الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة الاستبداد اوهام الدولة وخواء النخب السياسية

علي حسن الفواز

2006 / 1 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


ثمة افتراض يقول اننا قد دخلنا عصر اللامعقول ، وخضعنا اضطرارا أو تماهيا مع هذا الدخول الى انماط معقدة من الثقافات وحقولا واسعة من التفسيرات والتأويلات التي اختلط فيها الوعي الشعبي مع الوعي التاريخي مع تداعيات ما تركه الاستبداد السياسي والثقافي والتديني على العقل الاجتماعي ،، والتي ذهبت بالنصوص الى غير مأخذها!! فضلا عن افتراض قراءات وثوقية وجبرية تتعدد في وجوهها وتفرض مقاصدها في الايديولوجيا وفي السياسة ،لكنها تصب بالاتجاه الذي يؤسس فهمه وشروطه على ظاهر النص ،أو أنها تضع النص خارج سياقه التاريخي والمعرفي ..... ان هذا اللامعقول لاشأن له بالمرجعيات اللغوية أو الاعتقادية التي تفسر النص في ضوء ما ينتجه من علامات وتفقهات تضعه ازاء معقول يرتبط بالمعنى والفكرة ، اذ ينخرط اللامعقول هنا في تكريس نمط ثقافي هو جزء من كينونة العربي القائمة على الميتا واقعي والميتا جمالي ،مثلما يقوم ايضا على انتاج تداعيات تدخل في تأويل صفة المطلق ، فضلا عن كونها تصب باتجاه تزييف الفكرة والمعنى واغراقها بنوع من التحويلات الفاقدة لأي اساس معايري كثقافة ومفهوم ونظم تبررها الوقائع ، انها تدخل في اطار سياسي قمعي يقوم على اساس التماهي مع السلطة الابوية بكل مركباتها المعقدة والتي تسوّق شمولية القمع وانتاج شروطه في العائلة والمؤسسة والجامعة والدولة ،، وهو الذي يجعلنا امام أجندة طويلة وراسخة من الاستبداد المركب الذي يقول عنه عبد الرحمن الكواكبي بانه أساس كل فساد في الامة... ان علاقة اللامعقول بالاستبداد هو علاقة السلطة بالمجتمع( أية سلطة كانت !!) وعلاقة الحاكم بالمحكوم وعلاقة المالك بالمملوك ،وعلاقة رجل الدين بالاتباع ، وعلاقة سايكولوجيا التهييج بالحشد ،،اذ ثمة عوامل نفسية وباطينة واستلابية تحكم هذه العلائق لتجعلها دائما بؤرا تواليدية لظاهر من اللامعقول الانساني والحضاري التي يكمها قانون السيطرة والغياب ......
ظاهرة اللامعقول الثقافي في هذا الاطار تمثل محاولة في تثبيت اشكال العصاب الفردي والفئوي مثلما هي صيغة مجازية للامعقول السياسي والاجتماعي والفقهي الذي نعيش اليوم الكثير من تداعياته وشواهده !اذ وضعت الخطاب الانساني(الثقافي والديني والاجتماعي ) في مجال تداولي يفترض تضخيم الكثير من الافكارو المفاهيم تحت ضواغط قصدية وقسرية في التعاطي مع الاشارة والرمز والاستعارة ! والذي يضع ماهو ثقافي خاضعا الى اليات يفلسفها الجدل القائم على الفعل ورد الفعل الذي عادة ما يصنع ايديولوجيا قهرية ،تقوم على نوع خاص من القراءة الضاغطة التي تعمد الى نفي استحقاقات الزمن ونفي كينونته، اي انها تجعلنا في اطار سياسة النفي المنهجي الذي يشرعن ادلجة خاصة للنص وادلجة خاصة للسلطة وادلجة محددة للتاريخ،وبالتالي فانه يفقد سيطرته على انتاج ماهو واقعي ومنطقي ،،كما انه يضع النص الديني ذاته في اطار قياسي يخضع لمحمولات الادلجة التي تنأى به كفكر ونظام معرفي اعتقادي وكنص مفتوح له رسالة شاملة جوهرها الانسان ومفاهيم العبادات والمعاملات ..
ان شيوع ثقافة الصدمة بعد احداث 11/9 وتوظيفها امريكيا ،يمثل بداية السعي الغرب/ حضاري الى تفكيك الكثير من الوقائع والعلاقات والمفاهيم المندمجة ضمن علومنا النقلية ،باتجاه نوع آخر من اللامعقول النفسي الذي بدأ يصنع لنا ازمات فائقة وغير معروفة ،تقوم على اساس الشك المنهجي !! التشكيك بحيوية العقائد في انتاج نظام اجتماعي وثقافي واقتصادي يؤّمن نظام متكامل من المعيش والرفاهية والتنمية والحيوية الحضارية ،،، التشكيك بالمعارف والتاريخ والتدوين !! التشكيك كذلك بمفاهيم التنوير والنهضة والحوار مع الآخر أو التمازج معه كما اراد طه حسين ذات مرة !!! لقد وضع هذا الانزياح الجديد وغير المسيطر عليه العقل العربي امام اشكالات معقدة وغائمة تبدأ من عوالمه المغلقة و(علومه) غير المادية وانتهاء بالكيفيات التي اقترحتها التثاقفات وطوال اكثر من قرنين والتي اقترح معظمها طبعا المستشروقون و التي تجيز وتحلل الحوار مع الآخر على اساس التفاعل وتداول ماهو معرفي وانساني وتاريخي ،، مثلما وضعته امام عقدة جديدة هي عقدة السياسي غير العضوي والسلطوي المهيمن واللذين تحولا من مرجعية النهضوي التنويري الى مرجعية التحرري الثوري ثم الانقلابي المتمرد ، ومن ثم الى النمطية الدينية والاصلاحية الخاضعة لمفاهيم الامركة في شروط فهما للصراع خاصة خلال ماسمي بسنوات الحرب الباردة ،، ،وربما هو ذاته الذي تماهي جانب منه الى العقل الاصولي بكل قهريته وتكفيره،والذي اقام قطيعة بين الثقافي الانساني والثقافي المرجعي،بين الثقافة كحرية ومشروع للتغيير وبين الثقافة كنصوص قصدية ثابتة، بين الثقافة كعلم موضوعي قابل للتغيير والانزياح والتجدد وبين الثقافة كخرافة طاردة لما هو واقعي ومكشوف للنهضة والتغيير والديمقراطية ... ان هذه القطيعة قد اسهمت في انتاج وتمويل النظم الديكتاتورية على مستوى آليات الحكم وعلى مستوى التركيبات الاجتماعية والسياسية،،،وعلى مستوى انتاج العقائد والادلجات التي هيمنت على العقل العربي خلال السنوات الماضية وسط غياب كوني للعقائد البديلة وللعسكرة التي اسهمت في تنفيذها الدولة الامريكية في مواجهة تداعيات ما بعد الحرب الباردة وفشل المشروع السياسي والايديولوجي والاقتصادي والتحرري للدولة السوفيتية،،وخواء العقائد المحلية التي اقترنت ايضا بفشل المشروع التحرري العربي وفقدان الايديولوجيا القومية لاية آلية شرعية ،اذ انها وطوال اكثر من اربعين عاما لم تنتج لنا سوى انظمة ديكتاتورية وحكام دكتاتوريين اسهموا جميعا في انتاج كل الخراب والهزائم العربية ..
ان الحديث عن مفهوم الديكتاتور والاستبداد عربيا خارج عوامل انتاجه يعدّ قراءة ناقصة ،وان الحديث عن نشوء ظاهرة الارهاب وشيوع ثقافات العقل التكفيري خارج سياقه يعدّ هو الاخر تكرارا لحديث الفشل الذي تواجهه قوى التنوير العربي في التعاطي مع ظواهر الدولة الفاسدة والثقافة المشوهة والتشكلات الاجتماعية القادمة من اثنيات وعقد اجتماعية وعرقية وطائفية ....
فهل نحن عاجزون حقا عن انتاج نظم حضارية ؟ وهل نحن لانملك شروطا موضوعية وتاريخية ومادية لانتاج تصورات عن أشكال منسبة للدولة الديمقراطية التي تكفل حقوق الانسان وحريته وتنميته وتحترم تعدديته في الخيارات والافكار ؟ وهل ان قناعتنا بان الحداثة كتطبيق وليست كأيديولوجيا هي مشروع غرب امريكي واننا لانعدو ان نكون مستهلكين لقيمها المادية والانتاجية ؟؟؟ وهل ان الحديث عن ما يسمى بالثقافة الليبرالية والتعددية والدستورية هو حيث يقود الى المتاهة ، ويقود ايضا الى تفكيك دولتنا الواحدة الموحدة ومجتمعنا الملتف حول مصدر الهامه وقوته (اقصد هنا ظاهرة الحاكمية ) وان فهمنا للدولة يظل فهما قاصرا (أقصد دولة القانون والدستور ) لاننا مازلنا نكرسّ الفهم القديم للدولة القبيلة والدولة ذات الرسالة الخالدة الطاردة لغيرها !!!!؟؟
ان هذا الفهم القاصر والمعقد في آن ،، يحتاج بالضرورة الى مقاربات فاعلة وعميقة في قراءة خطاب الازمة اولا وفي ادراك كل العوامل التي أدت الى صناعتها في التاريخ والسياسة والثقافة ثانيا وكذلك الكشف عن الاختلالات البنيوية التي اسهمت في تشويه الخطاب النهضوي التنويري الذي كان عنوانا مهما وواسعا للكثير من النخب الثقافية العربية في القرن التاسع عشر ثالثا ، اذ انعكست الكثير من معطيات الثقافة التنويرية على فهم ثقافة الاحياء وثقافة أنسنة الآخر في مظانه الحضارية وثورته الصناعية والعلمية والثقافية وفي مجالات حقوق الانسان والمعارف والحقوق العامة والتي اشاعت الكثير منها تداعيات الثورة الفرنسية !!
لقد وضعت أحداث ايلول الامريكي العالم ازاء زلزال وجودي وتاريخي انعكس على محو الكثير من التأسيسات التي انجزها الخطاب التنويري خلال مرحلة محمد علي باشا وبداية نشوء ما سمي بالعصور الحديثة مثلما وضع النظام المعرفي الكوني امام محنة ثنائيات استحواذية المعرفة ازاء القوة ، الوجود ازاء العدم ، الايديولوجيا ازاء الواقع ،التحقق ازاء الغياب، وهذه الثنائيات وضعت العقل الامريكي في اطار وظيفة مزيفة تقوم على جوهر ايديولوجي استعلائي ،تختلط فيه الكثير من الاحكام والاوهام والافكار الذرائعية التي تستند الى الواقع / الصدمة وخداعه!! وربما تضعه كمجال معياري لتطبيق دلالات متعدية في الايديولوجيا ذاتها ، وتحويل معيارها العقائدي التبشيري من ثقافة صراعية مكشوفة الى انظمة ومؤسسات ونشاطات وجدت تحققاتها فيما بعد كتشكلات واستحقاقات ثقافية سياسية عبر تسويق نظريات الاصلاح السياسي وتطبيق الديمقراطيات ومفاهيم الاقتصاد الحر وحقوق الانسان والتعددية السياسية ،لقناعة امريكية بان الشكل القديم للدولة العربية الاسلامية ذات المرجعيات العصابية والعسكرية هو المجال المحرض والمثير للعنف والارهاب والثقافة القهرية ،ولا مجال لاقصاء هذا المجال الاّ بتفكيك المنظمات الفكرية والبنائية والتعليمية والاقتصادية للدولة العربية القديمة ...

