الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في العلمانية – 4 – المنظومة الأخلاقية – 2.

نضال الربضي

2017 / 5 / 15
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


قراءة في العلمانية – 4 – المنظومة الأخلاقية – 2.

تحدثنا في المقال السابق عن ماهية الأخلاق بشكل عام، أهدافها، أدواتها و أماكن تجليها، ثم َّ بينّا أهمية التميز بين المنظومات الأخلاقية المختلفة باعتبار أن النتائج النفعية لكل منظومة تحدِّد المنتج الحضاري للمجتمع الذي يتبنَّاها، و كان الاستنتاج الذي ختمت ُ به هو أن تحديد المنظومة الأخلاقية الصحيحة، و النجاح في تنشئة الأجيال عليها، و الذي اعتبرته أهمَّ ما يجب أن تتوجه له طاقات أمَّة ٍ ما، سيحدد منزلتها و وزنها بين الأمم الأخرى.

أودُّ اليوم َ أن أتناول الخاصية الأهم للمنظومة الأخلاقية العلمانية، والتي تتمكَّن بواسطتها من النجاح و النمو و التقدم و الازدهار والوصول إلى مستويات أعلى من الوعي: للفرد و المجموعة، و تمضي نحو تحقيق أعلى مُمكنات القدرة و مُستوجِباتها، و أعني بها خاصية التفاعل الديناميكي مع الواقع.

في تعريف: التفاعل الديناميكي
-----------------------------
التفاعل الديناميكي مع الواقع معناه:

- أن نشخص حاجات الأفراد، و الجماعات، داخل مجتمع ٍ ما، كما هي أي كما تظهرلنا و تخبرنا عنها العلوم التطبيقية،

- و أن ننظر إلى جميع الطرق التي يمكن أن يتم بها إشباع هذه الحاجات،


- و أن نبني الحلول بناء ً على ما يتوفر من مصادر، أو ما يمكن أو يجب استحداثُه،

- و ضمن سياقنا الحاضر، بكل ما يحمله من أفكار الحداثة، الناتجة عن شخوص معاصرين ٍ، أو قريبين من السياق الحاضر، معنيِّن بالأحداث و الحاجات، متأثرين بها و مؤثرين عليها، قادرين على إدراك كنهِها و منابعها و استحقاقاتها و تأثيراتها على الواقع و تأثُّراتها به،


- دون أن يكون لنا أي حُكم مُسبق على تلك الحاجات و الحلول،

- و دون أن تكون لنا قيم (أحكام) غيبية أو أيديولوجية مفارقة للواقع ننطلق منها للتشخيص و الحلول، تُستقى من أشخاص بعيدين عن زمننا، لم يواجهوا مشاكله، و لم يتعرضوا لاحتياجاته، و لم يعيشوا واقعه (بحكم أنه كان لهم زمن ٌ آخر و احتياجات ٌ أخرى و واقع ٌ آخر)،


- فيكونُ في النهاية ِ كل ُّ حل ٍّ لكل مشكلة أو حاجة: تعبيرا ً صادقا ً عن الأشخاص ضمن سياقاتهم الحالية المختلفة،

- و تختلف الحلول باختلاف الزمن و البيئة الجغرافية و الأشخاص و الأفكار، في عملية تغيِّر ٍ صحيٍّ مستمر، يضمن استمرار الفرد و المجتمع و الدولة،



- بعيدا ً عن أي جمود، أو تقديس لشخص أو فكرة أو حل أو أيديولوجية، عملا ً بمبدأ أن الثابت الوحيد هو: التغير و حتميته و ضرورته.


في المقارنة بين المنظومة العلمانية و المنظومة الدينية
----------------------------------------------------
في حين تلتزم المنظومة العلمانية بالمبادئ التي لخصتُها في تعريف خاصية التفاعل الديناميكي، و التي تتطلَّبُ بالضرورة: التغير ضمن جدلية: الإنسان و محيطه، نجدُ أن المنظومةَ الدينية تتَّسم بنقيض هذه الصفة، أي تتميَّزُ بـ : الثبات، و هو الأمر الذي يضعها دائما ً في مواجهة صدامية مع الفكر العلماني و مُتطلَّباته.

مردُّ ثبات المنظومة الدينية هو أنَّها تعتبر: الحضرة الإلهية، لا حاجات الواقع، مصدرا ً لقوانينها، و بالتالي تستحضرُ من المفارق الإلهي الحلول بواسطة عمليتي: الوحي و الإلهام، و التي يكون انقطاعُها بالضرورة انقطاعا ً لتلك الحلول، و هو الذي يؤدي بطريقة مباشِرة إلى: الثبات و استحالة التغير من داخل تلك المنظومة،،،

،،، عِلما ً أن المُتأثرين بالمنظومة الدينية من المؤمنين، و في السياق التاريخي الذي تمت فيه عمليتا الوحي و الإلهام، لم يشعروا بتعارض منظومتهم مع حاجات الواقع، و ذلك لأن الحلول التي قدَّمتها تلك المنظومة و ضمن ذلك السياق التاريخي كانت بشروط ذلك الزمان و خصائصه: ديناميكيةً بدورها، ملبِّية ً لحاجات الواقع، إنما تحولت إلى الثبات بفعل ِ مبدئها الرئيسي و هو احتكامها في المرجعية و الحلول إلى المقدس الذي لحكمة ٍ يعلمها توقف عن الوحي و الإلهام فغابت معهما الحلول تباعاً،،،

،،، و هو ما يشي ببشرية تلك المنظومات التي لم يتخيل منشئوها ما ستصل إلية الإنسانيةُ يوماً بمنجزاتها، و لم يتوقعوا هذا التطور الفكري و التقني َّ الهائل، و لا استطاعوا أن يروا بعيون بصيرتهم الانفجار السكاني المُرعب، و الحاجات و المشاكل المُتحصِّلة من هذه الجدلية المُستمرة التي لا تتوقف بين الإنسان و مُحيطه،،،

دعنا عزيزي القارئ ننظر ُ في مثال ٍ عمليٍّ بسيط كيف يتجلى مبدآ: الديناميكية و الثبات، في المنظومتين: العلمانية و الدينية.


مثال: الديناميكية و الثبات
--------------------------
لو نظرنا إلى الموقف العلماني من موضوع: الإنجاب، وجدنا أن المنظومة الأخلاقية العلمانية تترك ُ للأبوين حُريِّة الإنجاب: إطلاقا ً أو تحديداً، فلا تتدخَّلُ في قرار الزوج (الزوج لغة ً تُقال: للمذكر و المؤنث المفردان، و للأبوين معا ً بنفس اللفظ) إنجاب َ العددِ الذي يرونه ُ مناسبا ً من الأطفال، أو الامتناع َ عن الإنجاب لو رغبا بذلك، كما أنها تتركُ لمنظمات المجتمع المدني و للدولة على حدٍّ سواء حق َّ توعية الأزواج حينما ترتفع ُ نسب ُ الإنجاب لتهدِّد المصادر المُتاحة من مأكل ٍ و مشرب و بُنى تحتية و مدارس و جامعات و مؤسسات خدامتية و اقتصادية، بحيث ديناميكياً (و عودا ً على التعريف في بداية المقال) يستطيع المجتمع أن يجد الحلَّ المناسب للانفجار السكاني، و يُقنِّن الإنجاب كما يحتاج ليضمن استمراره.

أما في المنظومة الأخلاقية الدينية فإن تحديد النسل ممنوع ٌ على الإطلاق، و يُسمح بتنظيمه فقط أي بالمباعدة بين الأحمال، و هو الذي يعني أن على المرأة أن تستمر بالإنجاب و لا تتوقف طالما كانت قادرة ً على ذلك، بمراعاة ترك مسافة زمنية بين الأحمال قد تطول أو تقصر، و هو الذي يتعارض ُ مع حق ِّ الزوج الأساسي في تحديد ما يريانه مناسبا ً لحياتهم، و ينعكس ُ سلبا ً على المجتمع ويُرهق الدولة التي ستنشغل ُ في تأمين الموارد اللازمة لهذا النهر الجاري المُستدام بقوة ِ ثبات المنظومة، و لنا في جمهورية مصر العربية التي فاق سكانها اليوم الـ 90 مليون مثال ٌ حيٌّ على كارثية هذا المنهج، و قس على هذا المثال ما شئتَ من الأمثلة.

لاحظ قارئ الكريم أن الإنجاب المُستمر كان في سياقه التاريخي الماضي وقت تفاعل المقدَّس الإلهي مع الأرضي البشري بالوحي و الإلهام قبل انقطاعهما: حلا ً واقعيا ً عمليا ً بامتياز، فنحن ُ نعلم أن الأمَّة اليهودية َ كانت قبائل َ بدوية تعيش ُ في صراع حادٍّ على الأرض و الموارد مع جيرانها في أرض كنعان و من جاورها من ممالك، الذي كان يستوجِب بالضرورة استدامة العنصر البشري المُقاتل و المُدافع عن الأرض و الحامي لمملكتي إسرائيل: الشمالية و يهوذا و قبلهما لإتلاف ِ تلك القبائل، و لذلك نجدُ تقديسا ً كبيرا ً للعائلة في الفكر اليهودي ووريثه المسيحي اللاحق، إلى الدرجة التي تغدو فيها كثرة ُ البنين ميراثا ً من الرب و بركة ً منه يتشرف بها الأب في المجتمع و يفتخر بها في المجالس، و يغدو العقم عارا ً يلحق بالأبوين و عقابا ً يدل على غضب ٍ إلهي،،،

