الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علاقة حصار قطر بالضغط على أوروبا

الأسعد بنرحومة

2017 / 6 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


لمّا أعلنت الإمارات ومصر والسعودية نيابة عن أميركا قطع العلاقات مع قطر ومحاصرتها، كانت تتوقع الإدارة الأميركية أن تستجيب قطر بسرعة للشروط الأميركية. ولكن وقوف تركيا ودول كبرى في أوروبا وعلى رأسها ألمانيا ضد حصار قطر ودعوتها للحوار وفك الحصار هو الذي جعل ترمب (مع خلية العمل في البنتاغون) يصعد من الهجمة على قطر ويتهمها صراحة بأنها "دولة داعمة للإرهاب". وفي هذا تهديد صريح لتركيا ودول أوروبا بأن تنآى بنفسها عن دعم قطر وإلا فإنها سوف تلصق بنفسها تهمة "الإرهاب".

وفي حال رفض قطر الانصياع للشروط الأميركية وفي حال عدم تراجع أوروبا عن دعم قطر فإن المخطط الأميركي سوف يكون له تداعيات ليس على قطر بمفردها بل إنه سيمتد ليشمل أوروبا ذاتها التي سوف تتأثر من هذا الحصار القطري على مستويين:

أولًا: أن يتم قطع إمدادات الغاز القطري عنها بعد أن يتم إجبار قطر على إيصال الغاز إلى أوروبا عن طريق رأس الرجاء الصالح في صورة إذا ما تم غلق قناة السويس أمام ناقلاتها النفطية، وهذه تكون في حالة الحرب بين مصر وقطر. وإذا ما حصل ذلك فإنه يعني تعرض الغاز القطري إلى خطر عدم وصوله إلى محطات بيعه في أوروبا وآسيا في وقته بسبب تضاعف مسافة النقل ثلاث مرات عن طريق رأس الرجاء الصالح. ومن الطبيعي في هذه الحالة أن تستفيد روسيا من هذه الفرصة التاريخية وتزيد من ضخ غازها إلى أوروبا التي تحاول جاهدة التخلص من عبء تحكم روسيا فيها عبر إمدادات الطاقة. ومع ذلك فإن تحقق هذه النتيجة من حصار قطر بحرًا وبرًا وجوًا لمصلحة الغاز الروسي ليس هدفًا وضعته إدارة ترمب أمامها لمصلحة روسيا وهي تضرب حصارها على قطر وتتهمها بدعم "الإرهاب". إذ بمجرد قبول قطر للشروط الأميركية فإن إمدادات الغاز القطري إلى أوروبا وآسيا سوف تعود إلى طرق مواصلاتها وخط سيرها السابق عن طريق قناة السويس.

ثانيًا: أما أهم هدف تسعى أميركا لتحقيقه بشكل مقصود من وراء تداعيات الحصار على قطر فهو إيقاف الإستثمارت القطرية في دول أوروبا مثل بريطانيا والبرتغال وفرنسا وإيطاليا ودول أخرى مثل تركيا والبرازيل. فقد بلغ الاستثمار القطري في الخارج حوالي 500 مليار دولار، ناهيك عن الاستثمارات السرية التي تقدر قيمتها في حدود 1.7 ترليون دولار. ومن هنا فأميركا تريد تحويل تدفق هذه الأموال أو جزء كبير منها إلى أميركا مثلما فعلت السعودية مؤخرًا في عقود شراء الأسلحة والاستثمارات الفلكية التي أبرمتها مع أميركا أثناء زيارة ترمب للرياض. ومما يؤكد أن مسألة إيقاف الاستثمارات القطرية في أوروبا هو هدف مقصود من إدارة ترمب من وراء حصار قطر واتهامها بدعم "الإرهاب"، على خلاف موضوع الغاز الروسي، أن جولة ترمب الأخيرة قد انتهت بزيارته للفاتيكان حيث تم بحث الموضوع القطري مع البابا فرانسيس. لقد أراد ترمب من هذا اللقاء الحصول على دعم البابا، ممثل الكاثوليك المسيحيين، حتى يكون في صف سياسة أميركا، وبخاصة وأن قطر تملك استثمارات ضخمة في بلدان كاثوليكية مثل إيطاليا والبرتغال وفرنسا والبرتغال. فقطر مثلًا تملك نسبة 100% من أسهم الماركة الإيطالية فالنتينو، وتعتبر الشريك الثاني في ماركة فرزاتشي، فضلًا عن الأموال الضخمة التي تمتلكها الحسابات القطرية في البنوك الإيطالية. وبناءً على ما تقدم فإن ترمب أراد من وراء الأزمة القطرية إثبات قوة أميركا في الشرق الأوسط، كما أراد فرض هيمنة أميركا على قارة أوروبا وآسيا وإفريقيا من خلال الدور الإجرامي الخياني الذي تقوم به السعودية والإمارات ومصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز


.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود




.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991


.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع




.. مشاهد مروعة للدمار الذي أحدثته الفيضانات من الخليج الى باكست