الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-لعبة الشيطان.. دور الولايات المتحدة في نشأة التطرف الاسلامي-

محمد عبعوب

2017 / 5 / 7
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


تحت هذا العنوان قدم الصحفي الأمريكي روبرت دريفوس كتابه للقراء عام 2005 متناولا فيه أبعاد الدور الأمريكي في نشأة ونمو قوى التطرف الإسلامي في الشرق الأوسط .. ترجم هذا الكتاب للعربية ونشره "مركز دراسات الإسلام والغرب" عام 2010م..

في هذا الكتاب يتتبع دريفوس وبشكل دقيق وثري بالمعلومات الموثقة مسارات البدايات المبكرة للتنسيق والتحالف المستحدث بين دوائر القرار في الإدارات الأمريكية منذ خمسينات القرن الماضي وحتى اليوم، وبين جماعات ومؤسسات تيار الإسلام السياسي بما فيها الجماعات المتطرفة التي ستنقلب فيما بعد على حليفتها وتنفذ هجمات 11 سبتمبر 2001 القاتلة في قلب أمريكا.

الكاتب يشير الى أن انشغال واشنطن وسيطرة مواجهات الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي خلال النصف الثاني من القرن الماضي على عقول مفكري و واضعي السياسات الأمريكية، وانبهارهم بحالة العداء والكراهية التي يظهرها قادة الإسلام السياسي للشيوعية، جعلهم لا يدركون المخاطر الحقيقية التي يمكن أن يشكلها هذا التيار على المصالح الأمريكية في المنطقة، ودفعهم هذا الانبهار لإقامة تحالف فعال و واسع مع هذا التيار لتوظيفه في الحرب الباردة، ويمثل دور هذا التيار في الحرب الأمريكية ضد النفوذ السوفييتي في أفغانستان واحد من ابرز مشاهد هذا التحالف، فضلا عما قدمه من خدمات جليلة لأمريكا في حربها ضد التوجهات القومية والاشتراكية التي سادت المشهد السياسي في الشرق الأوسط خلال خمسينات وستينات وسبعينات القرن الماضي .

ويلفت المؤلف الى أن هذا التحالف الحق أضرارا بليغة على المدى البعيد بالمصالح الأمريكية وابعد الإدارات الأمريكية المتعاقبة عن مسارات سياسية ناجعة كانت ستجنبها الكثير من الخسائر التي لحقت بالمصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، وأن ما يسوقه بعض واضعي السياسات الأمريكية من رؤى لتبرير هذا التحالف تعد غير مقنعة، خاصة وأن تيارات قومية وليبرالية واشتراكية عربية وإسلامية معتدلة موجودة على الساحة كانت يمكن أن تكون البديل الأنجع والأقل تكلفة في الجانب الأمني للتعامل معها من أجل تحقيق المصالح الأمريكية والحفاظ عليها، وهو ما نبه له بعض المحللين الأمريكيين الذين لم يجدوا أذانا صاغية لتحذيراتهم من مخاطر التعامل مع تيارات الإسلام السياسي..

الكتاب وإن كان يفيض بالمعلومات الدقيقة التي تبدو في بعض الأحيان متضاربة وتفتقر للحياد في إسقاطاتها السياسية، إلا أنه يكشف وبتتبع دقيق و موثق حقيقة الجذور الأولى لتيارات الإسلام السياسي التي يعد تنظيم الإخوان المسلمين أبرز ممثليها والتي ارتهنت منذ انطلاقها المبكر عشرينات القرن الماضي على يد مؤسسها الرسمي " حسن البنا " لدوائر المخابرات البريطانية والألمانية ثم من بعد ذلك الأمريكية وحتى "الإسرائيلية" .. كما يوضح بشكل واسع ارتباط هذا التيار وكل ما أنتجه من تنظيمات متطرفة وإرهابية بممالك شيوخ الزيت في الخليج العربي وفي مقدمتها مملكة آل سعود التي كرست ولا زالت تكرس أموال طائلة وجزء مهم من ريع طفرة النفط سبعينات وثمانينات القرن الماضي لتمويل نشاط وحروب هذا التيار ضد التوجهات القومية واليسارية في مصر والشام والمغرب العربي..

بقي أن أشير الى أن "أشرف رفيق" مترجم هذا الكتاب وحسب اعتقادي قد شوه الى حد ما ترجمته للكتاب بالعديد من التعليقات التي يذيل بها بعض الصفحات التي تحوي تجاوزات وما يصفه بالمغالطات وقع فيها المؤلف في تناوله لهذا التاريخ الملتبس للعلاقة بين واشنطن وتيار الإسلام السياسي ، وهي تعليقات كان يمكنه الاكتفاء بتنبيه القارئ لها في مقدمة الكتاب، وهو ما قام به فعلا مصطفى عبدالرازق الذي قدم للكتاب ، حيث كان حريا بالمؤلف أن يحترم ذكاء القارئ ويترك له المجال حراً لتقييم هذه المغالطات بذكائه ورؤيته المستقلة لهذه المشاهد المثيرة للعلاقة التي ربطت واشنطن بواحدة من قوى التطرف المحسوبة على الإسلام ، وهي العلاقة التي لا زالت قائمة حتى اليوم رغم اكتواء أمريكا بنارها أكثر من مرة.. كما لفت انتباهي أن الكتاب كما يبدو لم يخضع للمراجعة والتدقيق اللغوي حيث تكثر به الأخطاء المطبعية وحتى الإملائية ، وهو ما لم نألفه في نتاج مؤسسات النشر المحترمة بمصر التي تولي اهتماما كبيرا لسلامة اللغة في مطبوعاتها..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس وزراء بريطانيا يعلن عن أكبر حزمة مساعدات عسكرية لأوكران


.. متظاهرون يحتشدون أمام جامعة نيويورك دعما لاعتصام طلابي يتضام




.. الجناح العسكري لحركة حماس يواصل التصعيد ضد الأردن


.. وزير الدفاع الروسي يتوعد بضرب إمدادات الأسلحة الغربية في أوك




.. انتشال جثث 35 شهيدا من المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر في خان