،،، لكننا لا نواجهُ اليوم هذه المشكلات المتعلقة بالقبيلة و الغزو و الاضطرار لحماية النفس ضد الإغارات اليومية غير المتوقعة، بحكم أننا نعيش في مجتمعات آمنة مُستدامة تحت شكل:الدولة، التي تضمن الحقوق و تنظِّم ُ العلاقات بين الأفراد و تعمل ضمن مؤسسات ٍتحكمها قوانين ثابتة تقوم ُ على تطبيقها و تحديثها مؤسسات أخرى معنية، في سياق: حداثة ٍ، لم تتسنى بشكلها الحالي لإنسان العصور الماضية،،،

،،، أعتقد بشكلٍ شخصي أن المُنجز الحضاري َّ الأهم للمجتمعات البشرية هو: الدولة، لأنها الحاضن و الضامن للحضارة، و المُستديمُ للمُنتج الحضاري، و الشكل الوحيد الذي يمكنُ أن يجمع ثقافات ٍ مُختلفة لمجموعات ٍ متعدِّدة تحمل أفكارا ً متنوعة، بتصالُح ٍ تام، بل و بتعاون ٍ و تشارُك ٍ محمودين مطلوبين ضرورين لا غنى ً عنهما، ليؤدي تفاعلها جميعا ً في ديناميكيةِ و جدلية الإنسان و محيطه إلى ارتقاء الفرد والمجموعة و الدولة إلى ما أسميه: مستويات ٍ أعلى من الوعي يبلغون فيها أقصى مُمكنات القدرة.


خاتمة المقال
-------------
بالنظر ِ إلى المجتمعات الغربية التي تبنَّت العلمانية، و بمقاربتها بمجتمعاتنا العربية التي ما زالت تقف ُ في أحسن الأحوال حائرة ً و خائفة غير قادرة ٍ على تبني العلمانية بشكل رسمي كامل، و على اضطراها إلى تبني بعض ممارسات لا ترتقي لأن توصف بالعلمانية و إن كانت تشبهها، بحكم أن تلك الممارسات ما زالت في سياق ٍ لا يخدم المبدأ العلماني العام و لا يأتي في إطاره إنما يستديمُ نقيضه و بالتالي لا يمكن وصفه بالعلماني،،،

،،، و التي (أي المجتمعات العربية) ما زالت في أكثر أحوالها وضوحاً تجاه العلمانية تستعديها و تشيطنها و تسمها بكل ما هو سلبي و بغيض إلى النفس، مُخطئة ً و غير منصفة،،،

،،، نجدُ (نتيجة ً لذلك النظر) أن أحوال المجتمعات الغربية أصبحت نماذِج مُثلى و أماني شبه مستحيلة تتوق إليها المجتمعات ُ العربية، لكنَّها لجهلها بقانون السبب و النتيجة، و لأدلجتها شديدة العداء للعلمانية لا يمكنُ أن تصل إليها يوما ً (طالما بقيت على هذا العِداء و أحيانا ً العدوان غير المُبرَّر إما لفظيا ً و إما بالفعل).


كما و أجد ُ أنَّنا في هذه البقعة من الكوكب الأزرق الصغير، السابح في مجرَّةٍ ضمن مليارات المجرَّات، لا زلنا نحاول أن نخترع العجلة من جديد، لنعطيها شكلا ً لا يمكن أن يدور- فلا يدور سوى الشكل الدائري، هذا قانون الطبيعة - لكن مع إصرارنا العجيب أن نعطي الشكل الجديد الذي لن يدور إسم: العجلة التي تدور، و ننسب له كل صفاتها، ثم بعد ذلك نجلس َ لنتباحثَ و نتحاورَ و نتجاذب الحديث و نخترع التحليل وراء التحليل في الأسباب التي أدت لعدم دوران عجلتنا، لنقول كل شئ عن كل شئ، ما عدا الشئ الوحيد النافع و الصادق و هو: أن ما لدينا ليس عجلة، وأنه لا يمكن أن يدور، و أننا نخدعُ أنفسنا بأنفسنا، لأننا باختصار نرفض: العلمانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المتفضل اخي نضال الربضي الكريم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2017 / 5 / 15 - 18:59 )
اعتزاز و تقدير
انها متابعة ضرورية لتكوين صورة .
اولاً و قبل التعبير عن رأي في صلب الموضوع اذهب الى شئ هامشي لكنه ربما مهم و هو مع الاعتذار : أن هناك فراغات بين مقاطع المقالة اتمنى ان تعالجها في التاليات.
....
تطرقتم الى النتائج النفعية...و قولكم عن ان جميع الطرق التي تُشبع حاجات الافراد و الجماعات...و انت تعرف اخي الفاضل انه لا يمكن تحديد الحاجات لا للافراد و لا للجماعات لأنها امور متحركة قد تسبق الزمن او التطبيق ..
تفضلتم بالتطرق الى :(...اشخاص بعيدين عن زماننا ..) لم يواجهوا مشاكلنا و اولها تلوث البيئة التي لا يعرفون...لكن ياخي لا يزال تأثيرهم علينا كأشخاص في الغالب اوعلى ما يحيط بنا و نسير معه اضطرارا او اختياراً
انك تُبحر بنا و غيرنا الى بر الامان الذي نتمناه لكن يا عزيزي ...أخي و صديقي...اننا نسير في ارض و رعرة -ملبدة- بالالغام التي نستلذ بتشويهها لأجسادنا الفكرية و الفيزيائية.
....
ارجو اخي الكريم ان تواصل و ان لا تجزع رغم الجفاء و اللا اهتمام ...لكنك اخذت سكة فيها حق و هي موحشة كما اتصور و اعتقد انك تلمس ذلك
....
شكرا لك اخي الكريم...انتظر التالي فلا تجزع


2 - العزيز عبد الرضا حمد جاسم - 1
نضال الربضي ( 2017 / 5 / 16 - 07:23 )
يوما ًطيبا ً أتمناه لكم أخي عبد الرضا،

أحاول قدر الإمكان أن أختصر دون إخلال بتبليغ المقصد و عرض المُحتوى، لذلك أقتصد ُ ما أمكن مُعتمدا ً على وجود خلفية كافية للقارئ تمكنه من الفهم، على اعتبار أن هذا النوع من المقالات مريدوه ممن قطعوا شوطا ً جيدا ً في القراءة و ينطلقون من أساس معرفي و مخزون ٍ كافي،،،

،،، و لنقل هنا أن الحاجات المعنية يعبر عنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
(يمكن قراءته تحت هذا الرابط:

http://www.un.org/ar/universal-declaration-human-rights/

)

و لا مانع من التطرق له في مقالات قادمة ضمن تناسق نسيج هذا السلسلة.

لا شكَّ أننا في هذه البقعة من الأرض محكومون بالثابت الموروث لا بالديناميكي الحاضر، و كما تفضلت تأثير المنفصلين عنا من الأشخاص يظهر طوعا ً أو قسراً، و هو ما يجب أن يتم تسليط الضوء عليه من باب تشخيص الخلل، ثم أُعطي الحل، و أترك للقارئ الكريم أن يقرر ماذا يريد أن يفعل.

يتبع


3 - العزيز عبد الرضا حمد جاسم - 2
نضال الربضي ( 2017 / 5 / 16 - 07:29 )
تابع

لا بدَّ من أن نفتح العيون على مواطن الضعف و مكامن الخلل، إنه الصواب المُتَّفق مع حتمية التغير و قانون الطبيعة، و هو مظهر التطور الذي به نعرف أن البقاء للأصلح و أن الأمم التي لا تسعى لمواكبة الواقع و لا تنتبه لإمكانياتها و لا توظف بالشكل الكامل طاقات أفرادها ينعدم ُ وزنها و تذوب هويتها و تُلبسُ رداء ً ليس لها و تُستعبد اقتصاديا ً و سياسيا ً و اجتماعيا ً و على صعيد الفرد أيضاً، و دونك نحن العرب منذ العصر العباسي إلى اليوم لم تقم لنا قائمة و يلعب ُ فينا كل ُّ ذي بأس ٍ تحت ذرائع شتَّى و كأنما العبودية ُ قدرُنا.

أنا أرفض هذه التبعية، و أُعلن عن إنسانيتي و حُرِّيتي، و أطلبها للمجتمع و الدولة التي أعيش فيهما، و لذلك أكتب لكما كانت عندي مادَّة ٌ للتوعية، فيكون إنتاجي غزيراً بعض الأحيان، و أغيب ُ طويلا ً في أحيان ٍ أخرى، لكني ثابت ٌ راسخٌ مكين، أمضي دوما ً إلى هدفي، في حضوري على الموقع و في غيابي.

أعتزُّ بكم و بجميع القراء الكرام!

اخر الافلام

.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط


.. جيش الاحتلال يعلن إصابة 4 جنود خلال اشتباكات مع مقاومين في ط




.. بيان للحشد الشعبي العراقي: انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو