الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(الشهداء الخونة)

حسن كريم عاتي
روائي

(Hasan Kareem Ati)

2017 / 5 / 25
الادب والفن



ما يكاد الليل يسكن ، حتى تستيقظ أوجاع أخرسها ضجيج النهار. لا منافذ للبوح عن مكنون الفؤاد لأم أو لأخت. فألتحف الحزن غطاءً . أتقي به فضول خوف أمي عليّ من عدو موهوم يتربص الإيقاع بيّ في حال غفلتها عني . عدو لا تشخصه هي أو أنا ، لكنها تختصره (بكلام الناس) ، أو (ماذا يقولون عنا) ، من دون أن أعرف مَن أولئك الذين يقولون ؟ فيتعاظم الخوف في داخلي من (أولئك) المختفين خلف تربصها . ينهض خوفي أمامي، في ظلمة المساحة التي يشغلها جسدي تحت اللحاف ، عيونا لا تتوقف عن الحركة يميناً وشمالاً ، ولا تبطئ من حركتها . وأفواه تتلمظ ،لا أعرف إن كانت تتذوق مرارة الألم الذي تزرعه في داخلي ، أو تتوعدني بسوء إن كسرت قيد الصمت وبحت عمّا في داخلي . يورق فنن الخوف وينمو مع كل (آه) أطلقها وأنحرها بالكتمان ، وأرقب وريقاته السود يتسع حجمها وتغطي كوة ضوء أملها تتسع ، فتلتف حول جسدي الساكن ، وتمتد إلى عنقي تخنقني ، حتى يكاد الهواء الممهور بحزن آهاتي يعز عليّ واختنق ، فأرفس رفسة محتضر لأنجو من موت يجثم على صدري:
_ اسم الله اسم الله .. بنتي ؟؟
تقولها أمي وهي تحتضن رأسي بفزع :
_ ما بك !
ويخرسني الخوف من القول لها : أنه غادر إلى المجهول.
أخبرني صديقه (يوسف) برسالة شفوية قصيرة ، كأنه ينقل بحرص شديد توقيت سري لثورة ستحدث غداً، وأوصاني أن لا أنقل الخبر لأحد. فإن عرفت عيون السلطة فلا تعفي أهله أو احداً من أصدقائه من الأذى . وأكد في محاولته طمأنتي: وأظنه الليلة الماضية عبر الحدود .
شعرت بالغربة تنسج خيوطها وتقيد حركة جسدي ، نزل ستار فاصل معتم بيني وبين الفرح الذي كنت أرجوه بعدوله عن الهرب. قال:
_سأغادر الوطن في أية لحظة .
أدرك خطورة بقائه ، وأخشى سفره وغربته في مجهول لم يصل لنا عنه إلا حكايات تُكذب تفاصيلها حكايات أخرى عنها. نقلها لنا أصدقاء لكلينا وتناقلناها بهمس شفاه ترتجف من الخوف عليهم ، قلت بنية عدوله :
_ ستهرب من الوطن!!
ابتسم كعادته عند انفعالي معه في موضوع كان قد اتخذ فيه قراراً:
_ وأحملك معي هوية عاشق في الغربة.. هوية لا تبدلها تسمية الأماكن التي أقيم فيها.. ستنتظريني.. مؤكد ستنتظرين؟
_ فقط أنا من بين إناث الأرض التي تعلق قلبها بنتيجة مصير وطن!!!!!
لاذ بصمت أقرب إلى الرفض منه إلى الحيرة ، يدرك أني لا أرفض انتماءه ، فقد سبقه أبي بتجربة قاسية وصلت نهاياتها في سقوط الرومانسية الثورية لدية في انقلاب شباط 1963. لذا فهو لا يثق بشركاء الجبهة ، الذي لا يتوانى عن تسميتها بين أصدقائه المقربين وفي المنزل ب ( الجبحه) . وليس لي أنا أن أسلم مصير قلبي لتجربة مماثلة ، لكنها غواية الحب التي ترغمني على مخالفة العقل . فيأسرني بملامحه وحكاياته ونغمة صوته ومشيته ، حتى أكاد اُجن لما فيه من غواية الجمال . فليس فيه مبرر للكره وحتى الخصومة . فاصطنع الخصومة بنية الفراق ، لكن وباء العشق في داخلي يصرخ بي للعودة إليه . فأدرك أن قلق انتماء القلب قد غلبته غواية العشق وانساق إلى هواه من دون مراعاة عقل يدرك خطورة قراره ، فيمكث في منطقة الخوف والمؤجل ، على أمل أكبر من قدرتنا أنا وهو ، في تغيير تصنعه أصابع خفية ، عظيمة القدرات ، ويتبجح بأننا سنخلق الغد السعيد ، انقاد إلى غواية الأماني حد أن اطعن بقدرة العقل ، وأكبح نذره الشديدة الوضوح .
قلت في سري : طالما عبر الحدود فهو في أمان .
نتحايل على أعين الرقباء التي تخشاهم أمي ،عندما نقطع دربنا ، في توقيت واحد ، متباعدين عن بعضنا ، من بيتينا القريبين حتى مرآب حافلات النقل إلى كليتينا المتقاربتين ، لا يلتفت أحدنا إلى الآخر ، ولا نمنح الخوف في داخلنا أية فرصة للظهور أمام أعين شهود غير منظورين ، نلتقي في واحة البعد قريبين حد التوحد ، ونعود إلى بيتينا غرباء لم يلتقوا على امتداد الدهر الذي سبق . ننظم اللقاءات بدقة لا تقبل الخطأ . ويتجاهل أحدنا الآخر بدقة لا تقبل الخطأ كذلك.
لم تفاجئني أمي عند عودتي في يوم إخباري بمغادرته ، حين قالت:
_ حسن ابن أم حسن اختفى ومحد يعرف وين صار .. خطية أمه تلطم وتبجي بسكوت ومتكدر تحجي. أبوه يدور عليه بصمت .
بعدها لفها صمت مميت ، تركتني لخوفي، ظننت أن الأمر لا يعنيها كثيراً، وما تظهره من تعاطف لا يعدو حس الواجب الإنساني والجيرة ، ورؤية أم مكلومة . وبقيت أنا بحيرتي ، اصطنع اللامبالاة ، وينحر الحزن صبري، حد أن أجهشت بالبكاء ، وأنا أسمع أنين أمي الذي هطل ناعماً، وكنت أتمناه ، فلا منافذ لإجهاض العبرة إلا ببكاء ساخن، لن أجد مبرره إلا بموت قريب :
((رِدْتَك يَـيُمَّه مْا رِدِت مْال.. ولارِدِت خُوْصَه ولا حْيْال.. رِدْتَك تِعَدْل الـْحِمِل لْو مْال)).


تلصصت عليها بهدوء، كمن يرغب الإمساك بها متلبسةً بالحزن ، أتنقل بقدميّ الحافيتين على البلاط البارد ، لأصل إليها ، بكامل قيافة الموت السوداء الذي ترتديه حزناً على أب قتلته السياسة ، في غمرة التغني بالوطن المفجوع بأبنائه ، وأخوال هربوا إلى صقيع البلدان التي كنا نعدها عدوةً لنا ، في مفارقة يصعب تفسيرها لنا نحن البنات الصغيرات اللواتي يشار لهن بما يشبه الخيانة الوطنية.. لذلك كرهت السياسة. واكتملت المصيبة بحب اكتشف فيه ما أكرهه. دنوت منها ، لم تشعر بي وعيناها قد اغرورقتا بالدمع المسكوب بسخاء تجيده. ولم تشعر بي إلا وأنا أجهش ببكاء حار لا ينقطع ، وبعبرة تخنقني مع كل شهيق ، انتبهت لي ولم تتوقف عن النعي :
((طْوْل الْوَكِت عِيْنِي عْلِيَك تِرْبْي.. وِبْفَگْد الْوِلَد مْا شْوْف دَرْبِي.. يَرْوْحِي عْلْيَه طْوْل الْعُمْر نـِحْبي)).
لا أجيد النعي ، ولا يحتاج البكاء للإجادة. يكفي أن تطلق السراح للمشاعر لتتلقف مواطن البكاء التي تهدئ الروح قليلا ، وتجعلك أقرب إلى من يلتمس العذر من المفجوع ، والتي هي روحك المعلقة بين الحزن والحزن. تعانقنا بين مدرار الدمع الذي غسل وجهينا، ورسم كآبة الحزن عليهما ، وننشج من زفير الحسرة . انتبهت إلي وإلى نفسها، نهرتني وهي ترسم غضباً مصطنعاً على جبهتها :
-نصي صوتج ، ولج لا يسمعونا.. وأنتي على شنو تبجين ، يمه!!
كان التأنيب لها ولي معاً من دون أن تدرك أن السؤال نفسه يمكن لي أن أوجهه لها ، بالمجاهيل نفسها التي نتغاضى عنها معاً، ولا تعلم أن مصيبتها التي أبكتها ، قد زادني عليها فقده السريع،وان من تبكي بسببه مأتمي السري الذي لا يمكن أن أبوح به. وان كنت علمت انه تمكن من مغادرة الوطنِ الذي يبحث عنه للقصاص من حبه له!
بعد أن هدأت قليلاً ومسحت دموعها ، قالت:
-حضري روحج من يجلجل الليل نروح لبيت أم حسن.. النسوان زارتها بسكوت.
اعرف ما لا يعرفه غيري ، أو من القلة الذين يعرفون بمغادرته ويصطنعون الجهل به ، فاعلان المعرفة بهربه ، قد يدفع بك إلى مجاهيل كثيرة ، فمن السلامة الحفاظ على جوهرة السر الثمينة ، خشية تلوثها بأصابع الوشاة . يخفف عني أنه خصني ، دون غيري ، ربما حتى عن أمه ، برسالته التي نقلها صديق له ، وقد يكون ذلك الصديق ، حين اخبرني ، اختفى أو غادر الوطن بالطريقة نفسها التي غادر هو بها ، أو ابتكر طريقة أخرى ، وقد تكون له حبيبة مثلي تنتظر من يخبرها بعبوره الحدود إلى المنافي البعيدة بأمل لقاء قد يكون أو لا يكون . قد يكون الآن يبحث عن طريقة لإخباري بوصوله إلى مكان يشعرني بالاطمئنان عليه . وقد يكون الآن في حيرة الغربة يبحث عن مستقر ليبيت فيه ليلته ، وقد يكون هناك من استقبله ، وتزداد ال (قد) اتساعا بحجم ما تركه من أسئلة محيرة لي ، لا يشاركني بحيرتها سوى أمه التي تنوح ، سواء كان بخير أم بشر . يكفي أنه فارقها إلى مجهول وان كان سعيدا فيه فهو الفراق الذي لا تنتظر بعده لقاء ، وان كنت أنا أأمل به . ربما يخفف عليها حزنها انه في مكان يأمن به من الموت المتربص به في أزقة ودروب الوطن . وان افترضت أنها تعرف ما اعرفه باجتيازه الحدود ليلة أمس ، ستلتقي عيوننا على وشاية النظر بأن كلينا يعرف السر ، ونبوح بأحاسيسنا لطمأنة الأخرى ، من دون لغة تلفظ ، نوصل رسائل اطمئنان لبعضنا . وان ما ننوح من أجله الفراق ، وليس خطر الموت. ربما تكون نظراتنا لبعض لاتهام الأخرى طعنها بالظهر بإخفاء ما يوجب البوح به ، أو أنه التنافس بين قلبينا على تقاسم حبه ، فليس من حق أوضح من حقنا أنا وهي بتقاسم أسراره .
خشيت اللقاء بها من أن تبوح عيوني بأسراره لها ، أو تقسرني اللهفة لطمأنتها إلى البوح بسر تعرفه أو لا تعرفه . وتشخص أمامي عيون الوشاة الذين تعرفهم واعرفهم . وأولئك الذين يتربصون المجهول للإيقاع بي مثلما تخوفني أمي بهم . فلا يزيح قيح وحشة الفراق عن الفؤاد سوى البوح، والبوح مغلف بالموت لي ولها . وهو ما يجعلني اعشق اللقاء بأمة لتلمس أغلال الحزن الآسر لها ولي، وخوفي من أن نهتك ستر سرنا المشترك بأمان عبوره الحدود. فبقيت أترقب الذهاب بلهفة وخوف لا تدركه أمي .
حين تسللنا في مغرب اليوم نفسه إلى بيتها ، كنا كمن يصبغ قامتينا بعباءات نرتديها بلون الليل للاختباء من عيون الضوء ، خشية تعرف الوشاة علينا ، ترهقنا فكرة معرفة الآخر المخيف بنوايانا مشاركة أمه حزنها . أو ندفع عن أنفسنا تهمة مشاركته هو انتماءه وأفكاره . لم تكن هناك من نسوة الجيران إلا واحدة أو اثنتان ، يتسللن بالدخول ويخرجن من المكان بمهابة الحزن الذي يخيم على المكان ، ووجوه غريبة لنسوة يبدو مكوثهن يطول معها، قد يكن أخوات لها . لم تكن الأصوات لتجتاز باب الغرفة التي نجلس بها. أشعر فورة الحزن تلوك الأفئدة ببطء وتلذذ ، وتلوذ العيون عن العيون بحياء أسئلة لا جواب لها . بل وبخشية السؤال نفسه من أن تكون الإجابة هتك لتلك الأسرار المفضوحة في الأسئلة ، التي لا تمتلك أهميتها إلا من الكتمان الذي نغلفها به :
((يـُمَّة الْوِلَد كَسَّر جْنْاحِي.. مِثْل الْمْاي وِتْبَدَ مِن رْاحِي.. وْيْاهُو الْيِعِين لْو ثـِخْنَت جْراحِي)).
أنينها الذي تنزفه بحرقة ، مبتعدة عن التنغيم لنعي نفسها ، فشطر تحكيه لمجاورة لها ، وشطر تطلقه بحسرة ،وشطر تهز رأسها به منغمة إياه بصوت يشق فؤادها قبل أن يصل إلى حنجرتها . نجلس كلينا من دون تحية مسموعة ، سوى لأقرب جالسة في المكان ، لم تكن أمه لتلتفت إلينا ، فما يشغلها من حزن يبقيها في عتمة الألم الذي تقيم به منذ خبر فقده :
((رِدْتَك لَـحِد ايْام كُبْري.. او رِدْتَك تِـنَـزّلْني ابْگَبْري.. راح الْوِلَد عَفَّيَه اعْلَ صَبْرِي)).

لم يطل مكوثنا كثيراً ، فما نزفته أمي معها من أنين مكتوم وحسرة عليه وعلى أبي وأشقائها ، رغم قصر الوقت ، كان كافياً لأن يملأنا حد التسمم بالألم الممض ، تيقنت أن الحياة ، في أمه ، توقف عن أن تدب في أوصالها ، كأرض اخذ الملح يأكلها بسرعة ، لا تقوى على غسله إلا بماء التلاقي ، الذي يشفينا إنا وهي .
أحسست بفرح وهدوء مفاجئين يجتاحاني برغم وباء الكآبة والألم الذي أصاب جميع المحيطين بي ، كان مبعثه الإحساس بأنه ما زال سالماً ، طالما لم يأت أحد بخبر سيئ ، وما زلت أحتفظ بخبر سلامته طازجاً ، ذلك الذي أخبرني به صديقه . فأقول لنفسي، ما زلنا في أول طريق الفراق الذي لا نعرف مداه ، وقد تجود الأيام بتلاق قريب أو بعيد . لكن لابد منه ، فلأحفظ طاقة الحزن لزمن قد يأتي بمصائب جديدة .
أدركت من هدوء أمي أنها تمكنت من استنزاف حسرتها على أحبة فارقتهم ، وقاسمت أمه الإحساس بالفقد ، وكأنها مباركة عضو جديد في منظومة الألم التي تتسع على العوائل والأمهات . فهبط هدوء بارد لف روحي وجعلها تدور في بحر الذكريات الجميلة التي جمعتنا . وكأني أعود للقاء الأول به . أو لحالات الوجد التي جمعتنا معا . هدوء يمنح الاستقرار والتأني والنظر إلى العالم من زاوية مختلفة لم أعتد عليها . فما زلنا أحياء ، لا بد لنا من إيجاد طريق نلتقي به معاً . أدركت اهرب أنا مثله أيضا ، ولكن لجهة مناقضة لوجهته . أهرب إلى داخلي واستسلم للألم الذي يواجهه هو بطريقة التحدي ، وان كان ثمنه حياته . استسلم بطريقة لابد له أن يرفضها . كان قبل رحيله يَعدُ اعتراضاتي عليه اقرب للدلال منه إلى الرأي . فيكون هروبه مواجهة ضارية ، بينما هروبي أنا ، هروب مكشوف أمام روحي العارية ألان . لا تعفيني أنانيتي عليه من النظر إلى عالمه بتعجب . فليس من السهل عليه هذا الألم الشاسع الذي يوقعه على نفسه وأحبته . إنه شهيد الصمت وخائن العلن .
أدرك أني بمراجعة تأخرت كثيراً عليها ، كان قربه يعميني عن غيره . رغبتي الحرص عليه. انه ثروتي السرية التي لا يراها سوى قلبي ، وأخشى عليها من السرقة في السر والعلن ، والبوح أحد الأبواب المشرعة لسرقته ، أكتمه فرحة مؤجلة لزمن قحط الأفراح . تداعب المخيلة والأحلام في كل لحظة استذكار للقاءاتنا ، أو لحكاية ابتدعها خيالنا من مفردات لا تستحق أن تكون ذكرى ، سوى كونها صدرت منا نحن الاثنين .
لم أنتبه إلا على صرخة واحدة موجعة مقطوعة ، لم تكمل أنينها ، في صمت رافق التكبير لصلاة الفجر في غبش لم أذق فيه النوم . أمسكت قلبي الذي طفر من مكانه صوب بيته . ضاعت الصرخة في فراغ لف الزقاق والمدينة . صرخة يتيمة كيتمي يوم قتلوا أبي لإرغامه على صمت مماثل للصمت الذي يغلف فواجع الصبح الذي انشق عنها قبل قليل . أرقب المارة من نافذة غرفتي المطلة على الزقاق . خرج رجال من الجيران على صوت الصرخة التي أفزعت الجميع ، يهرولون باتجاه الصوت ، وهم ينزلون أكمام أثوابهم على ماء الوضوء لصلاة الصبح ، الذي أعلن حضوره بصرخة أم حسن المكتومة . يعودون مسربلين بالحزن. تترقرق دموع يكتمون إعلانها بأكمام الأثواب التي اختلط ماء الوضوء فيها بماء أعينهم .
أخذت الأبواب ُتفتح وتُخرج النسوة رؤوسهن من شق ضيق يتسع لحجم الرأس ، في محاولة اتقاء نظر الوشاة ، الذين أعلنوا عن أنفسهم وحضروا بكامل قيافة الخوف . ومنعوا الحضور أو التجمهر أمام بيته . بدت صرخات واطئة قصيرة تزرع نفسها بين البيوت من نساءٍ لا يعلن عن أنفسهن . ويكتم الليل حضورهن .
انظر أمي تسند قامتها التي تتهاوى ،على الباب الخارجي للبيت . تهمس لها جارتنا بما يمنع البوح به . لا أعرف كيف هبطت من غرفتي لألتقي بها تكتم صرخة مماثلة لتلك التي انطلقت مع الأذان. فقدت قواي وتهاوى جسدي على الأرض بغفوة لا أرجو اليقظة منها ، حين قالت:
-وجدوه مقتولاً على الحدود......................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من الكويت بروفسور بالهندسة الكيميائية والبيئية يقف لأول مرة


.. الفنان صابر الرباعي في لقاء سابق أحلم بتقديم حفلة في كل بلد




.. الفنانة السودانية هند الطاهر في ضيافة برنامج كافيه شو


.. صباح العربية | على الهواء.. الفنان يزن رزق يرسم صورة باستخدا




.. صباح العربية | من العالم العربي إلى هوليوود.. كوميديا عربية