ان شيوع ثقافة الصدمة وثقافة الخوف خلال السنوات الماضية ، وتحوّلها الى شكل يحكم الكثير من سياقات العلاقات العامة وربما وضعها في اطار فاعليات مجتمعية وسياسية يمثل بداية التصدع الحقيقي في شكل الدولة العربية وفي مفهوم الحاكمية وفي ما يسمى بالمرجعيات الوطنية التحررية للنخب التي توالت الحكم العربي طوال مدة النصف الثاني من القرن العشرين ،والتي فشلت في الموائمة الحقيقية مع الغييرات الكونية وانتاج نموذج حضاري متقدم يؤمن بتغيير الثياب العائلية للسلطة وتعددية التفكير والاختلاف داخل نسقها ونظامها ،،،فضلا عن ان هذه الدولة كشرت عن انيابها وجوهر تفكيرها العسكرتاري بعد أول مواجهة حقيقية مع نمط يمثلها في الاستحواذ والهيمنة ،، بدءا من الحرب العراقية الايرانية وصولا الى الحرب المكشوفة والعصابية مع النمط الامريكي ونموذجه الجديد . كما ان هذه الثقافة بكل تداعياتها واسئلتها كشفت عن خواء النخب السياسية والدينية والعرقية ، اذ عمدت هذه النخب الى محاولة تمثّل مفهوم الدولة النوعية العرقية والقومية التي تشبه الى حدّ ما اشكال الدول التي حدثت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بين التشيك والسلوفاك ودول البلطيق ، ودولة يوغسلافيا القديمة على اساس عرقي وطائفي وليس على اساس ديني ،اذ ظلت هذه الدول حافظة لنظامها العلماني لكن ضمن سياق التطرف القومي والطائفي .. وهو ما حدث في اندينوسيا بعد استقلال تيمور الشرقية على اساس ديني طائفي وبارادة غربية طبعا !!! وهو ما نجد بعض ملامحه ايضا في العراق الجديد ،وكأن ممثلي هذه النخب يمارسون سعيا أوليا للبحث عن ثقافة (تطهيرية ) توازي في انعكاساتها النفسية الاثر الذي تركته الصدمة على ثوابت الثقافة العربية ،ولعل من ابرز تجليات هذه الظاهرة هو الكشف عن هشاشة وضعف القوى السياسية المدنية والتشكيلات الحزبية الوطنية التي تتباهى احيانا بتاريخها الطويل ،مقابل قوة النوع العصبوي العسكري القبلي ، اذ ان اية مراجعة لطبيعة التشكل الخاص للقوى التي انغمرت في الظاهرة الانقلابية سنجد انها تحمل سمات النوع العسكري والطبقي والعنصري ،والذي ينعكس بالفعل على نمط الدولة ما بعد الانقلابية في طبيعتها الصراعية والاستحواذية وسعيها السيكوباثي لتفكيك المراكز القديمة في نظام الوفرة والسوق والتراتب الاجتماعي والايديولوجي وكذلك انتاج ظاهرة السجون والسجناء السياسيين بشكل واسع ، مقابل ذلك تسعى هذه الدولة الى تغييب اية مرجعية للدستور والقوانين ،وربما عدّ البعض من القيمين في الدول ان الدستور والقوانين الكافلة للحقوق هي ظواهر غربية وهي انتاج دائرة الفكر الكافر التي يجب محاربتها لانها من البدع التي تقود الى التهلكة ..
ان ظاهرة الاستبداد النوعي والشامل هي انتاج فعلي لهذه الدولة والذي تجاوز كثيرا كل تاريخ الاستبداد في موروثنا العربي والاسلامي ،،فضلا عن ان ثقافة الاستبداد هي المسؤولة ايضا عن شيوع ثقافة اللامعقول باعتبارها ثقافة افراغية لاتحتاج الى شواهد حاضرة قدر حاجتها الى تاريخ تكرسه النصوص المتداولة ورواة يمكنهم تسويق هذه الثقافة وخطاباتها ومثيراتها بامتياز !!!
ولعل هذ اللامعقول تحوّل بحكم قاعدة التكرار والتكريس الى ايديولوجيا اقصائية لها شعاراتها ومريدوها ومقدسها واحكامها التي توجب العقاب والاقصاء ، وقد اسهم هذ اللامعقول ايضا في انتاج اردأ انواع الاستبدادات واقساها ، اذ كان استبدادا مركزيا
نافيا كل انواع الحورات مثلما هو يعمد الى ديوغمائية تؤله النمط في الشخصانية الذي يقابل ذات النمط الديكتاتوري ....
ان حاجتنا الى تفكيك الاستبداد هي حاجة مركبة تتناغم فيها الحاجة الى اعادة قراءة التاريخ ونزع الكثير من القنابل الموقوتة في نصوصه واحداثه ورواة هذه الاحداث الذي تركوا فم التاريخ مفتوحا كما يقول الشاعر عدنان الصائغ !!!!
وكذلك الحاجة الى صيرورة الدولة المهنية التي تكفل الحقوق والحماية والتنوير بكل شروطه التعليمية والقانونية والثقافية ولاقتصادية ، والتي تتفتت فيها مراكز العصاب
الى محركات تفعّل عملية التغيير الذي يبلور تباعا مفاهيم المواطنة وعلاقتها بالحاكمية فضلا عن مفهوم التحول باتجاه الدولة المعلوماتية التي تنتهي فيها ثقافة الرقابة مقابل اشاعة مبدأ الحصول عليها وتداولها والحوار معها دون حساسية ، ولعل دولة تداول المعلومات هي الدولة التي تنحلّ فيها المراكز العصابية وتتسع فيها
فضاءات التنوير والنهضة ،، واحسب ان صيرورة هذه الدولة ليست مستحيلة ازاء مراجعتنا الدائبة لتاريخ دولتنا الانقلابية التي لم تجلب لنا سوى الهزائم والخيبات والمزيد من الجياع والمحرومين والديون الخارجية ،وكذلك تاريخ ايديولوجياتنا المعاصرة من اليسار واليمين والتي لم تجلب لنا الاّ نماذج مشوهة فاقدة لروح المكان وتمثل عوامله وشروطه وحياته ،،،فضلا عن تاريخ ثقافتنا المعاصر والذي اقترن بوجود الدولة والايديولوجيا كان تاريخا ايهاميا ورومانسيا ،ظل مطرودا من الواقع والفاعلية ،وان علاقته به لاتأتي الاّ عن طريق الايديولوجيا او الدولة ومؤسساتها خاصة الجامعة التي لاترقى في دورها التغييري الى مستوى الجامع في تكريس نمط المثقف التديني التقليدي المكرس لثقافة النوع والطائفة وليس الثقافة المهنية والعلمية ....
ان ظاهرة اللامعقول في ثقافتنا المعاصرة هي اخر فصول الترجيديا العربية التي تعيش قلقها وازمتها بعد التصدع العميق الذي اصاب حياتنا وانماط فهمنا التقليدي للدولة القديمة ،دولة الحماية والكفاية ،/ والذي هزّ معظم النظم الديكتاتورية الماكثة في المكان العربي تحت شعارات القوة والحاكمية الرشيدة !!! وكذلك تغيّر الكثير من المعادلات السياسية التي كانت تحكم علاقات الدول مع بعضها ومع الاخرين في اطار المصالح السياسية والتجارية وحسابات الصراع التي تحكمها عوامل الجيوسياسية وطرق الحرير السياسي والذي اسهم سابقا في خلق ممرات هادئة لتبادل الثقافات واشكال العلاقات السياسية والتداول المسكوت عنه في قراءة التاريخ ....، ان الدخول الدراماتيكي للاستعمار المعلوماتي الى المكان العربي لم يأت من فراغ ،وان طروحاته في الميتا ثقافة هو محاولة لشرعنة وجوده كعنصر فاعل وحيوي في خلق انماط من الرفاهيات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لمجتمعات تعاني من قهر تاريخي طويل ، فضلا عن آليات الحكم المتوارثة والخارجة من معطف العسكري الانقلابي القديم لم تعد قادرة على تجديد فعلها الوجودي والتاريخي والذي اوقعها في مأزق (حوار الطرشان ) مع الاخر ،،وربما كان مؤشرا على تحول كينوني كبير في العقل الغرب امريكي وطرق تعاطيه مع مناطق التوتر أو طرق تصريف مصالحه !!! وعدم ادراك هذه القوى لسرانية التحوّل الصراعي والذي افقدها مبادرة التواصل واطمئنان البقاء وتوالد النموذج ، وازاء هذا يمكن ان نعدّ اللامعقول العصابي والرهابي هو انتاج معقد ،ربما اسهمت به قوى (سرية ) ترتبط بهذا الطرف اوذاك وربما هو ايضا انتاج تعويضي لخطاب المحنة الذي اسهمت في صناعته القوى القديمة في الدولة والقبيلة والحزب والجامع ،و الذي أذن بانهيار زمن تسيّد النخب التقليدية بعد فشل مشروعها وبرنامجها التنويري النهضوي وصعود نخب جديدة لم تكتمل ملامح حضورها بعد ...-








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هجوم إسرائيل -المحدود- داخل إيران.. هل يأتي مقابل سماح واشنط


.. الرد والرد المضاد.. كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟ و




.. روايات متضاربة حول مصدر الضربة الإسرائيلية لإيران تتحول لماد


.. بودكاست تك كاست | تسريبات وشائعات المنتجات.. الشركات تجس الن




.. إسرائيل تستهدف إيران…فماذا يوجد في اصفهان؟ | #التاسعة