الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يساريون عراقيون ، يعيشون في البيت الاوربي و يسعون لتهديمه

منير العبيدي

2017 / 5 / 7
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يساريون عراقيون ، يعيشون في البيت الاوربي و يسعون لتهديمه
ان نصرة اليسار و الدعوة الى وحدته دون تحديد محتواه سوف تتحول الى فزعة عشائر. فاليسار اذا ما توحد سيكون بدون ادني شك شريرا ليس له ادني مصلحة مع مصالح الجماهير و الكادحين.
و قبل أن يدعو داع لتوحيد اليسار عليه اولا أن يبحث عن اساس مشترك يقوم على الاقرار بالعلمانية بما لا لبس فيه و لا ابهام و الدعوة بشكل صريح الى تعديل الدستور بإلغاء مادة ان الاسلام دين الدولة الرسمي و استبدالها بأن العراق دولة علمانية متعددة الاديان و المذاهب و انها تقف موقفا واحدا من جميع الاديان . عليه ان يصر على مرتكزات لتقليص الفوارق في المداخيل و يطالب بالشفافية فيما يخص الرئاسات و اعضاء البرلمان و الوزراء و اصحاب الدرجات الخاصة و جعلها معلنة بما يتناسب مع الناتج القومي العراقي .
اننا نرى نشوء طبقة من المنتفعين الذي يكثرون من التصريحات و عقد المؤتمرات دون نتائج ممن يودون استمرار الوضع العراقي على ما هو عليه و لا يرغبون في اي تغيير جوهري . انهم يدعون نفاقا الى مجتمع مدني دون أن يوضحوا لنا ما هو المقصود بالمجتمع المدني و ما هي ملامحه لانهم لو عرفوه تعريفا صحيحا لاقتضى الحال سلبهم مكاسبهم التي حصلوا عليها من دماء الشعب دون اي عمل و جهد حيث تتدفق آلاف الدولارات الى جيوب دعاة اليسار دون ايما عمل يقوموا به. لقد قاوم دعاة اليسار حتى الغاء تقاعد البرلمانيين لانه يمس مصالحهم. ان دعاة الايادي النظيفة قد صاروا اسوأ انواع السراق.
انهم يقومون باختطاف مسعى الجماهير للمجتمع المدني و توجيهه عكس ما هو مطلوب منه حتى باتت مقالاتهم مختتمة بمقولة تتكرر كما تتكرر البسملة في كتب الاديان "لا يمكن حل مشاكل العراق الا بتأسيس المجتمع الديمقراطي المدني". هذه الجملة هي فارغة المحتوى تشبه مقولة إن الاسلام هو الحل ، اي دون تحديد اي التزام ملموس . انهم بسلوكهم و نشاطهم السياسي يقطعون الطريق على اي مبادرة للشباب لتأسيس تحرك مدني ديمقراطي حقيقي يخرج بالعراق من الدوامة التي قاده اليها هؤلاء السياسيون.
و في السياسة الخارجية و هنا في المانيا يعيش العشرات ممن يعتبرون انفسهم يساريين و ممن بدعوى معارضة يمين الوسط الذي تمثله ميركل يدعمون سياسة روسيا في تحطيم الاتحاد الاوربي و في دعمها اللامحدود لمرشحة اليمين المتطرف لوبان التي تدعو الى الخروج من الاتحاد الاوربي و الذين تعاطفوا مع دعم روسيا الذي رجح كفة قائد شعبوي اخر في امريكا دونالد ترامب.
قبل امس قام الهاكرز بالسطو على الحساب الالكتروني للمرشح ماركون منافس لوبان ، و هذه المرة تشير اصابع الاتهام الى روسيا و قد تم نشر العشرات و المئات من الوثائق الحقيقية و التي تم دس بعض الأخبار المفبركة بينها. ان روسيا تسعى الى تحطيم الاتحاد الاوربي بسبب موقفها من انتقال اوكرانيا من التبعية الى ان تكون سيدة نفسها و تجد أن هؤلاء "اليساريين" هم انفسهم ينحازون الى روسيا.
لقد كان الشيوعيون الى جانب الاتحاد السوفييتي و هذا ليس موقفا قوميا حتى ينسحب على روسيا الحالية فالنظام الاجتماعي السياسي في الاتحاد السوفييتي كان يتبنى الشيوعية و يسود اقتصاده الملكية العامة لوسائل الانتاج بينما النظام السياسي ـ الاقتصادي الروسي هو النقيض المطلق للنظام السوفييتي حيث انه نظام مافيات و فساد و سرقة اموال و تهريبها الى الخارج فكيف ينسحب "حب " يساريي العراق من الاتحاد السوفييتي السابق الى روسيا الحالية و هما على طرفي نقيض؟!
ان هؤلاء ليسوا يساريين و لا شيوعيين و لا مدنيين و لا علمانيين او ديمقراطيين انهم مولعون بالتآمر و تهديم البيت الذي يحميهم كما كانوا مولوعون بتحطيم العراق اخلاصا لعقائد ميتة.
الدعوة الى وحدة اليسار يجب ان تكون عبر تعريفه تعريفا صحيحا لكي يجد هويته و ان يتبنى الاهداف التي تسعى فعلا الى وطن حر و شعب سعيد فيما الوطن الذي تحالفوا مع قادته و اشتركوا في علميته السياسية منذ 14 عاما ليس حرا و لا الشعب سعيد.
انهم مستمرون في قبض الرواتب الضخمة و الثرثرة فقط و هذا بائن من ان الوضع من سيء الى اسوأ و هم مشتركون في المسؤولية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. شبكة -أي بي سي- عن مسؤول أميركي: إسرائيل أصابت موقعا


.. وزراءُ خارجية دول مجموعة السبع المجتمعون في إيطاليا يتفقون




.. النيران تستعر بين إسرائيل وحزب الله.. فهل يصبح لبنان ساحة ال


.. عاجل.. إغلاق المجال الجوي الإيراني أمام الجميع باستثناء القو




.. بينهم نساء ومسنون.. العثور جثامين نحو 30 شهيد مدفونين في مشف