الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق ..والأزمة المتصاعدة مع قطر!

نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)

2017 / 6 / 7
السياسة والعلاقات الدولية


العراق ..والأزمة المتصاعدة مع قطر!

في تطور يؤشر على الكثير من المخاطر التي تهدد أمن المنطقة واستقرارها، أعلنت كل من المملكة العربية السعودية، مملكة البحرين، مصر بالاضافة الى الامارات العربية المتحدة قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر، واتهمتها باحتضان ودعم الارهاب ومنظمات ارهابية مثل الاخوان المسلمين والقاعدة وداعش، كما أعلنت قيادة التحالف إنهاء مشاركة قطر في حرب اليمن.
وبررت مملكة البحرين قطع العلاقات بسبب “إصراره قطر على المضي في زعزعة الأمن والاستقرار في المملكة والتدخل في شؤونها والاستمرار في التصعيد والتحريض الاعلامي ودعم الانشطة الارهابية المسلحة وتمويل الجماعات المرتبطة بإيران للقيام بالتخريب ونشر الفوضى في البحرين في انتهاك صارخ لكل الاتفاقات والمواثيق ومباديء القانون الدولي دون ادنى مراعاة لقيم او قانون او اخلاق او اعتبار لمباديء حسن الجوار او التزام بثوابت العلاقات الخليجية والتنكر لجميع التعهدات السابقة” وذلك وفق بيان صدر صباح يوم الاثنين عن الخارجية البحرينية.
وقال بيان أعلنته وكالة الأنباء البحرينية الرسمية “أن مملكة البحرين تقطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر حفاظاً على أمنها الوطني وسحب البعثة الدبلوماسية البحرينية من الدوحة وامهال جميع افراد البعثة الدبلوماسية القطرية 48 ساعة لمغادرة البلاد مع استكمال تطبيق الاجراءات اللازمة” .
كما قال البيان” نعلن غلق الاجواء أمام حركة الطيران واقفال الموانئ والمياه الاقليمية أمام الملاحة من وإلى قطر خلال 24 ساعة من إعلان البيان” .
وأضاف “واذ تمنع حكومة مملكة البحرين مواطنيها من السفر الى قطر أو الاقامة فيها فإنها تأسف لعدم السماح للمواطنيين القطريين من الدخول إلى أراضيها اوالمرور عبرها كما تمنح المقيمين والزائرين القطريين مهلة 14 يوما لمغادرة أراضي المملكة تحرزاً من اي محاولات ونشاطات عدائية تستغل الوضع رغم الاعتزاز والثقة العالية في إخواننا من الشعب القطري وغيرتهم على بلدهم الثاني “.
وأضاف البيان”ان الممارسات القطرية الخطيرة لم يقتصر شرها على مملكة البحرين فقط، انما تعدته الى دول شقيقة احيطت علما بهذه الممارسات التي تجسد نمطا شديد الخطورة لايمكن الصمت عليه او القبول به وانما يستوجب ضرورة التصدي له بكل قوة وحزم .
وختم البيان” مع أسف مملكة البحرين لهذا القرار الذي اتخذته صيانة لأمنها وحفاظا لأستقرارها فانها تؤكد حرصها على الشعب القطري الشقيق الذي يدرك معاناتنا وهو يشهد مع كل عملية إرهابية سقوط ضحايا من اخوانه وأهله في البحرين بسبب استمرار حكومته في دعم الارهاب على جميع المستويات والعمل على اسقاط النظام الشرعي في البحرين “.

