الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الدعوة الى إنتخابات مبكرة في تونس ورهانات اليسار

محمد نجيب وهيبي
(Ouhibi Med Najib)

2017 / 5 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


في الدعوة الى الانتخابات التشريعية المبكرة .
تدعوا بعض المكونات السياسية في تونس و على رأسها الجبهة الشعبية الى إنتخابات تشريعية مبكرة تعبيرا منها عن إحتداد الازمة السياسية (أزمة الحكم ) و طلبا لتغيير المشهد السلطوي بآخر أكثر تعبيرا عن الراهن الاجتماعي والسياسي ، وهي من الزاوية السياسية والدستورية دعوة منطقية ومشروعة ، ولكنها أثارت الكثير من ردود الفعل السلبية حتى في صفوف أنصار الداعين لها تخوفا من إعادة توزيع الاوراق لصالح حزب حركة النهضة أو مكونات المنظومة القديمة ، وهو في إعتقادي تخوف غير منطقي في الاوضاع الحالية .
فرغم عدم وجود مراكز دراسات وإستطلاعات للرأي موثوق في حرفيتها ونزاهتها الا أغلب المعطيات الإحصائية تقول بأن حركة النهضة شهدت تراجعا في قوتها الناخبة ، وإهتراءا في رموزها وخطابها الجماهيري كنتيجة منطقية لإكراهات الحكم ، كما أن سطوتها في الجهات الداخلية شهدت بعض الإرتباك نتيجة للصدامات المتكررة بين جماهير الشباب العاطل وأجهزة وخيارات السلطة التي تعبر وتدافع عنها بشكل صريح قيادات النهضة المركزية ، يضاف لهذه العوامل الارتباك السياسي الداخلي في حركة النهضة وبين جمهورها المنتظم إثر قرار المؤتمر الاخير بفصل السياسي عن الدعوي وإنحسار تمويلات الجمعيات الخيرية الرديفة لها ...الخ ، كل هذه العوامل ترجح هجرة جزء واسع من ناخبي النهضة الى مجموعات سياسية أخرى أقرب لها من حيث الخطاب أو السلوك السياسي وأكثر إلتصاقا بمطالب الناس الاجتماعية و هي (حراك شعب الارادة ، التيار الديمقراطي ..الخ ) وهو ما ينعكس نسبيا في تقدم العبويين (سامية ومحمد ) في ترتيب إستطلاعات الرأي ، دون أن يعني هذا إنحسارا هاما لتمثيلية حركة النهضة .
و أما الجبهة الشعبية (شهدت أيضا تقدما في إستطلاعات الرأي ) فمن المرجح أن تشهد هجرة للأصوات من بقايا الصراع بين مشروع تونس و مختلف شقوق نداء تونس ، وخاصة الاصوات المشتتة في الجهات الداخلية ومن مجموعة واسعة من الشباب الحركي ذو الحس اليساري "الثوري" ، الى جانب إمكانية واسعة لاستقطابها لمجموعة من الاصوات التي لن يتحكم فيها حراك الارادة و المؤتمر كنتيجة للغلبة التنظيمية النسبية للجبهة الشعبية ، دون أن نغفل لعب قانون أكبر البقايا لصالح المجموعات السياسية ذات الكتل الانتخابية الضعيفة والمتوسطة التكثر إنضباطا وإرتباطا بمشروعها وقيادتها التنظيمية وهو ما يرجح لارتفاع تمثيلية الجبهة الى جانب تقلص نسبة التشتيت النيابي في المجلس (مستقلين ، احزاب بتمثيل ضعيف ) .
و أما حركة مشروع تونس فستستحوذ على النصيب الاكبر من تركة نداء تونس وإن بتمثيلية أقل من التجربة السابقة وذلك نتيجة لتشتت الاصوات مع إجتذابها لعناصر واسعة من الوطني الحر . وأما المسار الديمقراطي فسيحمل وزر مشاركته في الحكومة لتكون مهمته جد صعبة في إنتزاع أصواته يسارا من مجموع ناخبي الجبهة و يمينا من مجموع ناخبي المشروع خاصة وأنه يقاسمه وينازعه عليها شريكه في الالتحاق بالحكم اي الحزب الجمهوري .
ولذا تبدو الدعوة لانتخابات مبكرة معقولة ومنطقية لتغيير المسهد السياسي وإن من حيث الشكل ليستجيب لمجريات الاحداث اليوم والتغير المفترض في ميزان القوى على الارض ، كما أنها مشروعة من زاوية الاستجاب الى وفاق "صناديقي" وطني يعوض وفاق وثيقة قرطاج المطعون في شرعيته وتمثيليته ويكون ضامنا لوصول الباجي قايد السبسي الى 2019 بشكل سلس بعد تقليم أضافره وتقييد أجنحته دون مخاطر سطوته وعائلته البيولوجية والسياسية على مستقبل السلطة في تونس .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التجسس.. هل يقوض العلاقات الألمانية الصينية؟ | المسائية


.. دارمانان يؤكد من الرباط تعزيز تعاون فرنسا والمغرب في مكافحة




.. الجيش الأمريكي يُجري أول قتال جوي مباشر بين ذكاء اصطناعي وطي


.. تايلاند -تغرق- بالنفايات البلاستيكية الأجنبية.. هل ستبقى -سل




.. -أزمة الجوع- مستمرة في غزة.. مساعدات شحيحة ولا أمل في الأفق