الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التكفير مطلقا..والتكفير الديني خصوصا.

محمد جابر الجنابي

2017 / 6 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


إن خطر التكفير( مهما كانت ايديولوجيته وانتماءاته) لا يقل عن بقية المخاطر التي يواجهها المسلمون خصوصا والبشرية عموما ، بل هو الخطر الأكبر و مصدر كل الأخطار والشرور والأزمات والدمار، لأنه يتحكم بالأوطان والشعوب بطريقة تقوم على أساس الفكر والخطاب القمعي والانفعالي، واستنفار الصراعات، وإشعال الفتن، وتفتيت النسيج المجتمعي، وتقطيع أواصر الوحدة والتماسك والمحبة، وإشاعة الفوضى والأزمات التي تتغذى وتعتاش عليها، وتغليب المصالح الشخصية والنفعوية والفئوية على مصلحة الوطن وبني البشر،
والتكفيرعبارة عن تشدد وتعصب وتحجر فكري وسلوكي، يحيط نفسه بسور يدفع به نحو الانغلاق والتقوقع فيشعر صاحبه متوهما بأنه الحقيقة المطلقة التي يجب أن يذعن إليها الجميع ولو قسرا مما يدعوه إلى ممارسة العنف والقمع وإلغاء الآخر، ولذلك نجد أن مَن يتبنى هذا المنهج الإقصائي لا يملك إلا قناعات وأفكار ورؤى جامدة لا تنطلق به نحو آفاق الحياة الواسعة وثقافة التعايش السلمي واحترام الآخر، ولهذا يعمد اصحاب هذا النهج دائما إلى تغذية قواعدهم بثقافة مضطربة تقوم على أساس الغلبة وتقديم المصالح الفئوية على المصالح العامة، وعلى هذا المنهج تصدر الفتاوى والأحكام والقوانين والسنن والمواقف وتُرسم المشاريع وتُحاك المخططات فهم يهيئون الأجواء والظروف والأفكار والنفوس لمشروع تكفيري اقصائي قاتل سافك للدماء تحت عنواين برّاقة لخداع واستقطاب القواعد الشعبية من حيث لا يشعرون حتّى الوصول إلى استحكام المشروع، ثمّ الانقلاب على شعوبهم إن استلزم الأمر، وتصفيتِهم بالمبررات نفسها في تصفيّة الآخرين، وتشتد خطورة التكفير عندما يُغلَّف بغطاء ديني كما هو الحاصل في اغلب الأحيان،
ولهذا صار لزاما على جميع من يعيش في هذا الوطن خصوصا، والبشرية عموما دراسة وتحليل الأثر المدمر لنزعة التكفير وما بثه ويبثه من سموم الفرقة التي ادت الى تمزيق وحدة المسلمين خصوصا وغيرهم عموما بعمق ودراية وحساب ما تثمره هذه النزعة المقيتة من اشواك الكراهية والاحقاد، وفق ضوابط موضوعية لحصد ما يترتب عن ذلك من تشرذم وانقسامات فيها ضياع المجتمع، وكذلك لابد من مراجعة مراجع التعليم في عموم مدارس وجامعات الدول الاسلامية، وغيرها واحكام السيطرة التربوية والتعليمية على الآليات والبرامج المنهجية التي تخلف فوضى الحكم بالكفر والفسق على الاديان السماوية عموما والمسلمين خصوصا، فضلا عن غيرهم من بني البشر، حتى نقطع دابر التنظيمات المتشددة التي اخذت من التكفير وخصوصا فكر ابن تيمية منهجا وفكرا ورسالة لتستعيد الأمة وحدتها وقوتها وقدرتها على مواكبة الأمم المتقدمة، وتنعم البشرية بالسلم والسلام والوئام والتحضر بعد ان يتم استئصال كل الوان التكفير الديني وغيره.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف مستمر على مناطق عدة في قطاع غزة وسط تلويح إسرائيلي بعملي


.. عقب نشر القسام فيديو لمحتجز إسرائيلي.. غضب ومظاهرات أمام منز




.. الخارجية الأمريكية: اطلعنا على التقارير بشأن اكتشاف مقبرة جم


.. مكافأة قدرها 10 ملايين دولار عرضتها واشنطن على رأس 4 هاكرز إ




.. لمنع وقوع -حوادث مأساوية-.. ولاية أميركية تقرّ تسليح المعلمي