المختصة في البرلمان أولاً، ومن خلال تأثير ديمقراطية الحياة السياسية واستخدام الرأي العام من العوامل المهمة التي يجب أن تأخذ بنظر الاعتبار في صياغة وإقرار السياسة الخارجية.
ج ‌ـ إن تنامي دور الدولة، سواء كانت ليبرالية أو تدخلية، وتخطيطيه، له نتائجه الدولية التي غيرت بشكل جوهري حقل عمل الدبلوماسية التقليدية، إذ أن هذه الأخيرة لم تتضمن فقط السياسة والعسكرية، وإنما تشمل الاقتصاد والثقافة والقضايا الفنية، وان البعثات الدبلوماسية إذا أرادت أن تكون أكثر فعالية فيجب أن يرافقها عدد كبير من الفنيين.
وبشكل متواز، فان الدبلوماسية الثنائية التقليدية فقدت احتكارها لصالح الأجهزة الأخرى الداخلية، إلى الدبلوماسية المتعددة الأطراف والى الدبلوماسية الإقليمية.
وعلى رأس مرتبة أجهزة الدولة التي تحتل مكاناًَ مهماً في ممارسة الدبلوماسية، فانه يجب الإشارة إلى الدور الذي يلعبه رؤساء الدول، ورؤساء الحكومات، ووزراء الخارجية. وقد بدأت هذه الظاهرة تأخذ مجالها في بداية القرن الماضي. الأمر الذي أدى إلى تقليص الدور الذي يحتفظ به السفراء والدبلوماسيين المحترفون، وبمرور الوقت فقد تسارعت هذه الظاهرة، إذ أن رؤساء الدولة والحكومة، ووزير الخارجية اشتركوا بشكل أكثر شخصي في ممارسة الدبلوماسية خلال اللقاءات والقرارات والزيارات الرسمية، حيث التواتر اخذ يتسع، حيث اجتماعات رؤساء الدول في الاتجاهات المختلفة، واللقاءات الثنائية وأحيانا الدورية ما بين رؤساء الدول والمؤتمرات على مستوى القمة واجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية.
وفي عالم اليوم فان مجال كبير من السياسة الدولية والإقليمية يجري تسويته في الإطار المتعدد الأطراف حيث أن عدد كبير من القرارات، إدارية، لوائح، توصيات أو اتفاقات قد تم التحضير لها وإعدادها في داخل المنظمات الدولية وتتطلب انتباه خاص.
وظهرت الدبلوماسية الإقليمية والقطاعية وأصبح لبعض المنظمات الدولية تأثير على السياسة الدولة لأعضائها مثلما يمكن القول بأنه في مجالات هذه المنظمات فالقرار يأخذ ليس فقط في وزارة الخارجية لكل دولة عضو ولكن في أجهزة القرار لهذه المنظمات.
الأهمية من دراسة الدبلوماسية المتعددة المسارات
و تكمن الفائدة من وراء دراسة الدبلوماسية المتعددة المسارات و محاولة فهمها في :
ـ أولا : الحاجة للحصول على صورة أكثر شمولية للنزاعات : ماذا نعني صورة شاملة للصراعات ؟
في المقام الأول ، وهو ما نعني به تحديد الصراعات ليس فقط عندما تصبح مرئية من خلال العنف الجسدي بين جماعات من الخصوم ،و من المثير للاهتمام أنه حتى الأدبيات الحديثة في دراسة النزاع و السلام تتبع نفس المسار في التحديد و التعامل مع المراحل المختلفة للنزاعات .
كما هو موضح في الجدول التالي :
حل النزاعات إدارة النزاعات منع النزاعات
بناء السلام صنع السلام حفظ السلام
مسؤولية إعادة البناء مسؤولية الحماية مسؤولية المنع

لكن المنظور في حل النزاعات قد وسع من الدبلوماسية التقليدية و إدارة النزاعات و التي غالبا ما تكون مرتبطة أساسا بإنهاء العنف القائم أو وضع اتفاقيات لتجنب العودة للعنف ، اما المستوى الثاني من الدبلوماسية أو الدبلوماسية متعددة المسارات فهي تحاول الوقاية من النزاعات و تجنبها و تركز على مواضيع جديدة مثل (قضايا حقوق الإنسان و التنمية وتنظيم الموارد البشرية و المادية و تجنب التطرف و العنف الديني و ضمان الحريات ) و تهدف إلى إعادة بناء العلاقة بين الأطراف المتنازعة لإعادة بناء
الثقة و بالتالي تأمل لمنع المزيد من النزاعات و احداث تغيير أكثر استدامة 24
فالدبلوماسية متعددة المسارات هي نهج جديد و إضافة حاسمة ومكملة لمزيج من وجهات النظر والنهج القائمة من منظورات و مقاربات جديدة تعمل جنبا إلى جنب مع الدبلوماسية التقليدية الدولة (المسار الأول) والتي تثير حقوق الإنسان والعدالة التحويلية ، فضلا عن إعادة بناء وترميم العلاقات وعالم الحياة المشتركة بين الأفراد و المجتمعات كما أن إعادة بناء العلاقات لا يكون فقط من خلال التعامل مع القضايا المطروحة و إعاقة قيام النزاعات و إنما إعادة بناء العلاقات من أجل تقليل احتمالات الصراعات في المستقبل حيث تقتضي هذه العمليات فتح الباب الحوار واسعا أمام (بين المسؤولين الرسميين و غير الرسميين ) .
ـ ثانيا : فواعل و أهداف جديدة : إلى جانب منظور شمولي للنزاعات ، فالأهمية الثانية تكمن في الاستفادة والتعرف على لاعبين وديناميكية جديدة في النزاعات وهذا يتماشى مع نهجها الأكثر شمولية في فهم النزاع وأسبابه ذات الصلة بتحول السلطة والتشرذم التي تجري في معظم المجتمعات ، كان هذا وصف من قبل آن ماري سلوتر في كتابها لنظام عالمي جديد حيث تقول لم تعد تتركز السلطة السياسية في يد الحكومة الوطنية فقط بل هي مشتركة عبر مستويات عديدة و مع شركاء جدد من خلال هذا "لقد أصبح النظام برمته فيما يتعلق بصنع القرارات الدولية والدبلوماسية أكثر تعقيدا وتنوعا. فكثافة الترابط العالمي والشبكات المعقدة من العلاقات بين المجتمعات والدول ، والمؤسسات الدولية ، والمنظمات غير الحكومية والشركات المتعددة الجنسيات التي تشكل النظام العالمي. " 25
فإدارة النزاعات المختلفة لم يعد من الممكن معالجتها من منظور مركزية الدولة ، ولكن تحتاج إلى تضمين اللاعبين العالميين والإقليميين في العملية ، و هذه هي واحدة من الخصائص الرئيسية و نقاط القوة في الدبلوماسية المتعددة المسارات ، لتشمل الفواعل غير الرسمية وكذلك الجهات الرسمية ، و في معظم نهج الدبلوماسية متعددة المسارات التي بنيت حول هذا النوع من المشاركة غير الرسمية ، نجد إدراج جهات فاعلة جديدة مع أهدافها المحددة .
ـ ثالثا : استراتجيات التواصل : ومما يعزز صورة شاملة للصراعات وإدراج جهات فاعلة جديدة ومزيد من وجهات نظرهم من خلال استراتيجيات الربط الشبكي و التنسيق أو كما يصفه مانويل كاستلز ذلك " عالمنا ، حياتنا ، يجري تشكيلها من طرف الاتجاهات المتضاربة للعولمة والهوية ، وثورة التكنولوجيا والمعلومات ، وإعادة هيكلة الرأسمالية ، والذي نجم عنها شكل جديد من المجتمع ، مجتمع الشبكات " فمجتمع الشبكة الذي شكله التطور التقني الهائل والعولمة ، حيث آثار العديد من التغييرات في أنماط التنشئة الاجتماعية والاتصالات في بيئات النزاع على وجه الخصوص ، والتغيرات في توزيع السلطة ، قد خلقت الشبكات الاجتماعية والاتصالات فرص وضرورات جديدة لإدارة الصراع بنجاح ، وأدى هذا إلى مزيد من تمكين وإشراك الجهات الفاعلة المحلية والإقليمية وتنظيم أفضل المبادرات العالمية ولجماعات المصالح والضغط وطرح المطالب على الدول القومية من أدناه وأعلاه، بينما الدبلوماسية التقليدية للدولة تكافح من أجل الرد على هذه التغييرات والمطالب الجديدة .
من خلال الأشكال مختلفة (المسارات) للدبلوماسية غير الحكومية والاستفادة بشكل أفضل من ذلك. يشير شيريل براون إلى أن "المرافق للنشر المتسارع لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات على مستوى العالم ، انتشار مواز للممارسة الدبلوماسية بين الجهات الفاعلة غير الحكومية الذين لديهم إمكانية الوصول إلى هذه التكنولوجيات والرغبة في الوصول إليها ، وإنشاء الدوائر العالمية حول القضايا المحددة التي تستند إلى القيم المشتركة المتصورة " 26يعني خلق شبكات من الحوار متعددة المستويات فيما يخص مسائل السلام و العدالة و البيئة و التنمية و تضم الجهات الفاعلة المحلية والإقليمية والعالمية. 27
ـ رابعا : الحل على المدى البعيد مقابل المساومة على المدى القريب : يجب الإشارة إلى أن الدبلوماسية والمفاوضات في إدارة الصراعات التقليدية لا توفر حل النزاعات أو لتحويلها لكن هدفها ببساطة تأجيل المشكلة دون التوصل إلى الفهم الحقيقي ، والدبلوماسية التقليدية تنطلق من المصلحة الذاتية لأطراف النزاع و المتمثلة في قادة أطراف النزاع دون الرجوع إلى القاعدة الشعبية و بالتالي يقدم نموذجا غير فعال للتغيير لأنه لا يجلب حلولا حقيقية لهذه العملية بل إنه ببساطة يسعى إلى ابرام اتفاق قصير المدى قائم على المساومة بين القادة السياسيين.
أما الدبلوماسية متعددة المسارات فمهمتها بناء علاقة مستدامة على المدى الطويل قائمة التعامل مع الصورة الشاملة للنزاعات بإيجاد سبل للتعامل مع القضايا في النزاع و مع إعادة تعريف العلاقة ببناء الثقة والصداقة و بالتالي الحل الذي يتعامل مع الجذور علاوة على ذلك ، حل النزاعات هو عملية صعبة جدا وهذا يحتاج الى وقت طويل والدبلوماسية متعددة المسارات و استراتيجياتها تحتاج إلى قترة ممتدة وبخاصة في الوقت و ذلك نظرا للطبيعة النزاعات الحديثة و تعدد أسبابها خصوصا الاسباب المتعلقة بالتطرف و العدالة التحويلية و المجالات الانسانية المتعلقة بالحقوق و التنمية .
دور الدبلوماسية المتعددة المسارات في حل النزاعات الدولية
دور المسار الرسمي ( المسار الأول)
الدبلوماسية الرسمية هي نظام دائم من التواصل الرسمي بين الدول، ومن ذلك تبادل السفراء وبقاء السفارات في العواصم الأجنبية وإرسال الرسائل بواسطة مبعوثين مؤهلين رسمياً والمشاركة في المؤتمرات والمفاوضات المباشرة الأخرى . 28
ـ يمثل المسار الأول الدبلوماسية الرسمية التي تمارس عادة من قبل الأشخاص الرسمين الذين يملكون مناصب قيادية رسمية على غرار الملوك و رؤساء الدول و الحكومات عبر بعثاتهم الدبلوماسية أو مبعوثيهم الشخصيين أو مندوبيهم الدائمين و موفديهم الرسميين و في هذا السياق يشير James Hevermans يشير إلى دبلوماسية المسار الأول بأنها دبلوماسية الياقات البيضاء الذين يقفون أمام الكاميرات قبل أن يختفوا وراء أبواب لإجراء محادثات سرية فهو إذا يصفها بدبلوماسية الإشارات المشفرة و الرسائل الالكترونية التي ترسل من وزارات الخارجية إلى البعثات الدبلوماسية و العكس 29.
ـ فدبلوماسية المسار الأول هي أسلوب عمل الدولة و في جوهرها عملية إرسال الرسائل مباشرة إلى الحكومة و مراكز اتخاذ القرار بحيث يقوم بها الممثلون الرسميون للدولة و ذلك من خلال التفاعل بين دولة و سلطات دولة أخرى و هذا المستوى الأول تختلف فيه الأدوار في ما يخص الطريقة التي تتعامل بها الدول أو الوسائل المتبعة في حل النزاعات الدولية و عادة تكون عبر وسائل من بينها : المفاوضات
، الوساطة ، المساعي الحميدة ، و بعثات تقصي الحقائق و عقوبات دبلوماسية ..إلخ .
وعادة ما تكون القنوات الرسمية هي أولى المسارات الدبلوماسية حيث تعتبر أحد الأدوات الفعالة في حل النزاعات حيث أن الاتصال دائما يبقى موجود بين الدول ( باختلاف درجاته و مستوياته ) و ذلك في عز الأزمات و النزاعات و لا يتوقف هذا الأمر على النزاع الذي يكون بين دولتين بينما يتعداه إلى النزاعات الداخلية التي تكون السلطة أحد أطرافه لأن هذه الآلية تعطي للأطراف هامشا من الحركة حيث
يستطيعون التواصل و معرفة التوجهات و الآراء حتى لا تحدث أخطاء تؤدي إلى تفاقم حدة النزاع أكثر.
ـ و قد تدخل القنوات الرسمية في نطاق الوساطة التي تكون بين الدول أو في نزاع داخلي حيث تتوفر لدى الوسيط ( الدولة أو المنظمة التي يمثلها ) أدوات ضغط مختلفة على أطراف النزاع تجبرهم على التعامل بسلاسة و تغيير مواقفهم و ذلك عن طريق التلويح بالانسحاب أو فرض عقوبات اقتصادية ( على أحد الأطراف أو كلاهما ) .
المسارات الغير الرسمية في حل النزاعات الدولية
المسار الثاني : دبلوماسية المفاوضات غير رسمية
عرفها جون مونتفيل بالقول انها تفاعلات غير رسمية بين أعضاء الجماعات أو الدول الخصومة مع وضع استراتيجيات من اجل التأثير على الرأي العام وتنظيم الجماعات البشرية والموارد في الإطار الذي قد يساعد في حل النزاع 30ودبلوماسية المسار الثاني حسب جون ماك دونالد تهدف إلى الحد من الصراعات بين الجماعات والامم من خلال تحسين التواصل والتفاهم والتخفيض من حدة الغضب والتوتر والخوف وسوء الادراك والفهم و أنسنة وجه العدو.
كما أنها تهدف الى تغيير التفكير في المسار الاول بحيث ان هذا النوع من التفاعل يجعل من الدبلوماسيين اكثر تفتحا على مسالة معينة 31 ويمكن للحكومات ان تخلق وسطاء غير رسميين كما هو الحال عندما كانت تسهل المناقشات بين غير المسؤولين من المواطنين او مجموعات الافراد من الاطراف المتصارعة.
و من اهم ايجابيات المسار الثاني للدبلوماسية انه يولد حرية التفاعل حيث لم يكن ذلك ممكنا في إطار
الدبلوماسية الرسمية التقليدية 32ويدلل يقول وزير الدفاع السابق وليام بيري على ذلك بالقول ان الحوارات
بين المسؤولين من غير الدول مصممة لتعويض أوجه القصور في الحوارات الرسمية.
وهناك العديد من الامثلة عن النشاطات في اطار دبلوماسية المسار الثاني نذكر منها مجلس الدفاع عن الموارد الوطنية والذي يضم مواطنين وعلماء يركزون اهتماماتهم على قضايا البيئة حيث ان نشاطاتهم اجبرت الولايات المتحدة و الاتحاد السوفياتي السابق على الخضوع لاختبار التحقق من وقف التجارب النووية والذي رفضته الولايات المتحدة الامريكية بدعوى انه لا يمكن التحقق من الوقف وبالتالي قررت عدم التحدث في المسالة مع الاتحاد السوفياتي وذلك في اوت 1985 ولكن مجلس الموارد الوطنية قرر حل المشكلة .
وذلك بالتقاء مجموعة من العلماء السوفياتيين الذين لهم نفس الاهتمامات وتفاوضوا معهم حول المسالة ما جعلهم يتوصلون الى اتفاق يقضي بتعيين المجموعتين لتحقق من وقف الاتحاد السوفياتي التجارب النووية ليتم العمل على مدى سنتين ضمن ثلاث محطات على بعد اميال من اماكن التجارب النووية السوفياتية ومن ثم العمل مع مجموعات اخرى في ثلاث مراكز بنيفادا الامريكية وثبت فيما بعد ان ما يملكونه من معدات حساسة ومتطورة لدرجة انها قادرة على التحقق من انفجار الالعاب النارية على بعد ميل من تحت الارض .
وبعد ذلك تم نقل المعلومات الى الحكومة الامريكية ما جعلها تقوم بمحادثات مع الاتحاد السوفياتي حول هذه المسالة بالذات 33 كذلك نذكر في هذا الاطار مؤتمر دارتموث الذي اسس بطلب من الرئيس ايزنهاور حيث امر ابناء العم نورمان بتشكل لجنة اتصال مع مواطنين من الاتحاد السوفياتي حيث تتم مناقشة العلاقات بين القوتين العظمتين وهذاما كنا له بالغ الاثر في تحسين الاتصال بين الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفياتي وتقريب وجهات النظر بينهما في العديد من المسائل خصوصا مسالة تسوية الصراع في الصراع الاوسط. 34
المسار الثالث : مسار الأعمال التجارية
وتكمن الاثار الفعلية و المحتملة لهذا المجال على بناء السلام من خلال توفير الفرص الاقتصادية والصداقة والتفاهم الدولي وانشاء قنوات رسمية للاتصال بالإضافة الى تقديم الدعم لأنشطة صنع السلام الأخرى. 35 و على الرغم من أن معظم الشركات لا تنظر إلى نفسها على أنها فاعل لإحلال السلام فالحقيقة هي أن المفاوضات بشأن المال والموارد والعمل غالبا ما تكون احد اهم المواضيع التفاوضية وبالتالي فان المفاوضات التجارية هي بالفعل مهمة في عمليات السلام 36
أحد امثلة دبلوماسية المسار الثالث هو الذراع التنفيذية ومطرقة رجال الأعمال الأميركيين الذين لعبوا
دورا هاما في تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي من خلال تشجيع التجارة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق خلال فترة الحرب الباردة. 37
المسار الرابع: دبلوماسية المواطن
دبلوماسية مواطن الى مواطن وتشمل النشاطات التي يقوم بها الأفراد والجماعات الخاصة وتسعى إلى تشجيع التفاعل والتفاهم بين المجتمعات المعادية والتي تنطوي على زيادة الوعي وتمكين هذه المجتمعات و تركز عادة على المستوى الشعبي وهذا النوع من الدبلوماسية غالبا ما ينطوي على تنظيم الاجتماعات والمؤتمرات والترويج لها في وسائل الإعلام والدعوة السياسية والقانونية للأشخاص والمجتمعات المهمشة .38
ومن بين الاعمال التي دلل بها جون ماك دونالد على هذا النوع من الدبلوماسية هو ما قام به جون ماركس من اعمال من اجل تقريب وجهات النظر بين الاتحاد السوفياتي السابق والولايات المتحدة الامريكية في مسالة الارهاب حيث ان الولايات المتحدة الامريكية كانت قد قررت على لسان وزير خارجيتها هنري كيسنجر ان مصدر كل شر هو الاتحاد السوفياتي .
بما في ذلك الارهاب بينما كان الاتحاد السوفياتي كان ينفي وجود الارهاب وبالتالي عدم مناقشة الموضوع الى ان جون ماركس كونه شخصا لا تنطبق عليه الصفة الرسمية التي تمنعه من الحديث عن الارهاب قرر في افريل 1989 ان يتناقش مع باحثين سوفيات في موضوع الارهاب فترأس وفدا من 10 باحثين مختصين في مختلف جوانب الارهاب وبقي الفريقان لمدة اسبوع يحاولان بناء الثقة ومعرفة حواز التواصل و تبين فيما بعد ان السوفيات بحاجة الى مساعدة الولايات المتحدة الامريكية حيث اعلنوا انه خلال السنوات الاربع السابقة لسنة 1989 تم اغتيال 70 مواطنا سوفياتيا من قبل ارهابيين في مناطق مختلفة داخل وخارج الاتحاد السوفياتي ومنم تم الاتفاق على لقاء ثان حيث التقى مجموعتان من كل طرف تضم كل منهما 10 اشخاص في مؤسسة راند بسانتا مونكا في كالايفورنيا الامريكية وفي هذه المرة اقترب المسار من الرسمية الى حد كبير خصوصا في ضل تواجد شخصيات سابقة في المخابرات الأميركة من امثال بيل كولبي الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية في عهد ريغان .
