الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاقليم الكردي ، وأختلال توازن القوى!!

زيرفان سليمان البرواري
(Dr. Zeravan Barwari)

2017 / 5 / 24
القضية الكردية


الاقليم الكردي ، واختلال توازن القوى !!

إن المعادلة السياسية في اقليم كوردستان تتجه نحو مزيدا من التعقيد في ظل التجاذبات الإقليمية على حدود الإقليم وكذلك الدفع بأربيل نحو التشتت في ظل المشاريع الإقليمية ومفهوم التنافس على القوة في الشرق الاوسط بين الدول المحورية خاصة ايران وتركيا. ونظرًا لتزايد النفوذ السياسي والعسكري للحكومة المركزية بعد السيطرة على أغلبية المناطق التي كانت تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي تظل الخيارات السياسية للإقليم محدودة في الداخل.
ان الوحدات الإقليمية المستندة على القوى الرئيسيّة في الشرق الاوسط سوف تستخدم اللاعبين غير الدوليين بما فيهم الكورد للحصول على مكتسبات ما بعد داعش او بالأحرى تحقيق اكبر قدر من المصالح في اعادة هيكلية الخريطة السياسية في الشرق الاوسط.

فالدور الإيراني في تزايد مستمر، وتظل السياسة الخارجية الإيراني تحكمها الاجندة الدفاعية القائمه على توسيع النفوذ الإقليمي عن طريق استخدام القوة التقليدية من خلال دعم الميليشيات وتعبئة العواطف الدينية من اجل الحصول على رأي عام إقليمي حول المشروع الإيراني وكيف ان المشروع تخدم الأقلية الشيعية في المنطقة، الا ان المشروع في الأساس تستند الى حقائق جيوسياسية تخدم المصالح الوطنية لطهران وحدها في الشرق الاوسط.
وفِي الجانب الاخر تتجه تركيا نحو تغيير سياستها الخارجية من خلال تزايد استخدام الاليه الأمنية والعسكرية وتبنى سياسة دفاعية قائمة على اسس تاريخية من حيث عدائية الجوار من اجل تحقيق الأمن الوطني وحماية حدود الدولة التركية من الانقسام.

ففي ظل المعطيات الاقليميةً المذكورة وتعقيد الأمن الإقليمي تظل الإقليم الطرف الأكثر تعرضا للمخاوف الأمنية والحرب بالوكاله بين الدول الاقليميةً وذلك للتشتت الداخلي وتفاقم الأزمة الاقتصادية واستمرار الحكومة المركزية في فرض سياسة الامر الواقع على الاقليم فظلا عن غياب الرؤية الاستراتيجية الكردية في التعامل مع الأزمات الداخلية والتحديات الاقليميةً وبذلك تظل مستقبل الاقليم مرهون بسياسات إقليمية وتفاهمات خارجية قد لا تخدم الأحلام الكردية في اقليم كوردستان.

فالأحزاب الحاكمة خاصة الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني قد اتفقتا على الاستفتاء الوطني حول تقرير المصير في حين تظل الأحزاب الاخرى خاصة حركة التغيير والجماعة الاسلامية الأطراف المعارضة لاي استفتاء لا تستند على قرار تشريعي صادر من البرلمان، الا ان البرلمان تعد النقطة الجوهرية في تفاقم الأزمة السياسية بين الأحزاب الكردية وان الاتفاق على اعادة تفعيل البرلمان لا تزال بعيد المنال من حيث الاتفاق الكردي الكردي في اعادة الحياة التشريعية الى مسارها الديمقراطي المستند على الإرادة الشعبية.

فالتأثير الإقليمي على القرارات الداخلية في المشهد الكردستاني خاصة التدخلات الإيرانية والتركية تعرقل الجهود والحلول السياسية للازمة السياسية والاقتصادية في داخل الاقليم، وفِي ظل استمرار التشتت الداخلي بين الأطراف الكردية تظل الاستقرار السياسي والاقتصادي في كوردستان في خطر التعرض للسيناريوهات غير المرتقبة في المرحلة القادمة.

فالحشد الشعبي وتزايد قوة العمال الكردستاني وتعامل هذا الحزب مع حكومة بغداد تحول الاقليم الى ساحة التصفيات السياسية والعسكرية بين القوى الاقليميةً المهيمنة في المنطقة، فالتنافس والصراع الكردي- الكردي في الاقليم تظل احتمالا واردا في ظل التدخلات الاقليمية وتزايد خطر احتمالية حدوث الصراع بين القوى الكردية بعد وفاة نوشيروان مصطفى زعيم حركة التغيير وما قد يتعرض لها الحركة من تشتت وتوجه بعض أعضاءه الى تبنى خيارات اكثر راديكالية مع القوى الرئيسيّة في الاقليم، فالتوازن الداخلي الكردي تظل مختلا في ظل التحديات الخارجية والانكسارات الداخلية.


زيرفان البرواري
لندن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون


.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة




.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟


.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط




.. ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ا