الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحالف الشياطين

خالد محمد

2006 / 1 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


سياسة التخبط الهوجاء للسياسة السورية الخارجية ، تأتينا يوماً بعد يوم بالمزيد من الحماقات ، والتي تفصح عن عجز أقطاب النظام على فهم المتغيرات الدولية والإقليمية . فما كان جائزاً في عهد الأب ، أضحى غير ممكن على عهد الإبن ، وريث السلطة القائد للمجتمع والدولة . لقد طويت من زمان صفحة الحرب الباردة ، التي أتاحت للرئيس السابق حافظ الأسد حرية المناورة ، وخاصة خلال الحرب العراقية الإيرانية . هاهو رئيسنا الشاب ، يهرول نحو إيران مجدداً ، متوهماً قدرتها على إنقاذه بعنترياتها النووية الفارغة ، ليستقبل في عز أزمتها مع المجتمع الدولي ، رئيسها الجديد أحمدي نجاد ( الذي حاز بجدارة لقب : أحمقي !! ) . وتقاطر على مجلس الرئيسين ممثلو الفصائل الإرهابية ، الفلسطينية واللبنانية ، كما أن التحالف مرشحاً لأن يشمل بعثيي صدام المدحورين وغيرهم من إرهابيي العراق ، ليصبح حقيقة ( تحالف الشياطين ) !

وكان ينقص هؤلاء الإرهابيين ، جوقة المحامين العرب الذين عقدوا مؤتمرهم في دمشق ، فنسوا كل ما يتعلق بقسمهم على إحترام القانون والمؤسسات الدستورية ، وأخذوا بالزعيق كالمعتوهين تأييداً لنظام بعثي ديكتاتوري داس طوال أكثر من أربعين عاماً على القوانين وألغى الحياة الدستورية في سورية ، وحول البلد إلى سجن كبير يعيش معظم قاطنيه تحت خط الفقر . ثم إستمعنا إلى خطاب خشبي " لعبد الناصر القرن الواحد والعشرين ! "، وهو يستعد لمعاركه القومية المجيدة : فبعد تسليم لواء إسكندرون للأتراك ، يتوسل الآن للإسرائيليين عبثاً كي يفاوضوه وبدون أي شروط ، بما فيها طبعاً إستعادة الجولان التي خسرها والده وزير الدفاع في حرب حزيران البائسة ! وكان عبد الحليم خدام ، قد كشف بعد إنشقاقه عن النظام السوري ، أن بشار الأسد كان في قناعته أن الأمريكان سيأتون إليه متوسلين لنجدتهم في العراق ، وأنه يستطيع بواسطة اللعب بمسألة ( المقاومة ) ، أن يكون اللاعب الأوفر حظاً في المنطقة . وهاهو يكتشف الآن أنه بات أضعف حلقة في هذه المنطقة ، وأن عليه المثول للتحقيق أمام القاضي الدولي وكذلك تقديم التنازل تلو الآخر وبدون أي مقابل ، وصار يتخبط يميناً ويساراً بغية إنقاذ نظام العائلة المحتضر . ولهذا السبب جاءت خطوته الأخيرة اليائسة في التحالف مع نجادي إيران ، الذي صار مثل ( عبد المعين يريد من يعينه ) ، كما يقول المثل !

كم كان منظراً مضحكاً رؤية رجال القانون العرب ، وقد تحولوا إلى أشبه بممثلي الكوميديا السورية ، وبعضهم صار شاعراً مفوهاً يقاطع الرئيس القائد بقصائد عصماء عن الصمود والتصدي . حتى جاء دور رئيس الإتحاد العام للمحامين العرب ، فإذا نحن أما مهرج مرتزق كان يعيش على كوبونات صدام النفطية ، ثم صار عاطلاً الآن منها فإتجه نحو الشقيق البعثي الآخر ، شاتماً الشعب العراقي وقيادته المنتخبة ديمقراطياً أمام مراقبة دولية وبمشاركة جميع أطياف المجتمع شيعة وكردا وسنة وغيرهم . وصارت نكتة على أفواه السوريين ما قاله السيد رئيس المحامين العرب : " إننا سنمنعك من القوة لو لزم الأمر ، من المثول أمام لجنة التحقيق الدولية !! " . وإلا فلماذا لم يمنع حضرته صدام حسين الذليل المهان من المثول أمام محكمة الشعب العراقي ؟؟ هو الذي كان في نفس المؤتمر المسرحية ، بوقاحته وحماقته يصرخ كالمعتوه ، محيياً " الرئيس الشرعي للعراق ، ومطالباً عدم الإعتراف بحكومة الإحتلال ، حتى لو كانت منتخبة " !

( محامو الشياطين ) ، هذا ما يستحقه اولئك الذين تجمعوا في دمشق ، يعلنون تأييدهم لإمتلاك إيران الأسلحة النووية للدفاع عن عروبة فلسطين ، بينما هناك 22 دولة عربية عاجزة جميعاً حتى عن تحريك عسكري واحد على حدود إسرائيل ، التي هزمتهم وأذلتهم في حروبها جميعاً حتى بدون أن يعرف أحداً في العالم أنها تمتلك أسلحة نووية ! ولقد إستعادت مصر ولبنان والفلسطينيين أراضيهم في سيناء والجنوب وغزة ، بالرغم من إمتلاك إسرائيل لهذه الأسلحة المدمرة ، وكان من الممكن دائما أن تحصل سورية على الجولان ، لولا نظامها المستبد الذي يتاجر بهذه القضية لكي يستمر في التحكم بالشعب من خلال قوانين الطواريء. ومن معزوفة " وكل شيء للمعركة " ، إلى المعزوفة الجديدة " المقاومة في مزارع شبعا " .. بينما جبهة الجولان محرمة على أي مقاومة ، لا سورية ولا إيرانية ولا فلسطينية ولا لبنانية .. لا من حزب الله ولا من جبهة احمد جبريل ولا من حركة حماس ولا من أحمقي نجاد !!

المضحك أن يقول بشار الأسد " ترسيم الحدود بين لبنان وسورية ، هو مطلب إسرائيلي " ، أي أنه يرفض علانية الإعتراف بلبنانية مزارع شبعا ، ومع ذلك يريد الإحتفاظ بما يسميه ( سلاح المقاومة ) ! أي أن المطلوب من حزب الله أن يفتح جبهة جديدة مع إسرائيل ، ليكون نتيجتها المعروفة في ظل موازين القوى الغير متكافئة نهائياً ، هو تدمير لبنان على رؤوس أهله . كل ذلك نيابة عن النظام السوري ، المشغول بمعركة أهم مع الشعب السوري وقواه المعارضة ، والمستمر في نهبه الاسطوري وتكديس ثروات المال العام والفساد والتسلط والقمع ووو .. وكأنما يعيش السوريون والإيرانيون في جنات النعيم في ظل نظاميهما ، حتى يطالب بشار الأسد وأحمدي نجاد بحقوق العراقيين ، وهم الذين تخلصوا من نظام صدام الديكتاتوري الدموي الإجرامي ، ولم يبق مثيل لهذا النظام في منطقتنا سوى النظامين الحليفين ، السوري والإيراني !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية توقف رجلاً هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإير


.. نتنياهو يرفع صوته ضد وزيرة الخارجية الألمانية




.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط