الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في العلمانية – 5 – المنظومة الأخلاقية – 3 – القيم الذاتية.

نضال الربضي

2017 / 5 / 17
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


قراءة في العلمانية – 5 – المنظومة الأخلاقية – 3 – القيم الذاتية.



تعريف و تحديد للإطار العام: للقيمة
-------------------------------------
القيمة هي: حكم ٌ ما على موضوع، يؤدي إلى: اتخاذ موقف على شكل تكوين قناعة راسخة، قد يتم ترجمتها إلى سلوك في حال تعرض الشخص لظرف ٍ يفرض عليه سلوكا ً ما باتجاه ذلك الموضوع. بعض ُ القيم تفرض الامتناع عن سلوكٍ مُعين، كأن يتجنب الإنسان: الاختلاط َ بفئات معينة، أو تناول َ أطعمة مُحدَّدة، أو المشاركة َ بنشاطات تتسم بخواص لا تتفق مع قيم أخرى يحملها الشخص.

يبدأ الإنسان باكتساب القيم منذ طفولته، تزرعها فيه: الأسرة و الأقران و المجتمع، و يتم تعزيز بعضها و إضعاف البعض الآخر على أثر تفاعل الفرد مع دوائر محيطه، و بحسب ما تتميز به كل دائرة من درجات تمسُّك و إيلاء اعتبار لقيم ما على حساب قيم ٍ أخرى.

عندما يكون غالبية ُ أعضاء مجتمع ٍ ما منسجمين في تكوين ٍ مُشترك، كأن يكونوا من نفس المذهب، أو الإثنية، فإن قيم الغالبية ستتخذُ الأهمية الكبرى في تحديد هوية ذلك المجتمع كاملاً حتى حينما تحمل الأقليات ُ قيما ً آخرى مختلفة، و هذه الحالة من تضادِّ القيم بين الأغلبية و الأقلية ستفرضُ توجُّها ً ما بالضرورة على الأغلبية تجاه قيم الأقليات، و سيصبحُ هذا التوجه بحدِّ ذاتها قيمة ً من قيم الأغلبية.

قيم الأغلبية و الأقليات أحكام ٌ ملزمة لأعضائها، لكن منشأ هذا الإلزام و ضرورته ليسا نتاج الإجبار إنما بدافع حاجةِ الفرد إلى الانتماء للمجموعة وتلقِّي قبولها و بالتالي الاستفادة من ميزات العضوية فيها، و يصحُّ هذا لكافة المجتمعات المنفتحة و المتقدمة حضارياً، و المُغلقة و الرجعية على حدٍّ سواء.

سلوك الجماعة باتجاه الفرد الذي يقرر الخروج على قيمها يُحدِّد مستويي: انفتاحها و حضارتها، ففي المجتمعات المُنفتحة الحضارية يستطيع الفرد أن يطمئنَّ لفرديته و قيمه الذاتية دون أن يكون للاختلاف عاقبة، و هي الميِّزة الأهم للمجتمعات العلمانية، و عنها تصدرُ توابعها من: تقديسٍ للحريات، و إقبال ٍ على الآداب و الفنون، و تقدُّمٍ علميٍ ثابت، و استحداث ِ حُلول ٍ لتلبية الحاجات الإنسانية، و تحقيق ٍ لكرامة الإنسان واقعا ً مُعاشاً، و بناء ٍ لاقتصاد ٍ متين ٍ مُستدام، و خلق ٍ لكيانِ الدَّولة ِ المُعترَفِ بوزنه و قيمته و قدرته و دوره دوليا ً ،،،

،،، أما في المُجتمعات المغلقة التي: تسود فيها الأفكار الرجعية من جهة، و تتسم بانعدام المُنتج الحضاري كصفة مُستمرة من جهة ثانية، و بالثَّبات و مُعاداة الحداثة و التغير من جهة ٍ ثالثة، و الانشغال الجدلي العقيم المزركش ببهلوانيات لفظية و الغارق في دورات اجترار: إدانة الاختلاف و تمجيد الذات و تبخيس الآخر و استحضار الماضي و ادِّعاء المظلومية و التوجس من المؤامرة من جهة ٍ رابعة، فإن الخروج عن قيم الجماعة يستتبعُ نواتج َ خطيرة أقلُّها عزلُ الفرد عن محيطه، و أوسطها اغتيال ُ شخصيته و تسويد صفحته، و قمَّةُ بؤسها إيقاع ُالأذى الجسدي عليه و الذي قد يصل ُ إلى القتل مع أو بدون التمثيل بالجثة مع ما يصاحب الحالتين من تشفي الجماعة المريض بالضحية بعد عقابها، في نشوةٍ مريضة لا يملك المرءُ إلا أن يقف أمامها حائرا ً مذهولا ً من مدى تملُّك ُ الهمجية الحيوانية من أصحابها.

التماهي مع قيم الجماعة
-------------------------
يتبنى الفرد قيم الجماعة عندما يشارك في نشاطاتها. و هي التي تم خلقها و هندستُها و تشكيلها تحديداً بهدف زرع قيم تلك الجماعة عن طريق الاختبار الذاتي. هذا النوع من آليات ِ تشكيل القيم لا يُنتج قيما ً ذاتيةً؛ فهو في جوهره يحملُ قيم الجماعة إلى الفرد، لكن بواسطة قناة ٍ ذاتية هي: الاختبار. هذه القناة ُ الذاتية تضمن ُ ولاء الفرد لقيم الجماعة و الامتثال الدائم لرؤيتها و الانسجام مع طروحاتها و توجهاتها و الانخراط الدَّائم في ترتيباتها و فعَّالياتها، أي بعبارة ٍ أخرى: تضمن ُ استدامة َ الجماعة.

مشاركةُ الفردِ في نشاطات الجماعة و اختبارُه الذاتي التفاعلي سيؤديان بالضرورة ِ أيضا ً لعمليتي: استيعاب ِ فردية ِ الشخص و إذابتِها داخل هويِّة الجماعة، و بالتالي إلى: خنقِ تميِّزِهِ، و قتل ِ قدرته على ابتكار ِ الاختلاف، الأمرُ الذي سيُنتج ُ نُسخا ً متشابهة من الأعضاء تكادُ تكون ُ مُتطابقة، تعمل ُ تروساً تدورفي آلة ِ الجماعة العملاقة، لتحقيقِ هدف ٍ أعلى هو: أن تخدمَ استدامة ُ الجماعة استدامةَ: الثبات، و بالضرورة استدامة َ تخلُّف ِ المجتمع عن المُنتج الحضاري العام لمجموعات ٍ (دول ٍ) أخرى، تحت عناوين َ جميلةٍ برَّاقة كالـ: الأصالة و الاعتزاز بالهُويِّة، بعدَ أن يتم: تفريغُ هذه العناوين من معانيها و جوهرها، وحقنُ قيم الرجعية ِ لملئ الفراغ.


القيم الذاتية
-------------
قلنا في بداية هذا المقال أن القيمة هي: حكم ٌ ما على موضوع، ونكمل ُ الآن فنقول: إذا اتَّخذ الفردُ حُكمه بعد تأمُّل ٍ و تفكير، أو لحظيا ً نتيجةً مباشرة من خبرة ٍ حسِّية، و في كلتا الحالتين بانعزال ٍ عن تأثير الجماعة و بتحرُّر ٍ تامٍّ من أدلجتها وسطوتها ورؤيتها، فأنتج َ رؤيته الخاصَّة لذلك الموضوع قلنا عندها أن الفرد يمتلكُ: قيمة ً ذاتيةً.

تولى المُجتمعات ُ العلمانية ُ المُنفتحة الأهمِّية الأعظم للقيم الذاتية، لأنَّها تُدرك أن تلك القيم هي مصدر ُ الاختلاف، و بالتالي مصدر ُ التنوُّع، و المنبع ُ الأساسي للثراء الفكري: علوماً و آداباً و فُنونا ً و ثقافة ً. فكلُّ قيمة ٍ ذاتية ٍ هي درجةٌ من لون ٍ من عدد ٍ لا نهائيٍّ (مجازاً) من الألوان التي تُشكِّلُ منظومة َ الطيف اللوني الشامل للإمكانيات الإنسانية الكامنة في الفرد و ما يُنتجه من كيان ِ الجماعة.

عن طريق القيم الذاتية يتَّخذُ أفرادٌ مُختلفون في المجتمعات العلمانية مواقف َ متنوعة من ذات الموضوع، و بالتالي يُنتجونَ حُلولاً غنيِّة ً تُصبحُ: مُمكناتٍ و مُتاحات ً و خيارات ٍ واقعية، و هذه بدورها تبرزُ أمام َ الأفراد الآخرين الذين يستخدمُون إراداتهم ليختاروا منها أو لينتجوا قيما ً أخرى تُضيف إلى مجموعة الخيارات، و بذلك َ يُحدِّدُ المجتمع ما يريد و ما يقبل، و تتشكَّل منظومته ُ الأخلاقية لتحتضن َ بداخلها كل الأحكام و السلوكيات المقبولة التي تُصبح: أخلاقا ً له، يُعرفُ و يتميَّزُ بها.

المنظومة الأخلاقية ُ العلمانية منظومة ٌ صلبة مُستدامة نافعة؛ بحكم أن أولى قيمها هي: حُريَّةُ تحديد القيم، أي ذاتـِيـَّـتُـها، و هو المبدأ ُ الذي يؤدي بالضرورة لكل البُنى القانونية و الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية التي يتميَّزُ بها مُجتمع ٌ ما، بحسب ِ قانون الطبيعة ِ الأساسي: السبب يؤدي إلى النتيجة، و الذي بتطبيقه - بأن يكون َ السببُ هو: الحرِّية و الفردية - نحصل ُ على النتيجةِ التي هي: الغنى و تجسُّد ُ المقدرة و تجليِّ المُمكنات، و هي التي يمكنُ ترجمتها إلى كلمة واحدة هي: القوَّة.


معالجة بعض الاعتراضات
-----------------------------
سأقدِّمُ في هذا الجزء من المقال بعض ما تُواجهُهُ المظومة ُ الأخلاقية العلمانية من اعتراضات مشهورة، كأمثلة على نمط التفكير الذي يرفضُها، مُبيِّنا ً منشأ هذه الاعتراضات وما تحمله من جوهر ٍ تحت كلماتها قد لا يكونُ ظاهرا ً للقارئ الكريم.

الاعتراض الأول:
ذاتية ُ القيم و الأخلاق تؤدِّي إلى فقدان الجماعة لهويَّتها.

الرد:
عند فحص هذا الاعتراض سيظهر ُ أمامنا أن الهُويَّة المقصودة هي: ما تمت وراثته من قيم قديمة ثابتة، و أن َّ منشأ الاعتراض هو الخوف من فقدان تماسك الجماعة، على اعتبار أن غياب الموروث هو غيابٌ للتماسك. إننا هنا أمام صوت ِ مؤسسي الجماعة و القائمين الأوائل عليها، الذين وجدوا في عصور ٍ قديمة و هم اليوم َ أموات ٌ في قبورهم التي ربما لم تعد موجودة، و لسنا على الإطلاق أمام صوت أفراد الجماعة نفسهم. إن الأدلجة التي تعرض لها أفراد الجماعة منذ صغرهم صورت لهم أن: اجتماعهم يعتمدُ لا على توافُقهم على الاجتماع لكن على ما ورثوه من قيم، وكأن تلك القيم لها قوَّةٌ سحرية تحضر بحضورها وتغيبُ بغيابها، أي بعبارة ٍ أخرى: تم تغيبُ قانون السبب و النتيجة بمعناه الصحيح عن عقول ِ أفراد الجماعة،،،

،،، لكن َّ حقيقة الأمر أن المنظومة ِ العلمانية ستعطي الجماعة هُويَّة ً جديدة هي: المواطنة، و ستحفظ ُ للجماعة اجتماعها، بل و ستزيد في قوَّة ِ و تماسُك ذلك الاجتماع. إننا هنا أمام هويَّة ٍ جديدة متنوعة يرضى عنها الأفراد بِحُكم أنها تحترم فرديتهم و ذاتيَّتهم في ذات الوقت الذي تضمن فيه اجتماعهم، لأنها تنسجمُ تماما ً مع السبب الطبيعي لقوة الجماعة و هو اتفاق ُ أفراد تلك الجماعة على الاجتماع تحت شروط ٍ و حيثيات ٍ يرضونها (و هي هنا المُواطنة في الدولة العلمانية) فتؤدي بالضرورة إلى النتيجة ِ المُتَّفق عليها: أي إلى الاجتماع.



الاعتراض ُ الثاني:
ذاتية ُ القيم و الأخلاق تؤدي إلى انحلال أخلاق المجتمع.

الرد:
يقصدُ أنصارُ هذا الاعتراض بأخلاق المجتمع: ما يؤمنون أنه صواب، و هم هنا يرون لأنفسهم حقَّ تحديد الصواب باعتباره ما يقبلونه، و الخطأ باعتباره ما يرفضونه، فلا يعترفون بحق الآخر في تحديد ما يراه صوابا ً أو خطأً، و يذهبون َ إلى أبعد َ من هذا الاستلاب الغريب لحق َّ المختلفين عنهم في تحديد ما يناسبهم في حياتهم من سلوكيات إلى محاولة ِ منع التَّعدُّد و الاختلاف، و العمل على حجب الخيارات تحت ذرائع شتَّى منها الحفاظ على تماسك المجتمع (و قدعالجتها في الاعتراض السابق)، أو الحفاظ على صحِّة المجتمع (وخصوصا ً عند الحديث عن الأخلاق الجنسية بتخويف الناس من الأمراض المنقولة جنسيا ً، على الرغم أن المجتمعات الغربية تنخفضُ فيها نسبة الإصابة بالأمراض الخطيرة بشكل ٍ كبير نتيجة التوعية و استخدام الواقيات الذكرية )،و الحفاظ على الكرامة الإنسانية (مع أن مجتمعاتهم هي أكثر المجتمعات انتهاكا ً لكرامة الإنسان و استعبادا ً لعقله و نفسه و جسده، و على الرغم من الفارق الشاسع في هذا المجال بينهم و بين الغرب الذي يُعطي الإنسان أعلى قُدسية ممكنة و يضمنُ كرامته)،،،

،،، و إنَّك َ عزيزي القارئ لن تجد َ هذه المخاوف في المجتمعات العلمانية، فهي تُدركُ أولا ً أنه لا يوجد شئ إسمه: أخلاق المجتمع بمعناها الذي نعرفه عندنا، إنما هناك: أخلاق فردية متنوعة يُحكمُ عليها بحسب ما تتوافق مع احترامها لحقوق الآخرين و منفعتها بالنسبة للمجتمع، و عليه لا يوجد لدى المجتمعات الغربية: ثوابت للأمة، إنما يوجد ثابت ٌ وحيد هو: حتمية الاختلاف و التغير و التطور في جدلية التفاعل الإنساني الحر مع المُحيط، و هو ما يدافعون عنه الغرب العلماني بكل إمكانياته، و خصوصا ً لأنه احتصل َ عليه بعد َ تاريخ ٍ طويل ٍ من أنهار ٍ من الدماء و هاوياتٍ سحيقات ٍ بلا قيعان من الحماقات، أقلعوا عنها، و لم نقلع نحنُ، و بكل ِّ ألم ٍ أقول أننا نرى شبيهاتِها بكل ِّ وضوح ٍ في مجتمعاتنا، ودونك َ العراق و سوريا و ليبيا و اليمن أمثلةً حاضرة تدمي القلب كل َّ يوم،،،

،،، و ينتجُ عن هذه النظرة العلمانية للأخلاق: انشغال ُ الأفراد بأخلاقهم و بأنفسهم، ضمن نظام اجتماعي اقتصادي مُنتج، مع غياب ٍ تام للفضول القاتل و الرغبة المُتطفِّلة في التدخُّل في شؤون الآخرين و مراقبتهم و محاولة فرض الوصاية عليهم.

تُعطي المنظومة ُ العلمانية ُ الأخلاقية الحُريِّة من الخوف، و الانعتاق َ من الأوهام، حين تُوضِّح بمبادئها و نواتج تلك المبادئ و مُنتجات المنظومة: الفضاءَ اللانهائي من المنافع و المباهج المُستتبعَ بالضرورة من حُرِّية التفاعل الديناميكي للإنسان مع واقعه، و بنبذها التام لأوهام ِ الثبات و الحاجة لاستدامة الموروث، المُفارق للعصر.



الاعتراض الثالث:
لا يهدف ُ الغرب إلى تطوير المجتمعات العربية فهو يقدِّم العلمانية كقناع يُخفي تحته استعمارا ً جديداً يسرق فيه الموارد الطبيعية، و يُفتِّتُ الدولة القوية إلى دويلات، ليضمنَ سيادتَه علينا.

الرَّد:
على الرغم أن الرجعية َ تمثِّل ُ مشكلة ً عويصة ً لمجتمعاتنا تمنعها من تحقيق سلم ٍ مُجتمعيٍّ صحي، و بالتالي تُعرقلها بل و تشلُّها دون الانتقال إلى مرحلة: الإنتاج و بناء الاقتصاد القوي المتين مدخلا ً لتحقيق العدالة الاجتماعية و الكرامة الإنسانية، إلا أننا لا نستطيع أبدا ً أن نُنكر أن الدول الغربية تستثمرُ في رجعيتنا (و إن كانت لم تخلقها لكن وجدتنا عليها) و تدعم ُ استدامتها بطرق ٍ شتَّى و بل و تذهب ُ أبعد َ من ذلك بحيث تكونُ مسؤولة ً عن إنشاء و دعم جماعات ٍ إرهابية (القاعدة، النصرة، داعش)، و هو الذي يتعارضُ بشكل فاضح ٍ مع ما تدَّعيه من محاولاتها مساعدتنا لتحقيق العلمانية و الديموقراطية. هذا التحليل صحيحٌ أتبناه، لكنَّه ما يزال نصف الحقيقة، و علينا أن نُكمل النصف الأخر لنقول َ ما يلي:

أولا ً: أنا لا أدعو إلى الاستسلام للغرب و الارتماء في أحضانه و استحضاره ليحقِّق لنا العلمانية َ بأفراده و شخوصه و طاقاته، أبداً على الإطلاق، إنما أدعو للاستفادة ِ من ماضيه و حاضره و منهجه، بواسطتنا نحنُ و بطاقات شبابنا و شاباتنا، و بعقولنا و أيدينا، لكي نُحسن تشخيص مشاكلنا أولاً، و نجد َ لها الحلول َ الواقعية َ ثانياً، و نبني اقتصادا ً متينا ً كنتيجة، و تكون َ لنا المكانة ُ الدولية التي بواسطتها نشارك في المُنتج الحضاري العام بوزننا و قيمتنا و منفعتنا التي تُجبر الدول الغربية على الاعتراف بنا، فهذه دولٌ تفهم لغة: الوزن و الثقل، و تقيِّمُ الدول الأخرى على ضوئها لتكون: حلفاء ً لها، أو مجرَّد: توابع يأتمرون بأوامرها.أن مطامع تلك الدول و قدرتها على التحكم فينا يجب أن تقودنا لنرى قوَّتها، و هو ما سيدفعنا للبحث عن سبب تلك القوة، و الذي سنجد أنه: العلمانية، فعلينا إذا ً و بكل ِّ ما فينا من فهم ٍ و إرادة ٍ و مقدرة أن نتبنى العلمانية لنبني نحن أيضا ً قوَّتنا، و التي بواسطتها نحقِّقُ نحنُ لا هم علمانيتنا و استقلالنا الوطني الصادق الذين ينشِئان علاقات ٍ طيبة مع جميع الدول، أندادا ً لأنداد، لا توابع َ لأسياد.

ثانياً: أما من جهة الخوف من تفتيت ِ دولنا إلى دويلات فإنه يجبُ أن يدفعنا نحو العلمانية ِ دفعا ً!
تبنِّي العلمانية يعني بالضرورة: و كما بيّنتُ في الرد على الاعتراض ِ الأول إحلالَ هوية المواطنة مكان هويِّات التعصب و الانغلاق، و ضمان َ فصل السلطات عن بعضها، و مأسسة َ الدولة، و قيام َ اقتصادِ الإنتاج و مراقبة الجودة، في مجتمع ٍ حُرّ كريم للجميع، مما سيحفظُ تماسك الدولة، و يمنعها من التفسُّخ، و يحجبُ عنها كارثة الحرب الأهلية و التناحر. تخيَّل معي عزيزي القارئ لو كانت العلمانية ُ كما يعرفها الغرب مطبَّقة ً في العراق و سوريا و اليمن و ليبيا قبل مهزلة الشتاء الكارثي الذي سمُّوه "الربيع العربي"، هل كنا سنشهد ما نحنُ فيه الآن؟ هذه الدول لم تعرف يوما ً العلمانية على الإطلاق، و كانت أنظمتها مزيجا ً عجيبا ً من الاشتراكية ِ و الرأسمالية و الثيوقراطية و البداوة و المزاجية و غياب المأسسة، فجاءت كوارثها مزيجا ً أعجبَ يؤذي نفوسنا و يدمي قلوبنا كلَّما حضرت مشأمةُ أخباره أو ذكراه.


خاتمة المقال:
-------------
من الصعب ِ بمكان ٍ ان تتخيل َ جماعةٌ ما نفسها و قد أعادت تشكيل حاضرها و رؤيتها للمستقبل، في عملية ٍ ديناميكية ٍ تتطلَّبُ منها التفكير و الإرادة و العمل الذي لا يتوقف، بعد أن تترك َ ما ورثت لتضع َ بدلا ً عنه ما يجبُ أن تتفق عليه. هذه الفكرة مُرعبة بحدِّ ذاتها و تتساوى في مُخيِّلتها مع فكرة: الضياع المُفضي إلى الموت و الفناء النهائي،،،

،،، لذلك فإن الانتقال نحو العلمانية و أخلاقها الذاتية و منظومتها الشاملة لا بدَّ له من انتداب صفوة ِ العُقلاء ِ و الخبراء ِ و المُفكِّرين، للقيام على تخطيط ٍ واعٍ حكيم ٍ مسؤول ٍ مُستدام (أضع خطوطا ً كثيرة تحت كلمة مُستدام لما لها من أهمِّية ٍ قُصوى)، بالتوازي مع تطبيقه على مراحل مدروسة لها جداول زمنية،،،

،،، يتم ُّ تقيم ُ مُخرجاتها (أي المراحل)، ثم َّ تعديلُ خطَّة الطبيق بحسب نتائج التقيم،،،

،،، وصولا ً نحو العلمانية، ثم َّ عملا ً على استدامتها،،،

،،، من أجلنا، من أجل أطفالنا، من أجل أطفال أطفالنا، من أجل مستقبل ٍ كريم لأخوات ٍ و إخوة ٍ كرام، هم: نحنُ، و من سيأتي منَّا،،،

،،، هذه حقُّنا على أنفسنا، و هذا حقُّهم علينا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاخ نضال الربضي المحترم
وليد يوسف عطو ( 2017 / 5 / 17 - 14:46 )
مساء الخير صديقي نضال ..

اسعدني قراءة مقالك والتعليق عليه تزامنا مع نشر مقالي الجديد عن وحدة اليسار العراقي ..

طالعت مقالاتكم عن العلمانية واثمن الجهد الذي بذلتموه فيها ..

انا افرق جيد ا بين دعوتي الى الدولة العلمالنية وبين دعوات بعض الاحزاب الدينية برفع شعار الدولة المدنية ويقصدون بها تطبيق الشريعة الاسلامية ..
اليسار العربي والعراقي هويته هو العلمانية القائمة على المساواة واحترام حرية الفرد في معتقداته ووقوف الدولة علىى الحياد تجاه الدبيانات ..

العلمانية ثقافة وممارسة يومية حيث الانسان الاعتيادي والمسلم هو بطبعه علماني مجتمعيا ومسلما في منزله ..اليوم تحاول الانظمة العربية واحزاب الاسلام السياسي تحويل مجتمعاتنا ودولنا نحو اسلمة الدولة والمجتمع ومذهبة الدولة وبذلك ينتفي مبدا المساواة والعلمانية وتبداا الصراعات بالظهور ..

ختاما تقبل مني وافر الود والتقدير والاحترام ...


2 - الأستاذ نضال الربضي المحترم
nasha ( 2017 / 5 / 17 - 14:49 )
مقال محترم وموزون ومعلومات قيمة تنويرية.
إلا تعتقد أن الأخلاق هي ضرورة من ضرورات غريزة البقاء؟
لي ملاحظة على طرحك التالي :
إلا أننا لا نستطيع أبدا ً أن نُنكر أن الدول الغربية تستثمرُ في رجعيتنا (و إن كانت لم تخلقها لكن وجدتنا عليها) و تدعم ُ استدامتها بطرق ٍ شتَّى و بل و تذهب ُ أبعد َ من ذلك بحيث تكونُ مسؤولة ً عن إنشاء و دعم جماعات ٍ إرهابية (القاعدة، النصرة، داعش)، و هو الذي يتعارضُ بشكل فاضح ٍ مع ما تدَّعيه .
هل لك دليل ملموس على هذا الكلام؟
هل يصح أن نتهم الآخر باستغلالنا لمجرد أنه ينافسنا في استدامة وتطوير اقتصاده؟
الأستاذ الكريم مشكلتنا مع الغرب هي الاختلاف الثقافي والشعور بالدونية والتوجس والشك في كل ما هو غربي لأن ثقافتنا مبنية على الكراهية والبغضاء ضد كل ما هو غربي.
كما تعلم انا أقيم في الغرب ومن مدة طويلة ومهتم بالقضايا الاجتماعية والسياسية لم ألاحظ ابدا أي مؤشر لزرع الكراهية أو العنصرية أو مبدأ الاستغلال في أي مؤسسة من المؤسسات التربوية أو السياسية أو حتى الاقتصادية. ولا تنسى أن هذه المجتمعات متعددة الإثنية ومتعددة الثقافات ولا يمكن تمرير هكذا مفاهيم .
تحياتي


3 - العزيز وليد يوسف عطو
نضال الربضي ( 2017 / 5 / 18 - 07:44 )
تحية طيبة في بداية هذا النهار الجميل!

في فكري لا أعتبر الممارسة علمانية إذا لم تكن في الإطار العلماني و لم تخدم تثبيت المنظومة العلمانية، فعلى سبيل المثال يمكن لجهة ثيوقراطية أن تتخذ قرارا ً بحسب المصلحة، لكنه عندي ليس قرارا ً علمانيا ً لهذه الأسباب:

- سياق القرار ثيوقراطي.
- يخدم القرار بالنهاية المنظومة الثيوقراطية و يثبتها.
- يعمل القرار ضد المنظومة العلمانية.

لذلك فممارسات الأحزاب الدينية ليست ممارسات علمانية على الإطلاق.

أما ممارسات إنسان الشارع فالحكم عليها صعب جدا ً لأنها ترتبط بدوافع نفسية منها مع هو معروف (بعضُها) و منها ما هو مجهول ( الأكثر)، و بالسعي لتلبية الحاجات، و بالضرورة الحتمية للتفاعل مع البيئة، تحت ضغوط شتى، و تحت أدلجات شتى منها ما هو ديني و ما هو غير ديني.

يسعدني حضورك، و سأكون مسرورا ً بقراءة مقالكم عن وحدة اليسار العراقي.

دمت بودٍّ!


4 - 1العزيز Nasha
نضال الربضي ( 2017 / 5 / 18 - 07:53 )
يوما ً طيبا ً أتمناه لكم أخي Nasha،

نعم أخلاق البشر مطبوعة في جيناتهم لأن لها ميزات لحفظ النوع أبقاها قانون الانتخاب الطبيعي، و لذلك فسلوك الشجاعة مثلا ً يفيد في الدفاع عن النفس و المجموعة، و الكرم يُساعد في استدامة أعضاء المجموعة المعوزين أولاً و يُعطي الكريم مكانة اجتماعية (و ربما سياسية) مرموقة، و يُشيع سلاما ً و تعاونا ً يقويان المجموعة بشكل عام، لاحظ كل هذه الفوائد العملية للأخلاق بعيدا ً عن روحانيتها، إنها الطبيعة.

سألتني عن الدليل على ما ذهبت ُ إليه بخصوص الجماعات الإرهابية، و جوابي هو:

يمكنك قراءة كتاب محمد حسنين هيكل: الزمن الأمريكي من نيويورك إلى كابل، و الذي يشرح فيه بالتفصيل توظيف الولايات المتحدة للفكر التكفيري عن طريق السعودية و مصر لتجنيد آلاف الشباب و إنشاء تنظيم القاعدة لمحاربة السوفيت في أفغانستان بالوكالة عنها.

يمكنك مراقبة الوضع السوري أيضا ً و اعتذارات الولايات المتحدة عن خطأ إلقاء أسلحة لداعش (هل نبتسم أو نضحك أم نغضب كيف يستحمرون عقولنا)

يمكنك ملاحظة دعم الغرب للفصائل التي يسمونها معتدلة في سوريا و التي هي نسخ عن القاعدة و داعش تحت أسماء أخرى

يتبع


5 - 2العزيز Nasha
نضال الربضي ( 2017 / 5 / 18 - 08:00 )
تابع

و القائمة تطول أخي العزيز.

لاحظ أن الغرب علماني ديموقراطي إنساني هناك عندهم في ديارهم فقط هناك و فقط عندهم و فقط في ديارهم

أما عندنا فهم أصحاب مصالح براغماتيون منتفعون يصنعون أي شئ لتأمين الموارد الطبيعية، و يتحالفون مع أي نظام ٍ كان ثيوقراطي شبه ثيوقراطي علماني مش علماني بطيخ مسمر و ليكن أي شئ المهم أن يلتقي مع مصالحهم.

هل نلومهم أم نلوم أنفسنا لأننا في قاع الأمم؟

نلوم أنفسنا أولاً ثم نلومهم ثانياً
لكن قبل اللوم نصلح من شأننا، هذا هو المهم

لستُ ممن ينطبق عليهم المثل: أوسعتُهم شتما ً و فازوا بالإبل

أنا عملي حتى النخاع، كتاباتي النظرية أراها ضرورة لاستنهاض الوعي، للتشخيص، لتقديم الحلول، ولذلك أقول أننا يجب أن ندرس نهضة الغرب و فكرهم و منهجهم و نستفيد منه و نبني علاقات طيبة، لكن لا يمكننا أن ننام غافلين عن دور أجهزتهم الاستخباراتية التي صارت تتعاون مع كبرى شركاتهم لامتصاص موارد بلداننا،،،

،،، علمانيتهم حق و حقيقة،،،

،،، و كذلك جشعهم و طمعهم و استغلالهم لنا،،،

نلوم أنفسنا أولا ً و نلومهم ثانيا ً، و نصلح من شأننا قبل أن نلوم.

أسعدني حضورك و دمت بودٍّ!


6 - العزيز جيفارا ماركس - قناة الفيس بوك
نضال الربضي ( 2017 / 5 / 18 - 08:58 )
أحيك َ على صفحتك أخي الكريم!

تعجبني طريقتك في التحية بطريقة شبابية فوّارة، و تذكرني صورة بروفايلك بنفسي في وقتٍ كنت أرى فيها جيفارا قدوةً.

لا أخفيك أنني اليوم لا أرى فكره قادراً على معالجة مشاكل بلادنا العربية، لذلك فليبقى رمزا ً للتمرد و العصيان و رفض الظلم و السعي نحو التحرر و الكرامة، لكن دون أن نطلب منه الحلول.

أشجعك َ أن تشرفني بتقديم آرائك فيما أسطِّره حتى أستفيد و القراء َ الكريم من أفكاركم، لأن كل واحد منا لديه شئ ٌ يقوله، و شئ ٌ يُفيد فيه من حوله.

أرحب بك دائما ً و دمت بودٍّ!


7 - توضيح للقراء الكرام و العزيز Nasha
نضال الربضي ( 2017 / 5 / 19 - 12:24 )
تحية طيبة للإخوات و الإخوة الكرام جميعا ً و للعزيز Nasha،

منهجي في التغير يعتمد على إعطاء البديل العلماني للمارسة غير العلمانية، و بالتالي إحلال المنظومة العلمانية بالتدريج، و كتطبيق عملي للمفهوم، و لذلك لا شكَّ و أنكم تلاحظون أنني لا أخوض في العقائد و الرموز الدينية،،،

،،، مثل هذا الخوض سيؤدي بالضرورة لأن يرفع المؤمن أسوار الدفاع و يرفض الطرح حتى لو كان صحيحا ً، و يبدد الثقة الثمينة و الشراكة التي أسعى إلى بنائها.

كما أنني أرى أن الممارسة العلمانية حينما تحضر في الفعل تستطيع أن تجعل المؤمن يتبناها و يستوعبها في منظومته الدينية، و بالتالي يطور من دينه و يعطيه معانيا ً جديدة، و هو بالفعل ما حصل مع الديانتين اليهودية و المسيحية و أدى في النهاية إلى تصالحهما مع قيم العصر، و ما أرى أنه مع الوقت سيحدث مع الإسلام، و بعد دفع ثمن ٍ باهظ.

هذا منهجي في بناء التوعية و الشراكة و التغير.

لذلك قمت بحذف تعليق الأخ العزيز Nasha.

أشكره جزيل الشكر لاهتمامه بالموضوع و أتمنى منه أن يواصل الحضور، و يتفاعل معي باستخدام نفس منهجي أو ما يقترب منه، دون صدام ٍ يبعدنا عن هدفنا و يدمر ثقتنا ببعض.

احترامي!


8 - الأخ الأستاذ نضال الربضي
nasha ( 2017 / 5 / 20 - 10:07 )
الموقع موقعك وانت حر بما تقرر لا سؤال على ذلك هذا أولا ولكن يجب أن تعرف أن القمع أو إسكات صوت لا يتفق مع وجهة نضرك أسلوب غير ناجح.
يا عزيزي دفن الرؤوس في الرمال لا ينفع ..... هل لك ان تشرح للقراء ما معنى الثقافة والفكر وما هي مصادرهما الاساسية؟
العقيدة والرموز الدينية هي الأساس والمحرك الرايسي لثقافتنا الشرقية أن لم تكن هي أساس الثقافة والفكر في كل مجتمعات الارض.
المشكلة هي في أسس الثقافة فإذا انت لا تعالج الأسس فأنت كالطبيب الذي يضمد جراحا ملتهبة دون تنضيفها من الفساد والقيح الذي فيها.
بدلا من حذف المداخلة كان الأجدر بك تفنيدها ودحضها وكنت ستصيد عصافير بدل عصفور واحد بحجر واحد.
كان ممكن أن تثبت أن وجهة نظرك انت أكثر دقة وأصح وبنفس الوقت تعدد الآراء قوة وليس ضعف ويوسع مدارك القارئ. وكذلك كنت ستثبت أنك رجل واثق من نفسه ديمقراطي علماني تكتب من منطلق فكري شديد التماسك لا يخشى التحدي .... وغيرها الكثير.
على أية حال اشكرك واتمنى لك كل خير


9 - الأخ العزيز Nasha 1
نضال الربضي ( 2017 / 5 / 20 - 11:14 )
أطيب الأمنيات في هذا النهار الجميل لكم و للحضور الكريم،

اسمح لي أن أتناول الأفكار الواردة في تعليقك الأخير من باب الفائدة العامة للجميع و التوضيح لك:

- عن كون الصفحة صفحتي و ممارستي للقمع:
الصفحة ليست صفحتي و لا أمتلكها و لا يحق لي أن أعمل فيها ما أريد، إنها صفحة الموقع و القراء و أنا أكتب من خلالها، و لذلك علي أن ألتزم بشروط النشر التي تمنع التعليقات الجارحة، و كنت ُ أتمنى لو أنك لم تستخدم الكلمات و التعابير المُتهمة في تعليقك الأول، عندها كان سيجد طريقه للنشر بكل سرور.

عن دفن الرؤوس في الرمال:
أخي العزيز هل بعد كل هذه المقالات، و خصوصا ً مقالات هذه السلسلة التي توضح الفرق بين الفكر العلماني و الفكر الديني، و توضح الفرق بين النموذج الغربي و النموذج الشرقي يصح أن توجه لي هذا الكلام، معقول؟ أعتقد أنك لم تنصف على الإطلاق. لكن المشكلة أنك تريد مني أن أصيغ الكلام بطريقتك أنت و بنفس الألفاظ التي تختارها، و هذا بعيد عن المنطق و الإنصاف.

يتبع


10 - الأخ العزيز Nasha 2
نضال الربضي ( 2017 / 5 / 20 - 11:19 )
تابع

عن مصادر الثقافة و ارتباطها بالعقيدة:
بالطبع العقائد من أهم صُيَّاغ الثقافة، لا نختلف في هذا، لكننا لا يجب أن نُغفل العوامل الأخرى التي تنهض بالمجتمع أو تهبط به. من ينظر لماضي المجتمعات العربية يجد أن الحضور الديني كان متواضعا ً و أنها كانت أكثر انفتاحاً، ثم بدراسة العوامل التي أدت إلى صعود الإسلام السياسي و ما تبعه من كوارث يجد يدا ً طويلة للمصالح السياسية لدول الغرب (و هو ما يلزمك بحق أن تبحث فيه) و تحالف من الأنظمة مع هذا الوحش الديني ضد فكر التحرُّر و التنوير للمثقفين و المناضلين العرب.

لقد أوضحتُ الخلل في المنظومة الدينية و طرحتُ البديل العلماني، فكيف تقول أنني لم أضع يدي على المشكلة، و هل يجب علي أن أشتم و أسب و أتهم و أسعى للصدام حتى يُقال أنني أشخص بطريقة جيدة؟

يتبع


11 - الأخ العزيز Nasha 3
نضال الربضي ( 2017 / 5 / 20 - 11:25 )
تابع

- عن رؤيتك بضرورة نشر المداخلة و تفنيدها:
كنت ُ أودُّ أن أفعل ذلك صدقا ً لكن المشكلة الأولى أن المداخلة تنتهك قوانين النشر كما أوضحت ُ لك، هذا أولا ً،،،

،،، أما ثانيا ً و هو الأهم، فإن مداخلة من هذا الشأن ستتطلب بالضرورة ردودا ً من الطرف الآخر تشبهها، و عندها سيكون علي أن أنشرها، و بهذا تتحول الصفحة لمكان للتراشق و الاتهامات و تجيش النفوس ضد بعدها، و استدامة الغضب، و بالتالي تحطيم أي علاقات أو تقارب سابق بين المعلقين، بعبارة أخرى: فوضى و نوع من الهمجية الرقمية.

أنظر حولك أخي ناشا أليس كل ما نحن فيه سببه هذا الانفلات المجنون؟ أليس علينا على الأقل هنا أن نأتي بالنموذج العاقل الباني؟ بلا شك الجواب عندي: بلى علينا ذلك.

اكتب على هذه الصفحة ما تريد، لكن أرجوك، لا تستخدم كلمات تسم فيها الناس بما تكره، هذا لا يعني أنك لا تستطيع أن تقول الحقيقة، انظر إلي أنا أقول كل شئ بتمامه، لكن دون أن أؤذي أحداً، هكذا نغير الأفراد، أما تغير المجتمعات فيتطلب قرارات سياسية، و لهذا حديث ٌ آخر.

احترامي لك أخي الكريم، و ارحب بك، و دم بكل الودِّ!


12 - الأستاذ نضال
nasha ( 2017 / 5 / 20 - 11:58 )
أخي الكريم نضال قلت لك من البداية انت حر في هذه الصفحة ولا اعتراض لي على ذلك مطلقا . انا أقبل أن تحذف مداخلتي ولا تعتقد أنني متضايق أو زعلان.
ولكن اتهامك لي بأنني استعملت كلمات تسم فهذه مبالغة لأنني لم استعمل كلمة وحدة خارجة او دون التأكد من منطقيتها .
يا سيدي يجب أن تعرف انك لست قائدا سياسيا مجبرا لتحابي هذا أو ذاك انت تكتب في شأن فكري وعليك أن تكون في أقصى درجات الأمانة مع نفسك ومع قرائك.
لا يوجد داعي ابدا لابداء اية مهادنة او انحراف ، انت تتكلم عن فكر وعن ثقافة عامة والفكر والثقافة العامة ليست ملك لأحد ولكنها معروضة للناس ومن حق أي واحد النقد دون أي تحفظ.
هل يختلف اثنان اليوم أن تاريخ الشرق الأوسط غير دقيق بالمرة وأنه يحتوي أكاذيب وتلفيق؟
من هو قائل الإسلام يجب ما قبله؟
من الذي اخترع الناسخ والمنسوخ؟
من الذي أحرق المصاحف؟
من الذي اخترع تعدد القراءات؟
أين تاريخ شعوب المنطقة قبل الإسلام؟
أما عن المطبلين للحكام فحدث ولا حرج هل نسيت الصحاف؟ هل نسيت مداحين صدام ومداحين الملك حسين؟
وغيرها وغيرها الكثير وانت تعرف ذلك بالتأكيد


13 - الأخ نضال
nasha ( 2017 / 5 / 20 - 12:09 )
إذا أنت تقبل أن تتخذ من هيكل أو ما شاكله مصدرا لمعلوماتك فأنت حر ولكن انا لا أقبل وكل واحد حر.
شيئ آخر .
الموقع يساري واتجاهك يبدو لي اتجاه يساري الحادي وبالطبع هذا شأنك ونظرتك ولا يحق لي أن اتدخل في شأنك ولكن من حقي أن انتقد الفكر اليساري أو اكتب ما لا يعجب اليساريين ولا الملحدين.
بالنسبة لي التعصب واحد سواء الديني أو الألحادي أو حتى السياسي انا ضد العنصرية بكل أشكالها.
وأخيرا انا لا أملك الحق ولكنني ابحث عنه (بحسب وجهة نظري ) في كل مكان.
تحياتي واعتذر على الازعاج


14 - العزيز Nasha 1
نضال الربضي ( 2017 / 5 / 20 - 12:32 )
أخي الكريم تحية ً و سلاماً،

كيف تقول أنك لم تستخدم كلمة واحدة تسم الآخرين، و هل منعتُ تعليقك َ إلا لتكرار الوسوم و التعميم غير الجائز و المُسئ لكرامة الناس؟

تظن أنني أحابي الناس؟ أنا يا سيدي الكريم أؤمن بالحياة و الناس قبل كل شئ، لا أحابي و لا أداهن و لا أمارس التقية، منهجي أنني أحترم الناس لأن هذا هو الصواب، و لأن النضوج يعلمنا أننا نستطيع أن نقول ما نريد بدون أن نهين البشر، هل تعلم مدى الخبرة الشخصية و الأكاديمية التي يتطلبها الوصول لهذا المستوى من القدرة على التعبير؟ أسهل جدا علي أن لا أفعل لكني عندها لن أكون نفسي و سأكون شخصا ً آخر.

أخي الكريم لماذا تعدد لي أركانا ً أساسية في الإسلام و كأني لا أعرفها؟ ألا ترى معي أنك تنسى ما في العهد الجديد (دع القديم جانباً) من كلام واضح أن من لا يقبل المسيح مصيره الهلاك الأبدي، و أن من يأتي بتعليم خارج عن تعليم المجموعة يصبح أناثيما و لا يصح أن نقول له سلام، يا ناشا يا حبيبي أنت تتحدث مع خادم للهيكل و مرشح للكهنوت و قائد مجموعة شبيبة سابق و عضو في شبيبة قبلها، انتبه جيداً أنا أفهم ما تقول و لدينا مثله و حياة عيونك يا صديقي، لكن مع الفرق

يتبع


15 - العزيز Nasha 2
نضال الربضي ( 2017 / 5 / 20 - 12:37 )
تابع

الفارق هنا هو أننا خضعنا للعلمانية بعد ثورات التنوير فأصبحنا لطيفين :-))))))


لا داعي لأن نتكلم عما فعلناه ببعضنا، و بالهراطقة، تاريخنا سئ مخزي، لكننا كففنا، تعلمنا، تنورنا، تطورنا، صارت قيمنا متسامحة جميلة،،،

،،، لماذا نستكثر على المسلمين أن يصيروا مثلنا؟ أن يعيدوا رؤيتهم لدينهم و يتطوروا؟ لماذا أخي ناشا؟

نعم أنا اتجاهي لا ديني إلحادي، أو بعبارة أخرى إنساني، لكني أُكنُّ احتراماً كبيرا ً لرهبان القديس يوحنا دو لا سال الذين تربيت عندهم، و للثقافة المسيحية التي علمتني ما لا يمكن أن أنساه:

كل ما أردتم أن يفعله الناس بكم فافعلوه بهم أنتم أيضاً
من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر
تعرفون الحق و الحق يحرركم
أتيت لتكون لهم الحياة و ليكون لهم أفضل

لذلك أفهم جيدا ً أن الآخر لديه توق ٌ لكل ما أتوق أنا إليه، و من هنا أمد يدي له، و أبني الجسور، و هي مهمة صعبة لكنني أقبلها بسرور.

أرحب بك على صفحتي دائما ً، و دمت بكل الود!


16 - جحود واجحاف بحق أعظم فيلسوف
nasha ( 2017 / 5 / 20 - 13:24 )
أستاذ نضال مع احترامي الشديد لارائك إلا ترى انت ناقضت نفسك بنفسك في مداخلتك الاخيرة؟
تقول صارت قيمنا متسامحة أي لم تكن متسامحة قبل أن تصير!!!!
وبعدها بفقرتين تشير إلى تعاليمنا بعدة اقتباسات أليس هذا تناقض؟
يا سيدي تعاليمنا متسامحة قبل وبعد وستبقى وهي هذه التعاليم نفسهاتحديدا من علمك وعلمني وعلم العالم كله الإنسانية والمحبة والتضحية .
لا يا عزيزي خلط الأوراق أسلوب غير صحي ويجب أن نكون واضحين في تناولنا لأي موضوع.
حتى لو افترضنا وجود ممارسات تاريخية فاسدة فليس هذا معناه أن سبب الفساد هو النص.
وشي آخر ما علاقة التاريخ الاوربي في العصر الوسيط بتاريخ منطقتنا هل الكنيسة كانت تعتدي على غير اتباعها وفي الشرق الأوسط؟
بالمناسبة انا لست إنسانا متدينا ألبتة ولم أحضر درس أو محاضرة دينية واحدة طوال حياتي وهنا عندما اتكلم انا اتكلم عن فلسفة الحياة وعن احسن طريق يؤدي إلى إحلال السلام والأمن في العالم. وأنا في رأيي المتواضع اعتبر المسيح فيلسوف كل الفلاسفة ومن وجهة نظري الطفرة التي حدثت في العالم هي نتيجة لتأثير فلسفته الإنسانية المتسامحة التي تدفع باتجاه السلام والمحبة والتضحية لكل الناس


17 - أنا أرسم الصورة كما هي
نضال الربضي ( 2017 / 5 / 20 - 17:06 )
أخي العزيز Nasha،

لا يوجد خلط للأوراق أو تناقض أو إجحاف.

المسألة ببساطة أنني أنظر للصورة كاملة بينما تنظر أنت لجزء من الصورة.

أوردت ُ لك في تعليقي السابق الكلام عن الهلاك الأبدي لمن لا يؤمن بالمسيح و الكلام عن الأنثيما (بحسب تعبير الرسول بولس) ثم أكملت بأن أعطيتك التعليم القديم بعدم السلام على الهراطقة، و يمكنني أن أستمر لأعرض أمامك بعضا ً من مواقف السيد المسيح (جلد الباعة، التهجم اللفظي على الكتبة و الفريسين) الخ،،،

،،، كل ما هنالك أنني أرى أن هذه الصور أصيلة في المشهد المسيحي ثم تم تحيدها لصالح المحبة و هذا أمر ممتاز جيد رائع نريده، إنه التطور الطبيعي الذي يتصالح مع الواقع الإنساني، و يجب أن يجعلنا نراه ممكنا ً للإسلام و المسلمين، فهم أيضا ً لديهم جانبهم المُضئ. مشكلتهم أنهم يركزون على الجانب المظلم، و هو ما نريده أن يتغير.

هذه هي القصة بكل بساطة.

أحترم وجهة نظرك أن السيد المسيح هو أعظم الفلاسفة، لكني لا أشاركك ذات الرؤية، مع احترامي الكبير للفكرة الثورية بأن يمشي الإنسان ميلا ً إضافيا ً و يدفع بالتي هي أحسن بحسب تعبير قرآن إخوتنا المسلمين فكلنا بشر أخي ناشا.

مودتي و احترامي!

اخر الافلام

.. حزب الله اللبناني يوسع عملياته داخل إسرائيل ويستهدف قواعد عس


.. حزب الله يعلن استهداف -مقر قيادة لواء غولاني- الإسرائيلي شما




.. تونس.. شبان ضحايا لوعود وهمية للعمل في السوق الأوروبية


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية.. وطلاب معهد




.. #الأوروبيون يستفزون #بوتين.. فكيف سيرد وأين قد يدور النزال ا