الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقدسات امريكا الثلاثية ... وسياسة التغيير

يعقوب يوسف
كاتب مستقل

(Yaqoob Yuosuf)

2017 / 5 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


مقدسات أمريكا الثلاثية.... وسياسة التغيير
هناك مقولتين منسوبتين لرئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل الأولى يمتدح فيها الامريكان بأنهم إذا اكتشفوا انهم مخطئين لا يترددون في تغيير سياستهم، والثانية يقول فيها ان من يسيطر على البترول يسيطر على العالم.
بهاتين المقولتين لخص تشرشل الأيديولوجية الامريكية،
وما أجمل الاعتراف بالخطأ فعلا وهو اعلى درجات المصداقية (اليس الاعتراف بالخطأ فضيلة) ام انه خداع وعدم التزام بالمواثيق يجعل الاخرين لا يثقون بهم.
لقد تبين بوضوح ان الحملات الانتخابية الامريكية لم تكن ذات مصداقية على مر العصور فهي أقرب الى اللعبة الانتخابية منها الى الواقع العملي الفعلي فالكثير من الشعارات الانتخابية السابقة لم تمكن الزعماء الامريكان من التقيد بتنفيذها كشعار أوباما الخاص بغلق معسكر غوانتانامو مثلا
.
كلنا نعلم ان أمريكا دولة برلمانية ومؤسساتية وبالتالي فليس كل ما يقره الرئيس ينفذ وأقرب دليل على ذلك هو موقف الكونكرس من مشروع أوباما كير.
كذلك هناك بعض الشعارات هي أقرب الى التلاعب بالألفاظ كما في شعار أمريكا أولا فهل كان شعار كلينتون مثلا أمريكا ثانيا، الم يرفع أوباما شعار صنع في امريكا.
وأخيرا موقف ترامب من المسلمين والسعودية وما قاله عنها وعن ملكها، فيما ذهب مشروعه الخاص بالحد من هجرة المسلمين ادراج الرياح بعد ان أن تم الغائه من المحكمة العليا مؤخرا (على الاقل بصيغته الحالية لما اثاره من جدل واضطرابات اعلامي لأنه قرار اعلامي دعائي أصلا ليقول انه ينفذ شعاراته الانتخابية وهو يعلم جيدا انه في دولة مؤسسات)، اما الضجة الإعلامية التي أثيرت ضده هي التي اوصلته الى السلطة، في حين ان أوباما نفسه أوقف الهجرة من الشرق الأوسط لمدة ستة اشهر دون ان يحدث في حينها اية ضجة.
يهتم الشعب الأمريكي وكأي شعب اخر بمصالحه وتحسين مستواه المعاشي والحد من البطالة وتخفيض الضرائب او تحسين النظام الضريبي والنظام الصحي وغيرها،
هذه المسلمات التي يراهن عليها كل الزعماء ولا يمكن ان يفوز رئيس امريكي مالم يركز على هذه الشعارات لأنها تمس الحياة اليومية المباشرة لكل مواطن، وهنا ينجح من يعرف كيف يتلاعب بالألفاظ لإقناع الناخب وخاصة المواطن العادي.
جاء أوباما ليصحح أخطاء بوش الابن عندما رفع شعار التغيير(change) فإذا كان معروف عن الامريكان التغيير العله كان يقصد تغيير التغيير فزج الشرق الأوسط في أبشع كارثة دموية اُطلق عليها الربيع.
اثناء فترة رئاسته ذهب الرئيس أوباما الى معلمة بناته ليقول لها أنه لم يرسل بناته الى هذه المدرسة لتعلمهن دروس في الدين، (طبعا الموضوع شخصي بالكامل والانسان حر في كل تصرفاته الخاصة دينيا وسياسيا واساسا المعروف عن الحزب الديمقراطي هذا المنهج) ولكن منطقيا كان بإمكان أوباما ان يرسل رسالة الى المعلمة او يرسل زوجته مثلا من دون اية اثارة إعلامية، إلا انها كانت مقصودة بالكامل ليبين انه شخص متحرر ويريد التغيير في نمط الفكر الامريكي، لكن ما اقصده هو، لو أننا عدنا الى الوراء خمسين سنة وجاء نفس أوباما بنفس أفكاره ومبادئه وسياسته، هل كان يجرؤ ان يتصرف هكذا في الوقت الذي كان الغرب وعلى رأسهم أمريكا يتباكون على الاديان ويرعبون الشعوب من الشيوعية التي قيل ان شعارها (الدين افيون الشعوب) هذه المقولة التي ثبت عدم دقتها ولكن بعد ان نفذ مفعولها لأنها لم تقال كشعار بل كتحدي لتلك الأنظمة الفاسدة التي استغلت الدين لمصالحها وادعت انها تقوم بحمايته والدفاع عنه في حين ان اصل الرسالة كانت ....لقد جعلتم الدين افيون للشعوب.
اذن التغيير كان ولازال سمة من سمات النظام الغربي بشكل عام استنادا الى مبدأ المصالح الدائمة.
بل ويقر الكثير من المحللين السياسيين ان عدم قدرة الاتحاد السوفييتي على التغيير السريع في سياساته كان السبب الرئيسي في سقوطه، وهذه أيضا فنزويلا تدفع ثمن عدم قدرة ادارتها على التغيير والتفاعل مع الاحداث الدولية السريعة بجدية فمع اول انهيار لأسعار النفط بدأ النظام يتصدع.
انها مشكلة اليسار العالمي الى اليوم، فالمسألة ليست مجرد تغيير.
اما المقولة الثانية لرجل الدولة التي كانت لا تغيب عنها الشمس فهو اول من كان يعلم ان سبب سقوط بريطانيا هو الحروب البترولية الدموية.
فالبترول هو اهم مقدسات أمريكا، غير المعبود، على الأقل علنا كون الامريكيين مجتمع متحرر لا يؤمن بالعبودية ولا يمكن ان يرجعوا عجلة الزمن أربعة الاف سنة او أكثر الى الوراء لتراهم يسجدوا للنار الازلية كما فعل الزرادشتيين لكن ما يحصل فعلا يثبت هذه الحقيقة.
أمريكا أكبر بلد مستهلك للبترول في العالم ورغم ما تملكه من قدرات هائلة في صناعة الطاقة البديلة فهو يبقى عصب الحياة اليومية الامريكية،
امريكا تستهلك في اليوم الواحد عشرين مليون برميل او أكثر، وهذه ليست مسألة بسيطة في مجتمع اقتصادي كبير جدا.
.
وعلى مر العقود الماضية رأينا الكثير من التغيير في السياسات الامريكية من جهة وأيضا التزام امريكا وتمسكها بمواقفها وثوابتها المعلنة والمتمثلة:
- أمريكا اولا
- البترول أولا
- إسرائيل اولا
ومن لا يعرف هذه الثوابت الثلاثية الابعاد لا يعرف أمريكا، ويبدوا ان السعوديين أكثر من عرف هذه اللعبة وتعامل معها.
السعوديون لم يغدروا بأمريكا كما فعل الاخرون هم اول من ساعد الامريكان في سحب البساط من تحت اقدام الإنكليز ليتحالفوا مع الامريكان وبقوا محافظين متمسكين بهذا التحالف الى هذا اليوم.
سلم السعوديين بترولهم الى أمريكا ليكون مصدر هيمنة أمريكا على العالم وضمان استقرارها الاقتصادي.
تذكروا حديث العاهل السعودي الراحل عيد العزيز نع عبد الرحمن عزام او رئيس لجامعة الدول العربية سنة 1945.
وطبعا لم يكن هذا بلا ثمن، الم اقل اللعبة،
انها لعبة هات وخذ
اذن كيف سيتمكن الحليفين من حل عقدة الإرهاب الوهابي المستشري في كل انحاء العالم اليوم بسبب الدلال الأمريكي والذي يؤرقهم أيضا.
ومن سيفوز في نهاية المباراة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا - مالي: علاقات على صفيح ساخن؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. المغرب - إسبانيا: لماذا أعيد فتح التحقيق في قضية بيغاسوس للت




.. قطر تؤكد بقاء حماس في الدوحة | #غرفة_الأخبار


.. إسرائيل تكثف القصف بعد 200 يوم من الحرب | #غرفة_الأخبار




.. العرب الأميركيون مستاؤون من إقرار مجلس النواب حزمة مساعدات ج