الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أثر غياب التعليم في سوريا على التحاق الأطفال بالجماعات المسلحة

زوزان خلف

2017 / 6 / 16
التربية والتعليم والبحث العلمي


إن الاهتمام بتعليم الطفل يعد من أهم المعايير التي تقاس بها تقدم المجتمعات وتطورها، ومن حيث إن الأطفال مصدر الثروة الحقيقية لكل دولة فالاهتمام بتعليمهم يعني تنمية تفكيرهم وتلبية احتياجاتهم العقلية والفكرية والتي هي من أهم متطلبات التربية الحديثة لكل مجتمع، فالطفل هو رأسمال الدولة ولابد من إعداده بشكل يكون فيه قادراً على مواجهة الكم الهائل من المعلومات المتدفقة والمتزايدة كل يوم وقدرته على تحليلها والتمييز بين الخطأ والصواب وإصدار الحكم واتخاذ القرارت السليمة وهذا يتطلب الاهتمام بالأنظمة التعليمية وتطوير المناهج وطرق التعليم التي تساعد على تنمية تفكير الطفل لحمايته من الانجرار وراء الأفكار المنحرفة والضالة.
وإذا أخذنا سوريا نموذجاً فقد تفاقمت أزمة التعليم فيها كأي أزمة أخرى وازدادت بشكل كبير نتيجة ظروف الحرب، و توقف التعليم في أنحاء كثيرة من البلاد ومن المعلوم أن أي دولة تدخل في حالة حرب ترتفع فيها نسبة تسرب الأطفال من المدارس لعدم قدرتهم على الوصول إلى مقاعدهم الدراسية بسبب خطورة الطرق وتوتر الجو العام، إضافة الى ظاهرة النزوح الكبيرة من مناطق سكنهم وعدم توافر الظروف الملائمة لمتابعة تعليمهم، والحالة النفسية والاجتماعية والاقتصادية التي تلعب دوراً أساسياً في ترك عدد كبير من الأطفال لمدارسهم والتوجه للبحث عن عمل ضمن طاقاتهم وإمكاناتهم وقدراتهم، وحتى القانون الإلزامي الذي كان يجبر الأهل على تعليم أولادهم الى مرحلة محددة غاب مع غياب الأطفال عن المدارس وخروج الكثير من المدارس عن إطار عملها التعليمي ، فواقع التعليم في سوريا بعد عام 2012 بات سيئاً جداً و تشكلت فجوة كبيرة بين واقع التعليم ومتطلبات التربية الحديثة الامر الذي أثر بشكل مباشر على تعلم الأطفال وتفكيرهم، وهذا ما جاء في تقرير اليونيسيف (UNICEF: 2015) والذي أكد على توقف التعليم في 70% من المدارس السورية، أما ما تبقى من المدارس فإن التعليم فيه يعاني من عدم كفاية البرامج والأنشطة والأطر التربوية المؤهلة على إدارة برامج تربوية مساعدة على تنمية التفكير ورعاية الطفولة وهذا زاد من أعداد المتسربين من المدارس إلا أنه لايمكن توصيف الواقع التعليمي في سوريا بشكل دقيق بسبب عدم كفاية البيانات والإحصائيات المتعلقة بوضع التعليم فيها، والفوضى العامة التي تعاني منها البلاد بشكل عام.
إلا أنه لا يمكن التغاضي عن تحول ماهية الكثير من المدارس في سوريا بسبب دمارها أو تحولها إلى مراكز لإيواء النازحين أو تحويلها إلى مخازن للأسلحة من قبل الجماعات المسلحلة المسيطرة عليها مما زاد من معاناة الأطفال في سوريا من خلال عدم توفر البيئة التربوية والتعليمية المناسبة والكفيلة بتنمية التفكير السليم لديهم بالإضافة إلى عدم وجود برامج إثرائية تنمي تفكير الطفل خارج إطار المدرسة وبالتالي أثر كل ذلك على تفكير الأطفال من خلال عدم امتلاكهم لمهارات التفكير التي تميز لهم الخطأ و الصواب و تمكنهم من تحليل و تفسير و فهم ما يجري حولهم مما حولهم لشخصيات ضعيفة محدودة التفكير غير واثقة من نفسها مشتتة الذهن غير مدركة لحقيقة الواقع الذي يحيط بهم وبالتالي أصبح هؤلاء الأطفال مادة سهلة يمكن غسل دماغهم و استغلالهم في أعمال لا أخلاقية و تجنيدهم في الجماعات المسلحة في حين كان من المفروض أن يكون هؤلاء الأطفال هم الثروة التي ستبنى بها سوريا وليس السلاح الذي سيدمرها لذلك لابد من تدارك الأمر من خلال تدخل كل من الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني والجمعيات الحقوقية لإنقاذ الطفولة من الضياع و عدم تحول أولئك الأطفال لقنابل موقوتة بيد الجماعات المسلحة تفجرها متى تشاء.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا