الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الاستفتاء في الاقليم

كفاح حسن

2017 / 6 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


في صورة تظهر الحملة الدعائية التي تجري للاستفتاء المنوي إقامته في محافظات الإقليم.. علقت في مركز مدينة اربيل كتب عليها وداعا سايكس بيكو .. مرحبا بالدولة الكردية..
انني مضطر - مع الاسف - في البداية إلى التذكير بانني احترم حق الشعب الكردي في تقرير مصيره بالشكل الذي يريده دون تدخل أو ضغط من القوى الفاعلة في المنطقة.. اقول ذلك في البداية بسبب حساسية بعض الرفاق الاكراد من تناولنا قضاياهم المصيرية.. و لديهم دائما التهم حاضرة.. التعصب الشوفيني و الحقد القومي. فكل كلمة اكتبها نابعة من الوفاء لأبناء قرى و مدن الإقليم.. حيث قضيت اجمل ايام شبابي معهم.. و لست نادما على ذلك لا بالعكس انا فخور بذلك.
في البداية.. ان اتفاقية سايكس بيكو لم تكتب فقط ضد الشعب الكردي.. بل هي اتفاقية تقسيم غنائم الدولة العثمانية ما بين فرنسا و بريطانيا. و ان تمزيق هذه الاتفاقية لا يتم فقط من طرف واحد بل يشمل كل المنطقة بمختلف طوائفها و قومياتها.
اما بشأن الاستفتاء.. فهذا حق من حقوق أبناء الإقليم و العراق.. و لا غبار على هذا الحق.. و لكن علينا معرفة الخلفية وراء هذا الاستفتاء و الدوافع الحقيقية وراءه. و هنا بيت القصيد.. ان توقيت الاستفتاء جاء في وقت غير مناسب.. حيث لازال بلدنا في معركته المصيرية ضد داعش و من يقف خلفها.. كما أن الارتباط الاقتصادي و السياسي للإقليم بالعراق لا يمكن إلغائه باستفتاء تم ترتيبه على عجالة و من طرف واحد. كما انني لا أجد في ان الأحزاب السياسية الرئيسية الموجودة في الإقليم متفقة على المضي في الاستفتاء..
كما أنه هناك جراح يجب علاجها قبل الولوج في الاستفتاء.. و منها الجرح الكبير الذي جرى بعد ترك قوات البيشمركة لليزيديين و خذلانهم و رميهم في مصير مجهول و مأساوي و تسليمهم لقمة سهلة لداعش الذي ارتكب افضع الجرائم ضدهم .. جرائم لم يكن لها ان تحدث لولا الانسحاب المفاجيء لقوات البيشمركة من المنطقة.. ان الجرح اليزيدي جرح عميق يجب علاجه قبل الاستفتاء..
كما أنه من المهم أن يأتي استقلال الإقليم في خدمة أمنية الشعب الكردي في تشكيل دولته الموحدة من الأرجاء الأربعة.. ايران و العراق و تركيا و سوريا.. وواقع الحال يشير إلى صراع داخلي خطر بين الأحزاب و القوى الكردية في هذه الأرجاء.. هذا الصراع يذكرنا بانهيار جمهورية مهاباد بايدي كردية.. و التجربة القريبة في انفصال جنوب السودان و تشكيل دولته المستقلة أدت بالضد من حلم الجنوبيين و أدت إلى ولادة ميتة لدولة غرقت في الحروب الداخلية و الدمار الشامل..
كما أن العرف الديمقراطي في إجراء الاستفتاءات يتطلب حملة واسعة من النقاش الحر ما بين الأطراف التي تؤيد الانفصال و الأطراف التي تعارضه.. هذا النقاش الحر سيوفر للمواطن في الإقليم الفرصة في اتخاذ قراره الصحيح..
و اخيرا من الناحية الدستورية لا تعتبر نتائج الاستفتاء ملزمة .. لان الاستفتاء يهدف إلى التعرف على رأي الناس و ليس الأخذ به..
و اكرر بانني أتحدث من خلال حبي و اعتزازي بمواطني الإقليم و حرصي في ان يمارسوا حقهم الكامل في تقرير مصيرهم بالشكل الذي يريدونه..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السعودية.. شخص يطعم ناقته المال! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. الادعاء الأمريكي يتهم ترامب بالانخراط في -مؤامرة إجرامية-




.. هذا ما قاله سكان مقابر رفح عن مقبرة خان يونس الجماعية وعن اس


.. ترامب يخالف تعليمات المحكمة وينتقد القضاء| #مراسلو_سكاي




.. آخر ابتكارات أوكرانيا ضد الجيش الروسي: شوكولا مفخخة