الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خمس رسائل لمحاربي الإرهاب في العالم حتى تجف ينابيع الإرهاب

يحيي الجعفري

2017 / 5 / 1
الارهاب, الحرب والسلام


الإرهاب هذا الظلام الدامس الذي يطل على عالمنا كطائر الرخ الأسطوري ليخطف بمنقاره ضحاياه ويلقي بهم في ظلام الموت ، ويدمي قلوب الإنسانية . دون أن نراه إلا لحظة الخطف رغم أننا نترقبه دوماً بأعين دامعة متساءلين عن من سيأتي دوره ليقتل من غير سبب ، فالجميع أمامه سواء بسواء ما دام ليس منه أو ليس بداعم له ، حتى الحكام الذين يرفعون لواء محاربته ليسوا بمأمن من عواقبه فالجنود والضباط أيضاً في خطر ، وهنا كان لابد من خمسة رسائل لمحاربي الإرهاب بداية من رؤس الدول وصولاً إلى أصغر جندي يحتمل أن يكون شهيداً في تلك الحرب الضروس على الإرهاب .
ورسالتي الأولى من أبسط ما يكون "الحرب على الإرهاب ليس تصريحاً لك أن تمارس أنت الإرهاب فالإرهاب فكرة نقيضة تماماً لفطرة الإنسان ، هذه النفس البشرية مولودة على فطرة الخير أو هكذا أؤمن أنا ، ومن ثم يجب يجب محاربة الفكرة بالفكرة ، فهي الأساس الذي ينبت الإرهابيين ، ومن الخرق أن تحارب الإرهاب بيد و تمارس الإرهاب بيدٍ أخرى ، سواء أن ترهب الآخر وتمنعه من التفكير أو أن تساوي بين حملة الأقلام و حملة الرشاشات ، نعم بعض الأيدي في عالمنا تفعل ذلك إذا كان الإرهاب في اللغة أنه التخويف ، فلا يمكن أن نقبل أن يستغل أي مسئول منصبه وسلطته لإرهاب الناس وتخويفهم وقتلهم و سلبهم حريتهم و أمنهم وحقوقهم الإنسانية تحت أي مسمى بل لا نقبل أن يتخذ أي إجراءٍ إلا بعد مروره على الميزان الذي يحكمنا و يحكمه في ممارسة سلطته وهو القانون . ودون ذلك هو إرهاب .
أما عن رسالتنا الثانية فهي " الحرب على الإرهاب تعني العدالة بكل صورها" الإرهاب ينتشر في كل دول العالم نعم ، ولكن لماذا يخرج الإرهاب بالأساس من الدول الظالمة . سواء كان هذا الظلم إجتماعياً أو قانونياً ، ظلام الظلم هو منبع رئيسي من منابع الإرهاب فالظلم يولد النقمة والكراهية للظالم والمجتمع والدولة ، فما ظلم ظالم إلا وهو على يقين أن السلطة لا تقف مع الضعيف ، فلو تحدثنا عن العدل الاجتماعي فهناك من يصب اللعنات على المجتمع وينضم لداعش فقط لأنه وجد نفسه متعلماً مثقفاً خريجاً ولكنه لم يجد العمل المناسب لأنه ليس من أبناء الحظوة ، وهناك من أنضم لداعش أيضاً لغياب العدل في القانون فتم تلفيق قضية له لأنه " تطاول " على شخص من ذوي السلطة والنفوذ ، إذا كنتم تريدون محاربة الإرهاب فعليكم بالعدل فهو أساس الحكم
نقول أيضاً الحرب على الإرهاب تعني القضاء علي الجهل و الأمية ففي مصرنا قتل مفكر كبير هو فرج فودة على يد إرهابي جاهل و سئل القاتل عن فعلته ،فأجاب قتلته لأنه كافر فقالوا له وكيف عرفت أنه كافر هل قرأت له فأجاب بالنفي فهو لا يقرأ ولا يكتب !! ومن هنا نقول حاربوا الإرهاب بالقضاء علي الأمية والجهل والتخلف . كما أن الجهل سيقوده لطريق أخطر هو أن يصبح فريسة لعملية تفريخ و صناعة الإرهابي و تلقي أفكاراً غير إنسانية تدعو للقتل ، والجاهل - بجهله - سيصدق أي شخص يزين كلماته باللغة فيرسم له على أنه العالم بالباطن والظاهر، و تلك هي الرسالة الثالثة فلو كان هذا الشخص قارئاً حقيقياً لقرأ له ولغيره و أرتقى فكره من لغة صراع الدماء للغة صراع الأفكار
أن الحرب على الإرهاب تعني القضاء على التمييز والطائفية
و لكي نكون أدق فالجهل وحده ليس منبعاً بل أن الجهل والأمية سيقودانه للإرهاب بطريقيين الأول ضيق الأفق و إنسداد الوعي عن التعامل مع الآخر ، ويصبح حبيساً لأبناء مجتمعه الضيق الذين يتشابهون معه إما في دينه أو عرقه أو مذهبه ولن يصل بشكل واضح إلى الآخر ولن يفهم قيمة الإختلاف والتعدد ومن ثم يصبح فريسة أن يكون عدواً لدوداً راغباً في قتال هذا المختلف عنه ،وتلك ربما تكون من ليست فحسب ينبوعاً من ينابيع الإرهاب بل نهراً جارياً كالفيضان، فقد أستغل الكثيرر نصوص مقدسة بل و دسوا نصوصاً أخرى لتحميلها على غير محملها على مر عصور كثيرة لتبرير حروب وقضايا سياسية واجتماعية لا علاقة لها بالدين ومن ثم وجب تجديد الخطاب و تنويره على النحو الذي يضمن المواطنة والسلام ولا يسعنا القول هنا إلا أن نشير أن هذا التجديد وفقاً ومعطيات العصر بات ضرورة حتمية و ليست إنكاراً لثوابت الدين من خلال حوار مجتمعي بين علماء الاجتماع والدين والساسة والمثقفين والاقتصاديين ورجال القانون وكل من تعنيه أزمة إنسداد إفق تجديد هذا الخطاب ودون تدخل من جهلة أو متنطعين على العلم ، و دون أن يحتكر أحد الكهنوت ولا أن يحتكر أحد ترأس هذه المائدة و أخيراً دون ممارسة الارهاب الفكري والذي أعني به دون أن يبتز أحداً الآخر بالتكفير فيرد عليه الآخر بالإتهام بالتخلف أو الدعششة .
وفي رسالة الختام الخامسة نقول الحرب على الارهاب تعني الحرية والديمقراطية فقد خلقنا جميعاً أحراراً ، و آن الآوان للإنسانية أن تؤمن جميعاً أن الحرية والديمقراطية هما السبيل الوحيد لحياة إنسانية ودونهما لن تقوم لأي دولة قائمة ، وكل الأنظمة الإستبدادية التي حققت لمواطنيها عدلاً إجتماعياً على مر الأزمنة والتي خلت من الديمقراطية مهما عظمت قوتها ومهما حققت من إنجازات فإنها أنهارت بسبب غياب الحرية والديمقراطية عن مواطنيها ، فالحرية والعدل الاجتماعي صنوان لا ينفصل إذا كنا نريد أن نعيش في أوطاناً آمنة مستقرة .

و يلزم القول أن الربيع العربي قد أختصرمقالتي و آلاف المقالات الأخرى في ثلاث شعارات هي الطريق الوحيد لبناء وطن آمن مستقل في
" حرية ... عدالة إجتماعية .... كرامة إنسانية"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير عن ضربة إسرائيلية ضد إيران وغموض حول التفاصيل | الأخب


.. إيران وإسرائيل .. توتر ثم تصعيد-محسوب- • فرانس 24 / FRANCE 2




.. بعد هجوم أصفهان: هل انتهت جولة -المواجهة المباشرة- الحالية ب


.. لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا




.. نار بين #إيران و #إسرائيل..فهل تزود #واشنطن إسرائيل بالقنبلة