وكذلك الامر بالنسبة للاتحاد السوفياتي الذي ضم الرجل الثاني في الكي جي بي والذي استقال من منصبه قبيل اسبوع من السفر الى كاليفورنيا. وانتهت المباحثات بالتوقيع على 21 توصية ومن ثم جاء اجتماع اخر في 1990 بموسكو وخلاله بدا تحول المسار الغير رسمي الى مسار رسمي بحيث تم مناقشة امور الارهاب بين الوفود السوفياتية والامريكية بالإضافة الى وفود دول اخرى مثل بريطانيا وفرنسا وايطاليا وضمت الوفود العديد من الجنرالات والقيادات ومن تم كانت هناك مباحثات بين غورباتشوف و وبوش مسالة الارهاب في قمة جويلية 1991 . 39
المسار الخامس: مسار البحوث والتدريب و التعليم
تعتبر المنح الدراسية والتعلم احد اكثر الاشكال الاكثر حيادا سياسيا والاكثر استفادة في التفاعلات بوضوح من كلا الطرفين هو يتم من خلال منهجين عبر مؤسسات الري والفكر حيث يتم جلب العلماء المهنيين اين يتم معالجة المشاكل والتنبؤ بمستقبل الاحداث وهذا يكون بمثابة دعم للحكومة والنوع الثاني هو كيان الخمسة طلاب وينظر اليه على انه الاكثر حرية و ابداعا وتفاهم الطلاب يعزز التفاهم المتبادل لأنه الاقل تأثرا بالمعايير الثقافية. 40
ولعل احسن مثال في هذا النوع من الدبلوماسية هو كيفية تأسيس المركز السوفياتي الامريكي حيث تم بمباحثات مع مجموعات من العلماء الأمريكيين والسوفيات وكان جون ماكدونالد احد الباحثين الامريكان حيث أضافوا كلمة الوساطة الى اللغة الروسية حيث لم يكن لها وجود وجاءوا بمصلح فوز/ فوز وكان هذا المصطلح هو الكلمة الدعائية لهذا المشروع الذي حظي باهتمام الصحافة. كما قام ماك دونالد بتدريب بعض علماء الاجتماع والنفس في ميدان حل النزاعات بالاضافة الى مناقشة الموضوع نظريا معهم41
المسار السادس: دبلوماسية النشاط الاجتماعي
أو صنع السلام من خلال الدعاوي و المنشدات التي يقوم بها الجهات الفاعلة في المجتمع المدني سواء محلي أو عالمي من رأي عام و جماعات الضغط ومصالح و جمعيات و منظمات غير حكومية .
و يركز هذا المسار على القضايا التالية :
ـ نزع السلاح
ـ حقوق الانسان
ـ العدالة الاجتماعية و الاقتصادية
ـ دعاوي متعلقة بالجماعات المصلحية الخاصة فيما يتعلق بسياسات عامة حكومية معينة
النشاط بشكل عام على المستوى المحلي و الدولي لتغيير الاوضاع الاجتماعية ـ التنمية و الفقر و الصحةـ و الاقتصادي ـ الاستغلال و اللاعدالة في التوزيع و التبعيةـ والسياسي ـ اللاأمن و غياب الديمقراطية و الحريات المختلفة ـ و البيئي ـ التلوث و الاحتباس الحراري ـ . 42
وعادة ما يكون المسار السادس المتمثل في النشاط الاجتماعي بسبب الاحباط الذي يمس الافراد من عدم قدرة الحكومة على التحرك و ابتكار الحلول فيما يتعلق بالصراعات أو سياسات عامة معينة قائمة عل ى الاقصاء و الاجحاف حيث تكرس لنظام اجتماعي تسلطي و ظالم و تاتي دبلوماسية هذا المسار لتسهيل عملية انشاء نظام اجتماعي جديد يقوم على التوافق السياسي التي يؤدي في نهاية المطاف إلى النموذج الامثل للتحول 43كما حدث في تونس بعد الثورة من خلال دور المجتمع المدني و النقابات العمالية التي تؤطر المجتمع في جمع التصورات المختلفة ـ اسلامية و ليبرالية و يسارية ـ و خلق دستور توافقي . 44
و تتمثل المهمة الأساسية للنشطاء الاجتماعيين هو تغيير المؤسسات و المواقف و السياسات من خلال العمل السياسي و المدني من خلال عدة أشكال : مثل كتابة الرسائل إلى الجرائد أو السياسيين ، حملات سياسية لمعارضة قرار معين ،فيما يخص النشاط الاقتصادي( مقاطعة المنتجات) ، الاحتجاجات و مسيرات المدونات و الاحتجاجات و حتى حرب العصابات و تكتيكاتها.
المسار السابع : الدبلوماسية الدينية
أو صنع السلام بواسطة الايمان و العمل الديني المنبثق من القواعد الاخلاقية و الروحية للديانات المختلفة ، حيث يتناول المعتقدات والإجراءات الموجهة نحو السلام من المجتمعات الروحية والدينية وغير ذلك من الأخلاق - على أساس الحركات:
ـ الحركات المحبة للسلام
ـ المقدس أو الملاذ و اعتبار السلام شيء مقدس
ـ اللاعنف و نبذ الظلم والأذى
و فكرة المسار السابع تركز على قناعة أن كثيرا من النزاعات في العالم اليوم لديها المكون الديني كسبب مهم و أساسي وفي الوقت نفسه يمكن أن يكون الدين جزءا من الحل لهذه النزاعات.
الدبلوماسية الدينية هي محاولة من جانب المجتمع الديني في جميع أنحاء العالم لتذكير الناس أن أنظمة الدين والمعتقد تقوم على السلام والمحبة بدلا من العنف والحرب و الدبلوماسية الدينية لا تحاول الاطاحة بالحكومة أو تغيير السياسات الوطنية ولكن بناء الجسور بين الخصوم ، وينبغي للحكومات أن تسهل هذه الجهود 45 و المثال على ذلك منتدى أمريكا والعالم الإسلامي السنوي والذي ينظمه مشروع العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي التابع لمعهد بروكنجز ، الذي يجمع بين رؤساء حكومات وقادة من المجتمع المدني ومن الأوساط الأكاديمية ، ومن عالم الأعمال ، ومن المجتمع الديني ، ومن وسائل الإعلام لمناقشة أكثر القضايا إلحاحاً التي تواجه الولايات المتحدة والمجتمعات المسلمة حول العالم.
ركزت مجموعات العمل الأربعة هذا العام على مواضيع مختلفة مسلطةً الضوء على الطرق المتعددة التي تتفاعل من خلالها الولايات المتحدة والمجتمعات الإسلامية بعضها مع بعضها الآخر، وشملت: إعادة التفكير في الخطوط الحمراء : تقاطع حرية التعبير ، والحرية الدينية والتغير الاجتماعي ؛ وتعزيز النمو الشامل في مصر وتونس ؛ الدبلوماسية والدين: البحث عن مصالح مشتركة والانخراط في عالم حيوي ؛ تعزيز حقوق المرأة في فترة ما بعد الصراعات: نظرة عن قرب إلى أفغانستان مصر وليبيا. 46
المسار الثامن : دبلوماسية التمويل
أي صنع السلام من خلال توفير الموارد وهذا يشير إلى مجتمع التمويل و المتمثلة في في فاعلين الخير و المتبرعين بالأموال.
توفير الدعم المالي للعديد من الأنشطة التي تضطلع بها المسارات الأخرى و المسار الثامن من الدبلوماسية متعددة المسارات يعتمد على العمل الخير يحيث يتطلب كل نشاط الدعم المالي والتفاعلات و يعتمد على المبادرات الخاصة أو المؤسسات الفردية الصغيرة - المؤسسات المالية والوكالات الحكومية 47
المسار التاسع : ديبلوماسية الاتصالات و وسائل الاعلام :
أي صنع السلام من خلال المعلومة .
مملكة الأصوات الخاصة بالشعب وكيف للرأي العام أن يأخذ شكل :
ـ وسائل الاعلام المطبوعة
ـ الأفلام
ـ الفيديوهات
ـ الراديو
ـ الأنظمة الالكترونية
ـ الفنون 48
في قلب المخطط الدبلوماسية متعددة المسارات هناك ربط لكل المسارات بالمسار التاسع بحيث أنه يأثر فيها و يكملها باستعماله للدعاية ، حيث صرح دايموند و ماك دونالد أن المهمة الأساسية للمجال الاتصالات هو استخدام وسائل الإعلام المرئية والإلكترونية لإعلام وإشراك الجمهور بشأن القضايا المتعلقة بالسلام حل النزاعات والعلاقات الدولية
على الرغم من أن وسائل الإعلام ليست مسؤولة مباشرة عن منع نشوب الصراعات أو تحولها فدورها هو تعزيز بناء الثقة المتبادلة ، وإبراز الصورة الشرعي من خلال تسليط الضوء على بعض القطع من وسائل الاعلام التي يمكن أن توفر بديلا من الدولة في ما يخص وجهات النظر والآراء.
و الأمثلة على ذلك كثيرة مثل الإذاعة الحرة لأوروبا radio free europe الذي يثبت استقلاليته و صحة معلوماته فهي سلاح قوي يمكن المرء من اسماع رأيه إلا أنه عندما يكون هناك وسائل إعلام تدور حول خط مائل تساهم في تأجيج النزاعات من خلال طرح القضايا بطريقة خاطئة و منحازة تتناسب مع وجهة سياسية معينة .
هناك مجموعة متنوعة من قنوات الاتصال الجماهيري (هنا دور الإنترنت مهم بشكل خاص - بسبب الطبيعة غير الخاضعة للرقابة لأنها توفر أعداد كبيرة من وجهات النظر والخيارات) أنه على الرغم من حجم وجهات نظر بديلة يمكن أن تعقد وجهات النظر مائلة في الاختيار.
تقييم الدبلوماسية المتعددة المسارات :
إن تعدد الفواعل و كثافة و تسارع التدفقات في الساحة الدولية ووجود عدد متزايد من الروابط فوق قومية
في مجالات متنوعة فتح نقاشا واسعا حول تحليل دور الدبلوماسية في الواقع الدولي بكل تحدياتها و خاصة في ما يخص حل النزاعات الدولية و التي لزمن قريب كانت حكرا على الدول القادة الرسميين .
ـ فوظيفة التفاوض التي تعتبر المهمة الرئيسية للدبلوماسيين نقلت تدريجيا إلى القنوات الغير رسمية و إن كان ذلك بشكل متفاوت و تدريجي و هذا راجع إلى تطور النزاعات الدولية و تعدد مستوياتها و تفاعلاتها ( سياسيا و اقتصاديا و ثقافيا ) ، و الواقع أن الشبكة الدبلوماسية هي ضحية في وسائل الاتصال و لكن ذلك لا يعني أنها من مخلفات الماضي فالدبلوماسية كفن للتفاوض لم تختفي . 49
و أصبح الآن لدور الرأي العام وزن في أي مفاوضات و التي أصبحت تجرى تحت مراقبة أجهزة الإعلام الأمر الذي ساهم في بروز دبلوماسية ذات شفافية ساهمت في إحداث تحول في المناهج التقليدية للحوار و حل النزاع بين الدول و نتج عن ذلك ظهور دبلوماسية حقوق الإنسان بالإضافة إلى دور القطاع الخاص و المنظمات الغير حكومية و هذا ما فتح مجال التخصص على مصراعيه . 50
ـ كما أن الإدارة المتعددة الأطراف مهمة في مسائل عدة متعلقة بالاتفاقيات التعاونية بين الحكومات. وهذه هي الحال في مجالات عدة كانتشار الأسلحة النووية ومراقبة الأسلحة والتنظيمات التجارية والقضاء على الإرهاب. وتدعو الأمم المتحدة ومنظمات حكومية بينية أخرى إلى مؤتمرات دورية لمعالجة مشكلات الغذاء والنمو السكاني والبيئة، إضافة إلى مشكلات أخرى ذات طابع عالمي. وبما أن معظم البلدان الأقل تطوراً تقوم بالجزء الأكبر من اتصالاتها الدبلوماسية في الأمم المتحدة، فإن مشكلات دبلوماسية حديثة كثيرة تتم معالجتها في هذا المنتدى المتعدد الأطراف . 51
ـ إن تطور المسارات الدبلوماسية لهو دليل قوي على التكيف مع مختلف التطورات التي يشهدها الواق الدولي و بما في ذلك حقل النزاعات الدولية لدخول فواعل و متغيرات رهنت تطور مسار الحل النزاعي ، و إن وجود علاقة قوية و متماسكة بين مختلف المسارات الدبلوماسية سيساهم بلا شك في الحد من النزاعات الدولية و إرساء السلم بعيدا عن الحلول العسكرية أو القائمة على مفهوم القوة و رغم التحديات التي توجه هذه المقاربة ( خاصة في ما يتعلق تنسيق المسارات مع بعضها البعض و أي المسارات هو أولى من المسار الآخر و تأثير طبيعة كل نزاع على اختيار مسار دون آخر ) إلا أنها تبقى ذات بعد فعال و إيجابي في حل النزاعات الدولية .
المراجع:
1 ـ غراهام ايفانز و جيفري نوينهام ، قاموس بنغوين للعلاقات الدولية ، مركز الخليج للابحاث ، 1997 ، ص 126 .
2 ـ مارتن غريفيثس و تيري أوكالاهان ، المفاهيم الأساسية في العلاقات الدولية ، مركز الخليج للأبحاث و الدراسات ، الطبعة الأولى ، دبي ـ الإمارات العربية المتحدة ، 2008 ، ص 203 .
3 ـ السيد أمين شلبي ، في الدبلوماسية المعاصرة ، عالم الكتاب ، الطبعة الأولى ، القاهرة ـ مصر ، 1997 ، ص 29 .
4 ـ محمود عبد ربه العجمي ، الدبلوماسية : النظرية و الممارسة ، بدون دار نشر ، 2011 ، ص 8 .
5 ـ قاسم خضير عباس ، المبادئ الأولية في القانون الدبلوماسي ، دار الفينر للطباعة و النشر ،الطبعة الأولى بيروت ـ لبنان ، ص 16 .
6 ـ اسماعيل صبري مقلد ، العلاقات السياسية الدولية ، المكتبة الأكاديمية ، الطبعة الأولى ، القاهرة ـ مصر ، 1991 ، ص 391 .
7 ـ John W. McDonald - Multi-Track Diplomacy - September 2003 - http://www.beyondintractability.org/essay/
8 ـ oyewole o. sarumi what is multi track diplomacy ، 16/5/2014 in http://fr.slideshare.net/fullscreen/leadershipmgtservice/what-is-multi-track-diplomacy/22

9 ـ DALIA DASSA Kaye TRACK. Tow diplomacy and régional Security in the Middle EAST, Département of political, science, the George. Washing. University february. 2001. P 4 .
10 ـ عبد الحكيم سليمان وادي البلوماسية الرسمية والدبلوماسية المتعددة المسارات ، مجلة حوار المتمدن ، العدد 4317 ، في 26/12/2013 http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=3929
11 ـ John W. McDonald - op.cit - p 3
12 - ibid – p 3 .
13 - John W. McDonald - op.cit - p 3
14 ـ ibid P 4 .
15 ـ سعيد أبو عباه ، الدبلوماسية تاريخها مؤسساتها أنواعها قوانينها ، دار الشيماء للنشر والتوزيع ، الطبعة الأولى ، قلقيلية ـ فلسطين ، 2009 ، ص 13 .
16 ـ نفس المرجع ، ص 20 .
17ـ عبد الفتاح علي الرشدان و محمد خليل الموسى ، أصول العلاقات الدبلوماسية و القنصلية ، المركز العلمي للدراسات السياسية ، الطبعة الأولى ، عمان ـ الأردن ، 2005 ، ص 38 .
18 ـ نفس المرجع،ص ص 38، 39.
19 ـ عبد الفتاح علي الرشدان و محمد خليل الموسى ، نفس المرجع السابق ، ص 47 .
20 ـ نفس المرجع ، ص 47 .
21 ـ سعيد أبو عباه ، نفس المرجع السابق ، ص 34 .
22 ـ سعيد أبو عباه ، نفس المرجع السابق ، ص 34
23 ـ نفس المرجع ، ص 35 .
24 ـ Daniel Wehrenfennig Multi-Track Diplomacy and Human Security HUMAN SECURITY JOURNAL
Volume 7, Summer 2008 p 82
25 ـ آن ماري سلوتر ، نظام عالمي جديد ،ترجمة : أحمد محمود ،المركز القومي للترجمة ، الطبعة الأولى ، القاهرة ، 2011 ، ص 64 .
26- Harold Saunders, A Public Peace Process: Sustained Dialogue to Transform Racial and Ethnical Conflicts (New York: St. Martin s Press, 1999), 79
27- Daniel Wehrenfennig Multi-Track Diplomacy and Human Security ibid p84
28 ـ مارتن غريفيثس و تيري أوكالاهان ، مرجع سبق ذكره ، ص 203 .
29 ـ بودردابن منيرة ، دور الدبلوماسية الغير رسمية في تنفيذ السياسة الخارجية : دراسة حالة الو م أ ، مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في العلوم السياسية ، تخص الديمقراطية و الحكم الراشد ، جامعة منتوري قسنطينة ، كلية الحقوق ـ قسم العلوم السياسية ، 2008 ـ 2009 ، ص 34 .
30 -Diana Chigas, Track II (Citizen) Diplomacy, August 2003, Date 27/05/2014, H22.25, Sit : http://www.beyondintractability.org/essay/track2-diplomacy.
31- John W. McDonald, Session Four International Negotiation: Proceedings of Approaches to Creating a Stable World Peace April 5–7 1991, Modern Science and Vedic Science, Volume 5, Numbers 1–2 1992 Special Issue, Institute for Multi-Track Diplomacy, Maharishi International University, p 119.
32 -Karolina Kupinska, Contoemporary Multi Track Ddiplomacy across the Taiwan Strait ,Master’s thesis, Craducte school of internatinational Affairs,Ming chuan university, Jeune 2010,p15.
33-Opcc, John W. McDonald, Session Four International Negotiation: Proceedings of Approaches to Creating a Stable World Peace April 5–7 1991, p 120.
34 -John W. McDonald, "Further Exploration of Track Two Diplomacy" in Timing the De-Escalation of International Conflicts, Syracuse University Press, New York, 1991 , pp. 201-220.
35 -Louise Diamond and John McDonald, introduction to the book, Multi-Track Diplomacy: A Systems Approach to Peace, date 28/05/2014, h02.09, Sit:
http://www.imtd.org/index.php/about/84-about/131-what-is-multi-track-diplomacy .
36 - Opcc,Karolina Kupinska, Contoemporary Multi Track Ddiplomacy across the Taiwan Strai, p 15.
37 - Opcc, John W. McDonald, "Further Exploration of Track Two Diplomacy" in Timing the De-Escalation of International Conflicts, pp. 201-220.
38 - Randall Cuthbert, North Korea: The Potential Application of Multi-Track Diplomacy to Conflict
Resolution and Peace Building, Occasional Paper Number 16, Institute for Multi-Track Diplomacy, April 2005, p27-39.
Opcc, John W. McDonald, Session Four International Negotiation: Proceedings of Approaches to Creating a Stable World Peace April 5–7 1991, pp 121_122-40.
Opcc, Karolina Kupinska, Contoemporary Multi Track Ddiplomacy across the Taiwan Strait, p16.
Opcc, John W. McDonald, Session Four International Negotiation: Proceedings of Approaches to Creating a Stable World Peace April 5–7 1991, pp124._122-41
39-42ـ ـ oyewole o. sarumi what is multi track diplomacy ibid
43 ـ Karolina kupinska contemporary multi track diplomacy across the taiwan strait graduate school of international affairs master’s thesis ming chuan university june 2010 p76
44ـ محمد كرو خطوة تونس التاريخية ناحية الديمقراطية، مركز كرنيجي للشرق الاوسط في 22/أفريل 2014
http://www.carnegie-mec.or
45 ـ Karolina kupinska contemporary multi track diplomacy across the taiwan ibid p84
46ـ ألن كيسويتر و جون شاين الدبلوماسية و الدين : البحثعن مصالح مشتركة و الانخراط في عالم من الاضطرابات و التغيرات الديناميكية ، معهد بروكنجر ، مشروع العلاقات الأمريكية مع العالم الاسلامي أوراق بحثية لمنتدى مشروع العلاقات الامريكية مع العالم الاسلامي ، نوفمبر 2013 ص 02
47 ـ Karolina kupinska contemporary multi track diplomacy across the taiwan ibid p88
48ـ oyewole o. sarumi what is multi track diplomacy ibid
49 ـ مصطفى بخوش ، مستقبل الدبلوماسية الراهنة في ظل التحولات الدولية الراهنة ، مجلة المفكر ، العدد الثالث ، جامعة بسكرة ، الجزائر ، بدون تاريخ ، ص 94 .
50 ـ نفس المرجع ، ص 94 .
51 ـ مارتن غريفيثس و تيري أوكالاهان ، مرجع سبق ذكره ، ص 205 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غارة إسرائيلية تقتل 3 عناصر من -حزب الله- في جنوب لبنان


.. عملية -نور شمس-.. إسرائيل تعلن قتل 10 فلسطينيين




.. تباعد في المفاوضات.. مفاوضات «هدنة غزة» إلى «مصير مجهول»


.. رفح تترقب الاجتياح البري.. -أين المفر؟-




.. قصف الاحتلال منزلا في حي السلام شرق رفح