السعودية
ولم يمض وقت طويل حتّى صدر بيان عن الخارجية السعودية، حيث أعلنت قطع كافة العلاقات الدبلوماسية مع قطر وإغلاق كافة المنافذ الجوية والبحرية البرية.
وصرح مصدر مسؤول أن حكومة المملكة العربية السعودية انطلاقاً من ممارسة حقوقها السيادية التي كفلها القانون الدولي ، وحماية لأمنها الوطني من مخاطر الإرهاب والتطرف ، فإنها قررت قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية مع دولة قطر ، كما قررت إغلاق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية ، ومنع العبور في الأراضي والأجواء والمياه الإقليمية السعودية، والبدء بالإجراءات القانونية الفورية للتفاهم مع الدول الشقيقة والصديقة والشركات الدولية لتطبيق ذات الإجراء بأسرع وقت ممكن لكافة وسائل النقل من وإلى دولة قطر ، وذلك لأسباب تتعلق بالأمن الوطني السعودي وذلك وفق بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وقال البيان” لقد اتخذت المملكة العربية السعودية قرارها الحاسم هذا نتيجة للانتهاكات الجسيمة التي تمارسها السلطات في الدوحة ، سراً وعلناً ، طوال السنوات الماضية بهدف شق الصف الداخلي السعودي ، والتحريض للخروج على الدولة ، والمساس بسيادتها ، واحتضان جماعات إرهابية وطائفية متعددة تستهدف ضرب الاستقرار في المنطقة ، ومنها جماعة (الإخوان المسلمين) و (داعش) و(القاعدة) ، والترويج لأدبيات ومخططات هذه الجماعات عبر وسائل إعلامها بشكل دائم ، ودعم نشاطات الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران في محافظة القطيف من المملكة العربية السعودية ، وفي مملكة البحرين الشقيقة وتمويل وتبني وإيواء المتطرفين الذين يسعون لضرب استقرار ووحدة الوطن في الداخل والخارج ، واستخدام وسائل الإعلام التي تسعى إلى تأجيج الفتنة داخلياً كما اتضح للمملكة العربية السعودية الدعم والمساندة من قبل السلطات في الدوحة لميليشيا الحوثي الانقلابية حتى بعد إعلان تحالف دعم الشرعية في اليمن” .
وأضاف البيان” كما أنها اتخذت هذا القرار تضامناً مع مملكة البحرين الشقيقة التي تتعرض لحملات وعمليات إرهابية مدعومة من قبل السلطات في الدوحة” .
كما وقال البيان” إنه منذ عام 1995م بذلت المملكة العربية السعودية وأشقاؤها جهوداً مضنية ومتواصلة لحث السلطات في الدوحة على الالتزام بتعهداتها ، والتقيد بالاتفاقيات ، إلا أن هذه السلطات دأبت على نكث التزاماتها الدولية ، وخرق الاتفاقات التي وقعتها تحت مظلة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالتوقف عن الأعمال العدائية ضد المملكة ، والوقوف ضد الجماعات والنشاطات الإرهابية ، وكان آخر ذلك عدم تنفيذها لاتفاق الرياض.
وأضاف البيان” إنفاذاً لقرار قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية يمنع على المواطنين السعوديين السفر إلى دولة قطر ، أو الإقامة فيها ، أو المرور عبرها ، وعلى المقيمين والزائرين منهم سرعة المغادرة خلال مدة لا تتجاوز 14 يوماً ، كما تمنع ، بكل أسف ، لأسباب أمنية احترازية دخول أو عبور المواطنين القطريين إلى المملكة العربية السعودية ، وتمهل المقيمين والزائرين منهم مدة 14 يوماً للمغادرة؛ مؤكدة التزامها وحرصها على توفير كل التسهيلات والخدمات للحجاج والمعتمرين القطريين”.
وقال البيان” تؤكد المملكة العربية السعودية إنها صبرت طويلاً رغم استمرار السلطات في الدوحة على التملص من التزاماتها ، والتآمر عليها ، حرصاً منها على الشعب القطري الذي هو امتداد طبيعي وأصيل لإخوانه في المملكة ، وجزء من أرومتها ، وستظل المملكة سنداً للشعب القطري الشقيق وداعمة لأمنه واستقراره بغض النظر عما ترتكبه السلطات في الدوحة من ممارسات عدائية”.

مصر والإمارات
وفي وقت لاحق، أعلنت كل من مصر والامارات العربية المتحدة عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، كما منعت الامارات العربية المتحدة مواطنيها من السفر إلى قطر أو البقاء بها أو المرور عبرها.

التحالف في اليمن
الى ذلك، أعلنت قيادة التحالف انهاء مشاركة قطر في اليمن لدعمها القاعدة و داعش.وقالت قيادة تحالف العدوان على اليمن في بيان نشرته وكالة الانباء السعودية، إنها "قررت إنهاء مشاركة دولة قطر في التحالف بسبب ممارساتها التي تعزز الإرهاب ودعمها تنظيماته في اليمن ومنها القاعدة وداعش" بالاضافة الى "تعاملها مع الانقلابيين في اليمن" حسب ما جاء في البيان.

ماذا يجري بالضبط؟!
اندلعت الأزمة المفتعلة الحالية مع قطر بعيد القمم الثلاث التي عقدها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الرياض،والتي تباهى في أعقابها ترامب عبر تصريحات رسمية بأنه استرجع أموالاً خلال زيارته للسعودية، ليوفر للأمريكيين الوظائف الوظائف الوظائف، ومشدداً أمام قادة دول مجلس التعاون الخليجي، على أن واشنطن لن ترسل قوات الدفاع عنهم وعن غيرهم في الشرق الأوسط، ملمحاً بطريقة ديبلوماسية. بأن الخلافات الداخلية بين دول المجلس أمر يخص هذه الدول، وأن واشنطن تقف على مسافة واحدة من قطر، ومن الدول التي أثارت هذه الأزمة على خلفية تصريحات نُسبت لأمير قطر، نفتها الدوحة رسمياً وأكدت أنها مفبركة تم دسها بعد اختراق حسابات وكالة الأنباء القطرية التي نقلت تلك التصريحات.
وحرصت واشنطن بعد تصاعد هذه الأزمة في حرب إعلامية غير متكافئة شنتها السعودية ومحورها في مجلس التعاون بالاضافة إلى مصر ضد قطر، على الاشادة بدور قطر في مكافحة الارهاب، في إشارة تشبه بالضبط مافعلته السفيرة الأميركية السابقة في بغداد (أثناء غزو الكويت) أبريل غلاسبي حين تركت له انطباعاً بأن الأمريكيين لن يتدخلوا في "قضية حدودية" بين دولتين عربيتين، وهو ما فسّره بأنه ضوء أخضر أميركي للمضي في مشروع غزو الكويت.
فهل ستتعرض قطر لغزو عسكري بري واجتياح يطيح بالشيخ تميم آل ثاني سيما وأن أسرة آل ثاني وأبناء عمومة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، تبرأت وفق الاعلام السعودي، من توجيهات أميرهم على خلفية رسوم "مسيئة" للمملكة نشرتها قناة "الجزيرة"، ووجهت العائلة اعتذارها من خلال بيان بعثت به للملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولشعب المملكة.
وبحسب صحيفة"الرياض" السعودية قالت عائلة آل ثاني: "إن رفض العائلة لسياسات تميم حاكم قطر لم يعد قابلاً للكتمان أو التخطي، وأنهم يعلنون التبرؤ من تلك السياسات قبل أن تغرق المركب بالعائلة بسبب أفعال تميم بن حمد، مبدين غضبهم من سياسات تميم تجاه دول الخليج".
وأوضحت الصحيفة السعودية، أن بيان الاعتذار الذي جاء تحت عنوان "فرع أحمد بن على من أسرة آل ثاني"، وهو أول حاكم لدولة قطر بعد الاستقلال، يأتي في وقت قد تكون قطر مقبلة على انقلاب جديد في الحكم يعيد الدولة إلى الأسرة الأصلية الحاكمة، وذلك على حد قول صحيفة "الرياض".
وأضافت صحيفة "الرياض"، أن الأمر الذي يؤكد حالة التوتر التي تسود أفراد عائلة "آل ثاني" من نتائج سياسات "تميم" على مستويات مختلفة، وخوفهم من فقدان علاقتهم مع دول عربية كبيرة وشقيقة كدول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، الأمر الذي يفتح التساؤل عن إمكانية تكرار قصة (العقوق) التي امتازت بها قطر منذ الحاكم السابق لدولة قطر "حمد بن خليفة" الذي انقلب على والده وانتزع الحكم منه بلا حق، حتى انقلاب الأمير الطائش "تميم" على والده بدعم من والدته موزة، وفقًا للصحيفة السعودية.
إذن فان مايجري بالضبط في كل هذه الأزمة هو أن أمراً دُبر بليل للتخلص من "الأمير الطائش" كما عبرت صحيفة "الرياض" السعودية، ولو بالغزو العسكري، أو بالتلويح به كورقة ضغط تدفع أو تساعد جناحاً في إسرة آل ثاني للانقلاب على الأمير الشاب،لإخراج قطر من أي معادلة تكون فيها إيران طرفاً قوياً خصوصاً وأن قطر وقعت عام 2015 اتفاقية تعاون أمني وعسكري معها تسمح للقوات الايرانبة بالدخول الى داخل المياه الإقليمية القطرية لملاحقة مهربين وارهابين.

العراق وقاسم سليماني
الى جانب إيران، ذُكر اسم العراق كثيراً في الأزمة الحالية مع قطر ، فقد زعمت صحيفة "عكاظ" السعودية أن وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الذي زار بغداد أواخر الشهر الماضي والتقى رئيس الوزراء حيدر العبادي حيث تم الاتفاق بينهما على إعادة فتح السفارة القطرية، التقى في مقر إقامته في العاصمة العراقية مستشار الحكومة العراقية قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني، إذ اعتبرت السعودية عبر "عكاظ" أن اللقاء جاء في سياق ما سمته "انقلاب" أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، على الإجماع العربي والإسلامي وإعلان الرياض، وأنه انحياز كامل لإيران و"ميليشياتها" في المنطقة، وأن أمير قطر ضرب عرض الحائط بالتضامن الخيلجي والعربي والإسلامي الذي تحقق في قمم "العزم يجمعنا".

نفي خجول
وحظيت مزاعم "عكاظ" باهتمام اعلامي عربي ودولي واسع دون أن يدفع ذلك الحكومة العراقية الى توضيح موقفها، ولم تقدم شروحات متكاملة لهذه المزاعم، ماعدا نفي "خجول" لم يحظ بنفس الاهتمام العربي والدولي ، خصوصاً وأن الصحيفة زعمت أيضاً أن ما وصفته بـ "الاجتماع السري" بين آل ثاني وسليماني، "تم ترتيبه من خلال الحكومة العراقية مقابل عدم مطالبة الدوحة بمبلغ الـ500 مليون دولار التي تركتها الدوحة في مطار بغداد، بطريقة مثيرة ومريبة في أعقاب الإفراج عن الرهائن القطريين".وهو الأمر الذي تطلب موقفاً عراقياً واضحاً وصريحاً يحول دون السماح للسعودية بالخوض في "تفصيلات"خلف ستارة المشهد العراقي الداخلي، ويعزز من دور
العراق المستقل، وأنه على إفتراض أنه قام بدور الوسيط لجمع سليماني وآل ثاني في بغداد ، فانه يقوم بذلك - إن قام به - للمساعدة في نزع فتيل التوترات في علاقات الدول الإقليمية التي تحيط بالعراق، وتترك صراعاتها تداعيات خطيرة مباشرة على أمنه القومي ومصالحه الوطنية.
واللافت في الاعلام العراقي الرسمي أيضاً أنه لم يتعامل مع هذه "المزاعم" بالمهنية المطلوبة لكشف تناقضات مانقلته "عكاظ" التي كانت معلوماتها لا تتوافق مع السياق الخيري، وأنها ذكرت أنها "تواصلت مع المسؤولين في السفارة القطرية في عمّان للحصول على تأكيدات، إلا أنها رفضت التعليق على الأمر"، ولم تكلف نفسها التواصل مع السفارة العراقية في الرياض مادامت بغداد هي "الوسيط" حسبما زعمت.

المطلوب
وفِي كل الأحوال، ورغم شح المعلومات المتوفرة عن الخطوة التالية التي ستلجأ اليها الدول الأربع : السعودية والإمارات والبحرين بالاضافة الى مصر تجاه قطر، يتعين على العراق القيام باتصالات ديبلوماسية على مستوى عال، وأن يوفد السيد حيدر العبادي مبعوثين شخصيين عنه الى هذه الدول وتركيا وايران والى الولايات المتحدة وحلفائها المشاركين في الحرب على داعش، والى روسيا، وشرح مايجب شرحه ووضع الجميع أمام مسؤولياتهم في حفظ أمن المنطقة واستقرارها على أعتاب الانتهاء من معركة تحرير الموصل، وأن يطلق مبادرات مناسبة في إطار الحفاظ على مصالحه والأمن الإقليمي في منطقة بالغة الأهمية والتأثير على اقتصاديات العالم، خصوصاً وأن قطر المتهمة بالتدخل في دعم التوتر في العراق،ترغب بالانفتاح إيجابياً على العراق وإعادة فتح سفارة لها في بغداد. وأن يُحسن العراق بموازاة نشاطه الديبلوماسي، أداء آلته الإعلامية الرسمية بما يؤكد استقلال خطابه والموقف من كل هذه التطورات، وهي ليست إلا الشيء المعلن، وما خفي كان أعظم!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان: متى تنتهي الحرب المنسية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. الولايات المتحدة: ما الذي يجري في الجامعات الأمريكية؟ • فران




.. بلينكن في الصين: قائمة التوترات من تايوان إلى -تيك توك-


.. انسحاب إيراني من سوريا.. لعبة خيانة أم تمويه؟ | #التاسعة




.. هل تنجح أميركا بلجم التقارب الصيني الروسي؟ | #التاسعة