الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إقليم كوردستان: الإستقلال وحصار قطر!

ضياء رحيم محسن

2017 / 6 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


تتعالى التصريحات المعترضة على ما يريد ان يقوم به الإقليم الكردي في العراق، خاصة وأن هذه الإعتراضات تأتي من دول كان يعول عليها قادة الإقليم كثيرا، فيما يريد أن يقوم به وهو الإستقلال عن العراق.
لا نريد الدخول في أحقية او عدم أحقية الإقليم في الإنفصال عن العراق، فهذا الموضوع تناولناه سابقا، ولكننا نريد التعرض الى مسألة قد تكون غابت عن بال القادة الأكراد.
يعلم جميع قادة الكتل والسياسيين في عراق ما بعد عام 2003، أن من أوصلهم الى ما هم عليه اليوم هم الأمريكان، والأمريكان هم من رسم خارطة العراق الجديد، وهم أيضا من وضع نسبة 17% في موازنة العراق، وهم من وضع المادة 140 في الدستور العراقي، وهم أيضا الذين حددوا حدود الإقليم الكردي في العراق؛ لكن لم يقولوا لمسعود البرزاني أنك سوف تشكل دولة مستقة في هذه الجزء من العراق، لسبب بسيط هو أنهم يحترمون التاريخ ويعرفونه حق المعرفة، لذلك لم يتورطوا بأن يعطوا وعدا للأكراد بأن تكون لهم دولة مستقلة، كما فعلت بريطانيا العظمى، بإعطاء اليهود وعدا بأن تكون فلسطين وطنا لهم.
نسمع كثيرا عن الإعتراضات المستمرة من بلدان، كان السيد البرزاني يأمل بأن تقف الى صفه في معركة الإستقلال هذه، ومع ذلك فلو افترضنا أنه ذهب بعيدا في مسألة الإستفتاء ونجح في الحصول على نسبة من الأصوات لصالح الإستقلال، فهل أن السيد البرزاني مستعد فعلا لما بعد تشكيل الدولة الكردية الإفتراضية؟ وهل وضع في حساباته كيف يدير الإقتصاد الكردي، والذي يقول له خبراء في الإقليم بأن سيكون ضمن أقوى إقتصادات في العالم، وهم بهذا يحاولون الضحك عليه، كما فعلوا من قبل بصدام، عندما صوروا له بأنه يستطيع أن يكتسح العالم بجيشه، والذي اضطر الى أن يجر أذيال الهزيمة عام 1991 ومن بعدها العام 2003.
قطر دولة تقع على الخليج العربي، ولها منفذ على البحر، ومع هذا استطاعت السعودية والإمارات والبحرين التأثير على إقتصادها، عندما قطعت هذه الدول علاقتها بقطر وفرضت عليها حصار إقتصادي، وكما قلنا فإن قطر لديه منفذ على البحر، لكن بورصة قطر شهدت إنخفاضا كبيرا في أسهمها نتيجة هذا الحصار، كما أن الناس هناك اضطروا الى تخزين المواد الغذائية في بيوتهم خشية تعاظم الأزمة مع هذه الدول الى أبعد من ذلك، وإذا ما أخذنا بنظر الإعتبار مسارعة إيران وتركيا الى مساعدة قطر، فإن الوضع كان سيكون سيء الى درجة لا يمكن ان يتوقعها المسؤولين القطريين.
ماذا سيكون وضع الدولة الكردية، لو أن الدول المحيطة به فرضت حصارا عليه، وهو بدون مفذ بحري، ولا يرتبط بأي دولة غير الدول التي لا تريد أن تكون هناك دولة كردية بحدود برية، أجد أن الوضع سيكون أسوأ بكثير من وضع دولة قطر، بملاحظة أن هناك من يتربص بالسيد البرزاني ليطيح به، سواء من داخل الإقليم أو من خارجه، حتى أولئك الذين يعتبرهم البرازاني حلفاء له في حربه ضد الإرهاب، وأولئك الذي يغدق عليهم بالأموال والحماية من العرب السُنة الهاربين من عدالة حكومة المركز.
خلاصة القول، نجد أن السيد مسعود البرازاني يذهب الى حافة الهاوية بالإقليم، بحيث أننا نشك كثيرا في بقاء الإقليم على حاله إذا ما أراد تنفيذ الإستفتاء على الإستقلال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اقتصاد كردستان
صباح ابراهيم ( 2017 / 6 / 23 - 22:42 )
سوف لن يفشل مسعود الباراني في بناء الدولة الكردية المستقلة ذات الاقتصاد المتين المعتمد على
ورادات لبن اربيل الشهير وكباب السليمانية . فهذا يكفي لتسديد رواتب البيشمركة وبناء دولة عصرية .

اخر الافلام

.. التجسس.. هل يقوض العلاقات الألمانية الصينية؟ | المسائية


.. دارمانان يؤكد من الرباط تعزيز تعاون فرنسا والمغرب في مكافحة




.. الجيش الأمريكي يُجري أول قتال جوي مباشر بين ذكاء اصطناعي وطي


.. تايلاند -تغرق- بالنفايات البلاستيكية الأجنبية.. هل ستبقى -سل




.. -أزمة الجوع- مستمرة في غزة.. مساعدات شحيحة ولا أمل في الأفق