الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قطر ... الجغرافية مفتاح لحل الكثير من المشكلات العالمية

فؤاد حمه خورشيد

2017 / 6 / 20
مواضيع وابحاث سياسية



قطر دولة صغيرة لكنها غنية ، بهذا الغنى ارادت ان تلعب دورا مؤثرا في تغيير انظمة الحكم أو سياسات الانظمة العربية السائدة مختارة في ذلك اسلوبها الخاص خلافا لما هو معروف في العلاقات الدولية ، فهي لم تتحالف مع دولة وتكتل دولي ، ولم تحول بلدها الى ترسانة لخزن الاسلحة الغالية الحديثة ، وهي لا تتمكن من استخدام جيشها الهزيل في التدخل العسكري، وليس لها ، جغرافيا ، ذلك العمق الستراتيجي الذي يحميها، لكن لديها المال الذي يمكن ان تشتري به الوكلاء والعملاء بشكل سري ومبطن يعمل ويقاتل من أجلها بالنيابة، مختارة من اجل ذلككل الفصائل الارهابية والدينية المتطرفة من مختلف الاشكال والالوان للتاثير على مصر والسعودية والبحرين وحتى الكويت ودول شمال افريقا العربية و حتى غير العربية كنايجيريا والنيجر وتشاد ومالي .
لم يكن بوسع هذه الدول شن حرب على هذه الدولة الصغيرة للاعتبارات الجيوبولتيكية( القاعدة الامريكية ، علاقاتها بايران وقربها منها ، علاقاتها العسكرية مع تركيا ذات نفس الاهداف، كونها اهم مصدر للتزويد بالغاز .. الخ ..فضلا عن تبعات الحرب ومشكلاتها )، لكنها وجدت ، بكل تعقل وحكمة ، ان اللجوء الى الجغرافية لحل لهذه ( المشكلة ) هو الطريق الاسلم ، والاكثر امنا ، وتكاليفا ، وقبولا لدى الرأي العام ، والمجتمع الدولي على حد سواء.
الحصارالاقليمي ( الجغرافي) والمقاطعة وسيلتان قانونيتان وشرعيتان يمكن استخدتمهما من قبل اية دولة ضد الدول والكيانات المعادية لها ، ويرتبط نجاح هاتين الوسيلتين بالموقع الجغرافي للدولة المحاصرة ارتباطا وثيقا ، فالدول المفتوجة على البحار العالمية قد لا تتاثر ، والاكثر تاثرا هي الدول ذات الموقع الجغرافي الحبيس ، وقطر، كشبه جزيرة ملتسقة بالمملكة العربية السعودية ، تعتبر من منظور الجغرافية السياسية ، ذات موقع جغرافي (شبه حبيس )وان كانت لديها إطلالة بحرية ، فضلا عن موقعا الهامشي بالنسبة الى شبه الجزيرة العربية وكونها شبه مطوقة من قبل جيرانها (السعودية والامارات والبحرين).
والحصار الجغرافي الفعال ( مع ابقاء باب الحل بالوسائل السلمية والحوار عبر الوسطاء مفتوحا) يجري الان عبر غلق الاجواء امام حركة الطيران القطرية من اي نوع كان ، منع سفنها من استخدام موانئ دول المقاطعة، عدم التعامل معها نقديا وماليا وتجاريا ، منع صادراتها ووارداتها من المرور عبر وسائل نقل دول المقاطعة ، قطع العلاقات الدبلوملسية معها او تنزيل درجتها هذه الاجراءات وغيرها ، بفضل الجغرافية ، اوقعت قطر في ارباك لم تكن تتوقعه من الناحية النفسية الاقتصادية والسياسية والدبلوملسية وحتى العسكرية ، فراحت تتوسل بالخفاء حلفائها ،المعدودين ،للوساطة !.وكان على قطر أن تأخذ موقعها الجغرافي بالحسبان وهي تتعامل بهذا الشكل مع دول جوارها الجغرافي العربي في الأقل .
ويطالب البيان المشترك الذي اصدرته السعودية ومصر والامارات والبحرين وبياناتهم اللاحقة بشأن هذه القضية، قطر بتغيير سياستها باتجاه التضامن الخليجي والكف عن تمويل اودعم الارهاب ، والالتزام باتفاقياتها بهذا الشأن وبخاصة اتفاق عام 2014 ، ومنع ايواء الارهابيين في اراضيها، والكف عن التدخل في شؤون البلدان العربيةالداخلية.
لقد انجزت كل من السعودية ومصر والامارات والبحرين قراراتهم بشأن المقاطعة والحصاروالتي لا رجعة منها ، والتي سوف لن ترفع مالم تعيد قطر حساباتها وتعدل سياساتها ، وتلتزم باتفاقاته ضمن دول مجلس التعاون الخليجي ، وتقدم ضمانات بذلك كما تطالبها دول المقاطعة بذلك .
الحصار الجغرافي وتداعياته الجيوبولتيكية ، على المستوى العالمي وتجاوب اغلب القوى الكبرى مع مطالب دول المقاطعة ، كفيل باسقاط كل مراهنات دولة قطر الصبيانية في تعاملها مع الاهاب الدولي لاسقاط جيرانها وإيقافها عند حدها، وكفيل ايضا باجبارها على نبذ هذه السياسة الفاشلة التي اضرت بالعديد من الدول والهبت الكثير من ساحات العالم الآمنه بدون حق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإيراني يحتفل بيومه الوطني ورئيسي يرسل تحذيرات جديدة


.. زيلينسكي يطلب النجدة من حلفائه لدعم دفاعات أوكرانيا الجوية




.. الجيش الإسرائيلي يعلن إصابة 14 جنديا جراء هجوم لحزب الله الل


.. لحظة إعلان قائد كتيبة إسرائيلية عن نية الجيش اقتحام رفح




.. ماذا بعد تأجيل الرد الإسرائيلي على الضربة الإيرانية؟