الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حلالة الباب (فاتحة الباب أو مقدمته)

مولاي جلول فضيل

2017 / 6 / 10
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


حلالة الباب (فاتحة الباب أو مقدمته) :
" يافتاح الباب حل بيبانك ياربي "

قد تراها كومة من الحصى والاحجار الصغيرة اذا لم تكن من أهل النية ، امام مدخل القصور في توات ولاية أدرار الجزائرية قديماً خاصة قصري تيلولين بشقيها (الشرفاء ، المرابطين) دون ان تدرك ماهيتها ومعناها ودلالتها ، لم يكن وجودها أبداً من محل الصدفة، بل انها جمعت بايادي الزائرين والقاصدين والدراويش وأهل النية ، تلك الكومة أو العرمة أو العرام من الحصى والاحجار في مداخل بعض قصور توات ، إنها تدعى حلالة الباب ، إن الناس قديما جل تعاملاتهم مستوحات من تعاليم وأداب القرءان والسنة النبوية ، قال تعالى :" يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون "
والرسول صلى الله عليه وسلم قال" إنّما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "
وأهل توات كانوا لايدخلون حتى المدن إذا لم يسلموا على أهلها ويدعون الله عند مداخلها وابوابها ويترحمون على امواتها .
أهل منطقة توات أي أهل ولاية أدرار الجزائرية كانوا عند زيارتهم القصور والقرى والمداشر يجلسون امام مدخل البلد الذي يقصدونه ويستقبلون القبلة ويدعون الله ان يجعل زيارتهم مقبولة وحاجتهم مقضية والمكان الذي يجلسون فيه كانوا يجمعون ويلمون ماوجد من حصى صغيرة في موضع يداهم على الارض ويضعونه امامهم مشكلين بتواترهم وتردداتهم وزيارتهم كومة أكبر ، كل من رأها سأل ما دلالة تلك الكومة أنه معلم ونقطة استشارية وتذكارية ، تجلب انتباه الزائر لتلك البلد والمسافر منها فيسأل عنها فيقال له انها حلالة الباب ، كي يتذكر الدعاء، ان كان مسافراً يدعوا بدعاء السفر أوكان داخلا البلد وقاصداً يدعوا الادعية الخاصة بدخول البلدان والمدن، وان يسلموا على أهلها ويترحموا على موتاهم ،و يدخلوها بسلام آمنين .
وكان الاطفال الصغار عندما يسمعون ابائهم بجوارها في مداخل القصور يدعون بطلب السعة في الرزق ، هم أيضاء مابين البرائة والدعاء والصغر يرسمون دوائر على التراب بأيديهم تعبر عن مدى حجم كسرة بيوتهم أي حجم كسرة الخبز التي يعدونها داخل بيوتهم ، فيرسم الواحد دائرة ويقول ياربي هذا حجم كسرتنا ، فاجعل حجم كسرتنا بهذا القدر ويرسم دائرة كبيرة.

يمكن القول ان تلك الكومة من الحصى التي يطلق عليها حلالة الباب ما هي إلا إشارة رمزية لتذكرك بدعاء السفر ودخول المدن وطلب الرزق . وتبقى رمز وصفحة من صفحات التاريخ المجيد لمنطقة توات وما جاورها من الصحراء والجزائر عموماً.

ومن ادعية السفر المتداولة عند أهل توات ما يلي:
" بسم الله ، الحمد لله ، سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وأنا إلى ربنا لمنقلبون ”
" اللهم أنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى ، اللهم هون علينا سفرنا هـذا واطوِ عنا بعده ، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل ، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل "
وإذا رجع قالهن وزاد فيهن " آيبون ،تآئبون ، عابدون ، لربنا حامدون "
ودعاء السفر للمقيم من أهل البلد ما يلي:
"استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه "
" أستودع ُ الله دينك وأمانتك ، وخواتيم عملك8 "
"زودك الله التقوى ، وغفر ذنبك ، ويسر لك الخير حيث ما كنت"
ومن أذكار الرجوع من السفر ما يلي "
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم كان إذا قفل من غزو أو حج يكبر على كل شرفٍ ثلاث تكبيرات ثم يقول :
لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير ،
آيبون ، تآئبون ، عابدون لربنا حامدون ، صدق الله وعده ، ونصر عبده وهزم الأحزاب
وحده “
على العموم حلالة الباب هي مجموعة حصى تجمعت في فواتح القصور بأيادي الزائرين والمسافرين والرحل، في المكان الذي يستقبلون فيه القبلة ويدعون اثناء سفرهم واثناء زيارتهم لتلك القصور ، وهي عبارة عن إشارة تجلب الإنتباه ، للدلالة ولتذكار بوجوب الدعاء أثناء الخروج من البلد والقدوم إليها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص