الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الاحتفال براس السنة او ما يسمى بالناير
مولاي جلول فضيل
2017 / 6 / 15دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
الإحتفال بالناير في توات ولاية ادرار الجزائرية كان منذ القدم ، ويتم الإحتفال به في توات يوم الرابع عشر من شهر يناير من كل سنة ، وهو مناسبة فلاحية ، حيث كانت كل البيوت تقوم بطهي الأكل والتصدق به من طعام بلحم الدجاج وبيض وغيره وتوزعها على الأطفال . إن الناير يرتبط بعدة اساطير وحكايات تتفاوت من جهة لأخرى ، فكانوا يحتفلون به في توات ولا زالوا ، باعتبارها منطقة فلاحية محضة ولانه يعتبر رأس السنة الفلاحية او ما يسمى في المنازل الفلاحية الذبيح من منزلة سعد السعود الفلاحية والتي تنطلق من 11 عشر من شهر يناير حتى 30 منه
وفي هذه الفترة من الناير يبدأ نوار بعض النباتات في الظهور فيتم التبرك بهذه الفترة فتتزين النساء وتضع على شفتيها السواك وتحاول ان تظهر بابهى حلة كما انها نوَّارات أو ورود. والاسطورة المتعلقة بهذه الفترة تقول بأنه كان هناك رجل يسمى سعد عزم على السفر في هذه الايام من الشتاء فنصحه والده بأن يستعد لسفره ويستعين باللباس والفراش والحطب لانه سيتغير الجو إلا انه لم يأخذ بنصيحة والده ، ظاناً بان الجو يبقى على حاله ، واثناء سفره تغير الجو وتلبدت السماء وامطرت امطار غزيرة وهب جو بارد قارص فلم يجد حيلة ليتقي بها من هذا الجو المفاجئ ، والحل الوحيد الذي كان امامه هو ذبح ناقته ليحتمي بجلدها وفعلا قام بذلك فسمي هذا الوقت من سعد السعود بالذبيح لذبحه الناقة وبهذه الطريقة نجى خلال سفره فأخذ العوين من لحم الناقة ومن وبرها جلدها معطفا يتقي به سقيع البرد حتى نجي سعد ويا له من سعد السعود بنجاته.
الناير ايضا كان يوم للتبرك من اجل التضرع لله عز وجل ان يطيل فترة البرد ويهطل الغيث من السماء حتى يسقى وينموا القمح لانه كان الزاد الرئيسي للتواتيين وفي هذا الوقت يحتاج القمح المزروع للبرد والسقي بكثرة حتى ينموا ويزدهر حيث كان يقلل الماء على مختلف المزروعات عدا الحبوب من قمح وشعير، حيث في هذه الفترة كان يتم الاقتصاد من صرف الحبوب المدخرة حتى ينموا القمح الجديد ، لان نموه مقرون بمدى شدة البرودة وغزارة الامطار لما لهم من مساعدة في نمو ونضج حبوب القمح والشعير. فإذا لم يتسنى هذا يعني قلة حصاد الموسم ، لذا كان اهل توات والفلاحون عموما يحتفلون بهذا اليوم ويكثرون من الدعاء والصدقة سائلين الله عز وجل ان يجعل السنة الفلاحية سنة خير ووفرة وحصاد.
وللتداخل الكبير بين احتفال الفلاحين وراس السنة الميلادية عند المسيح ، والسنة عند الامازيغ، تداخلت الكثير من المعتقدات منها ما ينتمي الى هذا ومنها ما ينتمي إلى ذاك الذكرى واحدة لكن الكل له مقصده منها ومن الإحتفال بها لذلك لايمكن أن نقول إن الناير هو عيد فلان أو غيره فهو عيد الجميع والكل له مأربه ومقصده منه لايسعنني الا أن اقول بتعبير آخر إنه يوحد الكثير من الناس حوله ويجعل من المناسبة تشمل الجميع والكل يعتبره عيده .
ولهذا التداخل كانت في توات ايضا هناك شائعة بان شهر الناير شهر الساحرات والسحر فكانو يخوفون الاطفال ويحذرونهم من الأكل خارج الديار ، كما انهم كانوا يتجنبون الولادة في هذا الشهر ويقولون إن القطة هي الوحيدة التي تلد فيه.
ما اريد قوله ان شهر الناير الى جانب ماله من اهمية من حيث الفلاحة والزراعة والاحتفال والدعاء والتصدق من اجل ان يحفظ الله للفلاحين محصولاتهم الزراعية واهمها الحبوب بعنايته ،وان يوفر الغلة والحصاد، الا انه كانت تشوبه العديد من الحَكايا والاساطير المختلفة منها ماهو مفرح وما هو متشائم منه .
.
.
الكاتب : مولاي جلول فضيل
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. لمى مروان تا?مر حسين بن محفوظ بفتح محادثاته الخاصة ????
.. تركيا.. المعارضة في مواجهة انتخابية جديدة على رئاسة البلديات
.. بوتين: إذا زود الغرب أوكرانيا بمقاتلات إف-16 فستسقطها روسيا،
.. مليار وجبة طعام كانت تنتهي يومياً في سلات النفايات خلال عام
.. جورج خباز: لا خوف على الفنّ في منطقتنا اليوم، فالفنّ يولد من