الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عادات الزواج في بلاد النوبة

عطا درغام

2017 / 6 / 14
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تعتبر بلاد النوبة بالنسبة لمصر إقليما حضاريا من خمسة أقاليم تتالف منذ فجر التاريخ، تتباين هذه الاقاليم في عاداتها وتقاليدها وفنونها والكثير من سماتها الثقافية.
وللزواج عند النوبيين نظمه وعاداته وتقاليده، وأغانيه ورقصاته، وأزياؤه وطقوسه ومعتقداته، انبرز من خلالها خبرة الحياة داخل حلبات السمر او الحكاية والاساطير.
وجدير بالذكر أن منطقة النوبة تسكنها ثلاث جماعات بشرية مختلفة هي الفاديجا وعرب العليقات والكنوز، وتختلف بعضها عن بعض في الأصول السلالية واللغة او اللهجة، مما ينعكس بالضرورة علي بعض العادات والممارسات.
وتسعي الدراسة التي قام بها الباحث مصطفي محمد عبد القادر وتحمل عنوان ( عادات الزواج في بلاد النوبة ) إلي رصد أوجه التشابه وملامح الاختلاف في هذه الممارسات بين جماعتي الفاديجا والكنوز، دون عرب العليقات وهي المجموعة الثالثة التي تسكن المنطقة
وترصد الدراسة أوجه التشابه وملامح الاختلاف بين جماعتي" الفاديجا" و" الكنوز" فيما يتعلق بالعادات والتقاليد والممارسات الاحتفالية المرتبطة باحتفالات الزواج من خلال طرق ممارستها عند كل من الجماعتين، سعيًا إلي فهم طبيعة الدور الذي يلعبه المكان في صياغة هذا التشابه ومدي تأثير الاصول العرقية في تحديد ملامح قدر من الاختلاف بين الجماعتين، فضلًا عن أن هذه الدراسة سوف تسعي إلي فهم ملامح هذا الاختلاف من خلال تقصي الأصول السلالية لكل جماعة، وأصل المناطق التي وفدت منها..
ويطرح الكاتب العديد من التساؤلات ، والتي يجب عنها في فصول الكتاب، ماهي تفاصيل العادات والتقاليد والممارسات المتعلقة بمناسبة الزواج عند كل من الجماعتين " الفاديجا" و" الكنوز"بدءا من تفكير الفتي في الزواج ومرورا باختيار الفتاة والخطوبة ثم الإعلان عن الفرح
وليلتي الحنة والزفاف وما بعدهما، متضمنة كافة المظاهر الاحتفالية المواكبة لها حتي تمام استقرار العروسين في بيت الزوجية أو بيت أحد أبوي العروسين بحسب الأحوال وانتهاء بالصباحية والسبوع والأربعين.
وأيضُا، إلي أي حد يلعب الاقتراب والتباعد السكاني دورُا في تحديد أوجه التشابه والاختلاف بين الجماعتين فيما يتلق بتلك المناسبة..؟
وكذا، ما هو الدور الذي تلعبه طبيعة المكان في تحديد أوجه التشابه فيما يتعلق بالعادات والمعتقدات المرتبطة بمناسبة الزواج بين الجماعتين؟
وإلي أي مدي يلعب كبار السن دورًا في ترسيخ هذه العادات والتقاليد عند كل من جماعتين..؟ وما هو دور وسائل الاتصال الجماهيري في صياغ جوانب التشابه في عادات الزواج عند الجماعتين بعد تهجيرهما إلي الموطن الجديد؟
وقد اختار الباحث قريتين من قري النوبة المصرية هما قريتا( أدندان) لجماعة الفاديجا" وقرية" توشكي غرب" ممثلة لجماعة الكنوز.
ويذكر الباحث الأسس التي دفعته إلي اختيار القريتين، فقرية "أدندان" كانت تقع قبل التهجير- في أقصي جنوب النوبة المصري السودانية مما يميزها عن باقي قري النوبة القديمة باحتفاظها بالكثير من العادات والتقاليد المرتبطة بمناسبات الزواج حيث لم يخالط سكانها غريب من غير، فضلًا عن أنها لم تتأثر ببناء خزان أسوان ولا بتعلياته المتعاقبة، فقد أقامت الدولة جسرًا بطول القرية عند التعلية الثانية سنة (1933) حال دون غمر مياه الخزان للأراضي الزراعية في مواسم التخزين. فاحتفظت القرية بأرضها ونخيلها مما وفر لها حياتها المستقرة وممارسة عاداتها وتقاليدها حتي التهجير النهائي للنوبيين سنة 1964. يُضاف إلي ذلك انتماء الباحث إليها مما سهل له طرق ووسائل الاتصال بالمعمرين من أهل القرية وملاحظة التفاصيل الدقيقة لممارستهم بالمشاركة معهم في ادائها.
أما قرية توشكي غرب وهي إحدي قري التوشكايين( ( شرق وغرب) وكلاهما من قري "الفاديجا". وكانت تقع علي الضفة الغربية للنيل إلي الجنوب من قرية"مصمص" وأن بينها وبين قرية"مصمص" منطقة شاسعة خالية من السكان. نزل بها نفر من الكنوز غمرت أراضيهم وبيوتهم تعليات الخزان بمياها وتبعهم آخرون من مختلف قري الشمال( الكنوز) واستقروا بهذه المنطقة وكونوا لهم سبعة نجوع يحمل كل منها اسم القرية التي وفد منها سكانها، وانضووا تحت لواء عمودية واحدة هي عمودية توشكي غرب الأصلية وهو من الفاديجا ،ولهم ثلاثة مشيخات فضلا عن سبع للفاديجا موزعة علي واحد وعشرين نجعًا.يُضاف إلي ذلك أن هذه القرية المشتركة لم يعد يفصل بين المجموعتين.
اعتمدت الدراسة علي أكثر من منهج يُعين عي فهم الموضوع، فاستخدم الباحث أدوات المنهج الأنثروبولوجي الذي يتمثل في الملاحظة بالمشاركة، المقابلة الاستطلاعية والمتعمقة ، الفردية والجماعية، وكذا المنهج الفولكلوري بأبعاده التاريخية والجغرافية والاجتماعية، فالبعد الزماني والمكاني لرصد العادات والتقاليد التي كانت سائدة عند كل من الجماعين قبل التهجير( أي قبل العام1964)- باعتبارها نقطة صفرية- وما طرأ عليها من تحول أو تغير بعد التهجير، بغرض التعرف علي أثر عملية التهجير علي عادات وتقاليد كل من الجماعتين وتكوين صورة حية ومتحركة لممارستهما لهذه العادات والكشف عنها وتحديد العناصر المحلية والعناصر الاجنبية في ممارسة تلك العادات خصوصا بعد إعادة توطينهما في قري التهجير ،
أما البعد الاجتماعي فيُعين علي فهم إثر الفوارق الاجتماعية في تقوية التشابه أو تعميق الاختلاف في ممارسة عادات الزواج عند كل من الجماعتين وما تمثله التنوعات البشرية والاختلافات العمرية في مدي الالتزام بهذه العادات وتناقلها عبر الأجيال.
وكذلك اعتمد الباحث علي المنهج المقارن، لرصد التباين بين عادات كل جماعة من الجماعتين في مختلف مراحل الزواج والممارسات المختلفة لأي من تلك العادات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرد الإسرئيلي على إيران .. النووي في دائرة التصعيد |#غرفة_ا


.. المملكة الأردنية تؤكد على عدم السماح بتحويلها إلى ساحة حرب ب




.. استغاثة لعلاج طفلة مهددة بالشلل لإصابتها بشظية برأسها في غزة


.. إحدى المتضررات من تدمير الأجنة بعد قصف مركز للإخصاب: -إسرائي




.. 10 أفراد من عائلة كينيدي يعلنون تأييدهم لبايدن في الانتخابات